بوابة الوفد:
2025-04-09@05:59:09 GMT

كاروز الديار المصرية.. قصة مؤسس الكنيسة القبطية

تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT

تذكار تكريس كنيسة مارمرقس الإنجيلى وظهور رأسه فى الإسكندرية

لمحات تاريخية عن تأسيس المرقسية فى الشرق

  

«السلام لك يا مارمرقس يا ابن أرسطوبولس.. يا كاروز باسم إيسوس مولود فى القيروان.. اسمك فى كل مكان خالد كل الأزمان»، بهذه الكلمات يحتفل الأقباط فى جميع الكنائس الأرثوذكسية هذه الأيام، وتقام الصلوات خلال النهضة الروحية بمناسبة ذكرى تكريس كنيسة وظهور رأس مؤسس الكرازة المرقسية فى مصر.

تمتلئ جنابات الكنائس المصرية، يوم الجمعة المقبل، احتفالًا بهذه المناسبة وتشهد ترديد تمجيد القديس مارمرقس المؤسس للكنيسة الشرقية العريقة التى تتفرد عن غيرها من كنائس فى كثير من الأمور، وتحتل مكانة مميزة بين العالم المسيحى، باعتبارها منبعاً لعدد كبير من الشخصيات والأحداث المؤثرة فى التاريخ البشرى.

مارمرقس.. مسيرة عامرة

من مدينة تعرف بـ«القيروان» إحدى المدن الخمس الغربية فى ليبيا حيث تقبع بلدة ابرياتولس، سطع نور المعرفة حين ولد القديس مارمرقس، الذى حمل اسم السيد المسيح، كالمصباح يضىء به أقطار الأرض، ويغزو الصحراء والمدن متسلحًا بمبادئ الكتاب المقدس، ساعيًا لنشر الديانة المسيحية وتأسيس الكنيسة المرقسية.

لمحات عن حياة مؤسس الكنيسة المصرية

ولد هذا القديس فى كنف أسرة متدينة والده يدعى «أرسطوبولس» وهو على قرابة من القديس بطرس الرسول حسبما ذكرت الكتب المسيحية، وبعدما تعرضت أسرته إلى الهجوم المتبربر فى عهد أغسطس قيصر، ذهب برفقتهم إلى فلسطين وشهدت رحلتهم معجزة «الأسدين» الشهيرة وعند وصولهم إلى «القدس» التقوا بالسيد المسيح وعاشوا فى خدمته.

كان القديس مرقس أحد السبعين رسولًا الذين اختارهم المسيح للخدمة، وأسس الكرازة المرقسية فى مصر، حين جاء إلى مدينة الإسكندرية التى كانت فى ذلك الوقت مركزًا هامًا للثقافة وتشتهر بين أوساط الفلاسفة والعلماء، حتى أنها شهدت انتشار العديد من النسخ المترجمة لكتب الوثنية، ورأى هذا القديس أنها النقطة الأفضل لبدء الكرازة حتى تنبعث منها نفحات العقيدة المسيحية، ولهذا السبب أطلق عليه اسم «مرقس البشير»، كما يؤول إليه الفضل فى تدوين وكتابة «الإنجيل» الذى دون فيه حياة المسيح ومعجزاته، ولذلك يلقب أيضًا بـ«الإنجيلى»، وورد ذكر هذا القديس فى كثير من الأسفار مثل «الأعمال والرسائل» باسم «يوحنا» وهو اسم عبرى يعنى «يهوه حنان»، ثم عرف باسم مرقس وهو اسم رومانى الأصل ويعنى «مطرقة».

أسس مارمرقس فى نشر المسيحية

يقول قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، عن مارمرقس إنه كان ذا هدف واضح فى خدمته وهو التكريس، كما أنه عُرف بـ«الدقة» وبرزت هذه الدقة من خلال المسار الذى اختاره لانطلاق خدمته، فقد ذهب فى بادئ الأمر إلى موطن ميلاده بليبيا، وهناك انطلق إلى الواحات ثم الصعيد ودخل إلى الإسكندرية على الأرجح كما ورد فى الكتب المسيحية عام 60 ميلاديا، لا عجب من اختيار مارمرقس مصر حتى تكون هى منبع المسيحية فى الشرق فقد اتبع المسيح فى كثير من جوانب الحياة، فقد اختارت العائلة المقدسة أرض الكنانة فى أدق مراحل حياتها حتى تحتمى فى أحضان ترابها الآمن والمبارك ولذلك اعتمد على مصر كنقطة انتشار بعدما انطلق من مسقط رأسه.

كما أسس مدرسة لاهوتية قائمة على طريقة «السؤال والجواب» وحرص خلالها على تعليم اللاهوت والفلسفة والمنطق والطب والهندسة والموسيقى واستمر يرعى هدفه حتى استشهد عام 68م، ولكنه اعتمد فى خطة تحقيق هدفه على الوقت، يقول البابا تواضروس أيضًا أنه كان دائمًا يوضح قيمة الوقت فقد كرر فى إنجيله كلمة «الوقت» 42 مرة، وهو ما يوضح أهمية هذا العامل فى حياته وأول علامة فى التكريس الناجح.

أول مصرى يساند مارمرقس فى رحلته

كان أول مصرى يقبل الإيمان المسيحى آنذاك هو «أنيانوس الإسكافى» الذى أصبح فيما بعد هو البطريرك الثانى، واعتبر القديس مرقس الإسكندرية النقطة المركزية التى انطلق منها إلى المدن الخمس وروما، ثم عاد إليها عام 65م.

عرف هذا القديس فى المراجع التاريخية بـ«مبدد الأوثان» الأمر الذى خلق له العداء مع حكام عصره فأمروا بقتله على عدة مراحل، وبعدما استشهد سرق التجار البنادقة جسده عام 827م ووضع فى روما.

دور الأقباط فى عودة رفات القديس

استطاعت جهود الكنيسة المصرية فى عهد مثلث الرحمات البابا كيرلس السادس، استرجاع جسد القديس مارمرقس من روما عام 1968م، بعد غياب عشرة قرون وشيد له مذبحًا مقدسًا بالكاتدرائية المرقسية فى العباسية وكان أحد أهم الأحداث التاريخية التى شهدها العالم المسيحى فى مصر وخارجها آنذاك.

شهدت الكاتدرائية المرقسية فى هذا اليوم احتفالًا كبيرًا وأقيم قداس إلهى حمل فى نهايته البابا كيرلس السادس رفات القديس إلى حيث أودعها فى مزاره الحالى تحت الهيكل الكبير فى شرقية الكاتدرائية، كان ذلك بحضور الرئيس جمال عبدالناصر والإمبراطور هيلاسلاسى الأول حاكم إثيوبيا آنذاك وعدد كبير من رموز المجتمع المصرى.

بطاركة الكنيسة القبطية

تفيض الكنيسة المصرية بالعديد من الميزات التى وضعتها فى مقدمة المنابر المسيحية العالمية وجعلتها محط أنظار العالم لما تتفرد به من طقوس وتعاليم وشخصيات، جلسوا على الكرسى المرقسى وبلغ عددهم 118 على مر تاريخ البطاركة، رسخ كل منهم مبدأ وتعاليم مسيحية.

احتفالات خاصة بـ«كاروز» الديار المصرية

يشهد الأقباط عدة احتفالات خاصة بالقديس مارمرقس خلال العام، فهناك ذكرى استشهاد كاروز الديار المصرية حسب التقويم القبطى، «30 برمودة»، وفى تاريخ 15 بؤونة تحتفل بذكرى استلام الكنيسة القبطية رفات القديس مارمرقس الرسول، وفى تاريخ «30 بابه» ذكرى تكريس كنيسة والعثور على رأس القديس مارمرقس.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: القيروان مصر هذا القدیس

إقرأ أيضاً:

تذكار رحيل القديس الأنبا صرابامون أبو طرحة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم الموافق 6 أبريل 2025، بتذكار رحيل القديس الأنبا صرابامون أبو طرحة، أسقف المنوفية، والذي يعد من أبرز الشخصيات الكنسية في القرن التاسع عشر.


القديس الأنبا صرابامون ولد في إحدى القرى القبطية في محافظة الشرقية، واهتم منذ طفولته بالروحانيات، حيث أظهر تقوى وعبادة مميزة، وكان معروفًا بقدرته على الشفاء وصناعة المعجزات. في وقت لاحق، تم رسامته أسقفًا للمنوفية بواسطة البابا بطرس الجاولي، وكان له دور بارز في الحياة الرعوية، حيث اشتهر بتركيزه على الروحانيات والتعليم المسيحي، بالإضافة إلى اهتمامه الشديد بالفقراء والمحتاجين.


 

وكان القديس الأنبا صرابامون معروفًا بمعجزاته الكثيرة، ومنها معجزة شفاء الطفل يواقيم الذي كان قد توفي وعاد للحياة بعد صلاة القديس عليه، مما جعل اسمه يُذكر بين المؤمنين كمثال حي للقداسة والإيمان العميق. كما تميز بقدرته على إخراج الأرواح الشريرة من المرضى، وكان يُحسن إلى الناس دون أن يطلب منهم مكافأة.


 

خدمته الأسقفية كانت مليئة بالعمل الدؤوب، حيث كان يعيش حياة بسيطة جدًا، ينام على الأرض ويقضي الليل في الصلاة. كانت محبته للجميع واضحة في تعامله مع الفقراء، وكان دائمًا يحرص على مساعدتهم بشكل خفي دون الإعلان عن أفعاله.


 

الكنيسة اليوم تتذكر هذا القديس العظيم، وتحتفل بذكراه لما قدمه من خدمات جليلة للكنيسة، حيث يعتبر من أساقفة الكنيسة الذين تركوا بصمة روحية كبيرة في تاريخ مصر.

 

يذكر أن الأنبا صرابامون أبو طرحة توفي عن عمر طويل، تاركًا خلفه سيرته العطرة ومعجزاته التي لا تزال تُذكر في الكنيسة حتى اليوم.

مقالات مشابهة

  • الكنيسة القبطية تعلن ترتيبات صلوات قداس عيد القيامة
  • مؤسس إتحاد أمهات مصر : تفاصيل زيارة ماكرون لمصر أبهرت المصريين
  • الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تعلن ترتيبات صلوات الجمعة العظيمة بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية
  • بالتزامن مع زيارته لمصر.. ماذا قال الرئيس الفرنسي عن الكاتدرائية المرقسية منذ 6 سنوات؟
  • الكنيسة القبطية تحتفل بتذكار رئيس الملائكة جبرائيل.. اليوم
  • الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحتفل بعيد البشارة المجيد
  • "اليوم أصبح ابننا مسيحيًا ".. "البوابة نيوز" تشارك أبناء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فرحتهم بمعمودية أطفالهم
  • "البوابة" ترصد فرحة الأسر المسيحية في لحظات المعمودية المقدسة
  • الكنيسة تحتفل بتذكار القديسة مريم المصرية البارة
  • تذكار رحيل القديس الأنبا صرابامون أبو طرحة