بوابة الفجر:
2024-10-03@12:09:58 GMT

القدس عربية إسلامية وعاصمة فلسطين الأبية

تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT

 

تُعتبر مدينة القدس واحدة من أقدم وأعرق المدن في العالم، حيث يعود أقدم نشاط بشري فيها إلى أكثر من 4000 عام قبل الميلاد. تمتاز بأنها سُكنت بشكل دائم في الفترة ما بين 3000-2800 قبل الميلاد. وتحمل القدس أهمية دينية كبيرة للأتباع الثلاث للديانات السماوية: الإسلام والمسيحية واليهودية، مما جعلها مركزًا إداريًا ودينيًا لعدة ممالك وحضارات على مر العصور.

تضم مدينة القدس ما يقرب من 220 معلمًا تاريخيًا وأثريًا بارزًا. من بين هذه المعالم، نجد المسجد الأقصى، وقبة الصخرة، وكنيسة القيامة. ولا تزال القدس موطنًا لعدة حضارات مختلفة عبر التاريخ، وهذا واضح في مبانيها القديمة وتخطيط المدينة وشوارعها وأسواقها وأحيائها السكنية.

القدس عاصمة فلسطين

تعتبر مدينة القدس العاصمة لدولة فلسطين، وفقًا لإعلان استقلال دولة فلسطين والقانون الأساسي المعدل. وتؤكد المادة رقم 3 من القانون الأساسي أن القدس هي عاصمة فلسطين.

أسماء القدس

على مر التاريخ، حملت مدينة القدس العديد من الأسماء. اطلق عليها يبوس نسبةً لليبوسيين، ومن ثم سُميت مدينة داود نسبةً للنبي داود عليه السلام في عام 1049 قبل الميلاد. بينما أُطلق عليها اسم أورسالم أثناء حكم البابليين في عام 559 قبل الميلاد، وسُميت يروشاليم في عهد الإسكندر الأكبر عام 332 قبل الميلاد. ومع الفتح الإسلامي، أصبحت معروفة باسمي القدس وبيت المقدس، ثم أطلق العثمانيون عليها اسم القدس الشريف.


تاريخ القدس: مسيرة حضارية متنوعة

تاريخ مدينة القدس يمتد عبر حضارات وأمم مختلفة، من العصور القديمة إلى العصور الحديثة. تضمن هذا التاريخ العديد من الفترات الزمنية المهمة، من بينها:

1. اليبوسيون: اليبوسيون هم سكان القدس الأصليون، وعاشوا في المدينة اعتبارًا من نحو عام 2500 قبل الميلاد. سموا المدينة باسم "يبوس" نسبةً إليهم.

2. العصر الفرعوني: تحت الحكم المصري الفرعوني بدءًا من القرن السادس عشر قبل الميلاد، وشهدت القدس غزوًا من قبائل الخابيرو البدوية خلال حكم الفرعون أخناتون، وعادت بعدها إلى النفوذ المصري في حكم الفرعون سيتي الأول.

3. العصر البابلي: في هذه الفترة، سيطر البابليون على فلسطين وأنهوا الحكم المصري في القدس. وتعرضت المدينة لحملة نبوخذ نصّر وسبى اليهود الذين كانوا فيها.

4. العصر الفارسي: بعد هزيمة البابليين، ضم الملك الفارسي قورش القدس إلى إمبراطوريته.

5. العصر اليوناني: استولى الإسكندر الأكبر على القدس في عام 333 قبل الميلاد، وشهد سكان المدينة تأثرًا بالحضارة اليونانية القديمة.

6. الحكم الروماني: سيطر الرومان على القدس في عام 63 قبل الميلاد وأصبحت جزءًا من إمبراطوريتهم. خلال هذه الفترة شهدت القدس أحداثًا مهمة مثل ولادة السيد المسيح وبِعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. فيما بين 66 و70 ميلاديًا، شهدت القدس انتفاضة يهودية أخمدتها الرومان. في عهد الإمبراطور هادريان، أُخرج اليهود من المدينة وتم تغيير اسمها إلى إيلياء.


تاريخ القدس خلال العصور المختلفة

1. العصور القديمة:
  - العهد البيزنطي وبناء كنيسة القيامة: خلال هذه الفترة، تم نقل العاصمة الرومانية من روما إلى بيزنطة وأصبحت المسيحية ديانة رسمية للدولة. تم بناء كنيسة القيامة في العام 326 م، ومن ثم جرى استعادة القدس من الفرس بعد احتلالها لفترة قصيرة.

2. العصر الإسلامي الأول:
  - الفتح الإسلامي: فتح المسلمون القدس عام 638 م بقيادة الخليفة عمر بن الخطاب ومنحوا حرية الديانة للمسيحيين مقابل الجزية، ولم يسمحوا لليهود بالعيش داخل المدينة.

3. القدس في زمن الصليبيين:
  - انتزاع القدس: سيطر الصليبيون على القدس بعد خمسة قرون من الحكم الإسلامي. خلال فترة الصليبيين، تعرضت المدينة لأحداث مأساوية وأصبحت مملكة لاتينية.

4. العصر الإسلامي الثاني:
  - عهد صلاح الدين: حرر صلاح الدين الأيوبي القدس في عام 1187م وأعطى المدينة معاملة حسنة، وتطورت المدينة في هذه الفترة من الناحية الحضارية.

5. الحكم المملوكي والعثماني:
  - خلال هذه الفترات، تعرضت القدس لتغييرات في الحكم وشهدت تطويرًا في البنية التحتية والتعليم.

6. الانتداب البريطاني:
  - في عام 1917، سيطرت بريطانيا على القدس، وكانت هناك وعد بلفور الذي ساهم في تصاعد الهجرة اليهودية إلى المنطقة.

7. الاحتلال الإسرائيلي:
  - بعد انسحاب بريطانيا من فلسطين، أعلنت إسرائيل قيامها في عام 1948، واحتلت القدس الشرقية خلال حرب 1967م.

تاريخ القدس مليء بالأحداث والتغييرات عبر العصور المختلفة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: القدس عاصمة فلسطين القدس

إقرأ أيضاً:

جوامع الجزائر.. فن معماري وإرث ديني خالد

على مدى أسبوعين نظم مركز الفنون والمعارض في تلمسان بالتنسيق مع الديوان الوطني للثقافة والإعلام معرضا فوتوغرافيا للمساجد الجزائرية تحت عنوان "منارة الإيمان عبر العصور" في ولاية تيبازة شمالي الجزائر يوثق صور مساجد قديمة وحديثة من مختلف المدن الجزائرية، وذلك بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، واستمر المعرض حتى منتصف الأسبوع الجاري.

مسجد ندرومة المرابطي

ولعل أكثر ما شد انتباه زوار المعرض مسجد ندرومة المرابطي الكبير الذي يعتبر ثالث أقدم مسجد في الجزائر وتحفة معمارية ما زالت شامخة منذ 10 قرون، إذ يعد هذا المسجد نموذجا للعمارة الدينية المرابطية ويشبه في تصميمه المسجد المرابطي الآخر الموجود بمدينة الجزائر العاصمة.

ويتكون مسجد ندرومة من 9 بلاطات عمودية لجدار القبلة و3 موازية له، في حين تنفتح البلاطات الجانبية على الصحن، وتعد البلاطة الوسطى لبيت الصلاة أوسعها على الإطلاق، ويقوم هذا المسجد على دعائم ضخمة تحمل أقواسا متجاوزة، أما المحراب فإنه يتوسط الجدار القبلي ويتكون من 5 أضلاع وتعلوه قبة.

ولا يحتوي هذا المسجد على كتابات تذكارية، ورغم ذلك استطاع علماء الآثار تأريخه بواسطة لوحة المنبر الذي يعود إلى فترة حكم يوسف بن تاشفين وبالضبط إلى سنة 1106 ميلادية، وهذه اللوحة موجودة حاليا في المتحف الوطني للفن والتاريخ في تلمسان.

مسجد سيدي بومدين

ويجد الزائر للمعرض كذلك مسجد سيدي بومدين بطابعه الأندلسي، والذي يقع ضمن المركب المعماري للعباد في الجنوب الشرقي من مدينة تلمسان ويعد أحد أهم الرموز التاريخية بالمدينة ومن أهم منجزات الفن الجزائري الأندلسي، إلى جانب مدرسة العباد التي تشكل مزارا للسياح والباحثين نظرا للدور الذي لعبته في الثقافة والتعليم واستقطاب الطلبة والعلماء من كل مناطق المغرب العربي، وممن درس في هذه المدرسة من العلماء المشهورين العلامة عبد الرحمن بن خلدون.

ومسجد سيدي بومدين صغير الحجم نسبيا، ويتميز بباب فخم يعد من أروع ما أبدعه الفن الأندلسي، مزخرف بنقوش غاية في الجمال، وتبلغ مساحة المسجد نحو 30 مترا طولا و18 مترا عرضا، كما يتميز صحنه بجماله اللافت، حيث تتوسطه نافورة تضفي عليه رونقا خاصا.

ويعتبر هذا الصحن رغم صغر حجمه من أجمل صحون المساجد، حيث بنيت الصومعة المستطيلة على الطراز الحمادي ويبلغ طولها 10 أمتار وعرضها 11 مترا، وفيه جملة من أساطين المرمر البديعة تحمل على رؤوسها نقوشا خلابة.

عمارة إسلامية متكاملة

وفي هذا الصدد، أبرز مسؤولون ومديرو مراكز ثقافية في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية مكانة المساجد في الجزائر باعتبارها تجسيدا لفن العمارة المتكامل والتراث المعماري الإسلامي الذي يعتبر نموذجا للحفاظ على الهوية الثقافية والاجتماعية للشعوب، إلى جانب ما توفره لمرتاديها على مدى مئات السنوات من سبل الأمان والراحة ومتطلبات أداء الفرائض الدينية من خدمات وتسهيلات.

ونوهوا باشتمال المعرض على صور لمختلف المساجد العتيقة عبر الجزائر التي تبرز طابعها المعماري المميز وزخرفتها ومناراتها ومحاريبها.

وأوضح كريم محمد زياد مسؤول المركز الثقافي عبد الوهاب سليم بتيبازة أن اختيار شعار "منارة الإيمان عبر العصور" لهذا المعرض له دلالات كبيرة، فهو يعكس تشبث الجزائريين بميراثهم الديني عبر كل العصور، وهو ما ينعكس من خلال صور المساجد المعروضة، والتي تعطينا صورة عن المجتمع الجزائري عبر العصور من خلال هندستها وزخرفتها الفريدة.

وأضاف زياد أن تنوع الطابع العمراني للمساجد بين عثماني وأندلسي يوحي بالتنوع الثقافي الكبير داخل المجتمع الجزائري الواحد، والذي بقي محافظا عليه منذ عصور، وهو الهدف الذي يسعى إليه الفرد والجماعة اليوم، فتسليط الضوء على تراثنا مهم جدا لترسيخه وحفظه من الاندثار، وهو ما أكده الحضور المميز للجمهور والعائلات والأطفال كذلك، وهو ما يثلج الصدور ويؤكد تمسك الكبار والصغار بالهوية الجزائرية الإسلامية.

من جهتها، نوهت مديرة مركز الفنون والمعارض في تلمسان الدكتورة سميرة أمبوعزة بالهدف الأسمى لهذا العمل، وهو تثمين التراث الأثري والتاريخي الإسلامي وتعريف الزوار بثراء التراث الجزائري.

وأضافت أن الصور الفوتوغرافية المعروضة تتناول مساجد عتيقة شيدت منذ قرون على غرار المسجد الكبير لتلمسان ومسجد الباشا بوهران والمسجد الكبير للجزائر العاصمة والمسجد العتيق بـ"تيارت" ومسجد سيدي عقبة (بسكرة) ومسجد زاوية الهامل (المسيلة) وغيرها من المساجد المتميزة بطابعها المعماري وزخرفتها، والتي تعكس ثراء وتنوع الفن الإسلامي في الجزائر.

وأشارت مديرة مركز الفنون والمعارض بولاية تلمسان غربي الجزائر إلى دور المساجد في المجتمع الجزائري كمؤسسة دينية تعكس الهوية الإسلامية لشعوبها، وتعد من أهم المؤسسات التي ظهرت على مر العصور، فكانت بيوت الله ومنبر الصلاة للمؤمنين ومنارة العلم والعلماء ومكانا تُجرى فيه الدروس والمحاضرات ومحكمة المجتمع الفاصلة في خصامه وقضاياه ومكانا يتعارف فيه الأشخاص والعباد، وهكذا ترسخت صورة المسجد كمؤسسة يتلاقى فيها المسلمون في كل جوانب حياتهم فعم فضل بنائها في كل بقاع الأرض.

مقالات مشابهة

  • وكالة بيت مال القدس تستعرض مشاريعها في المدينة
  • نحو نظرية إسلامية عالمية لبناء القيم والأخلاق والهوية
  • جوامع الجزائر.. فن معماري وإرث ديني خالد
  • لولوة الخاطر: إذا لم نتوحد اليوم فستطال الحرب غداً كل مدينة عربية
  • الحرب ستطال كل مدينة عربية.. وزيرة قطرية تشعل "السوشيال ميديا"
  • استثمارات عربية بمليارات الدولارات في مصر
  • اقتصاد مدينة عربية يسجل نموا بـ 4.1% في الربع الثاني
  • التقنيات والإتجاهات الرئيسية لبناء المدينة الذكية
  • أمانة المدينة المنورة تواصل أعمالها في تحسين المشهد الحضاري
  • مكتبة محمد بن راشد.. «أفضل مكتبة ومؤسسة معلومات عربية»