عربي21:
2025-04-29@18:01:37 GMT

لماذا التركيز على مصر في دعم غزة؟

تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT

سؤال غريب يطرحه أنصار نظام السيسي في مواجهة التركيز الكبير على الدور المصري المطلوب لدعم غزة، وهو لماذا التركيز على مصر بالذات؟ لماذا لا توجهون حديثكم إلى تركيا أو إيران مثلا؛ اللتين تتحدثان كثيرا عن دعم غزة دون تحرك حقيقي حين جد الجد، وحدث الاجتياح؟

الإجابة بسيطة وهي أن مصر هي الأكبر، وهي الأحق بتقديم هذا الدعم بحكم رابطة العروبة والإسلام، وبحكم أنها الشقيقة الكبرى التي لا تنتظر طلبا لدعم أشقائها، وبحكم أنها الجار الجنب الذي أدار غزة بالفعل منذ العام 1949 وحتى العام 1967، وبحكم أن ما يحدث في غزة يؤثر على الأمن القومي المصري بشكل مباشر، وبحكم النسب والمصاهرة بين أهل غزة والمصريين، ويمكننا أن نعدد المزيد من الاعتبارات الأخرى.



حين نركز حديثنا على مصر فلأنها بلدنا وهي الأحق بنصحنا أو بنقدنا قبل أن ننصح أو ننقد غيرها من البلاد. ونقدنا للموقف المصري لا يعني الرضا والقبول بمواقف الآخرين خاصة من كنا نراهن عليهم مثل تركيا وإيران. لا ينكر أحد الدعم العسكري الذي قدمته إيران للمقاومة طيلة السنوات الماضية، وهو ما لم تجد المقاومة مثله من أي دولة عربية، ولا ننكر الدعم السياسي التركي والذي كان أحدثه سحب السفير، ووقف الزيارات والاتصالات، وكلمات طنانة من الرئيس أردوغان، لكن كلتا الدولتين تركتا غزة تواجه مصيرها حين اجتاحتها عصابات الاحتلال، ولم تتخذ أي من الدولتين إجراءات رادعة للعدوان.

مصر هي الأكبر، وهي الأحق بتقديم هذا الدعم بحكم رابطة العروبة والإسلام، وبحكم أنها الشقيقة الكبرى التي لا تنتظر طلبا لدعم أشقائها، وبحكم أنها الجار الجنب الذي أدار غزة بالفعل منذ العام 1949 وحتى العام 1967، وبحكم أن ما يحدث في غزة يؤثر على الأمن القومي المصري بشكل مباشر
لقد وعدت إيران بأنها ستتدخل عسكريا لو تعرضت غزة للاجتياح البري، وقد حدث الاجتياح ولو جزئيا ولم تف طهران بوعدها، كما أن أحد أذرعها المهمة (حزب الله) الذي رفع شعار وحدة الساحات، وشارك بالفعل ببعض العمليات على الحدود خلال الأيام الماضية خيّب ظن الكثيرين الذين انتظروا جديدا في كلمة أمينه العام حسن نصر الله يوم الجمعة الماضي بينما كانت القنابل تنهمر على غزة.

كما أن الرئيس أردوغان تحدث بكلمات قوية في مؤتمره الشهير في إسطنبول قبل أيام، وذهبت الكثير من التوقعات إلى أنه سيكون بداية تغيير كبير في الموقف التركي المتحفظ أو المتردد، لكنه اقتصر على سحب السفير ووقف الاتصالات، وقد تحدث عن تنظيم مؤتمر دولي للمطالبة بوقف العدوان لكنه لم ينعقد حتى الآن. وكان الأجدر بأردوغان أن يرسل وزير خارجيته أو غيره من المسئولين على رأس قافلة إغاثة، وتفقد أحياء غزة المدمرة بما فيها المستشفى التركي الذي وجهت إدارته نداءات له (أردوغان) لحمايته.

لنعد إلى الموقف المصري الممتلئ بالغموض، إذ ليس مفهوما حتى الآن الإصرار على إغلاق معبر رفح إلا للقوافل التي توافق إسرائيل على دخولها، فليس دور النظام المصري أن يكون "بوابا" على المعبر لصالح إسرائيل، هذا معبر مصري خالص، ومن واجب مصر أن تفتحه بشكل دائم لدخول شاحنات المعونات، ولتقم الأمم المتحدة ممثلة في هيئة الأونروا أو غيرها من الهيئات أو حتى بعض المنظمات المدنية مثل الصليب الأحمر بضمان هذه الشاحنات ومرافقتها حتى توزيعها على المحتاجين دون تدخل من سلطات الاحتلال.

لا شك أن الخوف من تهجير الفلسطينيين في محله، ولكن ذلك ليس مبررا لإغلاق المعبر من الجانبين، فمن الممكن إغلاقه في وجه العابرين غربا باستثناء الحالات المرضية العاجلة، ولكن إغلاق المعبر بهذه الطريقة وانتظار موافقات إسرائيل وأمريكا فيه إهانة للسيادة المصرية.

يسوق النظام عبر أذرعه الإعلامية أن المطالبين لمصر باتخاذ مواقف عملية يجرّونها جرا نحو الحرب، وأن القيادة "الحكيمة!!" تحاول تجنب هذه الحرب، وهو ادعاء سخيف لتبرير العجز، والخضوع للإرادة الإسرائيلية. فقد فتحت مصر المعبر بشكل دائم خلال حرب غزة في 2012 ولم تندلع حرب، بل قبلت السلطات الإسرائيلية الأمر، ولم تعترض قوافل الإغاثة، ناهيك عن أن أحدا لم يطالب مصر بخوض حرب "لا سمح الله" على قول أبي عبيدة، ولكن المطلوب منها مواقف عملية تشعر الكيان الإسرائيلي بخطر على علاقاته الاستراتيجية مع مصر، وهو ليس مستعدا للتفريط في هذه العلاقات التي فتحت له باب التطبيع مع العديد من الدول العربية لاحقا، ومن هذه المواقف سحب السفير المصري كما فعلتها عام 2011، وكما فعلتها عدة دول عربية ولاتينية مؤخرا، ومنها إلغاء الاتفاقيات الاقتصادية مثل تصدير الغاز واتفاقية الكويز، ووقف أشكال التطبيع الرسمي الأخرى.. إلخ.

فتحت مصر المعبر بشكل دائم خلال حرب غزة في 2012 ولم تندلع حرب، بل قبلت السلطات الإسرائيلية الأمر، ولم تعترض قوافل الإغاثة، ناهيك عن أن أحدا لم يطالب مصر بخوض حرب "لا سمح الله" على قول أبي عبيدة، ولكن المطلوب منها مواقف عملية تشعر الكيان الإسرائيلي بخطر على علاقاته الاستراتيجية مع مصر، وهو ليس مستعدا للتفريط في هذه العلاقات التي فتحت له باب التطبيع مع العديد من الدول العربية لاحقا، ومن هذه المواقف سحب السفير المصري
يمكن للسلطات المصرية أن تفتح المجال لغيرها من الهيئات الشعبية للقيام بالدور، وهنا يمكن لشيخ الأزهر أن يرأس قافلة إغاثة إلى غزة، ويقوم بتفقد أهلها، وتفقد جامعة الأزهر في غزة التي تعرضت للدمار، وبصحبته كوكبة من قوة مصر الناعمة من دعاة وفنانين وإعلاميين، يمكن لنقباء النقابات المهنية والعمالية أن يقودوا بدورهم قوافل إغاثة ويدخلوا بها إلى غزة بالتنسيق مع الأمم المتحدة أو غيرها من الجهات، وليطمئن النظام مسبقا أن هؤلاء جميعا يدركون الأخطار ويتحملونها، ولا يحملونها له.

ليس خافيا على أي عاقل أن انتصار الكيان في غزة "لا سمح الله" سيكون ضربة موجعة لمصر قبل غيرها من الدول العربية، فرغم علاقات السلام والتطبيع والتعاون الحالية إلا أن هذا الكيان يضمر كل سوء لمصر، ولم ولن ينسى لها خوضها خمس حروب ضده، وأنها كبيرة العرب التي إذا نجح في إخضاعها دانت له كل المنطقة العربية بسهولة، وستكون الخطوة التالية في حال تحقيق أهدافه في غزة هي فرض التهجير على مصر، أو فرض مساحات عازلة جديدة تقتطع من سيناء، وبالمحصلة ممارسة الهيمنة والإذلال على مصر، والعكس صحيح؛ ففي حال فشل خطته في غزة فإن ذلك سيحد من نفوذه الإقليمي، ومن غطرسته وغروره، وهو ما يمكن مصر من استعادة مكانتها الإقليمية الرائدة.

twitter.com/kotbelaraby

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه السيسي المصري غزة إسرائيل مصر السيسي إسرائيل غزة حصار مقالات مقالات مقالات سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة سحب السفیر غیرها من على مصر فی غزة

إقرأ أيضاً:

لماذا ينمو الشعر تحت الجلد؟ الأسباب والحلول الفعالة

يمثل الشعر النامي تحت الجلد مشكلة مزعجة للعديد من النساء، إذ يتسبب في الشعور بالحكة والألم وأحيانا الالتهاب، مما يجعله كابوسا حقيقيا يؤثر على الراحة والمظهر.

وفي تقرير نشرته مجلة "ستايل بوك" على موقعها الإلكتروني، أوضحت المجلة أن هذه الظاهرة تحدث عندما ينمو الشعر تحت سطح الجلد بدلا من نموه خارجه، مشيرة إلى أن النساء ذوات الشعر المجعد والكثيف يكنّ أكثر عرضة لهذه المشكلة، نظرا لأن الشعر المجعد يتجعد بسهولة، مما يدفعه للعودة والنمو داخل الجلد.

المناطق الأكثر عرضة والمسببات

بحسب المجلة، ينتشر نمو الشعر تحت الجلد عادة في المناطق التي تتم فيها إزالة الشعر بانتظام، مثل الإبطين، والساقين، والمنطقة التناسلية.

ويرجع ذلك إلى أن استخدام آلة الحلاقة أو أدوات إزالة الشعر يؤدي إلى خلق حواف حادة للشعر، مما يسهل نموه في الاتجاه الخاطئ نحو الداخل.

وتُعد خلايا الجلد الميتة عاملا آخر محفزا، إذ تعمل على سد المسام، مما يدفع الشعر للنمو بشكل غير طبيعي. كما تسهم الملابس الضيقة جدا في تفاقم المشكلة عبر تهييج الجلد وزيادة فرص التفاف الشعر إلى الداخل.

علامات على الشعر النامي تحت الجلد

يمكن التعرف على وجود شعر نامٍ تحت الجلد عبر ظهور بثور حمراء صغيرة، أو نتوءات مثيرة للحكة أو مؤلمة.

إعلان

وإذا تفاقم الالتهاب، ينصح الخبراء بعدم محاولة الإزالة ذاتيا، لما قد تسببه من خراجات أو ندبات دائمة، وبدلا من ذلك، يجب استشارة طبيب الجلدية للحصول على علاج مناسب.

كيفية التعامل مع الشعر النامي برفق

إذا لم يكن هناك التهاب، يمكن إزالة الشعر النامي بلطف عبر الخطوات التالية:

وضع قطعة قماش دافئة على المنطقة المصابة لعدة دقائق لفتح المسام وتهدئة الجلد. التقشير الخفيف لإزالة خلايا الجلد الميتة ومنع انسداد المسام. استخدام ملقط معقم لإخراج الشعر بلطف من تحت الجلد. تطهير المنطقة جيدا بعد الإزالة لتجنب أي التهابات محتملة. نصائح للوقاية من نمو الشعر تحت الجلد

للوقاية من هذه المشكلة المزعجة، ينصح الخبراء باتباع الإرشادات التالية:

تحضير الجلد جيدا قبل الحلاقة عبر الاستحمام بالماء الساخن لفتح المسام. تقشير البشرة بانتظام لمنع تراكم خلايا الجلد الميتة. استخدام أدوات إزالة شعر عالية الجودة بشفرات حادة لتقليل فرصة انثناء الشعر. ترطيب الجلد بشكل جيد أثناء الحلاقة واستخدام رغوة أو جل حلاقة ناعم لتسهيل مرور الشفرة. الحلاقة باتجاه نمو الشعر بدلا من عكسه لتجنب نمو الشعر تحت الجلد. تبريد وترطيب البشرة بعد الحلاقة باستخدام مرطبات لطيفة سريعة الامتصاص غير لزجة، لمنع التهيج والاحتكاك.

يُعد التعامل مع الشعر النامي تحت الجلد جزءا مهما من روتين العناية بالبشرة. عبر التحضير الجيد، والتقنيات الصحيحة، والعناية اللاحقة المناسبة، يمكن للمرأة تقليل فرص هذه المشكلة المؤلمة والتمتع ببشرة صحية ونقية.

مقالات مشابهة

  • لماذا سمي شهر ذو القعدة بهذا الاسم؟.. سر يغفل عنه الكثيرون
  • لماذا تحسنت نظرة أسواق المال والمستثمرين للاقتصاد المصري؟ وزير المالية يوضح الأسباب
  • لماذا لا يستطيع ترمب تصنيع هواتف آيفون في الولايات المتحدة؟
  • تعثر الحوار بين فتح وحماس ... لماذا يتجدد ؟
  • لماذا يحب الآسيويون شراء الذهب؟
  • لماذا ينمو الشعر تحت الجلد؟ الأسباب والحلول الفعالة
  • أفضل أدعية للمذاكرة قبل الامتحان لتهدئة النفس وزيادة التركيز
  • لماذا يجب ألا يمر تصريح ترامب عن حق أمريكا في عبور قناة السويس مجانا مرور الكرام؟
  • لماذا سمي شهر ذي القعدة بهذا الاسم؟.. لـ3 أسباب لا يعرفها كثيرون
  • "سناء جميل: 95 عامًا من الإبداع والجَدَل... أيقونة الفن المصري التي لا تنسى"