لماذا التركيز على مصر في دعم غزة؟
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
سؤال غريب يطرحه أنصار نظام السيسي في مواجهة التركيز الكبير على الدور المصري المطلوب لدعم غزة، وهو لماذا التركيز على مصر بالذات؟ لماذا لا توجهون حديثكم إلى تركيا أو إيران مثلا؛ اللتين تتحدثان كثيرا عن دعم غزة دون تحرك حقيقي حين جد الجد، وحدث الاجتياح؟
الإجابة بسيطة وهي أن مصر هي الأكبر، وهي الأحق بتقديم هذا الدعم بحكم رابطة العروبة والإسلام، وبحكم أنها الشقيقة الكبرى التي لا تنتظر طلبا لدعم أشقائها، وبحكم أنها الجار الجنب الذي أدار غزة بالفعل منذ العام 1949 وحتى العام 1967، وبحكم أن ما يحدث في غزة يؤثر على الأمن القومي المصري بشكل مباشر، وبحكم النسب والمصاهرة بين أهل غزة والمصريين، ويمكننا أن نعدد المزيد من الاعتبارات الأخرى.
حين نركز حديثنا على مصر فلأنها بلدنا وهي الأحق بنصحنا أو بنقدنا قبل أن ننصح أو ننقد غيرها من البلاد. ونقدنا للموقف المصري لا يعني الرضا والقبول بمواقف الآخرين خاصة من كنا نراهن عليهم مثل تركيا وإيران. لا ينكر أحد الدعم العسكري الذي قدمته إيران للمقاومة طيلة السنوات الماضية، وهو ما لم تجد المقاومة مثله من أي دولة عربية، ولا ننكر الدعم السياسي التركي والذي كان أحدثه سحب السفير، ووقف الزيارات والاتصالات، وكلمات طنانة من الرئيس أردوغان، لكن كلتا الدولتين تركتا غزة تواجه مصيرها حين اجتاحتها عصابات الاحتلال، ولم تتخذ أي من الدولتين إجراءات رادعة للعدوان.
مصر هي الأكبر، وهي الأحق بتقديم هذا الدعم بحكم رابطة العروبة والإسلام، وبحكم أنها الشقيقة الكبرى التي لا تنتظر طلبا لدعم أشقائها، وبحكم أنها الجار الجنب الذي أدار غزة بالفعل منذ العام 1949 وحتى العام 1967، وبحكم أن ما يحدث في غزة يؤثر على الأمن القومي المصري بشكل مباشر
لقد وعدت إيران بأنها ستتدخل عسكريا لو تعرضت غزة للاجتياح البري، وقد حدث الاجتياح ولو جزئيا ولم تف طهران بوعدها، كما أن أحد أذرعها المهمة (حزب الله) الذي رفع شعار وحدة الساحات، وشارك بالفعل ببعض العمليات على الحدود خلال الأيام الماضية خيّب ظن الكثيرين الذين انتظروا جديدا في كلمة أمينه العام حسن نصر الله يوم الجمعة الماضي بينما كانت القنابل تنهمر على غزة.
كما أن الرئيس أردوغان تحدث بكلمات قوية في مؤتمره الشهير في إسطنبول قبل أيام، وذهبت الكثير من التوقعات إلى أنه سيكون بداية تغيير كبير في الموقف التركي المتحفظ أو المتردد، لكنه اقتصر على سحب السفير ووقف الاتصالات، وقد تحدث عن تنظيم مؤتمر دولي للمطالبة بوقف العدوان لكنه لم ينعقد حتى الآن. وكان الأجدر بأردوغان أن يرسل وزير خارجيته أو غيره من المسئولين على رأس قافلة إغاثة، وتفقد أحياء غزة المدمرة بما فيها المستشفى التركي الذي وجهت إدارته نداءات له (أردوغان) لحمايته.
لنعد إلى الموقف المصري الممتلئ بالغموض، إذ ليس مفهوما حتى الآن الإصرار على إغلاق معبر رفح إلا للقوافل التي توافق إسرائيل على دخولها، فليس دور النظام المصري أن يكون "بوابا" على المعبر لصالح إسرائيل، هذا معبر مصري خالص، ومن واجب مصر أن تفتحه بشكل دائم لدخول شاحنات المعونات، ولتقم الأمم المتحدة ممثلة في هيئة الأونروا أو غيرها من الهيئات أو حتى بعض المنظمات المدنية مثل الصليب الأحمر بضمان هذه الشاحنات ومرافقتها حتى توزيعها على المحتاجين دون تدخل من سلطات الاحتلال.
لا شك أن الخوف من تهجير الفلسطينيين في محله، ولكن ذلك ليس مبررا لإغلاق المعبر من الجانبين، فمن الممكن إغلاقه في وجه العابرين غربا باستثناء الحالات المرضية العاجلة، ولكن إغلاق المعبر بهذه الطريقة وانتظار موافقات إسرائيل وأمريكا فيه إهانة للسيادة المصرية.
يسوق النظام عبر أذرعه الإعلامية أن المطالبين لمصر باتخاذ مواقف عملية يجرّونها جرا نحو الحرب، وأن القيادة "الحكيمة!!" تحاول تجنب هذه الحرب، وهو ادعاء سخيف لتبرير العجز، والخضوع للإرادة الإسرائيلية. فقد فتحت مصر المعبر بشكل دائم خلال حرب غزة في 2012 ولم تندلع حرب، بل قبلت السلطات الإسرائيلية الأمر، ولم تعترض قوافل الإغاثة، ناهيك عن أن أحدا لم يطالب مصر بخوض حرب "لا سمح الله" على قول أبي عبيدة، ولكن المطلوب منها مواقف عملية تشعر الكيان الإسرائيلي بخطر على علاقاته الاستراتيجية مع مصر، وهو ليس مستعدا للتفريط في هذه العلاقات التي فتحت له باب التطبيع مع العديد من الدول العربية لاحقا، ومن هذه المواقف سحب السفير المصري كما فعلتها عام 2011، وكما فعلتها عدة دول عربية ولاتينية مؤخرا، ومنها إلغاء الاتفاقيات الاقتصادية مثل تصدير الغاز واتفاقية الكويز، ووقف أشكال التطبيع الرسمي الأخرى.. إلخ.
فتحت مصر المعبر بشكل دائم خلال حرب غزة في 2012 ولم تندلع حرب، بل قبلت السلطات الإسرائيلية الأمر، ولم تعترض قوافل الإغاثة، ناهيك عن أن أحدا لم يطالب مصر بخوض حرب "لا سمح الله" على قول أبي عبيدة، ولكن المطلوب منها مواقف عملية تشعر الكيان الإسرائيلي بخطر على علاقاته الاستراتيجية مع مصر، وهو ليس مستعدا للتفريط في هذه العلاقات التي فتحت له باب التطبيع مع العديد من الدول العربية لاحقا، ومن هذه المواقف سحب السفير المصري
يمكن للسلطات المصرية أن تفتح المجال لغيرها من الهيئات الشعبية للقيام بالدور، وهنا يمكن لشيخ الأزهر أن يرأس قافلة إغاثة إلى غزة، ويقوم بتفقد أهلها، وتفقد جامعة الأزهر في غزة التي تعرضت للدمار، وبصحبته كوكبة من قوة مصر الناعمة من دعاة وفنانين وإعلاميين، يمكن لنقباء النقابات المهنية والعمالية أن يقودوا بدورهم قوافل إغاثة ويدخلوا بها إلى غزة بالتنسيق مع الأمم المتحدة أو غيرها من الجهات، وليطمئن النظام مسبقا أن هؤلاء جميعا يدركون الأخطار ويتحملونها، ولا يحملونها له.
ليس خافيا على أي عاقل أن انتصار الكيان في غزة "لا سمح الله" سيكون ضربة موجعة لمصر قبل غيرها من الدول العربية، فرغم علاقات السلام والتطبيع والتعاون الحالية إلا أن هذا الكيان يضمر كل سوء لمصر، ولم ولن ينسى لها خوضها خمس حروب ضده، وأنها كبيرة العرب التي إذا نجح في إخضاعها دانت له كل المنطقة العربية بسهولة، وستكون الخطوة التالية في حال تحقيق أهدافه في غزة هي فرض التهجير على مصر، أو فرض مساحات عازلة جديدة تقتطع من سيناء، وبالمحصلة ممارسة الهيمنة والإذلال على مصر، والعكس صحيح؛ ففي حال فشل خطته في غزة فإن ذلك سيحد من نفوذه الإقليمي، ومن غطرسته وغروره، وهو ما يمكن مصر من استعادة مكانتها الإقليمية الرائدة.
twitter.com/kotbelaraby
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه السيسي المصري غزة إسرائيل مصر السيسي إسرائيل غزة حصار مقالات مقالات مقالات سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة سحب السفیر غیرها من على مصر فی غزة
إقرأ أيضاً:
لماذا يعد اليوسفى أفضل فواكه الشتاء؟
شمسان بوست / متابعات:
فاكهة الشتاء هي الفاكهة الأكثر صحة والأكثر تركيزًا في الفيتامينات والمعادن وغيرها من العناصر التي يحتاجها الجسم، خلال فصل الشتاء البارد قد نصبح عرضة للإصابة بأدوار البرد المتكررة والأنفلونزا الكثيرة ونصبح عرضه لتكرار هذه الأدوار بين الحين والآخر، ويتحكم نظامنا الغذائي بشكل كبير في مستويات مناعة الجسم وقدرته على الدفاع عن نفسه ضد الأمراض والعدوى وتكرارها أيضًا.
ووفقا لتقرير نشر في موقع هيلث الطبي المعني بالصحة العامة والأمراض والغذاء، فإن الحمضيات أفضل أنواع فاكهة الشتاء وذلك لاحتوائها على كم هائل من المغذيات الطبيعية التي يحتاجها الجسم بشكل عام والمناعة بشكل خاص، وأشهر الحمضيات هو اليوسفي والبرتقال والكيوي والجريب فروت وغيرها، ولكن يحتل اليوسفي مرتبة متقدمة من حيث الفوائد وتدعيم المناعة.
تابع التقرير أن اليوسفي بشكل خاص أحد أهم أنواع الفاكهة الحمضية تلك التي تحتوي على نسبة عالية جدًا من الألياف من هنا تأتي فائدته ويلقبه البعض ببرتقال المندرين، ويتوفر هذا النوع بشدة وبكثرة خلال فصل الشتاء بأنواعهم وألوان مميزة ومختلفة، منها البرتقالي ومنها البرتقالي الفاتح، وتحتوي على كم هائل من الألياف بما يعادل 3.5 جرام خام، وهو ما يعزز الشبع لفترة طويلة كما أنه يحسن من الصحة الهضمية ويؤثر بالايجاب فيه المناعة بشكل عام.
تابع التقرير أن السر في فاكهة اليوسفي أنها تحتوي على 52 ملغ كامل من فيتامين سي هذا الفيتامين المدعم للمناعة والمعزز لدفاعات الجسم كما أنه يحمي من المرض ويعزز من تقليل فرص تكرار العدوى، الثمرة الواحدة تحتوي على هذه الجرامات سالفة الذكر وبالتالي ببضعة ثمرات يمكن أن يحصل الإنسان على حصته اليومية من الألياف ومن فيتامين سي لتعزيز مناعته وقوة جسمه.
ويحتوي اليوسفي على كم هائل من المياه هذا ما يجعله سببًا في حماية الجسم وترطيبه وتعزيز قوته وسلامته وتعزيز مرونته أيضا ولياقته، كما أنه يعزز من عمل أجهزة الجسم وبالتالي حماية الجسم من المرض وتكرار العدوى.
لا تسرف في تناول اليوسفي ولكن تناوله بكميات متوازنة للحصول على فوائده للاستفادة منه.