لا فقر أشد من الجهل، فتظهر قضية إيصالات الأمانة كحالة اجتماعية تجتاح مختلف مناطق مصر، حيث تتعرض النساء الفقيرات لخطر الاحتيال والابتزاز من قبل أفراد يدعون تقديم المساعدة المالية والإيصالات. يتمثل هذا الاحتيال في توجيه تهديدات وابتزاز للنساء اللواتي يجدن أنفسهن في ظروف صعبة وبحاجة للمساعدة.

ففي تاريخ 20 يوليو 2023، تلقى الأستاذ أحمد محمد السعداوي، المحامي، مكالمة من السيدة مرفت، ربة منزل في العقد السادس من عمرها.

أفادت مرفت بواقعة ترويع تعرضت لها على يد شخص يُدعى أسامة "ف. ر" ( موظف حكومي في جامعة عين شمس)، حيث هدد وأبدى نيته بتقديم شكوى زائفة ضدها دون أي أساس قانوني.

فورًا، تم تحديد موعد للاجتماع مع مرفت في مكتب الاستاذ أحمد لفهم تفاصيل الواقعة، وبصحبتها السيدتان ناهد ومنار، شرحن للمحامي التفاصيل. وفقًا للشهادات، قام المدعو أسامة بإقراض مرفت مبلغًا قدره 8000 جنيه مصري (ثمانية آلاف جنيه)، وأقرض منار مبلغًا قدره 6000 جنيه مصري (ستة آلاف جنيه). اتفقوا على أن يردوا المبلغ بفائدة تبلغ 50%، وقاموا بتوقيع اثني عشر إيصال أمانة كضمان.

بالرغم من أن ناهد قامت بالضمانة، إلا أنه بعد تسديد المبلغ والفائدة، تم توجيه اتهامات زائفة ضدهم وصدرت أحكام ضدهم بدعوى التأخير في السداد. وتبين أن هؤلاء النساء ليسوا الضحايا الوحيدين لأسامة، إذ تم الكشف العديد من القضايا المشابهة والمحاضر القانونية ضده.

ويثير هذا السلوك استفسارات كبيرة حيال امكانية لجمع موظف حكومي هذا العدد الكبير من إيصالات الأمانة والاقتران بالنساء. ويطرح أيضًا تساؤلات حول هل هذا الظاهرة محض صدفة أن تكون جميع الضحايا من النساء. 

وبالكشف بنيابة الاميرية تبين وجود المحاضر رقم ٦٠٠٨ لسنة ٢٠٢٢، ورقم ١١٢٣ لسنه ٢٠٢٣ ورقم ١٢٦٣ لسنة ٢٠٢٣، ورقم ١٧٣٣ لسنة ٢٠٢٣، ورقم ١٨٧١ لسنة ٢٠٢٣، ورقم ٢٢٥٦ لسنة ٢٠٢٣، ورقم ٣٧٥٩ لسنة ٢٠٢٣، ورقم ٤٤٣١ لسنة ٢٠٢٣، ورقم ١٤١٨ لسنة ٢٠٢٣، ٣١٣٥ لسنة ٢٠٢٣ جنح الاميرية لسالفي الذكر ومحاضر لضحايا أخرين أرقامهم ١٧٣٤ لسنة ٢٠٢٣، ورقم ١٨٧٠ لسنة ٢٠٢٣، ورقم ٢٢٥٥ لسنة ٢٠٢٣، ورقم ٣١٣٤ لسنة ٢٠٢٣.

وبالبحث بنيابة حدائق القبة أيضًا تبين وجود ضحايا أخرين محرر ضدهم المحاضر رقم ١٤٨٨ لسنه ٢٠٢٣ ورقم ١٥٧١ لسنه ٢٠٢٣، ورقم ١٧٧٦ لسنة ٢٠٢٣، ورقم ٣٣٢٩ لسنة ٢٠٢٣، ورقم ٤١٢٣ لسنة ٢٠٢٣، ورقم ٢٥٨٠ لسنة ٢٠٢٣، ورقم ٣٣٢٨ لسنة ٢٠٢٣، ورقم ٥٠١٠ لسنة ٢٠٢٣، ورقم ٦٠٤٢ لسنة ٢٠٢٣ جنح حدائق القبة.

ويقول أحمد السعداوي المحامي أنه بالإضافة إلى التهديد والابتزاز، يتضمن هذا السلوك جريمة أخرى تتعلق بالاقراض بفائدة فاحشة ومخالفة للقانون، وفقًا للمادة رقم 339 من قانون العقوبات المصري. وهناك توجيه للقانون للتحقيق في هذا السلوك والقضاء عليه وتعزيز تشديد العقوبات على مثل هذه الأفعال.

وأضاف إن هذه القصة تحمل معها مطالب بتدخل الجهات المعنية لحماية حقوق النساء ومحاربة هذا السلوك الضار، الذي يؤثر بشكل كبير على المجتمع المصري.


وأشار السعداوي إلى أن هذه القضية تجلب إلى الواجهة أهمية ضمان توجيه المساعدة للفئات المستحقة وحمايتهن من التلاعب والفساد في توزيع المساعدات. إذ تعكس القضية الضرورة الماسة لتوفير الحماية للنساء الفقيرات وتحسين أوضاعهن المعيشية والاجتماعية. تشمل الاحتيالات التي تقع في هذا السياق أيضًا انتهاكات قانونية تتعلق بالربا والفوائد الزائدة على المبالغ المستدانة والتي تعد مخالفة للقانون.

وتابع سعداوي حديثه قائلًا أن القضية المشار إليها أعلاه تستدعي تدخل الجهات المعنية، وهي تسليط الضوء على ممارسات غير قانونية تؤثر بشكل كبير على حياة النساء الفقيرات. إن التصدي لهذه الظاهرة وتحقيق العدالة في مثل هذه القضايا يعكس التزام المجتمع بحقوق الفرد ومكافحة الفساد والاحتيال المالي.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: فقر قضايا موظف الربا النساء حقوق النساء إيصالات الأمانة أميرية موظف حكومي حدائق القبة الديون هذا السلوک لسنة ٢٠٢٣

إقرأ أيضاً:

ضحايا منصة FBC المصرية يروون طرق النصب عليهم (شاهد)

في 28 كانون الأول/ديسمبر الماضي، نظمت منصة "FBC" للربح السريع عبر الإعلانات لقاءً احتفاليًا بأحد المقاهي، بحضور مجموعة من العملاء، للترويج لأنشطتها الجديدة.

وخلال اللقاء، ظهر أحد مشرفي المنصة، في مقطع فيديو نشرته قناة "عالم المعرفة" على يوتيوب، حيث قدم تعريفًا لـ"FBC" باعتبارها "شركة إعلانات عالمية تحقق أرباحًا جيدة"، مؤكدًا أن "النجاح يعتمد على الاجتهاد، ولكل مجتهد نصيب."

بعد نحو شهرين من هذا اللقاء، وتحديدًا في شباط/فبراير الماضي، أعلنت وزارة الداخلية المصرية عن القبض على 13 شخصًا، بينهم ثلاثة أجانب، بتهمة تشكيل عصابة متخصصة في "النصب والاحتيال الإلكتروني"، حيث استولوا على أموال مواطنين عبر تطبيق إلكتروني يحمل اسم "FBC". وجاءت هذه الإجراءات بعد تلقي الوزارة بلاغات من 101 مواطن مصري.

وأفادت وزارة الداخلية برصد ما يقرب من 2.5 مليون جنيه من الأموال المسروقة، بينما أكد رئيس الوزراء مصطفى مدبولي أن المبلغ لا يتجاوز مليوني جنيه. من جهة أخرى، قدر المحامي عبد العزيز حسين، الذي يمثل عددًا من المتضررين، إجمالي الأموال المسروقة بنحو 500 مليون جنيه، مشيرًا إلى أن "الكثير من الضحايا يخشون تقديم بلاغات رسمية."




الضحايا يحكون
واستهدفت المنصة العملاء عبر تسع فئات اشتراك، تتراوح قيمتها بين 900 جنيه و2.8 مليون جنيه، مما سمح لها بتجنب التركيز على أصحاب الثروات الكبيرة فقط، وهو ما يتناسب مع الظروف الاقتصادية الحالية، وفقًا للمحامي عبد العزيز حسين. وأشار إلى أن معظم ضحاياه تعرضوا للنصب بمبالغ تراوحت بين 3 آلاف و35 ألف جنيه.

وكانت آلية عمل المنصة تعتمد على تحميل تطبيق إلكتروني يحمل اسم "FBC"، حيث يقوم المستخدم بتسجيل بياناته الشخصية، بما في ذلك رقم محفظته الإلكترونية لاستقبال الأرباح.

وبعد ذلك، يدفع المستخدم مبلغًا يُسمى "وديعة الضمان الوظيفي" كقيمة اشتراك لمرة واحدة، ويُطلب منه أداء مهام يومية للحصول على أرباح.

ووفقًا لأحمد سمير، أحد الضحايا، تتمثل هذه المهام في تحميل تطبيقات مثل "باب جي" أو "لودو" عبر المنصة، دون تثبيتها على الهاتف الشخصي. وبعد إكمال المهام، يتم مراجعتها من قبل مشرف، ومن ثم تُضاف الأرباح إلى حساب المستخدم، الذي يمكنه سحبها عبر محفظة "فودافون كاش".


تفاصيل عملية النصب
وتختلف قيمة الأرباح وعدد المهام حسب فئة الاشتراك. على سبيل المثال، من يدفع 900 جنيه يؤدي خمس مهام يومية ليكسب 30 جنيهًا، بينما يحصل من يدفع 11 ألفا و200 جنيه على 350 جنيهًا يوميًا.

 ومع ذلك، تعرض المستخدمون لعملية نصب من خلال طريقتين: الأولى، بعد استرداد المستخدمين لأموالهم الأولية، يتم تشجيعهم على الاشتراك بفئات أعلى، لكنهم يفاجؤون بعدم القدرة على سحب الأرباح وإغلاق المنصة. الثانية، يتم إغلاق المنصة قبل أن يتمكن المستخدمون من استرداد أموالهم.

وتمثل إغلاق المنصة في حذف تطبيقها من متاجر التطبيقات، وتعطيل موقعها الإلكتروني، وهو ما اكتشفه المستخدمون يوم 22 شباط/فبراير الماضي. وقد برر موظفو "FBC" الإغلاق باختراق الموقع من قبل قراصنة.

تفنن في الاحتيال
أما كريم محمد، من محافظة الدقهلية، فشارك تجربته مع المنصة، حيث اشترك في فئة 11 ألف جنيه و200 في كانون الثاني /يناير الماضي، وتمكن من استرداد ما دفعه، مما شجعه على جذب أفراد آخرين من عائلته والاشتراك بفئة 37 ألف جنيه.

ومع ذلك، تفاجأ بتأخر سحب الأرباح وإغلاق المنصة، مما أدى إلى خسارته 74 ألف جنيه. وكان محمد يعمل مندوب شحن براتب شهري يقدر بـ8 آلاف جنيه، ولكنه ترك العمل للتركيز على "FBC"، ولم يتمكن من العودة إليه.


من جهته، خسر يوسف من منطقة إمبابة بالجيزة 6 آلاف جنيه، وهو المبلغ الذي كان يدخره لشراء شبكة زواج.

ونشرت سيدة قصتها تحت اسم مجهول على مجموعة "ضحايا شركة FBC المنصوب عليهم"٬ على منصة فيسبوك قائلة: "أنا من ضحايا منصة "FBC"، وأعيش بمفردي كسيدة كبيرة في السن. دخلت هذه الشركة بناءً على معلومات بأنها تابعة للبنك المصري، ولديها بطاقة استيرادية وسجل تجاري".

وتابعت: "قررت الاستثمار من خلالها بالمبلغ المتوفر لدي، خاصةً أنني لا أملك غيره. الآن، أجد نفسي في مأزق كبير، حيث إن عمري لا يسمح لي بالعمل في أي وظيفة، وأعيش بعيدًا عن القاهرة، ولا أعرف كيف سأعيش بعد أن فقدت كل ما كنت أعتمد عليه. أرجوكم، ساعدوني يا أبنائي".

ليست الأولى بالاحتيال
تُعد منصة "FBC" الثالثة من نوعها التي تنفذ عمليات احتيال إلكتروني في مصر خلال السنوات الثلاث الماضية، بعد منصتي "الرمال البيضاء" في كانون الثاني/يناير 2022، و"هوج بول" في آذار/مارس 2023.

 ويعزو المحامي عبد العزيز حسين تكرار هذه الحوادث إلى غياب الردع القانوني، مشيرًا إلى أن قضية "هوج بول" ما تزال قيد النظر، بينما كانت أقصى الأحكام في قضية "الرمال البيضاء" ثلاث سنوات فقط.


وعلق حسين قائلًا: "في النهاية، من يعمل في مثل هذه المنصات يعتقد أن أسوأ ما يمكن أن يحدث هو بضعة أشهر تحقيق أو سنتين سجنا، مقابل أرباح كبيرة." وأكد أن مجلسي النواب والشيوخ عليهما دور في مراجعة أي قصور قانوني يسمح بتكرار مثل هذه الجرائم.

مقالات مشابهة

  • ضحايا منصة FBC المصرية يروون طرق النصب عليهم (شاهد)
  • الأمانة العامة لمجلس السيادة تنعي الأستاذة سمية إبراهيم عبدالرحمن
  • العباني: على النائب العام توجيه تهمة الخيانة العظمى لـ«موسى الكوني»
  • روبيو: ترامب "الوحيد القادر" على جلب بوتين لطاولة المفاوضات
  • صلاة التراويح للنساء في المسجد.. الأزهر للفتوى يوضح الأفضل للمرأة
  • "الشبراوي" يتابع عمليات تلقي طلبات التصالح على مخالفات البناء بكفر سعد بدمياط
  • دراسة تكشف سبب كون النساء أكثر ثرثرة من الرجال
  • تحذير من “القاتل رقم 1”!
  • سبيلك إلى السلوك القويم.. 3 ركائز أساسية في الإسلام لا تغفل عنها
  • 31 مايو.. تأجيل دعوى إلغاء اشتراط تصريح للنساء المصريات المسافرات للسعودية