عدن الغد:
2024-10-03@09:38:14 GMT

رحيل دون وداع (خاطرة)

تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT

رحيل دون وداع (خاطرة)

بقلم: إيمان الجابري

 

خاطرة

هناك من رحل،لكنه رحل

دون وداع ليس لسبب

معين،ولكن لم يكن  هناك

وقت حتى لنودع من

رحلوا عنا. سهام الوجع

أصابت قلبي لكني

عاهدت نفسي أن لا

أبكي،ولا أُسمع العالم

صراخي. ماذا سأجني

من هذا وذاك؟! قلبي

انشطر بسهم الفقد

والألم... إنني اشيع في

اليوم أكثر من حبيب،

ورائحة الموت تحاصرني

ولاترحم تقترب رويداً

رويداً لاتعرف للرحمة

طريقاً.

عيون تراقب لكن

ماذا تسطيع إن تفعل غير

أنها تراقب فقط.

نباح الكلاب يلوث سمعي

فأقول: كفى لكنهم

لايسمعون ولايبالون...

وفي ذات يوم جلست

وحيدة أتذكر من رحلوا

عني دون أن

اودعهم،فإذا بالموت

يأتيني مهرولاً ليبتلعني

معهم فأرحلُ دون وداع.

 

المصدر: عدن الغد

إقرأ أيضاً:

رحيلٌ في ذروة التشبُّث

عبدالله حسن الحُمران

بمقاييسِنا وبمعاييرِنا الأمرُ مترامي الأحزان، متعدِّدُ الوجع، استثنائيُّ الشماتة، نكادُ -لعِظَمِ هَولِه- نشعُرُ أنه لو صرخ الأحرارُ على امتداد الأرض كلهم في لحظة واحدة صرخةً يسمعُ بها مَن بين الخافقَينِ لما كفاهم ولما أُعطِيَ الموقف حقه، نشعر بالأسى والقهر للحد الذي يجعلنا نتمنى لو أننا مع الأمين، أَو أننا سبقناه.

لكن بالمقاييس والمعايير الإلهية أبى اللهُ أن يستقبِلَ سماحةَ العشق إلا كما استقبل جده، وكما استقبل خاتم أنبيائه قبله بالعُمر نفسه (فوق الستين)، والتوقيت نفسه (ربيع الأول) وفي يوم جمعة.

والله أعظمُ وأكرم وأعدل من أن يكسرَنا ويجبرَ أحفاد القردة المجرمين قَتَلَةِ الأنبياء، والله أسمى وأعظم من أن يفت أكبادنا ويُصلِحَ عملَ المفسدين، والله أعزُّ وأحكم من أن يترك الأحرارَ المجاهدين والسائرين إليه فريسةً لليُتم والشماتة، إنما أراد الله في ذروة تشبثنا بالأشخاص أن يوقظنا ويحييَ فينا الدرسَ الذي قدمه لخليله إبراهيم وحفيده يعقوب، ويحيي الدرسَ الذي قدمه لخاتم أنبيائه حينما انتزع منه عَمَّه الحمزة في ذروة احتياجه إليه ليقول لنا ولكل أُولئك الأصفياء: إبراهيم ويعقوب ومحمد (عليهم صلوات الله وسلامه) لا ترتبطوا في مسيرتِكم بالأشخاص، ولا تتركوا محبَّتَكم لهم تطغى على محبةِ الله ومعيتِه.

الأمورُ لا تأتي جُزافًا، والعظائم لا تأتي اعتباطًا (وكل شيء عنده بمقدار) والسنن جارية لا تتقاطع مع مسيرة الحياة، ولو قُدِّرَ لعظيمةٍ أن توقف مسيرة الحياة فلن نجد أعظم من مغادرة سيد الأولين والآخرين لهذه الحياة جديرة بذلك، ومع ذلك استمرت الحياة رغم ما اكتنفها من مآسٍ بعد مغادرته، لكنها استعصت وتماثلت للاستمرار.

وفي الحياة محطات من الأسى لفقد عظماء يظن معاصروها وقتذاك بل يتيقنون أنها خطُّ النهاية، لكن الحياة بعد كُـلّ محطة تنتفضُ وتتوثَّبُ للاستمرار:

فقدتِ الأُمَّــةُ رائدَها باستشهاد الإمام علي (ع) فهل توقفت الحياة أم صار الإمام إماما لكل الإنسانية؟

فقدتِ الأُمَّــةُ الحسين (ع) فهل توقفت الحياة أم سارت الأجيال بعده مردّدة: لبيك يا حسين؟

فقدتِ الأُمَّــةُ الإمامَ الخميني فهل توقفت الحياة أم اكتسحت جذوة الثورة الجغرافيا على امتداد الإقليم؟ وهل مات الخميني أم صار كابوسًا يقضُّ مضاجعَ المستكبرين؟

فقدتِ اليمنُ حسينَ العصر، فهل توقفت الحياة أم صارت اليمن منطلقًا لمشروع تنويري يزلزل عروشَ الطغاة والمستكبرين؟

واليوم يصحو السائرون إلى الله على فاجعة رحيلِ أبيهم، ولئن شئنا أن نكونَ دقيقي التوصيف فالحقيقة أن هذا الرحيل مطلَقًا ليس فاجعةً ولا مأساة ولا ثلمة في جسد المقاومة والجهاد.

نحن قلنا إن الأمور لا تأتي جزافًا ولا اعتباطًا، وأقدارُ الله حتمية، وحكمتُه ربما لا ندركها…

هل كان الله عاجزاً عن أن ينجيَ وليَّه من هذا الاستهداف؟ قطعًا لا، وتعالى الله عن ذلك علوًّا كَبيرًا.

فلماذا هذا التوقيت ونحن بمقاييسنا أحوجُ ما نكون إلى بقائه؟ ولو لم يكن إلا لأجلِ أن تنقسم المسؤولية على اثنين بدلًا من واحد لوحده!!

في الحقيقة نحن بحضرة:

أربعينَ عاماً من العمل في سبيل الله بلا كلل ولا ملل ولا سَأَمٍ ولا تَبَرُّمٍ ولا تنصل.

أربعين عاماً حربًا سجالًا مع الصهاينة بكل مكرهم وخبثهم وقبحهم.

أربعين عاماً من الدوران في فلك آل رسول الله “صلوات الله عليه وعليهم أجمعين” بكل أفجاعهم وأحزانهم.

أربعين عاماً من انتظار الشهادة والرفاق كُـلّ يوم يرتقون أمام ناظريه.

أربعين عاماً وهو يَرُصُّ لبنات الوَلَهِ والعشق في قلوب محبيه لبنةً لبنةً، بصدقه، بالتزامه، بحكمته، بشجاعته، بوفائه، بكل ما فيه.

أربعين عاماً من الانتصارات والتضحيات جعلته يجمعُ القلوب، ويأخُذُ بتلابيبها. حتى قلوب كارهيه وخصومه.

أربعين عاماً من الامتداد العلوي، فلم يغب من علي (ع) إلا جسدُه.

لا يليقُ بسجلٍّ كهذا متخمٍ بالمكرمات أن يُختَمَ إلا بالشهادة؛ إذ لم يعد هناك متسعٌ للمزيد ولا للبقاء، وليس من المروءة ولا من الوفاء أن نستكثرَ عليه أن يترجَّلَ عن جواده، وأن يُلقيَ عصا الترحال، وينامَ مطمئنًا أن وراءه إرثًا من الوعي ومن القادة والرجال ما سيجعلُ الصهاينة يلعنون الساعةَ التي استساغوا فيها فكرةَ التخلُّصِ منه.

فلينَمْ سماحة العشق قريرَ العين، ولنا في الله وفي أبي جبريل كُـلُّ العزاء والعوض.

مقالات مشابهة

  • بدعم من الذكاء الاصطناعي.. هل تقودنا الروبوتات إلى وداع الأعمال المنزلية؟
  • مغردون: غزة ولبنان بخير والجامعة العربية تراقب انتخابات تونس الرئاسية
  • وداعًا لرائحة الأحذية الكريهة.. 4 حلول طبيعية وفعالة
  • موعد حفل تامر عاشور في مهرجان الموسيقى العربية
  • «طبيعية بدون فلاتر».. تامر عاشور في أحدث ظهور (صورة)
  • في وداع محمد المكي ابراهبم .بعض الرحيق انا والبرتقالة انت
  • في هذا الموعد.. تامر عاشور يحيي حفلا غنائيا ضمن فعاليات مهرجان الموسيقى العربية
  • رحيلٌ في ذروة التشبُّث
  • زاهر الغافري.. اذهب وقل وداعًا لتلك القرية الصغيرة
  • (فيديو) هكذا تعيش العائلات الفلسطينية في غزة على مدى 360 يوما.. وداع شهيد ارتقى بعد قصف الاحتلال سوق مخيم البريج