دعا 200 من كبار مسؤولي الاقتصاد الإسرائيلي، اليوم الأحد، رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى التحرك من أجل تغيير جوهري وفوري في جدول أعمال الموازنة من أجل منع وقوع كارثة اقتصادية إسرائيلية طويلة الأمد.

جاء ذلك في رسالة موجهة من أعضاء منتدى الأعمال، الذي يتكون من رؤساء حوالي 200 شركة من أكبر الشركات في الاقتصاد الإسرائيلي، إلى نتنياهو ووزير ماليته بتسلئيل سموتريش، وفقا لما ذكرته القناة ال12 العبرية.

وبحسب القناة فقد طالب كبار المسؤولين الاقتصاديين الإسرائيليين بإعادة النظر في جميع ميزانيات التحالف وأي ميزانية أخرى لا تتعلق بإدارة الحرب ودعم الاقتصاد".

وأفيد بالأمس أنه من المتوقع أن تحصل وزارة المالية الإسرائيلية على موافقة الحكومة على تحويل مبلغ 300 مليون شيكل لتعليم اليهود المتشددين.

وأعلن معسكر الدولة الذي يتزعمه بيني جانتس، عضو حكومة الطوارئ، أنه يعتزم معارضة تحويل الأموال.

وكتب أعضاء المنتدى: "على الرغم من أننا كنا بالفعل في منتصف الحرب لمدة شهر، إلا أنه لم يتم إطلاق خطة اقتصادية مهمة بعد لدعم الاقتصاد وخاصة الشركات والأسر المتضررة".

وأضافوا "معظم التصريحات لم تتحول بعد إلى أفعال، وفي هذه الأثناء تنهار مئات الشركات وكذلك الأسر. لقد حان الوقت للتوقف عن الكلام والبدء في العمل".

وأكدوا  "إن خلق اليقين الفوري في الظروف الصعبة للحرب، للشركات - الصغيرة والكبيرة - وكذلك للأسر، أمر ضروري. أي تأخير في تنفيذ تدابير كبيرة يؤدي إلى أضرار لا يمكن إصلاحها، والتي سوف يستغرق وقتا طويلا لاستعادة، حتى بعد الحرب".

وأضافوا "هذا وقت العمل وليس الكلام. إن الخطة الجيدة، ولكن غير الكاملة، التي سيتم تنفيذها على الفور ودون بيروقراطية غير ضرورية، أفضل من الخطة الممتازة التي سيستغرق تنفيذها وقتا".

واستطردوا "إننا ندعو رئيس الوزراء ووزير المالية إلى التوجيه بتنفيذ جميع الدعم والمزايا والقروض التي تضمنها الدولة وغيرها من التدابير فورا، ابتداء من اليوم، دون بيروقراطية أو لجان أو غيرها من العمليات التي يتجاوز ضررها فائدتها بشكل لا نهائي، بالتأكيد في الوقت الذي يكون فيه خلق اليقين هو الهدف الأهم".

واختتموا "وفي الوقت نفسه، نناشد رئيس الوزراء ووزير المالية أن يعلنا على الفور إلغاء جميع ميزانيات التحالف وتلك التي لا علاقة لها بالحرب وتحويل جميع الميزانيات لمنع حدوث ضرر لا يمكن إصلاحه للاقتصاد".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: بنيامين نتنياهو الاقتصاد الإسرائيلي وزارة المالية الإسرائيلية

إقرأ أيضاً:

بدء العد التنازلي لنتنياهو

 

لم يكن بنيامين نتنياهو في وضع أسوأ من وضعه الحالي، فكل شيء في المنطقة يجري عكس ما يشتهي نتنياهو، ولا يوجد ما يشير إلى أنه سوف يستطيع استعادة زمام المبادرة، بعدما كان الانخراط الأمريكي المباشر في الحرب الذي حصل عليه في صيف العام الماضي وتعزّز بعد وصول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، قد أنقذه من مأزق محتوم كان واضحاً أن حرب الطوفان والإسناد قد وضعته فيها حتى تموز 2024م، قبل زيارة واشنطن، حيث كان القتال في غزة يسجل إنجازات للمقاومة، بينما كان الشمال يشتعل بصواريخ المقاومة، وكان عدد المتظاهرين طلباً لوقف الحرب قد بلغ نصف مليون متظاهر، وقد انقلب المشهد كلياً بعدما استردّ نتنياهو زمام المبادرة عبر عمليات اغتيالات طالت قادة حركات المقاومة في لبنان وفلسطين وتفجيرات البيجر واللا سلكي وكلها تبدو البصمات الأمريكية واضحة عليها، وقد تتابعت بسرعة خلال شهرين ما بين اغتيال رئيس حركة حماس إسماعيل هنية أواخر تموز، واغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أواخر أيلول، بعد عودة نتنياهو من واشنطن، هذه المرّة تبدو واشنطن من جهة عالقة في البحر الأحمر ولا ينقذها إلا وقف الحرب على غزة وفق اتفاق تقبله المقاومة، ويعتبر اليمن أن سبب إقفال الممر المائي الاستراتيجي أمام السفن المتجهة نحو موانئ كيان الاحتلال قد زال، وتعتبر واشنطن أن مبرر حربها قد زال بالمقابل، وتبدو واشنطن من جهة ثانية منخرطة في مفاوضات جدّية مع إيران، قبلت واشنطن خلالها تجاوز شروط مسبقة شكّلت عناوين احتجاج الرئيس الأمريكي على الاتفاق السابق ومبررات الانسحاب منه، وفي طليعتها البرنامج الصاروخي الإيراني ودور إيران في الإقليم ودعمها لحركات المقاومة، وبالرغم من التجاذبات المتوقعة في المفاوضات التقنية يتحدّث الرئيس دونالد ترامب عن تفاؤل بقرب التوصل إلى اتفاق دون الأخذ بطلبات نتنياهو، ولا بصيحات الحرب التي يطلقها، بعدما كشفت الحرب الأمريكية على اليمن محدودية القدرة العسكرية الأمريكية في تغيير المشهد السياسي في المنطقة، وتحولت إلى رسالة لأمريكا حول ما ينتظرها في الحرب على إيران بدلاً من أن تكون رسالة أمريكية لإيران حول ما ينتظرها إن رفضت شروط واشنطن التفاوضية، وأمريكا مستعجلة للتخفف من ملفات تعيق تفرغها لمعركة مفتوحة تجارياً مع الصين حتى لو تمّ التوصل إلى اتفاق تفاوضي ينهي أزمة الرسوم الجمركية، حيث تعود الأولوية الأمريكية للاقتصاد، في السياق ذاته الذي تجري فيه الحركة الأمريكية نحو روسيا، خصوصاً أن واشنطن ضمنت بتدخلها رفع التهديد عن “إسرائيل”، بينما انتقل ضغط الملف الإنساني في غزة وضغط قضية الأسرى الى البيت الأبيض، بينما تبدو حرب نتنياهو قفزة في المجهول بلا أفق، بالتوازي مع التبدل في اتجاه المشهد الأمريكي، تغيّر في اتجاه المشهد العسكري، حيث القتل والتدمير بوحشية استنفد اختبارات التأثير على الرأي العام وظهرت الحركات التي يمكن إطلاقها بوجه المقاومة، رغم المساهمات العربية والفلسطينية، هشة وضعيفة وهامشية، بينما بدت المقاومة أكثر تشدداً في مطالبها، خصوصاً مع الإعلان عن تمسك المقاومة بصفقة شاملة ورفض السير مجدداً باتفاق على مراحل، ما جعل العمل العسكري البرّي ضرورة لا غنى عنها. وهنا بدأت بالظهور صور متعاكسة للجانبين، فعلى الجانب الفلسطيني ظهرت مقاومة منظمة بروح معنوية عالية، وقد ضمّت إلى صفوفها آلاف الشباب الجدد، ومقابلها على الجانب الإسرائيلي هناك عجز في الوحدات المقاتلة وتمرّد في الاحتياط وعرائض احتجاجية لآلاف العسكريين ضد الحرب، والنتيجة عودة النزيف بقوة إلى صفوف جيش الاحتلال، وهذه نتيجة مرشحة للتصاعد كلما استمرت الحرب.

في الداخل الإسرائيلي هناك مزيد من الاتساع في دائرة الاحتجاج، وتصاعد في الملفات القضائية التي تلاحق نتنياهو وحكومته، خصوصاً أمام المحكمة العليا، وانضمام الرئيس السابق للشاباك رونين بار إلى صفوف شهود الخمسة نجوم المستعدين للذهاب إلى النهاية في مطاردة نتنياهو بملفات محكمة، بينما تشير استطلاعات الرأي العام الى تراجع مريع في شعبية الحرب التي صارت هي نفسها شعبية نتنياهو، وقد كان لافتاً ما نقلته القناة 13 عن أن “25,1 % فقط من الإسرائيليين يؤيّدون استمرار الحرب على قطاع غزة، و63,7% من الإسرائيليين يؤيدون إنهاء الحرب وإعادة جميع الأسرى”، وهي نسبة غير مسبوقة، حيث بقيت نسبة مؤيدي نتنياهو والحرب عند عتبة 38% في أسوأ المراحل السابقة بالنسبة لنتنياهو.. دوائر التأثير الثلاث تتحرّك على إيقاع عناصر ثابتة تزيدها زخماً، حيث يخسر نتنياهو مزيداً من الاستعداد الأمريكي لتغطية حربه التي تريد توظيف القدرة الأمريكية لتحقيق انتصار وليس لرفع تهديد كما كان الحال من قبل، كما سوف يظهر مزيد من نزيف جيش الاحتلال وتراجعه مقابل تصاعد ما تظهره المقاومة من فعالية وحضور، بينما الوضع الداخلي يشهد وسوف يشهد مزيداً من الحصار لخيارات نتنياهو في ضوء الأفق المسدود أمام حربه في تحقيق إنجازات من جهة، والكلفة العالية المترتبة عليها من جهة مقابلة.

 

*رئيس تحرير جريدة البناء اللبنانية

 

مقالات مشابهة

  • مسؤول إسرائيلي: نتنياهو يخطط لإنهاء حرب غزة في أكتوبر
  • هل تنتهي حرب غزة في هذا الموعد؟: مسؤول إسرائيلي يكشف عن خطة مثيرة ومفاجئة لنتنياهو
  • مسؤول إسرائيلي: نتنياهو يسعى لإنهاء حرب غزة في هذا الموعد
  • السوداني: أهمية إسهام الشركات الإيطالية في النهضة الشاملة التي يشهدها العراق
  • البنك الدولي يضغط لرفع الدعم.. والعبدلي يحذر من كارثة اقتصادية واجتماعية في ليبيا
  • بدء العد التنازلي لنتنياهو
  • مسؤول أممي: نفاد الإمدادات وتقلص قدرة منظمات الإغاثة في جميع أنحاء غزة
  • سيد عبد الحفيظ.. نداء عاجل من أحمد موسى لإدارة الأهلي
  • مسؤول في حماس: الحركة مستعدة لإطلاق سراح جميع الرهائن في صفقة لإنهاء حرب غزة
  • إعلام إسرائيلي: سموتريتش أوصل رسالة تهديد شديدة وواضحة جدا لنتنياهو