خبراء إسرائيليون: لعنة صاروخ "كورنيت" تلاحق مخططي العمليات الحربية وتفتك بالمدرعات
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
قال مسئولون في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية إن عدوا جديدا قد أظهرته لهم الحرب على قطاع غزة، لم تكن إسرائيل تقدر خطورته حق قدرها حتى ذاقت نيرانه.
وذكرت منصة "جلوبز الإخبارية الإسرائيلية"، أن القاذف الصاروخي المضاد للدبابات من طراز "كورنيت" أصبح هو اللعنة الجديدة التي منيت بها العسكرية الإسرائيلية، حيث يعد السلاح الأشد فتكا في أيدي من وصفتهم بـ"المسلحين الفلسطينيين" وعناصر حزب الله، الذين يعقلون عليه آمالهم في إنزال هزيمة كبرى بإسرائيل.
وأشار خبراء عسكريون بالجيش الإسرائيلي في مقابلة مع المنصة الإخبارية إلى أن ما يسعى إليه مخططو العمليات العسكرية في إسرائيل هو دراسة أنسب الطرق لتحييد ذلك "الكورنيت اللعين" الذي أصبح شبحا مخيفا في أذهان راكبي المدرعات وعربات القتال الثقيلة في الجيش الإسرائيلي.
وقال الخبراء إن قذائف الكورنيت تعد هي النسخة الأحدث من صواريخ "ساجر" الروسية الصنع المضادة للدروع والتي أذاقت الجيش الإسرائيلي الويل في حرب السادس من أكتوبر 1973، وبعد 50 عاما حدث نفس الشيء وأذاق الحفيد "كورنيت" إسرائيل من نفس الكأس الذي أذاقه منه جده "ساجر".
وأوضحوا أن الصواريخ "ساجر" هي مقذوفات موجهة يتم التحكم فيها عبر عصا توجيه، أما الكورنيت فيعتمد على شعاع الليزر لتوجيهه صوب الهدف المراد الفتك به واعتمادا على حساسات خاصة للتوجيه، وعادة يتم إطلاق قذائف الكورنيت من حامل ثلاثي الأرجل يجعل المنظومة كلها أشبه بالتليسكوب.
وتصل حمولة مقذوفات "كورنيت" من المواد المتفجرة إلى 5ر4 كجم وهو ما يسمح لمقذوف كورنيت باختراق الصفائح الفولاذية حتى سمك متر وهو بذلك يكون قادرا على خرق المركبات عالية التدريع التي في حوزة الجيش الإسرائيلي، وفضلا عن ذلك يصل المدى المؤثر لقذيفة "كورنيت" إلى 5ر5 كم وهناك طرازات أخرى يصل مداها المؤثر إلى 8 كم.
وبحسب الخبراء الإسرائيليين، أعطت القدرة التدميرية العالية لصواريخ كورنيت "الروسية" إمكانية استخدامها في مهاجمة الدشم والبنايات التمركزية للقوات الإسرائيلية، كما أن بمقدور صواريخ كورنيت إصابة الأهداف الجوية المنخفضة.
ويرى البروفيسير ياهوشو كاليسكي كبير باحثي معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب إن صواريخ كورنيت عالية الدقة وشديدة الفتك هي "اقوى وأخطر سلاح في يد مقاتلي حماس ضد قواتنا ومدرعاتنا لكن إسرائيل على الجانب الآخر لديها القدرة التكتيكية والعملياتية على التعامل مع تهديد ذلك كورنيت اللعين".
من جانبه.. يقول الخبير الدفاعي الإسرائيلي تال اينبار إن الكورنيت هو الآن السلاح الأمضى الذي لا مفر من نيرانه إذا تم إطلاقه على هدف محدد.. إنه مقذوف يعرف هدفه جيدا.. ويعرف طريقه صوب هذا الهدف بدقة متناهية.. ولا سبيل للفكاك منه سوى باتخاذ إجراءات الحماية النشطة والتدريب عليها".
وكان أول استخدام عملياتي لمقذوفات "كورنيت" في حرب الخليج الثانية حيث استخدمها جيش العراق ضد المدرعات الأمريكية، وبعدها واجهت إسرائيل صواريخ الكورنيت للمرة الأولى خلال حرب عام 2006 على لبنان إذ استطاعت مقذوفات الكورنيت اختراق تدريع دبابات القتال الرئيسية الإسرائيلية "ميركافا" بذات القدر من الشراسة التي أوقعت بها خسائر في صفوف الإسرائيليين المتحصنين في دشمهم وملاجئهم الميدانية المنيعة في جنوب لبنان.
على إثر ذلك، سعت شركات تكنولوجيا الدفاع الإسرائيلية إلى تطوير أنظمة دفاعية لمواجهة تهديدات الكورنيت منها نظام "تروفي" لحماية المدرعات ذاتيا ومنها أنظمة تعمل على قطع أو تشتيت مسار خط الليزر الذي يعمل مقذوف الكورنيت على أساسه للتوجيه صوب الأهداف، ومنها من يعتمد على اعتبارات ميدانية كأن يكون ميدان الاشتباك متربا أو ممتلئا بالأدخنة بصورة تؤثر على مسار الليزر بما يخرج مقذوف الكورنيت عن مساره الموجه.. لكن الاشتباكات الأخيرة أظهرت فشل كل تلك الابتداعات الدفاعية الإسرائيلية والتي لم تشكل لها عاصما من لعنة الكورنيت القاتلة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي غزة إسرائيل
إقرأ أيضاً:
العمليات العسكرية اليمنية تفاقم أزمة النقل الجوي في “إسرائيل”
يمانيون../
ما تزال أزمة النقل الجوي، تشكل هاجسًا يصعُبُ تجاوُزُه لدى الكيان الصهيوني، وتفاقم المأزق الذي تعيشه حكومة المجرم نتنياهو، جراء استمرار العدوان والحصار على غزة، وارتداداتها المباشرة وغير المباشرة، والتي تسهم في تعميق الجراح التي تثخن الاقتصاد “الإسرائيلي”.
ونشرت وسائل إعلام العدوّ الصهيوني أخبارًا وتقارير، أكّـدت استمرار أزمات النقل الجوي على الرغم من توقف العمليات الصاروخية لحزب الله، والتي كانت تمطر مختلف المدن الفلسطينية المحتلّة، خُصُوصًا مطار بن غوريون الذي كان الأكثر توقفًا خلال الفترات الماضية؛ ما دفع عشرات الشركات الأمريكية والأُورُوبية العاملة في النقل الجوي على تعليق رحلاتها من وإلى المطارات التي يتلها العدوّ الإسرائيلي.
وقالت قناة “كان” العبرية: إن “هناك خيبة أمل عميقة لدى جهات في قطاع الطيران عقب استمرار الأزمة في هذا القطاع، منذ اندلاع الحرب، وتعليق العديد من شركات الطيران الأجنبية لرحلاتها من وإلى إسرائيل”، في إشارة إلى انعدام أيٍّ من المؤشرات التي قد تجعل الشركات المتوقفة تعود مجدّدًا للعمل في مطارات العدوّ، أَو على الأقل تقليص فترة التعليق، خُصُوصًا أن هناك شركات أمريكية وأُورُوبية كبرى علَّقت رحلاتها حتى أُكتوبر العام القادم 2025.
وتضيف القناة الصهيونية بالقول: إن “الإحباط يخيّم على القيّمين على قطاع الطيران في البلاد؛ لقلّة وتدنّي عدد شركات الطيران الأجنبية التي أعلنت عن استئناف نشاطاتها وإعادة تسيير رحلات الطيران إلى إسرائيل”، موضحةً أن هناك العديد من المخاوف لدى شركات الطيران؛ ما جعلها متحفِّظةً على قرار استئناف الرحلات.
ووفق القناة الصهيونية، فَــإنَّ العمليات اليمنية أسهمت بشكل مباشر في تعطيل آفاق عودة الشركات الجوية، جراء العمليات الصاروخية والجوية التي تطال عمق الاحتلال في “يافا” التي يسميها العدوّ “تل أبيب”؛ ما يؤكّـد أن اليمن يسير في فرض أزمة نقل جوية إضافة إلى الحصار البحري الخانق الذي فرضته القوات المسلحة اليمنية على كيان العدوّ بالعمليات الواسعة والنوعية في البحار الأحمر والعربي والأبيض المتوسط وخليج عدن والمحيط الهندي.
وأكّـدت “كان” العبرية أن “بعض الجهات في قطاع الطيران أعربت عن خشيتها الشديدة من أن تزداد الأوضاع الحالية خطورة، مع إمْكَانية تأزّم الأوضاع الأمنية من جديد؛ بسَببِ عمليات اليمن”، في تأكيد على أن عمليات اليمن أبقت على مكامن الاختلالات والمعاناة التي كانت تسببها صواريخ ومسيرات حزب الله قبل وقف إطلاق النار، وهذا أَيْـضًا يشير إلى أن العدوّ الصهيوني لن يتمكّن من تفادي الأضرار التي تسببها جبهات الإسناد سواء في اليمن أَو لبنان أَو العراق أَو غيرها.
وزادت القناة العبرية التأكيد على تفاقم المخاوف في الداخل الصهيوني وفي صفوف الشركات الجوية جراء تصاعد العمليات اليمنية في “يافا”، بقولها: إن “مثل هذا التوتر من شأنه أن يؤثّر على القطاع برمّته قبل حلول العام الجديد، وبذلك سيظلّ المعروض المقترح لتفعيل خطوط طيران جوية وتسيير رحلات طيران، ضئيلًا والأسعار مرتفعة جدًّا”.
وبهذه المعطيات، فَــإنَّ العام المقبل 2025 قد يشهد استمرار وتفاقم الأزمات التي يعاني منها العدوّ الصهيوني، إذَا ما استمر التصعيد اليمني بهذه الوتيرة، فضلًا عن المؤشرات العسكرية والميدانية والاستراتيجية التي تؤكّـد حتمية تصاعد العمليات اليمنية في الفترات المقبلة، وذلك لموازاة الإجرام الصهيوني وَأَيْـضًا التصدي للاعتداءات التي تتعرض لها اليمن من قبل العدوّ الإسرائيلي ورعاته الأمريكيين والبريطانيين.
ومن المؤكّـد أن تستمر معاناة الكيان الصهيوني في النقل الجوي، أَو قد تتفاقم، خُصُوصًا أنه في كُـلّ مرة تنطلق الصواريخ اليمنية، فَــإنَّ الرحلات تتوقف في مطار “بن غوريون”، وقد تكرّر هذا الأمر عدة مرات، حتى زادت المخاوف لدى شركات الطيران والنقل الجوي، والتي بدورها استمرت في تمديد فترات التعليق، فضلًا عن تزايد أعداد الشركات المتوقفة عن التعامل وتسيير الرحلات من وإلى فلسطين المحتلّة.