كشفت الهيئة العامة للغذاء والدواء عن فرضها غرامة مالية بأكثر من مليون ريال على منشأة غذائية في مدينة الرياض؛ لتعديلها تاريخ انتهاء صلاحية منتج غذائي “شبيه جبنة الفيتا” مما يعد مخالفًا لنظام الغذاء ولائحته التنفيذية.

وأوضحت الهيئة أنها ضبطت وحجزت ما يقارب “1.4” طن من المنتجات المخالفة، وأتلفت الغذاء المخالف على نفقة المنشأة، كما رصدت مخالفات عدة ارتكبتها المنشأة، تمثلت في تداول غذاء يظهر عليه أعفان وشوائب، وتجاوز المنتج الحد الأقصى للرطوبة، وعدم قيام المنشأة بالإبلاغ واتخاذ الإجراءات اللازمة لسحب الغذاء فور علمها أو شكها بعدم مطابقة الغذاء للمواصفات.

وأشارت “الغذاء والدواء” إلى أن هذه الممارسات تعد مخالفة للمادة السادسة عشرة من نظام الغذاء، التي نصت على أنه لا يجوز تداول الغذاء في عددٍ من الحالات، منها: إذا كان ضارًا بالصحة أو غير صالح للاستهلاك، وإذا كان مخالفًا للوائح الفنية أو المواصفات القياسية للغذاء، وإذا كان مغشوشًا، أو يحتوي على طرق أو وسائل مخادعة أو ممارسة تضلل المستهلك.

اقرأ أيضاًالمملكةطقس الاثنين: أمطار متوسطة إلى غزيرة ورياح نشطة بمعظم مناطق المملكة

كما تخالف تلك الممارسات ما نصت عليه المادة الـ44 من اللائحة التنفيذية لنظام الغذاء بأن الغذاء يعد مغشوشًا في حالات عدة، منها: إذا أُدخل أي تعديل على مدة صلاحية الغذاء دون أخذ الموافقة الكتابية المسبقة من الهيئة في حال تجاوز تاريخ انتهاء الصلاحية المدون في البطاقة الغذائية، وما ورد في اللائحة الفنية السعودية الخليجية رقم SFDA.FD GSO 9 “ بطاقات المواد الغذائية المعبأة”، البند 3.7.5 الذي ينص على أنه يجب أن تكون التواريخ محفورة أو نافرة أو مطبوعة أو مختومة بحبر غير قابل للإزالة على جميع العبوات مباشرة أو على بطاقاتها الأصلية، ومن قبل الجهة المنتجة فقط، وأن تكون في مكان واضح وسهل القراءة بالنسبة للمستهلك، بحيث لا يخفى بعض المعلومات المهمة على البطاقة، ولا يسمح بوضع ملصقات إضافية بتاريخ الإنتاج وتاريخ انتهاء الصلاحية، وألا يكون هناك أكثر من تاريخ للإنتاج أو الانتهاء على العبوة الواحدة، كما يجب عدم شطب أو تغيير أو التلاعب بأي من التاريخين. كما نصت المادة العشرون من نظام الغذاء على أنه إذا علمت أو شكّت المنشأة الغذائية أن الغذاء غير مطابق للاشتراطات والمتطلبات التي تفرضها الهيئة وجب عليها إبلاغ الهيئة بذلك، واتخاذ الإجراءات اللازمة لسحب الغذاء وفقًا لما تحدده اللائحة.

ودعت الهيئة إلى الإبلاغ عن مخالفات المنشآت الخاضعة لإشرافها عن طريق الاتصال على الرقم الموحّد “19999”، أو من خلال تطبيق “طمني”.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية تاریخ انتهاء

إقرأ أيضاً:

الميكروبات.. هل تؤمّن الغذاء للبشر في المستقبل؟

هل يمكنك تناول وجبة من الغذاء أنتجتها كائنات ميكروبية؟

يبدو مفهوم الغذاء الميكروبي وكأنه من أفلام الخيال العلمي، لكنه قد يكون في المستقبل أحد الخيارات الواعدة لتوفير الغذاء للبشرية في ظل التحديات التي تفرضها أزمة الغذاء العالمية.

وبحسب دراسة جديدة لباحثين من المعهد الكوري للعلوم والتكنولوجيا نشرت مؤخرا في دورية "نيتشر مايكرو بايولوجي"، فإن الغذاء الميكروبي سيكون جزءا أساسيا مما سنتناوله في المستقبل رغم أن إجراءات الترخيص في اعتماده ما زالت طويلة ومعقدة.

مصدر غذاء مستدام

بينما تتزايد أزمة الغذاء العالمية بسبب النمو السكاني وانخفاض الإنتاجية الغذائية نتيجة التغيرات المناخية المتسارعة، يساهم إنتاج الغذاء في زيادة حدة هذه التغيرات من خلال إطلاق كمية هائلة من ثاني أكسيد الكربون في الجو تصل إلى 30% من إجمالي الكمية المنبعثة من قبل البشرية.

ويؤدي الطلب العالمي المتزايد على الغذاء إلى تدمير مساحات أكبر من الغابات وارتفاع انبعاث غازات الدفيئة (مثل الميثان وثاني أكسيد الكربون)، مما يزيد من تفاقم أزمتي الغذاء والمناخ العالميتين.

ولكسر هذه الحلقة المفرغة، يعمل الباحثون على إيجاد مصادر بديلة ومستدامة للغذاء. وفي هذا السياق تثير الأغذية الميكروبية المستدامة الانتباه باعتبارها مفتاحا للتغلب على هذا المأزق. وأحد الجوانب الأكثر إثارة للأغذية الميكروبية هو تنوعها، فهي تشمل أنواعا مختلفة من المواد والإنزيمات والمواد النشطة بيولوجيا إلى جانب مجموعة من المركبات التي يمكن أن تعزز قيمة الغذاء ونكهته.

التخمير أحد الأشكال المعروفة للغذاء الميكروبي (شترستوك)

ولا يعد تناول هذا النوع من الأطعمة أمرا جديدا بالنسبة للإنسان، إذ تعد الأطعمة المخمرة أحد أقدم الأغذية الميكروبية التي لها مكانة هامة في إعداد بعض مكونات غذاء الإنسان التي تحتاج لعملية التخمير عند تحضيرها مثل الخبز والأنواع المختلفة من الأجبان.

وفي عملية التخمير التقليدية، تقوم البكتيريا باستهلاك السكريات لإنتاج الطاقة مما يتيح إنتاج الفيتامينات والمذيبات الغذائية إلى جانب الاستمتاع بالمذاقات الشهية للبيتزا واللبن ومختلف أصناف الخبز.

تقنيات جديدة لإنتاج الغذاء الميكروبي

وفي السنوات الأخيرة أتاحت التقنيات البيولوجية الدقيقة تطوير طرق جديدة للتخمير أطلق عليها اسم التخمير الدقيق يستطيع العلماء من خلالها برمجة الميكروبات لإنتاج جزيئات عضوية محددة.

ويستخدم العلماء في هذه العملية علم الأحياء الدقيق للحصول على المعلومات الوراثية للبروتينات النباتية والحيوانية ثم برمجة الميكروبات لإنتاجها، وبذلك تصبح الكائنات الحية الدقيقة مصانع بيولوجية تستقبل مدخلات محددة وتنتج المنتجات المطلوبة.

وعلى الرغم من أن نسبة الكتلة الحيوية الميكروبية في الأطعمة المخمرة صغيرة، فإن المركبات ذات القيمة الغذائية المنخفضة نسبيا -مثل الكربوهيدرات- يجري استهلاكها أثناء عملية التخمير من طرف الكائنات الحية الدقيقة. ومع تكاثر هذه الأخيرة تزيد نسبة العناصر الغذائية ذات القيمة الغذائية الأعلى مثل البروتينات والفيتامينات.

التقنيات البيولوجية الدقيقة تتيح برمجة الميكروبات لإنتاج جزيئات عضوية محددة (شترستوك)

وإلى جانب التخمير الدقيق، تعد المركبات الغذائية المختلفة المستخلصة من الكتلة الحيوية التي يتم الحصول عليها من خلال الاستزراع الميكروبي أيضا فرعا من الأغذية الميكروبية. وتشمل الأمثلة التي يمكن العثور عليها حولنا الأحماض الأمينية المختلفة والبروتينات الغذائية والإنزيمات ومركبات النكهة وملونات الطعام والمواد النشطة بيولوجيا.

آفاق واعدة للغذاء البكتيري

في الدراسة الجديدة عرض الباحثون من المعهد الكوري للعلوم والتكنولوجيا مختلف المواد الخام التي يمكن استخدامها لإنتاج الغذاء الميكروبي بطريقة مستدامة، ودرسوا آفاق إنتاج هذه الأغذية على نطاق واسع بما يساهم في الحد من أزمة الغذاء العالمية في ظل التغيرات المناخية وآثارها السلبية على إنتاج الغذاء.

وبحسب بيان نشر على موقع المعهد، أظهر الباحثون أن الكائنات الحية الدقيقة ستكون مصدرا مستداما للموارد الغذائية في المستقبل لما تتمتع به من مميزات، وتكمن هذه المميزات خاصة في قدرة الميكروبات على توفير كميات هامة من الغذاء في وقت وجيز ودون أضرار بيئية عكس الطرق الزراعية التقليدية. فزراعة الكائنات الحية الدقيقة لا تتطلب سوى كميات قليلة من المياه والتربة مقارنة بزراعة المحاصيل أو الثروة الحيوانية، كما أنها تضاعف كتلتها الحيوية بسرعة كبيرة قد لا تتجاوز الساعة الواحدة في بعض الأحيان.

هذه العوامل تجعل كمية الانبعاثات من غازات الاحتباس الحراري مثل  ثاني أوكسيد الكربون والميثان التي تتسبب بها عملية إنتاج الغذاء الميكروبي أقل بكثير من تلك المنبعثة من الزراعة التقليدية.

وتتميز هذه الكائنات كذلك بكتلتها الحيوية التي تحتوي على نسبة عالية من البروتينات تصل إلى 70% من وزن الخلية الجافة إلى جانب مكوناتها الغنية بالفيتامينات ومضادات الأكسدة والمركبات النشطة بيولوجيا، مما يجعل قيمتها الغذائية مماثلة للحوم وأفضل منها في بعض الأحيان.

ارتفاع كلفة البحث وتطوير سلالات ميكروبية جديدة يحد من اعتماد الغذاء الميكروبي (شترستوك)

يتوقع الباحث المشارك في الدراسة سيوك يونغ جونغ، أنّ "الأطعمة الميكروبية في المستقبل لن تكون أغذية محدودة تُستهلك فقط من منطلق الشعور بالالتزام تجاه البيئة، ولكنها ستكون أغذية متكاملة تُستهلك لمحتواها الغذائي".

وقَدّرت إحدى الدراسات السابقة قيمة سوق الغذاء الميكروبي خلال العام الجاري بأكثر من ملياري دولار، وتوقعت نموه بنحو 6.1% سنويا. لكن العديد من العوائق ما زالت تحول دون اعتماد الغذاء الميكروبي على نطاق واسع في المستقبل القريب. ويأتي على رأس هذه الأسباب اللوائح والمبادئ التوجيهية الصارمة التي تفرضها الهيئات التنظيمية -مثل هيئة الغذاء والدواء الأميركية- للسماح بتداول هذه الأغذية، إلى جانب ارتفاع تكلفة البحث وتطوير سلالات ميكروبية جديدة.

مقالات مشابهة

  • ضبط 56 منشأة غذائية تدار بدون ترخيص في دمياط
  • «فايننشال تايمز»: العالم يتجه نحو «حروب الغذاء»
  • الميكروبات.. هل تؤمّن الغذاء للبشر في المستقبل؟
  • القصيم.. نصف مليون ريال غرامة على منشأة تلاعبت في إرسالية أسماك محظورة
  • نصف مليون ريال غرامة على منشأة بالقصيم لتلاعبها ببيانات أسماك محظورة الاستيراد
  • “الغذاء والدواء”: نصف مليون ريال غرامة على منشأة في القصيم لتلاعبها في بيانات إرسالية أسماك محظورة الاستيراد
  • نصف مليون ريال غرامة على منشأة لتلاعبها في بيانات إرسالية أسماك محظورة الاستيراد
  • تغريم منشأة في القصيم نصف مليون ريال لتلاعبها في بيانات إرسالية أسماك محظورة الاستيراد
  • “الغذاء والدواء”: نصف مليون ريال غرامة على منشأة في القصيم
  • "الغذاء والدواء" تضبط 187 منشأةً مخالفة خلال 1959 جولة رقابية