غزة.. إسرائيل تواصل القصف وانقسام عربي أمريكي بشأن وقف إطلاق النار
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
رفضت الولايات المتحدة وإسرائيل طلباً من وزراء خارجية عرب بوقف القصف الإسرائيلي لقطاع غزة
قالت حركة حماس اليوم الأحد (5 نوفمبر/تشرين الأول 2023) إن الجيش الإسرائيلي هاجم مخيماً للاجئين في غزة مساء أمس السبت مما أسفر عن مقتل العشرات فيما رفضت الولايات المتحدة وإسرائيل دعوات العالم العربي لوقف إطلاق النار.
ومع تزايد حصيلة القتلى في غزة نظم متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين احتجاجات في مدن حول العالم أمس مطالبين بإنهاء الحرب المستمرة منذ شهر تقريباً.
قصف أكثر من 2500 هدف
بدوره أعلن الجيش الإسرائيلي أنه منذ بدء الهجوم البري، في قطاع غزة، قبل أسبوع، قصف أكثر من 2500 هدف، من البر والجو والبحر.
وأضاف الجيش الإسرائيلي الليلة الماضية أن قواته تواصل المعارك مع عناصر حركة حماس في شمال غزة، حسب صحيفة"تايمز أوف إسرائيل" اليوم الأحد. وتابع أن القوات البرية وجهت أيضا طائرات لقصف البنية التحتية لحماس ومواقع لتخزين أسلحة ومواقع مراقبة ومراكز قيادة.
ولم يكشف الجيش الإسرائيلي على الفور معلومات جديدة، حول احتمال سقوط ضحايا بين القوات الإسرائيلية.
بدورهم قال مسؤولو الصحة في غزة أمس السبت إن أكثر من 9488 فلسطينيا لقوا حتفهم في الصراع الذي اندلع في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي عندما اقتحم مسلحو حماس بلدات إسرائيلية في هجوم إرهابي وقتلوا 1400 شخص وأخذوا أكثر من 240 آخرين رهائن، حسبما اعلنت السلطات الإسرائيلية.
وواصلت إسرائيل هجماتها على قطاع غزة من الجو والبحر والبر خلال الليل. وقال مسؤولو الصحة في غزة إن الغارات الجوية الإسرائيلية دمرت مجموعة من المنازل في مخيم المغازي للاجئين وسط غزة.
استهداف لمخيم المغازي
ومساء السبت قُتل 45 شخصا وأصيب نحو مئة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف مخيم المغازي في وسط قطاع غزة في حصيلة جديدة اعلنتها السلطات الصحية التابعة لحماس في بيان. وكانت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) قد ذكرت في وقت سابق أن عدد القتلى بلغ 51 شخصاً. وقالت إن عدداً غير معروف من الأشخاص ما زالوا في عداد المفقودين ويحاول المنقذون البحث عنهم وسط ركام المنازل المدمرة. ولم تؤكد هذه الأرقام من جهات مستقلة.
وأفاد مصور في وكالة الأناضول التركية بأن منزله انهار جزئيا عندما ضربت غارة جوية منزل جيرانه في مخيم المغازي، ما أسفر عن مقتل عدد من الأشخاص، بمن فيهم اثنان من أطفاله.
ولم يتسن لرويترز التحقق على نحو مستقل من ذلك. ولم يرد الجيش الإسرائيلي بعد على طلب للتعليق. وعندما سئل متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قال إنه يتحقق مما إذا كانت القوات الإسرائيلية تشن عمليات في منطقة مخيم المغازي. وتقول إسرائيل إنها تستهدف حركة حماس وليس المدنيين وتتهم المسلحين باستخدام السكان دروعاً بشرية.
ويشار إلى أن حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
انقسام عربي - أمريكي حول وقف إطلاق النار
من جانب آخر اجتمع وزراء خارجية قطر والسعودية ومصر والأردن والإمارات مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في عمان أمس السبت وحثوا واشنطن على إقناع إسرائيل بالموافقة على وقف إطلاق النار.
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في مؤتمر صحفي مشترك مع بلينكن إن "هذه الحرب ستجلب المزيد من الألم للفلسطينيين والإسرائيليين وهذا سيدفعنا جميعا مرة أخرى إلى هاوية الكراهية والتجريد من الإنسانية لذا يجب أن تتوقف".
لكن بلينكن رفض الفكرة قائلاً إن هذا لن يؤدي إلا إلى السماح لحركة حماس بإعادة تجميع صفوفها وتكرار الهجوم على إسرائيل على غرار ما حدث في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. واقترحت واشنطن هدنة للسماح بدخول المساعدات الإنسانية ومغادرة قطاع غزة المكتظ بالسكان. ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ذلك عندما التقى مع بلينكن يوم الجمعة في تل أبيب.
وسيزور بلينكن اليوم الأحد وغدا الاثنين تركيا لإجراء محادثات بشأن الحرب. وهذه هي الجولة الثانية له في الشرق الأوسط منذ تجدد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود.
احتجاجات شعبية حول العالم
وأثار القصف والحصار الإسرائيلي المستمر لغزة قلقا عالميا بخصوص الأوضاع الإنسانية في القطاع. ونظم متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين احتجاجات أمس السبت في عدد من المدن في أنحاء العالم منها لندن وبرلين وباريس وإسطنبول وجاكرتا وواشنطن للمطالبة بوقف إطلاق النار.
وتجمع عشرات الآلاف في واشنطن للتنديد بسياسة الحرب التي ينتهجها الرئيس جو بايدن والمطالبة بوقف إطلاق النار. ورفع البعض ملصقات كُتب عليها "حياة الفلسطينيين مهمة" و"دعوا غزة تعيش" و"دماؤهم على أيديكم".
وفي إندونيسيا، أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان، قالت وزيرة الخارجية ريتنو مرسودي لعشرات الآلاف الذين تجمعوا في جاكرتا اليوم الأحد إن الحكومة أكدت مجددا دعمها لنضال الشعب الفلسطيني وسترسل شحنة ثانية من المساعدات.
مخاوف بشأن الضفة الغربية
أجج العنف المتفاقم في الضفة الغربية المحتلة المخاوف من أن تصبح الأراضي الفلسطينية المضطربة جبهة ثالثة في حرب أوسع نطاقا بالإضافة إلى الحدود الشمالية لإسرائيل حيث تصاعدت الاشتباكات مع قوات حزب الله اللبناني.
وقال بلينكن "هذه كانت مشكلة خطيرة وتفاقمت منذ الصراع" مضيفا أنه أثار هذه المسألة يوم الجمعة في اجتماعاته مع المسؤولين الإسرائيليين. وأضاف "يجب محاسبة الجناة".
وأصبح هذا العام بالفعل هو الأكثر دموية بالنسبة لسكان الضفة الغربية منذ 15 عاما على الأقل حيث سقط نحو 200 فلسطيني و26 إسرائيليا قتلى وفقا لبيانات الأمم المتحدة. وقُتل 121 فلسطينيا آخرين في الضفة الغربية منذ بداية حرب غزة الشهر الماضي.
وتظهر أرقام الأمم المتحدة أن الهجمات اليومية التي يشنها المستوطنون الإسرائيليون على الفلسطينيين زادت إلى أكثر من المثلين ومع ذلك سقط معظم القتلى خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية.
ع.ح./ع.ش./ ع.غ (د ب أ ، أ ف ب، رويترز)
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: حركة حماس الجيش الإسرائيلي قطاع غزة إسرائيل المستوطنون الضفة الغربية الفلسطينيين مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين هجوم إسرائيل البري البنية التحتية لحماس الانفاق في غزة مسلحو حماس مخيم المغازي قصف إسرائيلي اشرف القدرة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الأمريكي جو بايدن دويتشه فيله حركة حماس الجيش الإسرائيلي قطاع غزة إسرائيل المستوطنون الضفة الغربية الفلسطينيين مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين هجوم إسرائيل البري البنية التحتية لحماس الانفاق في غزة مسلحو حماس مخيم المغازي قصف إسرائيلي اشرف القدرة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الأمريكي جو بايدن دويتشه فيله الجیش الإسرائیلی الضفة الغربیة مخیم المغازی الیوم الأحد إطلاق النار حرکة حماس أمس السبت قطاع غزة أکثر من
إقرأ أيضاً:
مفاوضات وقف إطلاق النار.. "حماس" تتهم إسرائيل بـ"المماطلة"
أعلنت حركة حماس، يوم الإثنين، عن استعدادها لبدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى مع إسرائيل، وسط اتهامات للحكومة الإسرائيلية بالمماطلة في البدء بهذه المحادثات.
وقالت الحركة، في بيان، إن وفدا برئاسة موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي ورئيس مكتب العلاقات الدولية، بحث مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في موسكو آخر المستجدات في غزة، بما في ذلك تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والاستعدادات للمرحلة الثانية من المفاوضات.
وقال البيان إن اللقاء تطرق أيضا إلى ما وصفه بـ"الانتهاكات الإسرائيلية"، مشيرا إلى "المماطلة في تنفيذ البروتوكول الإنساني، وعرقلة إدخال الخيام والبيوت الجاهزة والوقود والمعدات الثقيلة، بالإضافة إلى تأخير إعادة بناء المستشفيات والبنية التحتية".
وشدد أبو مرزوق خلال اللقاء وفقا للبيان على "ضرورة توفير الاحتياجات الإنسانية العاجلة لسكان غزة"، مشيدا بالدور الروسي في تقديم المساعدات ورفض "أي محاولات لفرض واقع جديد من خلال الحصار أو التهجير القسري".
من جانبه، أكد بوغدانوف بحسب البيان دعم بلاده لحقوق الشعب الفلسطيني، مشددا على "ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية دون قيود"، ورفض موسكو لـ"أي محاولات لفرض حلول قسرية على الفلسطينيين"، مع التأكيد على استمرار الجهود الروسية لدعم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية.
وفي السياق ذاته، قال مصدر في المكتب السياسي لحركة حماس، لوكالة الأنباء الألمانية، إن "رفض إسرائيل إرسال وفدها إلى قطر لإجراء محادثات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق يشكل انتهاكا واضحا للتفاهمات التي تم التوصل إليها بوساطة دولية".
وأضاف المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن "إسرائيل تماطل في تنفيذ التزاماتها، لكن الواقع على الأرض سيفرض عليها العودة إلى طاولة المفاوضات عاجلا أم جلا"، مؤكدا أن "حماس التزمت بجميع بنود الاتفاق وهي مستعدة لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني".
وكان من المقرر أن تستأنف الإثنين المحادثات غير المباشرة بين الجانبين في الدوحة، بوساطة مصرية وقطرية وأميركية، في إطار الجهود الرامية إلى التوصل إلى هدنة طويلة الأمد وتبادل الأسرى.
إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غادر إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، دون تكليف فريق التفاوض الإسرائيلي بالتوجه إلى قطر، بحسب الإذاعة الإسرائيلية.
وحذر المصدر في حماس من أن "التصرفات الإسرائيلية تعقد المساعي الجارية"، مضيفا: "لا يمكن لإسرائيل التهرب إلى الأبد من الاستحقاقات المترتبة على تصعيدها العسكري، والمجتمع الدولي يدرك أن الحل السياسي لا بد أن يكون جزءا من أي تسوية قادمة".
وكانت حماس وإسرائيل قد توصلتا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في 15 يناير الماضي، ودخلت الهدنة حيز التنفيذ في 19 يناير، بعد حرب إسرائيلية استمرت 15 شهرا على قطاع غزة.
وينص الاتفاق على ثلاث مراحل، تشمل المرحلة الأولى، التي تمتد لـ42 يوما، وقف إطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المكتظة بالسكان، وتبادل الأسرى والرهائن، إضافة إلى تسهيل إدخال المساعدات الإنسانية وعودة النازحين، فيما يتم التفاوض خلال هذه المرحلة على تفاصيل المرحلتين الثانية والثالثة.