هل تشهد غزة هدنة "مشروطة" بعد الانقسامات في عمّان؟
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
خيّمت حالة من الانقسام على اجتماع وزراء خارجية عدد من الدول العربية مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في العاصمة الأردنية عمان، أمس السبت، بعد مطالبة الدول العربية بإعلان هدنة إنسانية عاجلة في قطاع غزة، من خلال وقف إطلاق النار لإنقاذ المدنيين، بينما رفض بلينكن هذا الطلب.
ومازالت الانقسامات الحادة مستمرة بين الولايات المتحدة وشركائها العرب بشأن ردهم على الحرب الإسرائيلية ضد حماس، ولم يتضح بعد متى سيتم إقرار الهدنة الإنسانية ووقف إطلاق النار بين الجانب الإسرائيلي وحركة حماس، من أجل تسهيل دخول المساعدات الإنسانية، وإنقاذ المزيد من الأرواح.
وقال أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني الدكتور أسامة شعث إن الموقف الأمريكي كان واضحاً أثناء اجتماع وزراء الخارجية العرب مع بلينكن في الأردن، وإنه لا يوجد جديد في دعم الموقف الأمريكي المطلق لإسرائيل.
وأوضح شعث لـ24 أنه كان يجب على بلينكن الاستجابة لرغبة الشعب الأمريكي، الذي خرج في تظاهرات صاخبة لدعم الشعب الفلسطيني، وأن يأتي المنطقة ويحمل معه حالة من التهدئة والطمأنة، ودفع جهود فرض الهدنة الإنسانية، ولكن بعد لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ظهر الموقف الحقيقي، وأنه مشروط بخروج الرهائن قبل فرض الهدنة الإنسانية.
وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن الجانب الإسرائيلي رفض الهدنة الإنسانية، حتى لا تعود حماس لجمع قواتها لضرب إسرائيل مجدداً، لذلك جاء بايدن يحمل فكرة أنه لا يمكن أن تكون هناك هدنة وأن يتم إدخال الوقود لقطاع غزة تحت إشراف الأمم المتحدة، ووافقت إسرائيل على هذا المطلب.
وتوقع شعث أن يتم فرض هدنة إنسانية خلال أيام قليلة، وربما تفرج حماس عن ما يقرب من 50 رهينة من أصحاب الجنسيات الأجنبية من المدنيين فقط وليس الرهائن العسكريين المحتجزين لديها، ولكن الخلاف الآن على المدة الزمنية للهدنة، حيث عرضت حماس أن تكون هناك هدنة إنسانية لمدة 5 أيام، ولكن الموقف الإسرائيلي والأمريكي يريدون 12 ساعة فقط لضمان خروج الرهائن، مشيراً إلى أن الهدنة ليست شاملة لإنهاء الصراع، ولكنها مؤقتة لإنقاذ الموقف وإدخال المساعدات.
وحول فكرة إدارة قطاع غزة عقب إنهاء الحرب، قال الدكتور أسامة شعث إنه من المبكر الحديث عن ذلك، حتى تتضح الصورة كاملة عن ما ستفسر عنه الحرب الدائرة الآن، وكيف سيصبح قطاع غزة بعد الأحداث الجارية.
#بايدن يشير إلى "هدنة إنسانية" في #غزة https://t.co/vvxT17RbvA
— 24.ae (@20fourMedia) November 5, 2023 الموقف العربيوفيما يخص الموقف العربي والتعامل مع حل الأزمة في المستقبل، قال الدكتور أسامة شعث إنه منذ اللحظة الأولى الموقف العربي تبنى بشكل عام الإجماع على الرؤية التي تقول يجب وقف العدوان بشكل مؤكد، والدخول في حل سياسي، مؤكداً أن الموقف المصري كان تاريخياً برفض عملية التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، مثلما تحدث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وقال شعث إنه يحسب لمصر والتأكيد على ضرورة التسوية السياسية النهائية للصراع العربي الإسرائيلي وإن الحل الأمثل هو إنهاء الصراع، حتى لا نعود لنفس الدوامة بين حين وآخر.
His Majesty King Abdullah II, during a meeting with #US Secretary of State Antony Blinken attended by HRH Crown Prince Al Hussein, stresses the need to stop the war on #Gaza and enforce a humanitarian truce to ensure the sustained delivery of relief and medical aid to the Strip pic.twitter.com/frkhTmkOPx
— RHC (@RHCJO) November 4, 2023وأشار إلى أن الموقف العربي كان منسجماً، وكان هناك حديث من قبل وزير الخارجية المصري سامح شكري ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، وتم التأكيد خلاله على أنه لا يعني أن حق الدفاع عن النفس من قبل إسرائيل أن تقتل الأطفال والمدنيين والهجوم على المدنيين، وكأنك تفتح الباب على الإبادة الشاملة للشعب الفلسطيني.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الهدنة الإنسانیة الموقف العربی هدنة إنسانیة
إقرأ أيضاً:
حماس تطالب بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي لإنهاء جريمة التجويع الممنهج في غزة
يمانيون../
أكدت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” اليوم الثلاثاء، أن استمرار العدو الإسرائيلي في استخدام التجويع كسلاح ضد المدنيين الأبرياء في قطاع غزة؛ يمثّل استخفافاً بالمجتمع الدولي والقيم والقوانين الإنسانية، وتحدّياً للمؤسسات الدولية، وفي مقدمتها محكمة العدل الدولية التي تعقد جلسات استماع مخصصة لالتزامات الاحتلال الإنسانية.
وقالت الحركة في بيان صحفي “لقد أكّدت التصريحات التي أدلى بها المفوض العام لوكالة ” الأونروا” فيليب لازاريني والتي كشف فيها استخدام جيش الاحتلال لموظفي الوكالة كدروع بشرية أثناء اعتقالهم؛ وحشية هذا الكيان المارق عن القيم الإنسانية، وكسره لكافة مستويات الإجرام، واستهدافه المتعمّد والممنهج للمنظمات الإنسانية العاملة في القطاع”.
ودعت دول العالم كافة، ومؤسسات الأمم المتحدة وعلى رأسها مجلس الأمن، إلى الانحياز إلى قيم الإنسانية والعدالة، والضغط على الاحتلال لرفع الحصار المطبق المفروض على أكثر من مليونين وربع المليون إنسان في قطاع غزة، وإنهاء جريمة التجويع الممنهج المستمرة أمام سمع وبصر العالم.
وجددت نداءها إلى الدول العربية والإسلامية وشعوبها، وأحرار العالم، إلى التحرك العاجل لإغاثة أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع، والتحرك على كافة المستويات لفرض فتح المعابر وإدخال المساعدات ومواد الإغاثة، ودعم وإسناد صمود شعبنا على أرضه.
ولليوم الستين على التوالي؛ يواصل جيش الاحتلال حصاره المطبق لقطاع غزة، مغلقاً كل المنافذ أمام المواد الضرورية للحياة، من غذاء وماء ودواء ووقود، فيما تشتد فصول المجاعة مع نفاد مخزونات الغذاء واستهدافها بالقصف، وذلك ضمن حرب الإبادة الوحشية التي يشنها على القطاع، وخطواته الممنهجة لتدمير كل مقومات الحياة فيه.