سودانايل:
2024-07-10@09:23:38 GMT

رشا عوض بين جسارة الفكرة و براءة الموقف “1 -2”

تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT

قرأت مقالا للصحافية الأستاذة رشا عوض بعنوان "العلاقة بين “الديمقراطيين” و”الإسلاميين “: حرب وجودية أم تفاوض على شروط التعايش السلمي؟" في جريدة " سودانيل" الغريب في الأمر يوميا بطلع على هذه الصحيفة، لكن المقال لم يقع في نظري، بالأمس السبت أرسله إلي صديق على الواتساب. أن المقال فيه جسارة عالية جدا أن تضع أسئلة أمام الناس تشكل عصب المشكل، في بيئة تتصاعد فيها انفاس مليئة بالانفعال و التخوين، و استخدام العديد من الفزاعات، كل يحاول أن يجد السند و المعاضدة لموقفه و لا يريد التشويش عليه.


المقال بدأ بجسارة الفكرة و ختمها بمحاولة لبراءة موقف الكاتبة و ما تنتمي إليه. و ياليت كانت الفكرة بعيدة عن البحث عن البراءة، لآن الأخيرة سوف تضعف الفكرة و تجهضها، بسبب الأزمة التي تمر بها النخب السياسية، و حتى فئات المثقفين، الذين ذهبوا مع رياح الاستقطاب الحادة التي تعيشها البلاد لكي تجعل الأزمات متراكمة على بعضه البعض. في المقال سوف اركز على الفقرات التي اعتقد أنها تشكل العمود الفقري للفكرة. كما رددت في أغلبية مقالاتي أن التغيير يعتمد على الأفكار و ليس الشعارات. باعتبار أن الأفكار تحدث تغيير في ثلاث عوامل مهمة للتغيير.. العامل الأول أنها تطرح أسئلة تشكل جوهر الموضوع و يبقى التركيز عليها و محاولة الإجابة عليها تقودنا إلي... العامل الثاني أن تخلق وعيا جديدا يتمحور حول جوهر القضية.. ثالثا أي وعي جديد يؤدي إلي تغيير في طريقة التفكير. و مقال رشا يحتوي على العديد من الأسئلة التي كان عليها أن تلفت نظر العديد من النخب الذين يتعاملون بالذهن و ليس الاندفاعات العاطفية. و رشا فضلت التعامل بالفكر عن الشعار بطرحها مصطلح في غاية الأهمية " معادلة كسبية" و يحمل المصطلح في أحشائيه العديد من المضامين الميسرة و المسهلة. حيث تقول (في هذا السياق تبرز أهمية مناقشة طبيعة العلاقة بين التيارات السياسية المختلفة والبحث بجدية عن "معادلة كَسبية" لصالح السلام والاستقرار السياسي على أساس ديمقراطي بدلا من "المعادلة الصفرية) أن عملية السلام و الاستقرار أهم أداة لها هي التفاوض و الحوار، لأنهما الأداتان اللتان تخففان حدة الصراع، و توقف النزاع و أيضا أدوات لخلق الثقة. فالمعادلات الصفرية تؤسس على أدوات الاستقطاب الحاد و تؤديات حتى للعنف الفظي. فإذا كان بالفعل الكل مؤمن بالديمقراطية يجب التعرف على أدواتها و كيفية تفعيلها.
تذهب رشا مباشرة إلي لوب و تقول (إن القضية المركزية في أجندة القوى الديمقراطية في السودان الآن هي "إيقاف الحرب واحلال السلام ومن ثم فتح الطريق لتأسيس عملية سياسية انتقالية ناجحة الى الحكم المدني الديمقراطي"، والسؤال هنا هل يمكننا إيقاف الحرب سريعا دونما امتلاك منهج واضح للتعامل مع أطراف القتال الدائر"الإسلامويون والجيش، الدعم السريع "؟ من وجهة نظري لا! إذ لا يمكن إيقاف الحرب تفاوضيا دون إقتناع أطرافها بخيار السلام، ولن يقتنع أي طرف بخيار يقضي بإعدامه تماما ، ولذلك فإن الحادبين على السلام عليهم ان يجتهدوا في صياغة خطاب سياسي يتضمن مصالح معتبرة لكل الأطراف في خيار السلام، هذا هو معنى "المعادلة الكسبية"، أي ان يكون لكل طرف مصلحة في السلام ، ولا أعني بالطرف هنا الأشخاص، بل اعني كياناتهم العريضة،) أن قضية الإسلاميين المتهمين من قبل خصومهم بأنهم وراء كل التحديات التي مرت بها الفترة الانتقالية، و حتى الاتهام بإشعال الحرب الدائرة الآن، كيف يتم التعامل معهم.. عبر أدوات الحرب و هي الدائرة الآن أم أدوات الديمقراطية التفاوض و الحوار. للأسف هناك حالة نسميها بالوصف الصحيح دون مواربة، "حالة خوف من الإتهام بالتخوين" و التي تمارسها بعض القوى السياسية حتى تمنع الآخرين عن الحركة إلا وفق شروطها. أن الذهاب إلي " المعادلة الكسبية" هي دافع ايجابي أن يشعر الكل يستطيع أن يذهب في عملية تحقيق السلام و الاستقرار الاجتماعي و السياسي، إذا شعر أنه غير مبعد عن العمل السياسي. و هذه الفكرة لا تمنع من تفكيك دولة الحزب الواحد للتعددية السياسية، و تمنع محاسبة الذين افسدوا و ارتكبوا جرائم في حق المواطنين أو الوطن.
في محطة أخرى تقول رشا في مقالها ( يجب صياغة مشروع السلام والديمقراطية بصورة مطمئنة للقواعد العريضة المساندة لأطراف الحرب سواء في المؤسسات العسكرية كالجيش والدعم السريع او "الحركة الإسلامية" لأن تحفيز هذه القواعد على قبول خيار السلام بخطاب متوازن سوف يضغط جديا على قياداتها، وسوف يجعل خيار الحرب صعبا لأنه سيصبح معزولا حتى في اوساط المحاربين وحواضنهم الاجتماعية ومن ثم سوف يجد القادة انفسهم مضطرين للتراجع عن الرهان على الحرب. ) أن شعار الحرب و الدعوة لوقفها لا يوقف الحرب في ظل الانتهاكات التي قامت بها ميليشيا الدعم على ممتلكات المواطنين و تعرضهم للأذى و السلب و النهب، لكن الأفضل كما اشار المقال أن تفتح قنوات الحوار الجاد و المسؤول، من خلال كل يحاول أن يقدم إجابة على التساؤلات المطروحة المتعلقة بعملية التحول الديمقراطية و بناء الدولة الديمقراطية. و الحوار لكي ينجح لابد أن تبعد رغائب السلطة و يصبح التركيز على عملية وقف الحرب و التحول الديمقراطي و عقد مؤتمر دستوري تشارك فيه كل القوى السياسية لصناعة مسودة دستور تطرح للنقاش ثم الاستفتاء الشعبي، أما التعلق بأهداب السلطة و اللهث وراءها هو الذي يشكل أكبر عائق في نجاح الحوار.
تقول رشا (في الجزء الأول من هذه المقالة أطرح للنقاش ما ينبغي ان يكون عليه منهج "القوى المدنية الديمقراطية" في التعامل مع الاسلاميين(المنتمين لفكر الاسلام السياسي بوجه عام) والإسلامويين(الذين يستخدمون الهوس الايدولوجي بصورة غوغائية لاستدامة مصالح سياسية واقتصادية حزبية وشخصية عبر المزايدة والعنف والاستبداد والفساد)، فمع الاحتفاظ بكامل الموقف المختلف جذريا مع التيار الاسلامي بشقيه(الاسلامي والاسلاموي) من الناحية الفكرية والسياسية، هناك ضرورة وطنية لوضع أسس التعامل وتعريف قواعد العيش المشترك في وطن واحد مع هذا التيار( وجهة نظري أن تطرح القضية للحوار، و تتبنها قوي سياسية أو تحالف سياسي، و يطرح ثلاثة أسئلة فقط 1- كيف العمل من أجل وقف الحرب؟2- الفترة الانتقالية و التحول الديمقراطي؟ 3- انعقاد المؤتمر الدستوري؟ بعد الإجابة و تحسين الأجواء تطرح بقية الأسئلة الأخرى التي تتطلب شمول للقضية نواصل. نسأل الله حسن البصيرة.

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: العدید من

إقرأ أيضاً:

تصدع في ائتلاف نتنياهو: بن غفير يهدد.. وتوتر في حزب “شاس”

الجديد برس:

بالتوازي مع الخسائر الفادحة التي تمنى بها “إسرائيل” في غزة وعلى كافة الجبهات المساندة، تتزايد الخلافات والانقسامات داخل الائتلاف الحكومي لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وهو ما يكشف مستوى الأزمة الداخلية التي وصلت إليها “إسرائيل” والتي تهدد وجودها، وفق ما يؤكد الإعلام الإسرائيلي.

وفي أبرز فصول الانقسام الداخلي القائمة، رفض نتنياهو، أمس الاثنين، مرة أخرى الامتثال لطلب رئيس “عوتسما يهوديت” (قوة يهودية) ووزير “الأمن القومي” إيتمار بن غفير بالانضمام إلى “المنتدى الأمني المقلص”، واقترح عليه تلقي “تحديثات أمنية مهمة” قبل طرحها للتصويت في “الكابينت”، لكن بن غفير رفض العرض.

ووفقاً لموقع “واللا” الإسرائيلي، فقد أوضح نتنياهو لرئيس “قوة يهودية” (لها 6 مقاعد بالكنيست من أصل 120)، أن “كابينت” الحرب لن يجتمع مرة أخرى بعد انسحاب عضوا مجلس الحرب من حزب “معسكر الدولة” بيني غانتس وغادي آيزنكوت منه، وفحص معه إمكانية إعلامه مسبقاً قبل اجتماعات الكابينت الأمني – السياسي.

وقال مصدر مقرب من نتنياهو لموقع “واللا” الإسرائيلي إنه “على أي حال، لن نضم بن غفير إلى منتدى أمني مقلص لأنه لا يعرف كيف يحافظ على سر”.

الجدير ذكره أنه في 9 يونيو الماضي، أعلن غانتس وآيزنكوت، انسحابهما من “كابينت” الحرب.

ولاحقاً، تم حلّ المجلس، لكن نتنياهو واصل إجراء المشاورات المتعلقة بإدارة الحرب في منتدى أصغر يضم وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس حزب “شاس” آرييه درعي ووزير الشؤون الاستراتيجية رون دريمر ورئيس مجلس “الأمن القومي” تساحي هنغبي.

وانتقد بن غفير، نتنياهو، قائلاً إنه “يتخذ القرارات بمفرده ويعزل شركاءه في الحكومة”.

وفي وقت سابق الاثنين، نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مصادر لم تسمها في حزب بن غفير إنه ما دام مطلبهم بانضمام بن غفير إلى المنتدى الأمني المصغر لم يتحقق فإنهم سيلجؤون “لتعطيل عمل الائتلاف”، بما في ذلك من خلال تعطيل التصويت على مشاريع القوانين المطروحة من قبل الائتلاف.

وفي وقت سابق، عرض نتنياهو أيضاً على بن غفير منصب نائب وزير لكي يدعم “قانون شاس” أو ما يعرف بمشروع قانون الحاخامات. (وينص مشروع القانون على نقل صلاحيات تعيين الحاخامات، في المدن من السلطات المحلية، إلى وزارة الأديان التي يتولاها موشيه ملخيئيلي من حزب “شاس” الديني).

لكن بن غفير اشترط لدعم القانون، الموافقة على انضمامه إلى المنتدى الأمني المصغر، وإلا فإنه سيعارضه.

وكان بن غفير قد تقدم بهذا الطلب لأول مرة في يونيو الماضي فيما يتصل بمشروع “قانون الحاخامات”، والذي اعتبر على نطاق واسع أنه محاولة من جانب “حزب شاس” لتعيين أشخاص تابعين له في مناصب حاخامية بالمدن والأحياء.

وتمنح النسخة الجديدة من مشروع القانون الجديد حزب “شاس” سلطة تعيين حلفائه في المناصب الدينية بالبلديات، لكنه سيجبر الحكومة على تمويل هذه المناصب، وبالتالي لن يقع العبء على عاتق رؤساء البلديات.

“شاس”: بن غفير بسلوكه المتهور يعطي مرة أخرى جائزة للمعارضة

ورداً على بن غفير، قالت كتلة “شاس” إنها تنظر بخطورة كبيرة إلى السلوك المتهور لبن غفير، في انتهاك ممنهج وصارخ لالتزام الائتلاف والتصويت ضد القوانين التي تقرها اللجنة الوزارية.

وتابعت أنه بهذا السلوك، أعطى بن غفير مرة أخرى جائزة للمعارضة، التي تقفز في كل فرصة لإسقاط الحكومة اليمينية.

وأعربت “شاس” عن خيبة أملها العميقة بسبب عدم سيطرة نتنياهو على أعضاء الائتلاف.

وتابعت أنه في ضوء ذلك، أمر رئيس كتلة “شاس” عضو الكنيست ينون أزولاي، أعضاء الكنيست بمغادرة الجلسة العامة على الفور، مشيرة إلى أن “شاس” ستجتمع قريباً وتتشاور مع حاخاماتها وتقرر استمرار طريقها.

وفي الإطار عينه، هاجم وزير “الرفاه” من حزب “شاس” يعقوب مارغي، بن غفير، قائلاً إنه “بمسلكيته عديمة المسؤولية، سيُذكر إلى الأبد بأنه سيتسبب بملء يديه في سقوط حكومة يمين خلال حرب”.

وأضاف أن “بن غفير يثبت مرة تلو أخرى أنه لا يحترم الاتفاقات والسلوك كلاعب ضمن فريق”، لافتاً إلى أنه “يتصرف ببلطجية وابتزاز”، واصفاً سياسته بـ”الشعبوية الرخيصة التي لم تحقق أي انجازات، بل سلسلة إخفاقات”.

حزب بن غفير يرد على “شاس” ويهاجم درعي

وفي رده على زعيم حزب “شاس” أرييه درعي، قال حزب بن غفير “عوتسما يهوديت” (قوة يهودية) إن “درعي، من أوسلو حتى اليوم، بقي متمسكاً بأيديولوجية اليسار”، مشيراً إلى أنه “لطالما أعجب درعي باليسار، من رابين إلى بيريز إلى غانتس، وهو الجهة الرئيسية التي تدفع نتنياهو إلى تبني سياسة مساومة”.

وتابع أنه “حتى اليوم، يعارض درعي ضم بن غفير إلى المنتدى الأمني”، عازياً ذلك إلى الخلافات في إدارة الحرب ففي الوقت الذي يصر فيه بن غفير على مواصلة الحرب لتحقيق “النصر”، يرفع درعي راية الاستسلام والضعف، ويضغط من أجل التوصل إلى صفقة، يقول حزب بن غفير.

وأكد حزب “عوتسما يهوديت” الإصرار على مطلبهم بالدخول إلى “المنتدى الأمني المصغر”.

وتحدث مصدر حكومي إسرائيلي لموقع “يديعوت أحرونوت” أن بن غفير: “يريد الدخول إلى الكابينت المقلص من أجل منع التوصل إلى صفقة الأسرى”.

وفي أكثر من مناسبة، هدد بن غفير ووزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بالانسحاب من الحكومة حال التوصل إلى صفقة مع المقاومة الفلسطينية لتبادل الأسرى من شأنها وقف الحرب.

مقالات مشابهة

  • الحوار السياسي يكون داخل السودان فقط
  • تصدع في ائتلاف نتنياهو: بن غفير يهدد.. وتوتر في حزب “شاس”
  • زعازع ديمقراطية كينيا “الاستثنائية”
  • (تقدم) ترحب بالبيان الختامي الصادر عن مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية الذي انعقد بالقاهرة
  • سياط الفقراء.. إلى أين تمضي الديمقراطية الغربية؟
  • الأجندة الخفية !!
  • قادة سودانيون يرفضون التوقيع على البيان الختامي “لمؤتمر القاهرة”
  • الأجندة الخفية!!
  • بالفيديو .. مقابلة مع رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” عبد الله حمدوك
  • إياد نصار نادم على هذا الموقف: “أخطأت”