على وقع طبول الحرب في غزة... نتانياهو يكافح لإنقاذ مستقبله السياسي في إسرائيل
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
تظاهر آلاف الاشخاص في إسرائيل السبت، تتقدمهم عائلات الرهائن المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ هجومها في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، مطالبين رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ببذل مزيد من الجهود للإفراج عنهم. فيما حمله آخرون مسؤولية ما يحدث ومطالبين إياه بالاستقالة.
وكان لهجوم حماس على إسرائيل، وقع الصدمة في البلاد التي وحّدت صفوفها في البداية دعما لإعلان الحرب الذي أصدره رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو البالغ 74 عاما، متعهدا "سحق" حماس. لكن عندما تنتهي الحرب العسكرية سيخوض نتانياهو، وفق محلّلين، حربا أخرى لمحاولة إنقاذ مستقبله السياسي.
ويرى محللون أن الثغرات الأمنية التي كشفها هجوم حماس قد تكون الضربة الأكبر، إن لم تكن القاضية، بالنسبة لرئيس الوزراء الأطول عهدا في تاريخ إسرائيل والذي يواجه متاعب قضائية وسياسية.
تراجع في استطلاعات الرأيويقول طوبي غرين، الأستاذ المحاضر في العلوم السياسية في جامعة بار إيلان الإسرائيلية والباحث في كلية لندن للاقتصاد، "كان التأييد لنتانياهو وائتلافه بدأ يُستنزف حتى قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، ومنذ اندلاع الحرب تراجع بشكل أكبر".
ويضيف "إذا أجريت انتخابات حاليا فهو سيمنى بخسارة كبرى".
بالفعل، تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى تراجع التأييد لنتانياهو وحزبه اليميني، الليكود.
ويشعر إسرائيليون كثر، لا سيما في المناطق القريبة من حدود غزة التي تعرضت للهجوم، بالمرارة بسبب غياب الحماية.
وقتل منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر في إسرائيل قرابة 1400 شخص،حسب حصيلة للجيش الإسرائيلي معظمهم مدنيون.
في عهد نتانياهو، وهو ضابط سابق في وحدة للقوات الخاصة كان يقدم نفسه دائما على أنه المدافع القوي عن الشعب اليهودي، تلاشى الشعور بالأمن الذي كان سائدا لدى معظم الإسرائيليين.
كسب الوقتفي حين أقرّت وكالات عسكرية واستخبارية بوجود إخفاقات أمنية، لم يقر نتانياهو بعد بأي مسؤولية عن هجوم حماس المباغت. وصرح مرة بأن الحساب سيكون بعد الحرب.
ولزم حلفاء نتانياهو الصمت بشأن دوره، وانضم بعض من خصومه إلى حكومته بعد اندلاع الحرب.
وترد إسرائيل على هجوم حماس منذ شهر بقصف مدمر على قطاع غزة المحاصر أسفر عن مقتل قرابة 9500 شخص، معظمهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.
ووصف رؤوفين حزان، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس، نتانياهو الذي قاد إسرائيل لنحو 16 عاما، بأنه سياسي "لامع" يسعى حاليا لكسب الوقت.
ويقول حزان إن نتانياهو "يعلم بالفعل أنه يكافح من أجل بقائه وكل قرار يتخذه في هذه الحرب يهدف إلى ضمان ذلك".
ولدى سؤاله عمّا إذا كان سيفكر في الاستقالة، قال نتانياهو مؤخرا في مؤتمر صحافي "الجهة الوحيدة التي أعتزم نيل استقالتها هي حماس".
واعتذر نتانياهو عن منشور على منصة "إكس" حذفه لاحقا، اتهم فيه مسؤولين أمنيين وآخرين في الاستخبارات بعدم تنبيهه إلى مخاطر شن حماس هجوم على إسرائيل.
ولإخراج نتانياهو من رئاسة الحكومة، سيتعيّن عليه الاستقالة أو خسارة الأغلبية البرلمانية التي يحظى بها ائتلاف حزبه مع الأحزاب اليمينية المتطرفة والدينية المتشددة.
ويقول قطب التقنيات المتطوّرة أمنون شاشوا إن حكومة نتانياهو يجب إطاحتها "فورا" بسبب "إخفاقاتها وتنافرها وعدم كفاءتها".
زعامة "متضررة"كان نتانياهو يرزح تحت وطأة ضغوط قبل هجمات حماس. ويقول محلّلون إن المواجهة السياسية حتمية، وهي مسألة وقت.
ولا يزال رئيس الوزراء ملاحقا قضائيا في ثلاث قضايا فساد. وشهدت الأشهر التسعة التي سبقت السابع من تشرين الأول/أكتوبر احتجاجات حاشدة ضد إصلاحات قضائية مثيرة للجدل تسعى حكومته لإقرارها، ويرى فيها معارضون تهديدا للديموقراطية الإسرائيلية.
ويقول حزان إن إسرائيل كانت تشهد "تمزقا داخليا" قبل الحرب.
لكنه يلفت إلى أن "لا حياة سياسة حاليا بسبب الحرب"، ويضيف "في مرحلة معينة ستعود الحياة السياسية. ستطرح أسئلة، وبعدها ستعود الاحتجاجات".
عندما تنتهي الحرب، من المرجّح أن يتم تشكيل لجنة تحقيق، إما حكومية ذات صلاحيات ضئيلة نسبيا، وإما لجنة وطنية أكثر استقلالية.
وإذا تبيّن أن نتانياهو يتحمل مسؤولية ما في الثغرات التي استغلتها حماس للهجوم، قد تزداد متاعبه السياسية وتهدد مستقبله.
وحذّرت الحكومة من أن الحرب ستستغرق أشهرا وأن نتانياهو ليس ملزما بالدعوة إلى انتخابات قبل ثلاث سنوات، لكن مراقبين يرون أنه من الصعب أن يصمد طيلة هذا الوقت.
ويقول حزان "الكل يعلم أنه متضرر"، متطرقا إلى مؤشرات تدل على أن أعضاء التحالف "يدركون أن اللعبة انتهت".
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن المرشح المفضّل لدى الإسرائيليين هو الآن زعيم الوسط بيني غانتس، وهو وزير بدون حقيبة في حكومة الحرب وكان في صفوف المعارضة قبل اندلاع القتال.
ويقول غرين "إرث نتانياهو تهشم بسبب الانقسام الذي زرعه من خلال الإصلاحات القضائية والإخفاقات المتعددة التي جعلت هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر ممكنا".
ويضيف "إسرائيليون كثر يعتبرون أن هاتين القضيتين مترابطتان".
فرانس24/أ ف ب
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج إسرائيل حماس بنيامين نتانياهو غزة إسرائيل حماس الحرب بين حماس وإسرائيل فلسطين بنيامين نتانياهو هجوم حماس
إقرأ أيضاً:
مباشر. معاناة قطاع غزة تتفاقم والجدل السياسي حول وقف إطلاق النار مع لبنان دون تحقيق الأهداف يشعل إسرائيل
يستمر الجيش الإسرائيلي فرض حصاره الخانق على شمال قطاع غزة المدمّر، الذي تكاتفت عليه، وحول الأرض وأمطار السماء، فحولته مع قصف إسرائيلي لا يهدأ، إلى بقعة بائسة، لا شيء فيها سوى الجوع والألم والعراء. كما دعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إلى احتلال القطاع، بالقول إن تكلفة المخطط يسيرة.
اعلانوتعيش الدولة العبرية تخبطات سياسية، مع الحديث عن وقف إطلاق نار في لبنان خلال الساعات القريبة، في وقت تتعالى فيه أصوات المعارضين للاتفاق الذي سيصوت عليه الكابينيت اليوم، معتبرين أن الورقة الحالية هشة بالنسبة للجانب الإسرائيلي، ولم تحقق أهداف الحرب عالية السقف التي تحدث عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مثل نزع سلاح حزب الله أو إنشاء منطقة عازلة لتأمين أهل الشمال، حسب هيئة البث الإسرائيلية.
في هذه الأثناء، تتكاثف الدعوات لمنع سكان الشمال من العودة إلى منازلهم، إذ تقول صحيفة "هآرتس" العبرية إن "الانتصارات" التي وعدت بها حكومة نتنياهو جاءت بمعزل عن معاناة أهل الشمال الذين عانوا من صواريخ حزب الله وتسببت بتدمير أكثر من 8 آلاف منزل، حسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"
في المقابل، يصعّد حزب الله قصفه على مناطق متفرقة في إسرائيل، حيث أعلن الإسعاف الإسرائيلي عن إصابة ثلاثة إسرائيليين عقب قصف عنيف على نهاريا.
ويتحفظ الحزب عن إبداء تعليقات صريحة حول تقييمه للأداء الإسرائيلي في المفاوضات، غير أن رئيس كتلة الحزب في البرلمان اللبناني أشار إلى أنهم "ينتظرون النتائج" ولن يقبلوا بأي تعديلات على القرار 1701.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية "بينالي غزة"... فنانون فلسطينيون يريدون إيصال صوتهم إلى العالم في تحد للحرب والحصار مصورة يهودية أمريكية تدين حرب إسرائيل على غزة ولبنان: إبادة جماعية تذكرني بما تعرض له أجدادي 2024 يشهد أكبر خسارة في تاريخ الإغاثة الإنسانية: 281 قتيلا وغزة تتصدر الحصيلة غزةحركة حماسالصراع الإسرائيلي الفلسطيني حزب اللهاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next ترامب يتحدى بكين بتعريفات إضافية على الواردات الصينية والأخيرة تحذّر: لا رابح في الحرب التجارية يعرض الآن Next تقارير تزعم أن روسيا اعتقلت بريطانيًا يقاتل مع أوكرانيا.. هل يكون أول معتقل أجنبي معلن عنه في روسيا؟ يعرض الآن Next إيزابيلا.. طفلة بريئة لم تتجاوز ربيعها الثاني... كيف تحولت أحلامها إلى مأساة؟ يعرض الآن Next "مسجد فوق معبد".. مقتل 4 أشخاص في تجدد المواجهات ذات الصبغة الدينية في الهند يعرض الآن Next المعارضة لم تحضر.. البرلمان الجورجي الجديد يفتتح أولى جلساته وسط احتجاجات على نتائج الانتخابات اعلانالاكثر قراءة قتلى وجرحى في غزة ولبنان.. وصافرات الإنذار تدوي في إسرائيل.. وحديث عن اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار ثلاثة متهمين من أوزبكستان.. الإمارات تكشف عن قتلة الحاخام الإسرائيلي تسفي كوغان اليابان ترفع السن القانوني لممارسة الجنس من 13 إلى 16 عاما حب وجنس في فيلم" لوف" غالانت يستعد للسفر إلى واشنطن.. لكن ماذا لو أجبرته الظروف على الهبوط في دولة عضو بالجنائية الدولية؟ اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومكوب 29الصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسياقطاع غزةلبنانقتلاعتداء جنسيضحاياجريمةالحرب في أوكرانيا حزب اللهدونالد ترامبالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024