احذر .. هذا ما يحدث لك إذا غاب قلبك عن ذكر الله
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إنه فيما ورد في الكتاب والسنة النبوية ، إنه لعل ما يعانيه الإنسان في الدنيا من هم وحزن بسبب نسيان الذكر وقراءة القرآن، لقوله تعالى:« وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى».
وأوضحت «الإفتاء»، عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أن الاستغفار والمداومة على ذكر الله سبحانه وتعالى من أسباب تفريج الكروب وجلب الأرزاق وإزالة الهموم والكروب.
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إن هناك قلوبًا قاسية، وهناك قلوب عليها أقفال، وهناك قلوب عليها غلف، وهناك قلوب عليها ران، وهناك قلوب عليها حجاب، وهناك قلوب مظلمة ووووو.. وهكذا.
وأوضح «جمعة» عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن كل نوع من هذه الأنواع يشترك في شيء واحد ويتعدد في صفات كثيرة، كل هذا يشترك في الغفلة عن الله «نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ» ، كل هذه الصفات تغفل عن الله سبحانه وتعالى فتتوه في هذه الحياة الدنيا بجزئياتها، بتكاثر جهاتها وبمجالاتها المختلفة، بنكدها، بكدرها، بشواغلها ومشاغلها، فما دام قد غاب قلبك عن ذكر الله، وغاب الله عن قلبك فإنك ستتصف بصفة من هذه الصفات.
وأضاف أن قوله تعالى: «قَسَتْ قُلُوبُكُم» يعني أنها لم يعد يؤثر فيها الذكر الفطرة التي فطر الله الناس عليها أنه «وذَكِّرْ فَإنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ المُؤْمِنِينَ» سارع إلي الله فعندما تُذكر الإنسان يتذكر، وعندما تُذكره بالله يرجو وجه الله أو يخاف من عذاب الله، ولكن هناك قلوب تُذكِّرها بالله فكأن في أذانها وقر, والذين لم يؤمنوا دائمًا نجد عندهم في أذانهم وقر، يقول تعالى « ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم » يعني لا ينفع فيها الذكر « مِّنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ » والكاف للتشبيه والتمثيل، والحجارة شأنها الصلادة والصلابة، والحجارة شأنها أنها لا تتحرك إلا بمحرك.
وتابع: “فالحجارة صلبة وليست لينة بحيث أنها إذا أصابت أحدنا فإنها تصيبه، لكن لو نزل علينا ماء لا يصبنا بشيء، « فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ » كأننا ظلمنا الحجارة بتشبيههم بها .. لماذا ؟ لان هناك بعض الحجارة إذا أدخلنا فيه مسمار يدخل ولا يأبى الحجر أن يستقبل المسمار, ولو كسَّرنا الحجر يتكسر ، ولكن البعض قلوبهم لا تلين، ولا تلين أبدًا بصفة مستمرة”.
واستطرد: “هل الناس التي قلوبها كالحجارة ممكن ربنا يأذن إنه تفجر منه الأنهار؟ الله يفعل ما يشاء، طبعًا ممكن فحينئذ يستطيع هذا الذي كان قلبه كالحجارة وبإذن الله وعندما يمنُّ الله عليه ويهديه إنه تتفجر منه منابع الخير، وهذا يوصلنا إلى أننا لا نحتقر أحدًا من الناس ولا نحتقر عاصيًا، وإنما نكره فعله، نحن لا نحب القتل، ولا نحب السرقة، ولا نحب الكذب وشهادة الزور، والحقد والحسد”.
وأكد: “فأنا أكره الفعل السيء، لكن لا أكره الإنسان حتى ولو فعل هذا الفعل، أنكر عليه وأنكر فعله ويمكن أعاقبه أيضًا وعقاب شديد، ولكن لا أكرهه فأنا إذا كرهته لن أستطيع أن أدعوه وأرشده إلي الخير، فيجب علينا ألا نحقر أحدًا من البشر ولكن نحقر أفعالهم وقسوة قلوبهم، ولكن نتمنى لهم الخير ونتمنى لهم السعادة، ونقول إن هذا الحجر يمكن أن يتفجر منه الأنهار، فنفتح له مع هذا باب الرحمة وباب الخير وعدم اليأس من رحمة الله”.
دعاء التحصين .. أقوى كلمات للنبي ضد العين والحسد والسحر كيفية تحصين البيت من المشاكل .. هل المسح بالماء والملح يمنع الحسد؟ دعاء سورة البقرة.. يفتح الأبواب المغلقة وترى العجب في حياتك 15 كلمة كان يقولها النبي قبل الخروج من منزله.. حصن بها نفسك صباح كل يوم كيف يقبض ملك الموت الأرواح في وقت واحد ؟ حالات يجوز فيها الغيبة بدون ذنب.. ما هي؟حكم ذكر الله بتحريك اللسان دون إخراج الصوت
وجه متصل سؤالا للشيخ محمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء، يقول فيه: “حكم ذكر الله بتحريك اللسان دون إخراج الصوت؟”.
ورد أمين الفتوى خلال لقائه بفيديو مسجل له على قناة الإفتاء، قائلا: "لا مانع شرعي في ذلك، فيجوز ذكر الله في نفسك أو من غير صوت أو كيفما ترديد، وأفضل الذكر هو الذكر الخفي الذي تستشعر معناه وتعيش أنواره ونفحاته، وكما قال تعالى: "وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ".
أوقات وأحوال يكره فيها ذكر اللهقال الشيخ أحمد ممدوح أمين الفتوى بدار الإفتاء إن ذكر الله عز وجل يكون في كل وقت وفي كل حين إذا أراد الشخص ذلك وبالأسلوب الذي يريده و بالصفة التي يرغب بها سواء كان بصوت مرتفع او صوت خافت فلا بأس من ذلك.
وأضاف ممدوح خلال رد على أسئلة المشاهدين في البث المباشر، قائلا: إن الله تعالى قال في القرآن الكريم: "واذكروا الله كثيرا" فلم يقيد ذلك بوقت محدد أو شرط معين أو شكل أو طريقة معينة، فالأصل في الذكر السعة.
وتابع: “الشرع خص أوقاتا معينة بعدم الذكر فيها كأن يكون الشخص على جنابة أو المرأة في فترة الحيض، وكذلك الساجد والراكع في الصلاة لا يقرأ القرآن فيهما فهناك خطأ شائع عند البعض أن يقرأ القرآن في الذكر بدلا من أن يسبح الله”.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ذكر الله دار الإفتاء المصرية ذکر الله
إقرأ أيضاً:
صحة مقولة "كذب المنجمون ولو صدقوا" الإفتاء توضح
قالت دار الإفتاء المصرية إنَّ مقولة "كذب المُنَجِّمون ولو صدقوا"، المشهورة والدارجة على ألسنة الناس ليست من الأحاديث النبوية الشريفة، وإن كان معناها صحيحًا، فالمنجِّم يدعي علم الغيب، وليس له تحقُّق من ذلك وإن وقع ما تَنَبَّأ به، فهو كاذبٌ في ادِّعاء علمه، والتنجيمُ أمرٌ مُحَرَّمٌ شرعًا، فهو نوعٌ من الكهانة ويؤول إلى ادِّعاءِ عِلمِ الغيبِ الذي استَأثَر الله به.
حكم الكهانة والتنجيم وتصديق ذلك في الإسلاموأضافت الإفتاء أن علم الفلك شئ مختلف فهو مبْنِيٌّ على الحسِّ والمشاهدة، وهو مطلوبٌ شرعًا على سبيل الكفاية في الأمة، إذ يتَوَقَّف عليه جملةٌ من مصالح الدين والدنيا التي لا تتم إلا بمعرفته ودراسته.
جاء عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إِنَّ المَلَائِكَةَ تَنْزِلُ فِي العَنَانِ: وَهُوَ السَّحَابُ، فَتَذْكُرُ الأَمْرَ قُضِيَ فِي السَّمَاءِ، فَتَسْتَرِقُ الشَّيَاطِينُ السَّمْعَ فَتَسْمَعُهُ، فَتُوحِيهِ إِلَى الكُهَّانِ، فَيَكْذِبُونَ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ» أخرجه البخاري في "صحيحه"، وعنها أيضًا رضي الله عنها قالت: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ الْكُهَّانَ كَانُوا يُحَدِّثُونَنَا بِالشَّيْءِ فَنَجِدُهُ حَقًّا، قَالَ: «تِلْكَ الْكَلِمَةُ الْحَقُّ، يَخْطَفُهَا الْجِنِّيُّ، فَيَقْذِفُهَا فِي أُذُنِ وَلِيِّهِ، وَيَزِيدُ فِيهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ» أخرجه مسلم في "صحيحه".
أكدت الإفتاء أنه من المقرر شرعًا حُرمة فعل الكَهَانةِ وامتناع إتيان هؤلاء والرجوعِ إلى قولِهم وتصديقِهم فيما يدَّعُونه، قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا﴾ [النساء: 51].
قال الإمام السيوطي في "الإكليل" (ص: 93، ط. دار الكتب العلمية): [في الآية ذم السِّحر والساحر والكهانة والكاهن ومصدقهما وأنه ملعونٌ] اهـ.
وقالت الإفتاء إن المُنَجِّمُ أو المُتَنَجِّمُ هو الشخص الذي يَدَّعي علم الحوادث أو الوقائع الأرضية التي ستقع في المُستقبل، كإخبارِهِ بأوقات هبوب الرِّياح ومجيء المطرِ، وتَغيٌّرِ الأسعار، والسعادة والشَّقاء، والحياة والموت، وما في معانيها من الأمور التي يزعمون أنها تُدرك مَعرِفَتُها بِمَسِيرِ الكواكب في مجارِيها، واجتماعها وافتراقها.
والمُنَجِّم بهذا المفهوم مِن جُملة أنواع الكُهَّان، فالكهانة تشمل التنجيم والعرافة والرمل والخَطَّ وغيرها مما يؤول إلى ادِّعاءِ عِلمِ الغيبِ الذي استَأثَر الله به، وكلُّ هذا محرمٌ في الشريعة الإسلامية؛ لأنَّ ذلك من دعوى عِلمِ الغَيبِ، ولا يعلَمُه إلَّا اللهُ. يُنظر: "شرح المشكاة" للإمام الطِّيبي (9/ 2989، ط. مكتبة نزار مصطفى الباز)، و"رد المحتار" للعلامة ابن عابدين الحنفي (4/ 242، ط. دار الفكر)، و"الفواكه الدواني" للعلامة النفراوي المالكيِّ (2/ 344، ط. دار الفكر).
قال الله تعالى: ﴿قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ﴾ [النمل: 65]، وقال تعالى: ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا﴾ [الجن: 26-27].
قال الحافظ ابنُ حجر العسقلاني في "فتح الباري" (13/ 364-365، ط. دار المعرفة): [في الآية رَدٌّ على المُنَجِّمِين وعلى كلِّ من يَدَّعِي أنه يَطَّلِعُ على ما سيكون من حياة أو موت أو غير ذلك؛ لأنه مُكَذِّبٌ للقرآن وهم أبعدُ شيءٍ من الارْتِضا مع سَلْبِ صفة الرُّسلِية عنهم] اهـ.
وجاء عن صفية رضي الله عنها، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ لَيلَةً» أخرجه مسلم في "صحيحه"، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَتَى عَرَّافًا أَوْ كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أنزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ» أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى"، وأخرجه الطبراني في "الأوسط" عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
وجاء عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه رد على من أشار إليه بمراعاة النجوم في مسيره للحرب، فقال له: "ما كان لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم منجم ولا لنا من بعده"، ثم قال له: "من صدَّقك بهذا القول كذَّب بالقرآن"، ثم قال: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِيَّاكُمْ وَتَعَلُّمَ النُّجُومِ إِلَّا مَا تَهْتَدُونَ بِهِ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، وَإِنَّمَا الْمُنَجِّمُ كَالسَّاحِرِ، وَالسَّاحِرُ كَالْكَافِرِ، وَالْكَافِرُ فِي النَّارِ، وَاللَّهِ لَئِنْ بَلَغَنِي أَنَّكَ تَنْظُرُ فِي النُّجُومِ وَتَعْمَلُ بِهَا لَأُخَلِّدَنَّكَ فِي الْحَبْسِ مَا بَقِيتَ وَبَقِيتُ، وَلَأَحْرِمَنَّكَ الْعَطَاءَ مَا كَانَ لِي سُلْطَان". يُنظر: "الجامع لأحكام القرآن" للإمام القرطبي (19/ 29، ط. دار الكتب المصرية.