مشروعات ضخمة وتصنيع محلي.. مصر تسابق الزمن في توطين صناعة النقل

افتتح الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، اليوم الأحد، فعاليات الدورة الخامسة للمعرض والمؤتمر الدولي للنقل الذكي والبنية التحتية واللوجستيات للشرق الأوسط وإفريقيا TransMEA2023، جاء ذلك بحضور الفريق كامل الوزير، وزير النقل، وعدد من الوزراء، ومحافظ القاهرة، ورئيس هيئة قناة السويس، ورئيس الهيئة الاقتصادية لقناة السويس، ورئيس الهيئة العربية للتصنيع، بالإضافة إلى مسؤولي وزارة النقل.

توطين صناعة وسائل النقل

وتقام فعاليات الدورة الخامسة خلال الفترة من 5 حتى 8 نوفمبر الجاري، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، تحت شعار "توطين صناعة وسائل النقل في مصر"، ويحظى المعرض بمشاركة عالمية واسعة من كبرى الشركات العالمية المتخصصة، حيث يشارك فيه هذا العام 350 شركة من نحو 50 دولة، ويحضر المؤتمر عدد كبير من وزراء النقل العرب والأفارقة، وسفراء عدد من الدول المختلفة، وكذا رؤساء كبرى الشركات العالمية المتخصصة في مجال النقل، حيث يصل عددهم إلى 33 رئيس شركة عالمية كبرى.

وبدأت فعاليات افتتاح المعرض والمؤتمر الدولي بتفقد رئيس الوزراء ووزير النقل والحضور اصطفافًا بالساحة الخارجية للمعرض لعدد من وسائل النقل المختلفة، منها ما يتعلق بمشروعات الجر الكهربائي الجديدة، حيث تفقد وحدات أول قطار إقليمي من شبكة القطار الكهربائي السريع، وكذا وحدات القطار الكهربائي الخفيف، والمونوريل، والمترو.

وتفقد رئيس الوزراء عددًا من نماذج توطين صناعات السكك الحديدية، وما تضمن ذلك من عربات نقل البضائع بالسكك الحديدية "عربة قلاب- عربة غلال"، وكذا نموذج لمزلقان إلكتروني ومفاتيح السكة الحديد، هذا إلى جانب تفقد عدد من وسائل النقل الجماعي الحديثة صديقة البيئة، من الأوتوبيس الترددي BRT، وأوتوبيسات العاصمة، وتاكسي العاصمة، وأوتوبيسات السوبرجيت، بالإضافة إلى لنش بحري مطاط فيبر جلاس "تحيا مصر" المخصص لأغراض التأمين.

واستمع رئيس الوزراء إلى شرح من وزير النقل حول مكونات وإمكانات مختلف الوحدات التي تم تفقدها والمصنعة في مصر بالكامل أو المتعاقد على تجميعها وتصنيعها في مصر، وانتقل رئيس الوزراء ومرافقوه لتفقد القطار الكهربائي السريع، مستمعًا إلى شرح حول مكوناته، وإمكاناته، وما به من وسائل أمان ورفاهية.

وتوجه رئيس الوزراء ومرافقوه إلى الجناح الخاص بوزارة النقل بالمعرض؛ حيث قدم رؤساء كل من الهيئة القومية للأنفاق، والهيئة القومية لسكك حديد مصر، والهيئة العامة للطرق والكباري، وقطاع النقل البحري، والهيئة العامة للموانئ البرية والجافة، عرضًا حول أهم المشروعات الجاري تنفيذها وخطة توطين الصناعة، وذلك في إطار تنفيذ توجيهات الرئيس السيسي بتوطين صناعة النقل في مصر، كما تم استعراض أهم الفرص الاستثمارية في كل قطاع في ظل المناخ الاستثماري الواعد الذي تتمتع به مصر.

وشهد مدبولي إعطاء الإذن ببدء التشغيل التجريبي لعدد من مشروعات وزارة النقل وتشغيل وافتتاح عدد آخر من المشروعات؛ حيث تم إعطاء الإذن بالتشغيل التجريبي للمرحلة الثالثة والنهائية من الخط الثالث في المسافة من (إمبابة/ روض الفرج/ جامعة القاهرة) بطول 13.7 كم (وعدد 11 محطة) بواقع (4) محطات نفقية و(5) محطات علوية و(2) محطة سطحية، وتخدم هذه المرحلة المناطق ذات الكثافة السكانية العالية بمناطق شارع السودان وإمبابة والبوهي والقومية العربية وشارع جامعة الدول العربية وصولًا إلى جامعة القاهرة، هذا ويتكامل الخط الثالث للمترو مع باقي خطوط الشبكة ووسائل النقل الجماعي والجر الكهربائي لإقليم القاهرة الكبرى؛ من خلال تبادل الخدمة مع كل من الخط الأول في محطة ناصر، والخط الثاني في محطتي العتبة وجامعة القاهرة، والخط السادس في محطة العباسية، والقطار الكهربائي الخفيف في محطة عدلي منصور المركزية، ومونوريل شرق النيل في محطة الاستاد، ومونوريل غرب النيل في محطة وادي النيل، والربط مع الطريق الدائري عند محطة الطريق الدائري، وبالتالي ربط مترو الأنفاق مع الأوتوبيس الترددي السريع BRT الذي سيتم تسييره على الطريق الدائري لتحقيق تبادل الخدمة بينهما.

وتم إعطاء الإذن بالتشغيل التجريبي لمونوريل شرق النيل (مدينة نصر/ العاصمة الإدارية الجديدة) بمحطة المشير طنطاوي، حيث يبلغ طول خط مونوريل شرق النيل 56 كم، وعدد 22 محطة، وعدد (1) مركز سيطرة وتحكم، في إطار تنفيذ مشروع المونوريل شرق وغرب النيل والذي يصل إجمالي أطوالهما إلى 100 كم وبعدد 35 محطة باعتبارهما ‏من وسائل النقل الجماعي الأخضر المستدام الصديق للبيئة كأحد أهم ملامح الجمهورية الجديدة التي أرسى قواعدها الرئيس السيسي.

ويربط مونوريل شرق النيل مدينة نصر بالعاصمة الإدارية ويتبادل الخدمة مع الخط الثالث للمترو بمحطة الاستاد بشارع يوسف عباس وصولًا إلى شارع الخليفة الظافر والحي السابع مرورًا بشارع ذاكر حسين وصولاً إلى الوفاء والأمل، ثم يتجه إلى محور المشير طنطاوي وشارع التسعين الجنوبي وصولًا إلى بيت الوطن، ثم يمر بأحياء العاصمة الإدارية الجديدة، وهذا المسار يخدم العديد من المناطق السكنية المزدحمة.

وتم إعطاء الإذن أيضًا بتشغيل مركز السيطرة والتحكم لخط بني سويف/ أسيوط من برج المنيا؛ حيث يبلغ طول الخط 250 كم، ومنفذ بمعرفة شركة الستوم العالمية بنظام إلكتروني حديث (EIS)، والذي يحقق أعلى معدلات الأمان والحاصل على شهادة SIL4 (Safety integrity level) معدل أمان المستوى الرابع، وهو أعلى معدل أمان في العالم، ويتكون المشروع من 15 برجًا رئيسيًّا و24 برجًا ثانويًّا و86 مزلقانًا، ويهدف إلى زيادة عوامل الأمان والتحكم والسيطرة في سلامة وأمن مسير القطارات، والمساهمة في تقليل فترة التقاطر بين القطارات وزيادة الطاقة الاستيعابية للشبكة وذلك بزيادة عدد الرحلات خلال اليوم الواحد، وتحقيق أعلى معدلات السلامة والأمان ومتابعة حركة مسير القطارات لحظة بلحظة، وتزويد المزلقانات بأجراس وأنوار وبوابات أوتوماتيكية للحد من الحوادث وتحقيق الأمان للمركبات، وتوفير نظام يتيح للسائق الاتصال بمراقب التشغيل من أي سيمافور في حالات الطوارئ أو الأعطال المفاجئة.

وتم تشغيل وافتتاح مصنع الفلنكات الخرسانية الخاص بالشركة المصرية لإنشاء وصيانة مرافق النقل والمطارات التابعة لوزارة النقل، خلال الجولة التفقدية؛ لإنتاج فلنكات شبكة القطار الكهربائي السريع للشركة باستثمارات تبلغ نحو 500 مليون جنيه، وتم إنشاء المصنع خصيصًا لإنتاج هذه الفلنكات الخرسانية باستخدام أحدث النظم العالمية وبأيد مصرية لتوطين هذه الصناعة بالدولة وباستخدام خامات مصرية بنسبة 100% توفيرًا لاستخدام العملة الأجنبية وتبلغ القدرة الإنتاجية للمصنع نحو 550 ألف فلنكة سنويًّا، والمصنع تم إقامته على مساحة نحو 40 ألف متر مربع بمنطقة كورنيش النيل، المعصرة، ويضم عدة مبان أخرى تتضمن المقر الإداري، والمعمل المركزي، والمخازن الرئيسية، بالإضافة إلى وجود مساحات تخزين وتشوين تبلغ مساحتها نحو 7 آلاف متر مربع.

وتوجه رئيس الوزراء ومرافقوه لتفقد باقي أجنحة المعرض والخاصة بالشركات العالمية التي تتعاون مع الحكومة المصرية ممثلة في وزارة النقل سواء في مجال التصنيع المحلي في قطاع النقل أو في مجال إدارة وتشغيل عدد من المحطات البحرية والمرافق المختلفة، أو في تنفيذ عدد من المشروعات القومية في مختلف قطاعات النقل، وتضم الأجنحة الخاصة بالشركات العالمية " Alstom، Siemens ، Colway، Skoda، Neric".

وحرص رئيس الوزراء على تفقد الأجنحة الخاصة بشركة "MCV"، وشركة "HUTCHISON"، وشركة "DP WORLD"، وجناح موانئ أبوظبي.

يوفر نحو 15% 

واستمع رئيس مجلس الوزراء، خلال تفقده جناح وزارة الداخلية، إلى شرح من اللواء مريد ألبرت، مدير الإدارة العامة لنظم معلومات المرور، الذي أشار إلى أنه في ضوء سياسة التحول الرقمي، تم استحداث عدد من الخدمات الإلكترونية، من بينها الخدمة الذاتية، وخدمات الفحص الإلكتروني، موضحًا أن المواطن يستطيع من خلال الخدمة الذاتية، الحصول على العديد من الخدمات؛ منها القيام بتجديد رخصة تسيير المركبة، واستخراج بدل فاقد رخصة قيادة، وذلك عن طريق استخدام شاشة أجهزة الخدمة الذاتية.

وأكد وزير النقل خلال الجولة أن انطلاق هذه الدورة الخامسة من المعرض تأتي في إطار توجيهات الرئيس السيسي واهتمام الحكومة المصرية ممثلة في وزارة النقل بدعم وتطوير وسائل وخدمات النقل، وأن المعرض قد لاقى نجاحاً كبيراً خلال الدورات السابقة مما كان دافعاً قويًّا لاتخاذ قرار بإقامته بشكل سنوي لاستعراض التطورات الهائلة والمتلاحقة في تكنولوجيا وصناعة النقل، مضيفاً: يعتبر المعرض منصة عالمية تشارك به وزارة النقل والهيئات وكبرى الشركات المحلية والعالمية المنفذة لمشروعات النقل.

ونوه وزير النقل بأن انعقاد هذه الدورة للمعرض يأتي تحت شعار "توطين صناعة وسائل النقل في مصر" انطلاقاً من توجيهات رئيس الجمهورية بالعمل على توطين صناعات النقل بجمهورية مصر العربية، وفي هذا الإطار تتعاون وزارة النقل مع مجموعة من كبريات الشركات العالمية للاستثمار في مجال تصنيع وسائل النقل السككي؛ بهدف توفير العملة الصعبة ونقل الخبرة للعمالة المصرية وتصدير الفائض للخارج.

في هذا الصدد قال الدكتور وليد جاب الله الخبير الاقتصادي ، إن قطاعي النقل الذكي واللوجيستيات  نالوا اهتماما كبيرا من الدولة المصرية خلال الفترة الماضية، مشيراً إلى أن مصر تريد أن تستغل موقعها الجغرافي الفريد على مستوى العالم وقامت بالكثير من المشروعات في مجال  الطرق و النقل، كما أن لدينا مشروعات متعلقة بربط  الأنفاق التي تربط ما بين سيناء والوادي والدلتا، كما أن لدينا مشروع مهم في النقل الذي يربط العين السخنة بالعلمين عن طريق قطار فائق السرعة ، و لدينا مشروع المونوريل وهو مشروع صديق للبيئة وكذلك أيضا مشروع  القطار الكهربائي الذي يربط ما بين القاهرة والعاصمة الجديدة، لافتاً إلى أنه حدثت عمليات تطوير كبيرة في الموانئ المصرية ايضا وتم انشاء العديد من المناطق اللوجيستية سواء المناطق اللوجيستية في المحافظات في الداخل او المناطق اللوجيستية التي تقدم خدماتها في الموانئ بما يفيد الداخل والخارج.

وأضاف خلال تصريحات لــ"صدى البلد" أن هناك اهتماما كبيرا توليه مصر بقطاع اللوجستيات، والذي يوفر نحو 15% كمتوسط التكلفة النهائية للسلع، وهو قطاع من القطاعات الواعدة على مستوى العالم ومن المتوقع أن يكون هناك نتائج مبشرة للمشروعات التي قامت بها مصر في مجالات النقل واللوجستيات خلال الفترة القادمة، كما من المتوقع أن يستمر التوسع والنمو في قطاعي النقل واللوجيستيات خلال الفترة اه القادمة، وتنظيم المعارض والمؤتمرات التي تهتم بهذين القطاعين شيء طبيعي في ظل هذا النشاط الكبير في  تنفيذ المشروعات في كل من القطاعين من اجل ان يكون هناك استمرار و حوار وان يكون هناك تواصل ما بين كافة المهتمين بما يحفز وينشط العمل في قطاعي النقل واللوجيستيات. 

من جانبه قال الدكتور خالد الشافعي الخبير الاقتصادي ورئيس مركز العاصمة للدراسات الاقتصادية، إن انطلاق فعاليات الدورة الخامسة للمعرض والمؤتمر الدولي للنقل الذكي والبنية التحتية واللوجستيات للشرق الأوسط وإفريقيا اليوم هو أمر هام ، ويوضح مدى اهتمام الدولة بأن يقام هذا المؤتمر على أرضها، وأن تفكر مصر في عملية النقل واللوجستيات الخاصة بالشرق الأوسط بافريقيا، مشيراً إلى أنه لكي يكون هناك منافذ وأسواق جديدة فلابد من وجود شبكة نقل قوية وقادرة على وصول المنتج المصري إلى أبعد من ذلك وخاصة داخل القارة الإفريقية مما يعطي للمستثمر الذي يرغب بالاستثمار في مصر أن المنتج الخاص به سيت م بيعه داخل السوق المصري فضلاً عن وجود تسهيلات وتيسيرات خاصة بنقل الذكي سواء في افريقيا او الشرق الاوسط مما يحفز المستثمر لكي يكون موجود وأن يكون هناك استثمارات اجنبية تحفز على توطين صناعات جديدة.

وأضاف خلال تصريحات لــ"صدى البلد" أرى انه سيكون هناك مخرجات من هذا المؤتمر تتمثل في مزيد من الاستثمارات ومزيد من توطين صناعات والمزيد من حجم الإنتاج و فرص عمل ، كما أن قطاع النقل في مصر من الممكن أن يشهد طفرة ونقلة نوعية واعتقد ان الدولة او القيادة السياسية حريصة كل الحرص على تحقيق ذلك ،وهذا ما نراه على ارض الواقع يطبق بالفعل ونرى الثورة الهائلة التي أحدثتها مصر في قطاع النقل وهو ما يعمل على حدوث انفراجة ويعمل على تحفيز ودعم وجود المستثمرين الجدد داخل الأراضي المصرية واستغلال الفرص الاستثمارية الواعدة. 

المصدر: صدى البلد