كاروز الديار المصرية.. قصة مؤسس الكنيسة القبطية
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
تذكار تكريس كنيسة مارمرقس الإنجيلى وظهور رأسه فى الإسكندرية
لمحات تاريخية عن تأسيس المرقسية فى الشرق
«السلام لك يا مارمرقس يا ابن أرسطوبولس.. يا كاروز باسم إيسوس مولود فى القيروان.. اسمك فى كل مكان خالد كل الأزمان»، بهذه الكلمات يحتفل الأقباط فى جميع الكنائس الأرثوذكسية هذه الأيام، وتقام الصلوات خلال النهضة الروحية بمناسبة ذكرى تكريس كنيسة وظهور رأس مؤسس الكرازة المرقسية فى مصر.
تمتلئ جنابات الكنائس المصرية، يوم الجمعة المقبل، احتفالًا بهذه المناسبة وتشهد ترديد تمجيد القديس مارمرقس المؤسس للكنيسة الشرقية العريقة التى تتفرد عن غيرها من كنائس فى كثير من الأمور، وتحتل مكانة مميزة بين العالم المسيحى، باعتبارها منبعاً لعدد كبير من الشخصيات والأحداث المؤثرة فى التاريخ البشرى.
مارمرقس.. مسيرة عامرة
من مدينة تعرف بـ«القيروان» إحدى المدن الخمس الغربية فى ليبيا حيث تقبع بلدة ابرياتولس، سطع نور المعرفة حين ولد القديس مارمرقس، الذى حمل اسم السيد المسيح، كالمصباح يضىء به أقطار الأرض، ويغزو الصحراء والمدن متسلحًا بمبادئ الكتاب المقدس، ساعيًا لنشر الديانة المسيحية وتأسيس الكنيسة المرقسية.
لمحات عن حياة مؤسس الكنيسة المصرية
ولد هذا القديس فى كنف أسرة متدينة والده يدعى «أرسطوبولس» وهو على قرابة من القديس بطرس الرسول حسبما ذكرت الكتب المسيحية، وبعدما تعرضت أسرته إلى الهجوم المتبربر فى عهد أغسطس قيصر، ذهب برفقتهم إلى فلسطين وشهدت رحلتهم معجزة «الأسدين» الشهيرة وعند وصولهم إلى «القدس» التقوا بالسيد المسيح وعاشوا فى خدمته.
كان القديس مرقس أحد السبعين رسولًا الذين اختارهم المسيح للخدمة، وأسس الكرازة المرقسية فى مصر، حين جاء إلى مدينة الإسكندرية التى كانت فى ذلك الوقت مركزًا هامًا للثقافة وتشتهر بين أوساط الفلاسفة والعلماء، حتى أنها شهدت انتشار العديد من النسخ المترجمة لكتب الوثنية، ورأى هذا القديس أنها النقطة الأفضل لبدء الكرازة حتى تنبعث منها نفحات العقيدة المسيحية، ولهذا السبب أطلق عليه اسم «مرقس البشير»، كما يؤول إليه الفضل فى تدوين وكتابة «الإنجيل» الذى دون فيه حياة المسيح ومعجزاته، ولذلك يلقب أيضًا بـ«الإنجيلى»، وورد ذكر هذا القديس فى كثير من الأسفار مثل «الأعمال والرسائل» باسم «يوحنا» وهو اسم عبرى يعنى «يهوه حنان»، ثم عرف باسم مرقس وهو اسم رومانى الأصل ويعنى «مطرقة».
أسس مارمرقس فى نشر المسيحية
يقول قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، عن مارمرقس إنه كان ذا هدف واضح فى خدمته وهو التكريس، كما أنه عُرف بـ«الدقة» وبرزت هذه الدقة من خلال المسار الذى اختاره لانطلاق خدمته، فقد ذهب فى بادئ الأمر إلى موطن ميلاده بليبيا، وهناك انطلق إلى الواحات ثم الصعيد ودخل إلى الإسكندرية على الأرجح كما ورد فى الكتب المسيحية عام 60 ميلاديا، لا عجب من اختيار مارمرقس مصر حتى تكون هى منبع المسيحية فى الشرق فقد اتبع المسيح فى كثير من جوانب الحياة، فقد اختارت العائلة المقدسة أرض الكنانة فى أدق مراحل حياتها حتى تحتمى فى أحضان ترابها الآمن والمبارك ولذلك اعتمد على مصر كنقطة انتشار بعدما انطلق من مسقط رأسه.
كما أسس مدرسة لاهوتية قائمة على طريقة «السؤال والجواب» وحرص خلالها على تعليم اللاهوت والفلسفة والمنطق والطب والهندسة والموسيقى واستمر يرعى هدفه حتى استشهد عام 68م، ولكنه اعتمد فى خطة تحقيق هدفه على الوقت، يقول البابا تواضروس أيضًا أنه كان دائمًا يوضح قيمة الوقت فقد كرر فى إنجيله كلمة «الوقت» 42 مرة، وهو ما يوضح أهمية هذا العامل فى حياته وأول علامة فى التكريس الناجح.
أول مصرى يساند مارمرقس فى رحلته
كان أول مصرى يقبل الإيمان المسيحى آنذاك هو «أنيانوس الإسكافى» الذى أصبح فيما بعد هو البطريرك الثانى، واعتبر القديس مرقس الإسكندرية النقطة المركزية التى انطلق منها إلى المدن الخمس وروما، ثم عاد إليها عام 65م.
عرف هذا القديس فى المراجع التاريخية بـ«مبدد الأوثان» الأمر الذى خلق له العداء مع حكام عصره فأمروا بقتله على عدة مراحل، وبعدما استشهد سرق التجار البنادقة جسده عام 827م ووضع فى روما.
دور الأقباط فى عودة رفات القديس
استطاعت جهود الكنيسة المصرية فى عهد مثلث الرحمات البابا كيرلس السادس، استرجاع جسد القديس مارمرقس من روما عام 1968م، بعد غياب عشرة قرون وشيد له مذبحًا مقدسًا بالكاتدرائية المرقسية فى العباسية وكان أحد أهم الأحداث التاريخية التى شهدها العالم المسيحى فى مصر وخارجها آنذاك.
شهدت الكاتدرائية المرقسية فى هذا اليوم احتفالًا كبيرًا وأقيم قداس إلهى حمل فى نهايته البابا كيرلس السادس رفات القديس إلى حيث أودعها فى مزاره الحالى تحت الهيكل الكبير فى شرقية الكاتدرائية، كان ذلك بحضور الرئيس جمال عبدالناصر والإمبراطور هيلاسلاسى الأول حاكم إثيوبيا آنذاك وعدد كبير من رموز المجتمع المصرى.
بطاركة الكنيسة القبطية
تفيض الكنيسة المصرية بالعديد من الميزات التى وضعتها فى مقدمة المنابر المسيحية العالمية وجعلتها محط أنظار العالم لما تتفرد به من طقوس وتعاليم وشخصيات، جلسوا على الكرسى المرقسى وبلغ عددهم 118 على مر تاريخ البطاركة، رسخ كل منهم مبدأ وتعاليم مسيحية.
احتفالات خاصة بـ«كاروز» الديار المصرية
يشهد الأقباط عدة احتفالات خاصة بالقديس مارمرقس خلال العام، فهناك ذكرى استشهاد كاروز الديار المصرية حسب التقويم القبطى، «30 برمودة»، وفى تاريخ 15 بؤونة تحتفل بذكرى استلام الكنيسة القبطية رفات القديس مارمرقس الرسول، وفى تاريخ «30 بابه» ذكرى تكريس كنيسة والعثور على رأس القديس مارمرقس.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: القيروان مصر هذا القدیس
إقرأ أيضاً:
عاجل - اجتماع رمزي بين زيلينسكي وترامب في كاتدرائية القديس بطرس قبيل جنازة البابا فرانسيس
وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لقاءه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي جرى داخل كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان، بأنه كان "رمزيًا للغاية"، مشيرًا إلى أن الاجتماع قد يحمل طابعًا تاريخيًا إذا أسفر عن نتائج ملموسة.
تفاصيل اللقاء بين زيلينسكي وترامبأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عبر منشور له اليوم السبت على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، أن الاجتماع كان جيدًا وشمل مناقشات خاصة حول قضايا بالغة الأهمية.
أبرزهم ترامب وماكرون.. شاهد ملوك وزعماء العالم يودعون البابا فرنسيس عاجل - ترامب وزوجته ميلانيا يودعان البابا فرنسيسوكتب قائلًا: "ناقشنا الكثير من الأمور على انفراد، آمل أن نحقق نتائج في كل ما تناولناه، بدءًا من حماية أرواح شعبنا، إلى وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط، وصولًا إلى تحقيق سلام موثوق ودائم يمنع اندلاع حرب أخرى".
وأشار زيلينسكي إلى أن الاجتماع كان رمزيًا للغاية، معربًا عن أمله في أن يتحول إلى لقاء تاريخي إذا نجحت الجهود المشتركة في تحقيق الأهداف المرجوة.
البيت الأبيض يصف الاجتماع بأنه "مثمر للغاية"صرح مسؤولون في البيت الأبيض أن الاجتماع، الذي استمر قرابة 15 دقيقة فقط، كان "مثمرًا للغاية"، رغم أنه لم يتم الإعلان عنه مسبقًا.
وأوضحوا أن اللقاء جرى بشكل سريع داخل الكاتدرائية، قبل بدء مراسم جنازة البابا فرانسيس في ساحة القديس بطرس.
ووفقًا لما أوردته شبكة CNN الإخبارية، لم يكن من المتوقع عقد أي لقاءات رسمية للرئيس الأمريكي مع قادة العالم خلال زيارته القصيرة إلى روما، حيث أكد المسؤولون أن الهدف الرسمي للزيارة كان حضور جنازة البابا الراحل فقط، في ظل جدول زمني مضغوط للغاية.
زيارة ترامب إلى روما بدلًا من السعوديةكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد خطط في البداية لاختيار المملكة العربية السعودية كأول محطة خارجية له في ولايته الجديدة، حيث كان من المزمع أن تتم الزيارة الشهر المقبل.
إلا أن وفاة البابا فرانسيس غيرت مجرى الأحداث، مما دفع ترامب إلى جعل أوروبا، وتحديدًا الفاتيكان، أولى محطاته الخارجية، رغم انتقاداته السابقة للقارة الأوروبية.