القدس عربية إسلامية وعاصمة فلسطين الأبية
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
تُعتبر مدينة القدس واحدة من أقدم وأعرق المدن في العالم، حيث يعود أقدم نشاط بشري فيها إلى أكثر من 4000 عام قبل الميلاد. تمتاز بأنها سُكنت بشكل دائم في الفترة ما بين 3000-2800 قبل الميلاد. وتحمل القدس أهمية دينية كبيرة للأتباع الثلاث للديانات السماوية: الإسلام والمسيحية واليهودية، مما جعلها مركزًا إداريًا ودينيًا لعدة ممالك وحضارات على مر العصور.
تضم مدينة القدس ما يقرب من 220 معلمًا تاريخيًا وأثريًا بارزًا. من بين هذه المعالم، نجد المسجد الأقصى، وقبة الصخرة، وكنيسة القيامة. ولا تزال القدس موطنًا لعدة حضارات مختلفة عبر التاريخ، وهذا واضح في مبانيها القديمة وتخطيط المدينة وشوارعها وأسواقها وأحيائها السكنية.
القدس عاصمة فلسطينتعتبر مدينة القدس العاصمة لدولة فلسطين، وفقًا لإعلان استقلال دولة فلسطين والقانون الأساسي المعدل. وتؤكد المادة رقم 3 من القانون الأساسي أن القدس هي عاصمة فلسطين.
أسماء القدسعلى مر التاريخ، حملت مدينة القدس العديد من الأسماء. اطلق عليها يبوس نسبةً لليبوسيين، ومن ثم سُميت مدينة داود نسبةً للنبي داود عليه السلام في عام 1049 قبل الميلاد. بينما أُطلق عليها اسم أورسالم أثناء حكم البابليين في عام 559 قبل الميلاد، وسُميت يروشاليم في عهد الإسكندر الأكبر عام 332 قبل الميلاد. ومع الفتح الإسلامي، أصبحت معروفة باسمي القدس وبيت المقدس، ثم أطلق العثمانيون عليها اسم القدس الشريف.
تاريخ القدس: مسيرة حضارية متنوعة
تاريخ مدينة القدس يمتد عبر حضارات وأمم مختلفة، من العصور القديمة إلى العصور الحديثة. تضمن هذا التاريخ العديد من الفترات الزمنية المهمة، من بينها:
1. اليبوسيون: اليبوسيون هم سكان القدس الأصليون، وعاشوا في المدينة اعتبارًا من نحو عام 2500 قبل الميلاد. سموا المدينة باسم "يبوس" نسبةً إليهم.
2. العصر الفرعوني: تحت الحكم المصري الفرعوني بدءًا من القرن السادس عشر قبل الميلاد، وشهدت القدس غزوًا من قبائل الخابيرو البدوية خلال حكم الفرعون أخناتون، وعادت بعدها إلى النفوذ المصري في حكم الفرعون سيتي الأول.
3. العصر البابلي: في هذه الفترة، سيطر البابليون على فلسطين وأنهوا الحكم المصري في القدس. وتعرضت المدينة لحملة نبوخذ نصّر وسبى اليهود الذين كانوا فيها.
4. العصر الفارسي: بعد هزيمة البابليين، ضم الملك الفارسي قورش القدس إلى إمبراطوريته.
5. العصر اليوناني: استولى الإسكندر الأكبر على القدس في عام 333 قبل الميلاد، وشهد سكان المدينة تأثرًا بالحضارة اليونانية القديمة.
6. الحكم الروماني: سيطر الرومان على القدس في عام 63 قبل الميلاد وأصبحت جزءًا من إمبراطوريتهم. خلال هذه الفترة شهدت القدس أحداثًا مهمة مثل ولادة السيد المسيح وبِعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. فيما بين 66 و70 ميلاديًا، شهدت القدس انتفاضة يهودية أخمدتها الرومان. في عهد الإمبراطور هادريان، أُخرج اليهود من المدينة وتم تغيير اسمها إلى إيلياء.
تاريخ القدس خلال العصور المختلفة
1. العصور القديمة:
- العهد البيزنطي وبناء كنيسة القيامة: خلال هذه الفترة، تم نقل العاصمة الرومانية من روما إلى بيزنطة وأصبحت المسيحية ديانة رسمية للدولة. تم بناء كنيسة القيامة في العام 326 م، ومن ثم جرى استعادة القدس من الفرس بعد احتلالها لفترة قصيرة.
2. العصر الإسلامي الأول:
- الفتح الإسلامي: فتح المسلمون القدس عام 638 م بقيادة الخليفة عمر بن الخطاب ومنحوا حرية الديانة للمسيحيين مقابل الجزية، ولم يسمحوا لليهود بالعيش داخل المدينة.
3. القدس في زمن الصليبيين:
- انتزاع القدس: سيطر الصليبيون على القدس بعد خمسة قرون من الحكم الإسلامي. خلال فترة الصليبيين، تعرضت المدينة لأحداث مأساوية وأصبحت مملكة لاتينية.
4. العصر الإسلامي الثاني:
- عهد صلاح الدين: حرر صلاح الدين الأيوبي القدس في عام 1187م وأعطى المدينة معاملة حسنة، وتطورت المدينة في هذه الفترة من الناحية الحضارية.
5. الحكم المملوكي والعثماني:
- خلال هذه الفترات، تعرضت القدس لتغييرات في الحكم وشهدت تطويرًا في البنية التحتية والتعليم.
6. الانتداب البريطاني:
- في عام 1917، سيطرت بريطانيا على القدس، وكانت هناك وعد بلفور الذي ساهم في تصاعد الهجرة اليهودية إلى المنطقة.
7. الاحتلال الإسرائيلي:
- بعد انسحاب بريطانيا من فلسطين، أعلنت إسرائيل قيامها في عام 1948، واحتلت القدس الشرقية خلال حرب 1967م.
تاريخ القدس مليء بالأحداث والتغييرات عبر العصور المختلفة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: القدس عاصمة فلسطين القدس
إقرأ أيضاً:
متحف مخطوطات الأزهر.. جدارية ضخمة ورحلة عبر العصور في معرض الكتاب
قالت رحاب إبراهيم، مسؤولة العلاقات العامة بمكتبة الأزهر، أن متحف كنوز مكتبة الأزهر يشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب للعام التاسع على التوالي، حيث يعرض مجموعة نادرة من المخطوطات والمطبوعات التي تعكس تطور العلوم والفنون الإسلامية عبر مختلف العصور، بداية من العصر الفاطمي وحتى العصر الحديث.
متحف كنوز الأزهروأضافت أن المتحف يقدم هذا العام نموذجًا فريدًا من المخطوطات النادرة، حيث تم تصنيفها حسب العصور التي تنتمي إليها، بدءًا من العصر الفاطمي، نظرًا لأن تأسيس الجامع الأزهر يعود إلى هذه الحقبة في عام 358 هـ (970 م)، ثم الانتقال إلى العصور الأيوبي، المملوكي، العثماني، وأخيرًا العصر الحديث ابتداءً من عصر محمد علي.
وأشارت إلى أن المعروضات تشمل مجموعة متنوعة من العلوم والفنون، حيث يضم المتحف مخطوطات نادرة في الأدب، مثل ديوان المتنبي وكتاب الأدب الكبير، إلى جانب مخطوطات في الطب، الفقه الشافعي، الفلك، والجغرافيا، مكتوبة بمختلف أنواع الخطوط العربية، مثل الكوفي، المغربي، النسخ، والمعتاد، مما يعكس ثراء وتنوع الفنون الإسلامية على مدار العصور.
شخصيات أزهرية بارزة "بصمة أزهري"
وأوضحت رحاب إبراهيم أن المتحف هذا العام يسلط الضوء على ثلاث شخصيات علمية بارزة ممن درسوا في الأزهر الشريف وكان لهم تأثير واسع في مجالاتهم، في مباردة جديدة تحت اسم "بصمة أزهري".
وتابعت رحاب موضحة الشخصيات الثلاث وهم: هواري بومدين: رئيس الجزائر الأسبق، الذي تعلم في الأزهر وطبّق ما درسه خلال فترة قيادته للبلاد، مما يعكس الدور الكبير الذي لعبه الأزهر في تخريج شخصيات سياسية مؤثرة.
الحسن بن الهيثم: العالم الشهير الذي برع في الفيزياء والفلك والرياضيات والهندسة، وكان لأبحاثه أثر كبير في تطور العلوم الحديثة.
طنطاوي جوهري: المفكر المصري الذي ترك بصمة بارزة من خلال كتاباته، حيث ألف كتابًا هامًا عن السلام، ليكون أحد أبرز المفكرين الأزهريين.
جدارية شيوخ الأزهر.. توثيق لمسيرة علمية طويلة
وصرحت رحاب أن من أبرز المعروضات هذا العام جداريّة ضخمة توثق تاريخ شيوخ الأزهر، حيث تبدأ من الشيخ محمد الخرشي، أول شيخ للأزهر، وصولًا إلى فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب.
وأشارت إلى أن هذه الجدارية لاقت تفاعلًا كبيرًا من الزوار الذين أبدوا إعجابهم بفكرة توثيق تاريخ شيوخ الأزهر بهذا الشكل الفني المتميز.
إقبال متزايد على جناح الأزهر
وأكدت رحاب إبراهيم أن الإقبال على جناح الأزهر في تزايد مستمر منذ اليوم الأول للمعرض، موضحةً أن بعض الزوار لم يكونوا على علم بوجود متحف للمخطوطات داخل الأزهر، ومع ذلك بمجرد معرفتهم بالأمر، أصبحوا حريصين على زيارته والتعرف على كنوزه التراثية.
وأضافت:"لاحظنا أن فكرة عرض شيوخ الأزهر بطريقة مرئية جذبت الكثير من الزوار، حيث يحرص الكثير منهم على التقاط الصور التذكارية أمام الجدارية. كما أن الاهتمام بالمخطوطات لم يقتصر على المصريين فقط، بل كان هناك إقبال كبير من الوافدين الأجانب الذين أبدوا إعجابهم بالتراث الأزهري العريق."
وأشارت إلى أن فريق العمل في الجناح يقوم بتقديم شروحات وافية للزوار، سواء كانوا مصريين أو وافدين، موضحةً أن بعض الوفود تأتي خصيصًا من أجل الاستماع إلى التفاصيل العلمية والتاريخية الخاصة بالمخطوطات المعروضة.
واختتمت رحاب إبراهيم حديثها بالتأكيد على أن الأزهر الشريف يواصل جهوده في حفظ التراث الإسلامي والترويج له من خلال هذه المشاركات الثقافية المهمة، مشددةً على أن المخطوطات ليست مجرد كتب قديمة، بل هي سجلات حية تحفظ تاريخ الأمة الإسلامية ونقل المعرفة عبر الأجيال.