إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

تظاهر آلاف الاشخاص في إسرائيل السبت، تتقدمهم عائلات الرهائن المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ هجومها في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، مطالبين رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ببذل مزيد من الجهود للإفراج عنهم. فيما حمله آخرون مسؤولية ما يحدث ومطالبين إياه بالاستقالة.

 وكان لهجوم حماس على إسرائيل، وقع الصدمة في البلاد التي وحّدت صفوفها في البداية دعما لإعلان الحرب الذي أصدره رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو البالغ 74 عاما، متعهدا "سحق" حماس. لكن عندما تنتهي الحرب العسكرية سيخوض نتانياهو، وفق محلّلين، حربا أخرى لمحاولة إنقاذ مستقبله السياسي.

 ويرى محللون أن الثغرات الأمنية التي كشفها هجوم حماس قد تكون الضربة الأكبر، إن لم تكن القاضية، بالنسبة لرئيس الوزراء الأطول عهدا في تاريخ إسرائيل والذي يواجه متاعب قضائية وسياسية.

تراجع في استطلاعات الرأي

   ويقول طوبي غرين، الأستاذ المحاضر في العلوم السياسية في جامعة بار إيلان الإسرائيلية والباحث في كلية لندن للاقتصاد، "كان التأييد لنتانياهو وائتلافه بدأ يُستنزف حتى قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، ومنذ اندلاع الحرب تراجع بشكل أكبر".

 ويضيف "إذا أجريت انتخابات حاليا فهو سيمنى بخسارة كبرى".

 بالفعل، تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى تراجع التأييد لنتانياهو وحزبه اليميني، الليكود.

ويشعر إسرائيليون كثر، لا سيما في المناطق القريبة من حدود غزة التي تعرضت للهجوم، بالمرارة بسبب غياب الحماية.

وقتل منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر في إسرائيل قرابة 1400 شخص،حسب حصيلة للجيش الإسرائيلي  معظمهم مدنيون.

في عهد نتانياهو، وهو ضابط سابق في وحدة للقوات الخاصة كان يقدم نفسه دائما على أنه المدافع القوي عن الشعب اليهودي، تلاشى الشعور بالأمن الذي كان سائدا لدى معظم الإسرائيليين.

   كسب الوقت

في حين أقرّت وكالات عسكرية واستخبارية بوجود إخفاقات أمنية، لم يقر نتانياهو بعد بأي مسؤولية عن هجوم حماس المباغت. وصرح مرة بأن الحساب سيكون بعد الحرب.

ولزم حلفاء نتانياهو الصمت بشأن دوره، وانضم بعض من خصومه إلى حكومته بعد اندلاع الحرب.

وترد إسرائيل على هجوم حماس منذ شهر بقصف مدمر على قطاع غزة المحاصر أسفر عن مقتل قرابة 9500 شخص، معظمهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.

 ووصف رؤوفين حزان، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس، نتانياهو الذي قاد إسرائيل لنحو 16 عاما، بأنه سياسي "لامع" يسعى حاليا لكسب الوقت.

 ويقول حزان إن نتانياهو "يعلم بالفعل أنه يكافح من أجل بقائه وكل قرار يتخذه في هذه الحرب يهدف إلى ضمان ذلك".

ولدى سؤاله عمّا إذا كان سيفكر في الاستقالة، قال نتانياهو مؤخرا في مؤتمر صحافي "الجهة الوحيدة التي أعتزم نيل استقالتها هي حماس".

واعتذر نتانياهو عن منشور على منصة "إكس" حذفه لاحقا، اتهم فيه مسؤولين أمنيين وآخرين في الاستخبارات بعدم تنبيهه إلى مخاطر شن حماس هجوم على إسرائيل.

 ولإخراج نتانياهو من رئاسة الحكومة، سيتعيّن عليه الاستقالة أو خسارة الأغلبية البرلمانية التي يحظى بها ائتلاف حزبه مع الأحزاب اليمينية المتطرفة والدينية المتشددة.

ويقول قطب التقنيات المتطوّرة أمنون شاشوا إن حكومة نتانياهو يجب إطاحتها "فورا" بسبب "إخفاقاتها وتنافرها وعدم كفاءتها".

   زعامة "متضررة" 

 كان نتانياهو يرزح تحت وطأة ضغوط قبل هجمات حماس. ويقول محلّلون إن المواجهة السياسية حتمية، وهي مسألة وقت.

ولا يزال رئيس الوزراء ملاحقا قضائيا في ثلاث قضايا فساد. وشهدت الأشهر التسعة التي سبقت السابع من تشرين الأول/أكتوبر احتجاجات حاشدة ضد إصلاحات قضائية مثيرة للجدل تسعى حكومته لإقرارها، ويرى فيها معارضون تهديدا للديموقراطية الإسرائيلية.

ويقول حزان إن إسرائيل كانت تشهد "تمزقا داخليا" قبل الحرب.

لكنه يلفت إلى أن "لا حياة سياسة حاليا بسبب الحرب"، ويضيف "في مرحلة معينة ستعود الحياة السياسية. ستطرح أسئلة، وبعدها ستعود الاحتجاجات".

عندما تنتهي الحرب، من المرجّح أن يتم تشكيل لجنة تحقيق، إما حكومية ذات صلاحيات ضئيلة نسبيا، وإما لجنة وطنية أكثر استقلالية.

وإذا تبيّن أن نتانياهو يتحمل مسؤولية ما في الثغرات التي استغلتها حماس للهجوم، قد تزداد متاعبه السياسية وتهدد مستقبله.

وحذّرت الحكومة من أن الحرب ستستغرق أشهرا وأن نتانياهو ليس ملزما بالدعوة إلى انتخابات قبل ثلاث سنوات، لكن مراقبين يرون أنه من الصعب أن يصمد طيلة هذا الوقت.

ويقول حزان "الكل يعلم أنه متضرر"، متطرقا إلى مؤشرات تدل على أن أعضاء التحالف "يدركون أن اللعبة انتهت".

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن المرشح المفضّل لدى الإسرائيليين هو الآن زعيم الوسط بيني غانتس، وهو وزير بدون حقيبة في حكومة الحرب وكان في صفوف المعارضة قبل اندلاع القتال.

ويقول غرين "إرث نتانياهو تهشم بسبب الانقسام الذي زرعه من خلال الإصلاحات القضائية والإخفاقات المتعددة التي جعلت هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر ممكنا".

ويضيف "إسرائيليون كثر يعتبرون أن هاتين القضيتين مترابطتان".

فرانس24/أ ف ب

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج إسرائيل حماس بنيامين نتانياهو غزة إسرائيل حماس الحرب بين حماس وإسرائيل فلسطين بنيامين نتانياهو هجوم حماس

إقرأ أيضاً:

حماس تعلن عقد محادثات مع فتح في القاهرة بشأن حرب غزة

أعلنت حركة حماس الاثنين أنها أجرت محادثات مع حركة فتح في القاهرة تناولت الحرب في غزة والسعي لتحقيق توافق وطني.

وقال القيادي في حماس أسامة حمدان في كلمة مصورة “عقد لقاء مع الإخوة في حركة فتح بدعوة مصرية كريمة”، مضيفا “جرى بحث مختلف القضايا الوطنية خاصة الحرب على غزة وسبل العمل وطنيا لمواجهة مخططات الاحتلال ومن يدعمه، على قاعدة الإجماع الوطني الفلسطيني برفض أي ترتيبات يراد فرضها علينا”.

المصدر أ ف ب الوسومالاحتلال الإسرائيلي حركة حماس حركة فتح فلسطين مصر

مقالات مشابهة

  • نتانياهو يبحث “التهديد الإيراني” مع ترامب.. وحزب الله: مستعدون للمواجهة
  • إعلام إسرائيلي: إقالة نتانياهو لغالانت "عمل متهور وخطير"
  • مظاهرات حاشدة في إسرائيل بعد قرار إقالة وزير الدفاع
  • بعد إقالة غالانت..المظاهرات تعم إسرائيل ومحتجون يهددون منزل نتانياهو
  • 5 ملايين للرهينة والمرور الآمن إلى خارج غزة..نتانياهو يعرض على حماس صفقة جديدة
  • ما علاقة الفلسطينيين بعداء إسرائيل لهذه الدولة الأوروبية؟
  • إبراهيم عيسى: مصر الدولة الوحيدة التي أنقذت فلسطين ووقفت ضد تصفية القضية
  • مباحثات بين حماس وفتح في مصر
  • حماس تعلن عقد محادثات مع فتح في القاهرة بشأن حرب غزة
  • مدرب ليفربول يعلق على تدوينة محمد صلاح التي أثارت تكهنات حول مستقبله