عربي21:
2025-04-02@21:24:54 GMT

لماذا التركيز على مصر في دعم غزة؟

تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT

سؤال غريب يطرحه أنصار نظام السيسي في مواجهة التركيز الكبير على الدور المصري المطلوب لدعم غزة، وهو لماذا التركيز على مصر بالذات؟ لماذا لا توجهون حديثكم إلى تركيا أو إيران مثلا؛ اللتين تتحدثان كثيرا عن دعم غزة دون تحرك حقيقي حين جد الجد، وحدث الاجتياح؟

الإجابة بسيطة وهي أن مصر هي الأكبر، وهي الأحق بتقديم هذا الدعم بحكم رابطة العروبة والإسلام، وبحكم أنها الشقيقة الكبرى التي لا تنتظر طلبا لدعم أشقائها، وبحكم أنها الجار الجنب الذي أدار غزة بالفعل منذ العام 1949 وحتى العام 1967، وبحكم أن ما يحدث في غزة يؤثر على الأمن القومي المصري بشكل مباشر، وبحكم النسب والمصاهرة بين أهل غزة والمصريين، ويمكننا أن نعدد المزيد من الاعتبارات الأخرى.



حين نركز حديثنا على مصر فلأنها بلدنا وهي الأحق بنصحنا أو بنقدنا قبل أن ننصح أو ننقد غيرها من البلاد. ونقدنا للموقف المصري لا يعني الرضا والقبول بمواقف الآخرين خاصة من كنا نراهن عليهم مثل تركيا وإيران. لا ينكر أحد الدعم العسكري الذي قدمته إيران للمقاومة طيلة السنوات الماضية، وهو ما لم تجد المقاومة مثله من أي دولة عربية، ولا ننكر الدعم السياسي التركي والذي كان أحدثه سحب السفير، ووقف الزيارات والاتصالات، وكلمات طنانة من الرئيس أردوغان، لكن كلتا الدولتين تركتا غزة تواجه مصيرها حين اجتاحتها عصابات الاحتلال، ولم تتخذ أي من الدولتين إجراءات رادعة للعدوان.

مصر هي الأكبر، وهي الأحق بتقديم هذا الدعم بحكم رابطة العروبة والإسلام، وبحكم أنها الشقيقة الكبرى التي لا تنتظر طلبا لدعم أشقائها، وبحكم أنها الجار الجنب الذي أدار غزة بالفعل منذ العام 1949 وحتى العام 1967، وبحكم أن ما يحدث في غزة يؤثر على الأمن القومي المصري بشكل مباشر
لقد وعدت إيران بأنها ستتدخل عسكريا لو تعرضت غزة للاجتياح البري، وقد حدث الاجتياح ولو جزئيا ولم تف طهران بوعدها، كما أن أحد أذرعها المهمة (حزب الله) الذي رفع شعار وحدة الساحات، وشارك بالفعل ببعض العمليات على الحدود خلال الأيام الماضية خيّب ظن الكثيرين الذين انتظروا جديدا في كلمة أمينه العام حسن نصر الله يوم الجمعة الماضي بينما كانت القنابل تنهمر على غزة.

كما أن الرئيس أردوغان تحدث بكلمات قوية في مؤتمره الشهير في إسطنبول قبل أيام، وذهبت الكثير من التوقعات إلى أنه سيكون بداية تغيير كبير في الموقف التركي المتحفظ أو المتردد، لكنه اقتصر على سحب السفير ووقف الاتصالات، وقد تحدث عن تنظيم مؤتمر دولي للمطالبة بوقف العدوان لكنه لم ينعقد حتى الآن. وكان الأجدر بأردوغان أن يرسل وزير خارجيته أو غيره من المسئولين على رأس قافلة إغاثة، وتفقد أحياء غزة المدمرة بما فيها المستشفى التركي الذي وجهت إدارته نداءات له (أردوغان) لحمايته.

لنعد إلى الموقف المصري الممتلئ بالغموض، إذ ليس مفهوما حتى الآن الإصرار على إغلاق معبر رفح إلا للقوافل التي توافق إسرائيل على دخولها، فليس دور النظام المصري أن يكون "بوابا" على المعبر لصالح إسرائيل، هذا معبر مصري خالص، ومن واجب مصر أن تفتحه بشكل دائم لدخول شاحنات المعونات، ولتقم الأمم المتحدة ممثلة في هيئة الأونروا أو غيرها من الهيئات أو حتى بعض المنظمات المدنية مثل الصليب الأحمر بضمان هذه الشاحنات ومرافقتها حتى توزيعها على المحتاجين دون تدخل من سلطات الاحتلال.

لا شك أن الخوف من تهجير الفلسطينيين في محله، ولكن ذلك ليس مبررا لإغلاق المعبر من الجانبين، فمن الممكن إغلاقه في وجه العابرين غربا باستثناء الحالات المرضية العاجلة، ولكن إغلاق المعبر بهذه الطريقة وانتظار موافقات إسرائيل وأمريكا فيه إهانة للسيادة المصرية.

يسوق النظام عبر أذرعه الإعلامية أن المطالبين لمصر باتخاذ مواقف عملية يجرّونها جرا نحو الحرب، وأن القيادة "الحكيمة!!" تحاول تجنب هذه الحرب، وهو ادعاء سخيف لتبرير العجز، والخضوع للإرادة الإسرائيلية. فقد فتحت مصر المعبر بشكل دائم خلال حرب غزة في 2012 ولم تندلع حرب، بل قبلت السلطات الإسرائيلية الأمر، ولم تعترض قوافل الإغاثة، ناهيك عن أن أحدا لم يطالب مصر بخوض حرب "لا سمح الله" على قول أبي عبيدة، ولكن المطلوب منها مواقف عملية تشعر الكيان الإسرائيلي بخطر على علاقاته الاستراتيجية مع مصر، وهو ليس مستعدا للتفريط في هذه العلاقات التي فتحت له باب التطبيع مع العديد من الدول العربية لاحقا، ومن هذه المواقف سحب السفير المصري كما فعلتها عام 2011، وكما فعلتها عدة دول عربية ولاتينية مؤخرا، ومنها إلغاء الاتفاقيات الاقتصادية مثل تصدير الغاز واتفاقية الكويز، ووقف أشكال التطبيع الرسمي الأخرى.. إلخ.

فتحت مصر المعبر بشكل دائم خلال حرب غزة في 2012 ولم تندلع حرب، بل قبلت السلطات الإسرائيلية الأمر، ولم تعترض قوافل الإغاثة، ناهيك عن أن أحدا لم يطالب مصر بخوض حرب "لا سمح الله" على قول أبي عبيدة، ولكن المطلوب منها مواقف عملية تشعر الكيان الإسرائيلي بخطر على علاقاته الاستراتيجية مع مصر، وهو ليس مستعدا للتفريط في هذه العلاقات التي فتحت له باب التطبيع مع العديد من الدول العربية لاحقا، ومن هذه المواقف سحب السفير المصري
يمكن للسلطات المصرية أن تفتح المجال لغيرها من الهيئات الشعبية للقيام بالدور، وهنا يمكن لشيخ الأزهر أن يرأس قافلة إغاثة إلى غزة، ويقوم بتفقد أهلها، وتفقد جامعة الأزهر في غزة التي تعرضت للدمار، وبصحبته كوكبة من قوة مصر الناعمة من دعاة وفنانين وإعلاميين، يمكن لنقباء النقابات المهنية والعمالية أن يقودوا بدورهم قوافل إغاثة ويدخلوا بها إلى غزة بالتنسيق مع الأمم المتحدة أو غيرها من الجهات، وليطمئن النظام مسبقا أن هؤلاء جميعا يدركون الأخطار ويتحملونها، ولا يحملونها له.

ليس خافيا على أي عاقل أن انتصار الكيان في غزة "لا سمح الله" سيكون ضربة موجعة لمصر قبل غيرها من الدول العربية، فرغم علاقات السلام والتطبيع والتعاون الحالية إلا أن هذا الكيان يضمر كل سوء لمصر، ولم ولن ينسى لها خوضها خمس حروب ضده، وأنها كبيرة العرب التي إذا نجح في إخضاعها دانت له كل المنطقة العربية بسهولة، وستكون الخطوة التالية في حال تحقيق أهدافه في غزة هي فرض التهجير على مصر، أو فرض مساحات عازلة جديدة تقتطع من سيناء، وبالمحصلة ممارسة الهيمنة والإذلال على مصر، والعكس صحيح؛ ففي حال فشل خطته في غزة فإن ذلك سيحد من نفوذه الإقليمي، ومن غطرسته وغروره، وهو ما يمكن مصر من استعادة مكانتها الإقليمية الرائدة.

twitter.com/kotbelaraby

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه السيسي المصري غزة إسرائيل مصر السيسي إسرائيل غزة حصار مقالات مقالات مقالات سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة سحب السفیر غیرها من على مصر فی غزة

إقرأ أيضاً:

لماذا يجعلنا البحث عن السعادة أكثر تعاسة؟

شمسان بوست / متابعات:

حذر باحثون من أن السعي وراء السعادة يجعلنا أكثر تعاسة. فمن خلال محاولتنا الدائمة لتحسين مزاجنا، نستنزف مواردنا العقلية، ما يجعلنا أكثر عرضة لاتخاذ قرارات تزيد بؤسنا بدلا أن تخففه.

وكشف فريق من جامعة تورنتو عن الآلية المثيرة التي تجعل محاولاتنا اليائسة لتحسين المزاج تحولنا إلى أشخاص منهكين، أقل تحكما، ما يدفعنا لاتخاذ قرارات تزيد بؤسنا بدلا من تخفيفه.

ويطلق على هذه الظاهرة اسم “مفارقة السعادة”، حيث وجدوا أن محاولات تعزيز السعادة تستهلك الموارد العقلية وتؤدي إلى تراجع القدرة على ممارسة الأنشطة التي تسبب السعادة فعلا وتزيد الميل للسلوكيات الهدامة، مثل الإفراط في تناول الطعام.


وقال البروفيسور سام ماجليو، المشارك في الدراسة: “السعي وراء السعادة أشبه بتأثير كرة الثلج، فحين تحاول تحسين مزاجك، يستنزف هذا الجهد طاقتك اللازمة للقيام بالأشياء التي تمنحك السعادة فعلا”.


وخلص البروفيسور إلى أن كلما زاد إرهاقنا الذهني، أصبحنا أكثر عرضة للإغراء والسلوكيات الهدامة، ما يعزز الشعور بالتعاسة الذي نحاول تجنبه أصلا. وضرب مثالا بالعودة إلى المنزل بعد يوم عمل طويل ومتعب، حيث نشعر بالإرهاق الذهني فتتضاءل قدرتنا على تحمل المسؤوليات (مثل تنظيف المنزل) لصالح أنشطة أقل فائدة (مثل التمرير عبر وسائل التواصل الاجتماعي).

وفي إحدى التجارب، كان المشاركون الذين عرضت عليهم إعلانات تحمل كلمة “سعادة” أكثر ميلا للانغماس في سلوكيات غير صحية (مثل تناول المزيد من الشوكولاتة) مقارنة بمن لم يتعرضوا لهذه المحفزات.

وفي تجربة أخرى، خضع المشاركون لمهمة ذهنية لقياس قدرتهم على ضبط النفس. توقف المجموعة التي كانت تسعى للسعادة مبكرا، ما يشير إلى استنفاد مواردهم العقلية بعد محاولات تحسين المزاج.

ويختتم البروفيسور ماجليو من جامعة تورنتو سكاربورو بالقول: “المغزى هو أن السعي وراء السعادة يكلفك طاقتك الذهنية. بدلا من محاولة الشعور بشكل مختلف طوال الوقت، توقف وحاول تقدير ما لديك بالفعل”. ويضيف ناصحا: “لا تحاول أن تكون سعيدا بشكل مبالغ فيه دائما، فالقبول قد يكون طريقك الأفضل”.

المصدر: ديلي ميل

الوسومالبحث عن السعادة

مقالات مشابهة

  • لماذا لجأت الشركات الملاحية لـ”المسارات الطويلة بدلاً عن “البحر الأحمر”
  • لماذا يعتبر الاحتلال عمليته برفح الأهم منذ استئناف الحرب؟
  • لماذا قام إيلون ماسك بدمج شركته للذكاء الاصطناعي مع منصة "إكس" وما خطورة ذلك؟
  • لماذا يلقي حزب الله على الدولة هذا الحمل الثقيل؟
  • لماذا يجعلنا البحث عن السعادة أكثر تعاسة؟
  • لماذا سقط الحلاق المتحمّس؟!
  • هل تنسى الأسماء والأماكن وتعاني عدم التركيز؟.. إليك نصائح لعلاج ضعف الذاكرة
  • لماذا يستحيل على ترامب الترشح لولاية ثالثة؟
  • لماذا يستيقظ البعض جائعاً في الصباح؟
  • أسطورة الإفلات من العقاب.. لماذا يظن بعض المجرمين أنه لن يتم القبض عليهم؟