سواليف:
2024-07-07@07:50:19 GMT

لأولي_الألباب

تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT

لأولي_الألباب

#لأولي_الألباب د. #هاشم_غرايبه

من البديهيات المقطوع بصحتها أمران، أولهما أن هنالك صراع دائم باق بين الحق والباطل، ولن يحسم هذا الصراع إلا بانتهاء الحياة البشرية، لأنه مرتبط بطبيعة الإنسان المختلفة عن باقي الكائنات الحية، التي تنطلق نزاعاتها من فطرة الحفاظ على البقاء، وهي تلبية لحاجتين هما الطعام والأمان، فلا يتصارع مع غيره إلا لتأمينهما، ومتى ما نالهما سالم غيره وتوقف النزاع.


أما الإنسان فلا يكتفي بتأمينهما بل يتعدى الى الاستحواذ على ما لدى غيره، ولا يتوقف في ذلك عند حد، لذلك يُبقى طمعه التصارع قائما، سواء كانت الموارد قليلة أو كثيرة.
الأمر الثاني مرتبط بالأول، فلكي يضبط الخالق نوازع الشر والأطماع، أنزل على البشر منهاجا قويما، أسماه الصراط المستقيم، لكي يكون حكما في النزاعات ومرجعا عادلا للحقوق المتضاربة، لذلك عاداه محور الباطل منذ نزل، وسخروا كل جهودهم لصد الناس عن اتباعه، وحاربوا من يسعون لنشره ومن يدعون لاتباعه
وبما أن الحقيقة الأولى ستظل قائمة ما دام البشر، فلا يحسم لصالح انهزام الخير ولا اندحار الشر، لذلك فالمنطق يقتضي أن الأمر الثاني لن يحسم أيضا، فلا يمكن ان يجتث منهج الله نهائيا، ولا أن يأتي يوم يتبعه كل البشر فلا تجد من يعاديه.
من معرفة حقيقة أن معادي منهج هم الأقوى كونهم هم أصحاب النفوذ المالي والسياسي والإعلامي، لأن العدالة تنتقص من مكاسبهم، وبالمقابل فالدعاة لاتباع منهج الله هم الأضعف، وعليه فلن يكون الصراع متكافئا، وسيحسم لصالح الأقوى لذلك اكد الله تعالى تحيزه الى المؤمنين: “إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ” [الحج:38]، وبين بوضوح أنه تكفل بحفظ منهجه ولن يسمح بالقضاء عليه: “وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا ” [النساء:141]، كما تكفل بحفظ كتابه الأخير (القرآن) من عبث البشر، كونه جعله مرجعا موثوقا لتفصيلات منهجه: “إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ” [الحجر:9].
لقد أثبتت وقائع التاريخ صحة هذين الأمرين بالمطلق، فلم يسجل التاريخ حقبة منه سادها السلام والوئام، وعاش فيها البشر بلا نزاعات ولا حروب.
كما أن ثبت أيضا أن منهج الله لم ينقرض من الأرض في أية حقبة، بل بقي بين انتشار وانحسار منذ الجيل الأول من بني آدم، وفي الحالة المحددة التي وجد الله تعالى أن منهجه يشارف على الإضمحلال، أرسل نوحا عليه السلام الى قومه فلبث فيهم 950 عاما يدعوهم إليه، فما استجاب إلا قلة من أهله، و خشية من نوح من عدم تمكنهم من ابقاء شعلة الايمان متقدة بعد موته، دعا ربه فقضى عليهم بالطوفان وأنجى عباده المؤمنين.
من هؤلاء الذرية الناجية، سريعا ما ظهر المكذبون بالدين، فعاد الصراع من جديد، لكن ظلت الرسالات السماوية تترى لإعادة الدعوة في كل مرة يتقوى فيها أهل الباطل، ويأملون بإمكانية استئصال شأفة أهل الحق.
بعد أن أنزل الله الرسالة الختامية، لم يبق من داعٍ للتعديل أو التطوير، ولكي تتبع وحدها كونها تمثل صراط الله المستقيم، فقد أودع فيها ما يكفل هيمنتها الفكرية على سائر العقائد، سواء منها ما كان مؤمنا بالرسالات السابقة أو كافراَ بها: “وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ” [المائدة:48].
لذلك ولانها الحق العصي على التحوير والتعديل وفق أهواء الطامعين، اجتمع الطرفان على العداء لها، وتحالفوا بنية استئصالها، ومنذ بزوغ فجر دعوتها، والى اليوم لم تتوقف الحرب عليها بلا هوادة ولا مهادنة، إلا حينما يكون دعاتها عزيزي الجانب.
لعل فيما سبق توضيحه إجابة على تساؤلات البعض في سبب هذه الهجمة الوحشية التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ على غzة، فليس في الأمر محاربة إرهاب ولا نحوه، بل لأنها الفئة الوحيدة التي ظلت متمسكة بمنهج الله وبما دعا إليه من الثبات عليه، وأثبتت بفعلها (الطوفان) البطولي ذلك، بينما استسلمت الأنظمة السياسية التي تحكم باقي بقاع الأمة للوهن، المتمثل بالخنوع والاستسلام للأعداء، وترك منهج الله واتباع منهجهم، وأوصلهم هوانهم الى التطبيع والتعاون الاستخباري معه، بل بلغوا الحضيض الخياني بمطالبتهم إياه بالقضاء على المجاهدين، وعدم التوقف إلا بإفنائهم نهائيا. هم يعلمون أن الجهاد هو الوسيلة الوحيدة لكنس الاحتلال، وأن قدرات المقاومة حاليا لا تمكنها من ذلك، لكنهم يريدون تأديب الأمة بها، وتخويفها من المطالبة به

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: لأولي الألباب منهج الله

إقرأ أيضاً:

مصر ماذا تريد!!

أطياف

صباح محمد الحسن

مصر ماذا تريد!!

طيف أول:

السلام تخضر دروبه يوما بعد يوم وتلفظ بحوره دعاة الحرب الذين أصبحوا حيارى على سطح اليابسة!!

ويقلقها استمرار الحرب التي ما كانت تدرك أنها ستطول وتأتي بنتائج مخيبة لآمالها، وتجاوز الأمر عندها حد الإحباط وبات ينعكس سلبا على حساباتها السياسية والاقتصادية، حتى.. إن قبضة يدها ثقة على يد القيادة العسكرية السودانية أعياها النصب فبسطت يدها للسلام وادركت أن ترتيب الأشياء يأتي بالعمل من اجله، الأمر الذي يجعلها تعيد عافيتها بعد حرب أضنتها فيها محاولات الحلول، لذلك لن تهدأ مصر حتى يطمئن قلبها

فهي التي كانت تظن أن القوى الداعية للحرب في السودان تستطيع أن تغير ملامح الحل السياسي الدولي ولو تضع عليه البصمة الذي تجعله يوافق مزاجها السياسي، ولكنها وجدت نفسها تنصب خياما مع القوى السياسية الخطأ اكثر من مرة دون تحقيق اختراق، فتبنيها السابق للكتلة الديمقراطية تحت لافتة الحل السلمي لم يثمر نفعاً لأن الكتلة نفسها داعمة للحرب وتتعارض رؤيتها مع الخط العام المطروح

لذلك كان لابد من إعادة تشكيل المشهد بطريقة أخرى والأعضاء الفاعلين في الكتلة تراودهم رغبة التحول من دعاة حرب إلى باحثين للسلام فكان لابد من السعي لجمعهم تحت سقف واحد مع تقدم لتحقيق هدف أكبر.

تقدم التي منذ أن خرجت للناس قالت إنها تفتح ابوابها مشرعة لكل من يرى أن وقف الحرب ضرورة تعلو ولا يعلى عليها، فرفضت خطها الكتلة الديمقراطية لأنها كانت ترى أن الحل العسكري واجب وضرورة فشارك مناوي وجبريل في الحرب وكان اردول يدق طبولها عبر منصاته الإعلامية والآن كشفت مصر أن مؤتمرها يناقش وقف الحرب في السودان وقضية المساعدات الإنسانية لا أكثر

وكانت دعوتها أن المؤتمر للسلام فاستجاب دعاة الحرب وأعلنوا مشاركتهم بقبولهم للدعوة، وحضورهم للمؤتمر يعني رفعهم لشعار لا للحرب وهذا هو المشروع الكبير الذي نادت به تقدم منذ ميلادها انها تدعو لتكوين اكبر جبهة مدنية تسع كل من يرى في الحل السلمي سبيلا لوقف الحرب لكن رفضته عدد من الأحزاب والحركات والآن أيقنت أن لا بديل لذلك إلا بالموافقة عليه

وتقدم تكسب بهذه المشاركة ولا تخسر لطالما ان مواعين السلام تتسع وبوابات الدخول إلى الحل السلمي اصبح يتزاحم عليها حتى فلول النظام البائد

ولهذا أدركت مصر أنه لابد من تغيير واجهات منابرها السابقة والعمل على جمع دعاة الحرب القدامى باعتبارهم لاعبين جدد في ميادين السلام مع اللاعبين الأساسيين الذين قالوا لا حرب من اول طلقة وذلك يعود لعدة اسباب اولها أن تساهم في عملية الحل الذي تتبناه دولتا الوساطة لطالما أنها أصبحت لاعب أساسي في عملية الحل السلمي

ثانيا أن يكون الجهد الأكبر في جمع اكبر كتلة مدنية للضغط على المؤسسة العسكرية الرافضة للسلام

وما خرج البرهان قائد الجيش امس الأول من امدرمان ليقول إنه لن يتفاوض، إلا لأنه أراد ان يرسل رسالة مباشرة إلى الحكومة المصرية التي جردته سياسيا وخصمت عددا من مناصريه في الحرب

لذلك أرسلت له مصر التحية في اليوم التالي أنها لا ترى فيه إلا وجه (الصحاف)!!

ثالثا وإن عانق الاستفهام التعجب صدفة او عن قصد، وأنتج سؤالا ملحا حول ماذا تريد مصر!؟

فإن مصر تريد سلاما لا غيره

لأن الحرب اصبحت تشكل خطرا عليها وعلى الإقليم وتلقي عليها عبئا امنيا واقتصاديا لذلك ليس من مصلحتها أن تستمر الحرب بعد الآن ولو يوما واحدا

فلطالما أن مؤتمر القاهرة لا يتطرق للشأن السياسي الداخلي ولا يعبث بتركيبة ومقادير الوصفة السياسية لاستعادة التحول الديمقراطي الورقة المحسومة داخليا وخارجيا فكل من قفز من مركب الحرب ليس لتقدم إلا ان تقول له اهلا بك في قطار السلام، على ان يترجل من القطار في محطة وقف الحرب لأن كل من ساهم في هدم ودمار هذا الوطن وقتل شعبه ولو بكلمة محرضة يجب ان لا يكون جزءا في عملية البناء

ولهذا يجب ايضا ان لا تصفق الفلول وإعلامها المضلل لهذا المؤتمر على أنه يمكن أن يجدد لها عشما لأنه لن يتجاوز عملية وقف الحرب وقضية المساعدات الإنسانية من أجل الشعب المنتظر على لهيب الصبر والحاجة والجوع واوجاع النزوح واللجوء

فمرحبا بكل مبادرات السلام وبعد أن يتحقق ذلك… يأتي ما بعده.

طيف أخير:

#لا_للحرب

طرد اميرة الفاضل من الإجتماع النسوي التشاوري بعد دعوتها من الاتحاد الأفريقي أعاد الشعور بالفخر أن كندكات الثورة يمثلن الترس الحقيقي لحراستها خطوة شجاعة ستغير الكثير في أجندة الاتحاد الأفريقي

وغمضُ العين عن شرّ ضلالٌ *** وغضّ الطرف عن جورٍ غباءُ

الوسومأطياف الحرب السودان الفلول الكتلة الديمقراطية تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية- تقدم صباح محمد الحسن مبارك أردول مصر

مقالات مشابهة

  • خطير على الرجال والنساء.. منظمة الصحة العالمية تدرج مادتين مسببتين للسرطان!
  • الصحة العالمية تصنّف أحد المعادن مادة مسرطنة محتملة
  • المفتي: الأزهر صرح للعلم والبناء لا للهدم والتخريب والإخوان يرون منهجه ضالًّا
  • "اعتبروه ضالًا".. مفتي الجمهورية يكشف محاولات الإخوان لهدم منهج الأزهر (فيديو)
  • تستخدم في الملابس.. الصحة العالمية تصنف مادة على قائمة المواد المسرطنة
  • مفتي الجمهورية: النبي امتدح الجيش المصري وشهد له بالخيرية في أحاديث صحيحة
  • حظك اليوم برج العذراء الجمعة 5-7-2024 مهنيا وعاطفيا
  • حظك اليوم برج السرطان الجمعة 5-7-2024 مهنيا وعاطفيا
  • مصر ماذا تريد!!
  • أكثر الأشياء المرعبة التي عثر عليها في كهوف العالم