السيسي يرجو احترام السيادة المصرية.. وهل تحترم سيادة الدول برجاء رؤسائها؟
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المصرية بتصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي التي أدلى بها منذ أيام خلال افتتاحه معرض اتحاد الصناعات في القاهرة.. فاجأ السيسي الحضور بطلب "الوقوف دقيقة حداد على أرواح الضحايا كل الضحايا المدنيين اللي سقطوا بإجلال واحترام" على حد تعبيره، واستطرد لاحقا في الحديث عن الأزمات والصراعات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، محاولا تمرير رسائل للداخل والخارج بعد القصف الذي استهدف الأراضي المصرية ثلاث مرات متتالية منها مرتان خلال يوم واحد.
خلال الأيام القليلة الماضية تعرض النظام المصري لعدة أحداث كشفت عن تفريطه الواضح في السيادة المصرية واتخاذ موقف منبطح إزاء الاعتداءات التي تعرضت لها الأراضي المصرية، بدءا من القصف الإسرائيلي لنقطة مراقبة حدودية تابعة للجيش المصري، والقصف التي تعرضت له مدينتا طابا ونويبع في السابع والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر، فضلاً عن الموقف الرسمي الحالي للدولة المصرية تجاه الحرب على قطاع غزة الذي يؤكد أن النظام الحالي حط من مكانة مصر وقرارها السيادي وسلطتها الوطنية على معبر رفح المصري..
" الله يرحمه أبو علاء.. كان بيوقف 15 شاحنة أمام المعبر ويعدي 1500 شاحنة من الأنفاق".. هكذا قارن أحد الأصدقاء بين سياسة الرئيس السابق حسني مبارك والحالي عبد الفتاح السيسي في التعامل مع قطاع غزة. فالأول ذكر في أحد خطاباته الشهيرة التي أعاد البعض تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي؛ أن التهريب عبر الأنفاق أمر طبيعي وهو نتيجة للحصار التي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة، وأن الاتفاق الإسرائيلي الأمريكي لمراقبة تهريب السلاح غير ملزم للدولة المصرية، على عكس السيسي الذي لم يألُ جهداً منذ أيامه الأولي في الحكم في القضاء على الأنفاق تماماً وتفريغ اجزاء واسعة من رفح المصرية وقراها لضمان وقف حركة التهريب بشكل تام. قد يظن البعض أن الرجلين القادمان من نفس المؤسسة العسكرية يتشابهان في التكوين الفكري، إلا أن لكل منهما سياسة واضحة تجاه القضية الفلسطينية والتعامل معها باعتبارها قضية أمن قومي مصري..
منذ بداية الحرب وبعد قرار الحكومة الاسرائيلية بقطع إمدادات الماء والكهرباء والوقود عن قطاع غزة سارع السيسي عن الإعلان عن تخصيص مطار العريش لاستقبال المساعدات الدولية الموجهة لقطاع غزة، وحرصت أجهزته الأمنية لاحقا على تصوير اصطفاف العشرات من شاحنات المساعدات أمام معبر رفح؛ لتصدير صورة ضغط للخارج بأن النظام المصري سوف يقوم بإدخال مساعدات لقطاع غزة، لتتضح لاحقا الصورة العكسية لضياع السيادة المصرية على معبر رفح بسبب عجز الدولة المصرية عن إدخال المساعدات إلا بموافقة مسبقة من أمريكا وإسرائيل، فضلا عن تفتيش إسرائيل شاحنات المساعدات قبل دخولها إلى القطاع.
فشل نظام السيسي في كل الملفات التي تذرع بها في انقلابه ليأتي إلى الحكم للحفاظ عليها، إلا أنه نجح بشكل غير مسبوق بتضييع السيادة الوطنية المصرية في كل موقف اختبرت فيه قدرة الدولة المصرية في الحفاظ عليها، بدءاً من التفريط في جزيرتي تيران وصنافير إلى السماح ببناء سد النهضة واستكمال عمليات ملئه. فالجنرال صاحب الرجاء باحترام السيادة يبدي التسامح مع "الأخطاء" الإسرائيلية المتكررة، سواء بالقصف الخاطئ على الأراضي المصرية أو بإذعانه التام للأوامر الإسرائيلية بمنع إدخال المساعدات لقطاع غزة، ويتسامح أيضا مع الدولة الإثيوبية في تهديدها للأمن القومي المصري، بينما يدهش الجميع بمواقفه الصلبة الحازمة مع معارضيه السياسيين؛ مستخدماً القوة والبطش في التعامل معهم ومحاولاً التخلص منهم داخل معتقلاته بكل السبل؛ إما قتلاً بأحكام قضائية أو بالإهمال الطبي.
وليس ببعيد عنا الحوار الشهير الذي دار بين رئيس حزب العدل عبد المنعم إمام والسيسي، خلال المؤتمر الوطني للشباب قبل أربعة أشهر، حينما طالبه إمام بالإفراج عن المعتقلين السياسيين وإصدار قائمة عفو جديدة وإغلاق ملف المعتقلين نهائيا.. ليرد السيسي بنبرة صوت غاضبة بأن موضوع المعتقلين بالنسبة له إنقاذ وطن وإنفاذ قراره وأنه لا يخاف أبدا!..
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المصرية السيسي السيادة الإسرائيلي غزة مصر السيسي إسرائيل غزة السيادة مقالات مقالات مقالات سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
بعد القمة العربية..التعاون الإسلامي تتبنى الخطة المصرية لإعمار غزة
قال وزيرا خارجية مصر والسودان، اليوم السبت، إنّ منظمة التعاون الإسلامي تبنّت في اجتماع طارئ لوزراء الخارجية في جدّة، الخطة العربية لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين، لمواجهة مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، بعد الاجتماع: "بالتأكيد إنه أمر شديد الإيجابية، أن يتبنّى الاجتماع الوزاري الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي الخطة المصرية، التي أصبحت الآن خطة عربية إسلامية". وأضاف أن "الخطوة المقبلة تتمثّل في أن تكون الخطة خطة دوليّة، من خلال تبنّي الاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية مثل اليابان، وروسيا، والصين وغيرها للخطة، هذا ما سنسعى إليه، ونحن لدينا تواصل مع كل الأطراف بما في ذلك الطرف الأمريكي".لمقرر الصادر عن الدورة ال20 الاستثنائية لمجلس وزراء الخارجية لبحث العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني والدعوات إلى تهجيره من أرضه بشأن استئناف عضوية الجمهورية العربية السورية في المنظمةhttps://t.co/i7KLU2iuW8 pic.twitter.com/NTWi4opOys
— منظمة التعاون الإسلامي (@oicarabic) March 8, 2025وأكد نظيره السوداني علي يوسف الشريف أن "هناك اتفاقاً تاماً بين كل الدول المشاركة على تبني الخطة العربية".
وأثار ترامب صدمة وغضباً عندما اقترح في الشهر الماضي سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة، وإعادة بنائه وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، بعد ترحيل سكانه وعددهم 2.4 مليون، خاصةً إلى مصر والأردن، دون خطة لإعادتهم.
وتبنّى القادة العرب في قمة طارئة في القاهرة، الثلاثاء الماضي، خطة طرحتها مصر لإعادة إعمار غزة تتضمن عودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع. لكنّ وزارة الخارجية الأمريكية قالت أول أمس الخميس، إن الخطة المصرية لغزة "لا تلبّي تطلّعات" ترامب.
القرار الصادر عن الدورة ال20 الاستثنائية لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لبحث العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني ومخططات الضم والتهجير من أرضه، مقر الأمانة العامة للمنظمة، جدة، المملكة العربية السعودية، الجمعة، 7 مارس 2025https://t.co/vY7ysOOi88 pic.twitter.com/hEqS5cNYK9
— منظمة التعاون الإسلامي (@oicarabic) March 8, 2025وفي جدة على ساحل البحر الأحمر، أكّد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، في كلمته الافتتاحية "دعم الخطة العربية".
وأعلن طه "دعم خطة إعادة الإعمار لقطاع غزة التي اعتمدتها القمة العربية، مع التمسك بحق الشعب الفلسطيني بالبقاء في أرضه، لما تشكله من رؤية مشتركة وواقعية تستوجب من الجميع حشد الدعم المالي والسياسي اللازمين لتنفيذها، في إطار مسار سياسي واقتصادي متكامل لتحقيق رؤية حل الدولتين"، بحسب بيان صحافي لمكتبه.
وحذر طه من "خطورة الإجراءات والمحاولات الإسرائيلية المرفوضة لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين".
ومن جهته، دعا رئيس وزراء ووزير خارجية فلسطين محمد مصطفى "الأشقاء لتكثيف الجهود لحشد الدعم الدولي والضغط الدبلوماسي والسياسي والقانوني والاقتصادي على دولة الاحتلال". ولم يصدر بيان نهائي عن الاجتماع بعد.
القرار الصادر عن الدورة ال20 الاستثنائية لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لبحث العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني ومخططات الضم والتهجير من أرضه، مقر الأمانة العامة للمنظمة، جدة، المملكة العربية السعودية، الجمعة، 7 مارس 2025. للمزيد:… pic.twitter.com/FnyXwUeNIf
— منظمة التعاون الإسلامي (@oicarabic) March 8, 2025 فترة حاسمةوقال محللون إن منظمة التعاون الإسلامي، مستعدة لدعم الخطة العربية على نطاق واسع، بدل اقتراح ترامب القاضي بالسيطرة على غزة.
وقالت دبلوماسية باكستانية في الاجتماع إنّ "الهدف الرئيسي للاجتماع هو تبني الخطة العربية". وتابعت "إنها فترة حاسمة، والعالم الإسلامي في حاجة إلى أن يظهر متّحداً قدر الإمكان لمواجهة الخطة الأمريكية".
ويُتوقّع أن تعطي القمة التي تجمع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، الـ 57، زخماً للخطة العربية التي "تحتاج مصر إلى دعم واسع النطاق لها"، حسب الخبيرة في مركز "الأهرام" للدراسات السياسية والاستراتيجية في القاهرة، رابحة سيف علام.
وقالت إنّ "القمة تهدف لبناء تحالف موسع يرفض التهجير"، مضيفة أن الدعم الواسع أمر بالغ الأهمية للترويج لمثل هذا الحل أمام "الأمريكيين والمجتمع الدولي". ووَحدت خطة ترامب الدول العربية في شكل نادر، إذ استضافت السعودية أيضاً زعماء عرباً قبل أسبوعين لمناقشة البدائل.
وأشار عمر كريم، الخبير في السياسة الخارجية السعودية في جامعة برمنغهام البريطانية، إلى أنّ اجتماع منظمة التعاون الإسلامي في جدة، سيؤكد الدور السعودي ويعبر بشكل أكبر عن الوحدة داخل العالم الإسلامي. وأضاف "ستكون الدول الإسلامية الأكبر مثل إندونيسيا، وتركيا وإيران حاضرة هناك، وتأييدها سيضيف مزيداً من الزخم إلى الخطة العربية".
وأعلن القادة العرب في القاهرة إنشاء صندوق ائتمان لتمويل إعادة إعمار قطاع غزة المدمر، وحضوا المجتمع الدولي على المشاركة فيه لتسريع العملية.