سيناريو لبنان 1982.. هل يخضع قادة حماس لإسرائيل ويخرجون من غزة؟
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
منذ بداية الحرب في قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي وإسرائيل تسعي للقضاء على حركة المقاومة الفلسطينية حماس وترسانتها الحربية، حيث وسعت إسرائيل من عملياتها العسكرية ضد الحركة، فيما قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إن بلاده ستطبق "الدروس المستفادة" على مقاتلي حزب الله لاحقا.
حركة حماس سيناريو بيروت 1982وترى إسرائيل أن حركة المقاومة الفلسطينية حماس تمثل تهديدا حقيقا للإسرائيليين، وفي سبيل تحقيق هذا الهدف تفرض حصاراً على القطاع الذي منعت عنه المياه والكهرباء والطاقة وفي بعض الأوقات الاتصالات والإنترنت.
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري، الخميس، "إكمال حصار مدينة غزة"، وأن "وقف إطلاق النار ليس مطروحا الآن".
وقال هاغاري، في مؤتمر صحفي أذاعته هيئة البث الإسرائيلية، أن "القوات تهاجم المواقع التي تستخدمها قيادة حماس، وحيثما تكون هناك معركة، حتى لو كانت صعبة، فإن الجيش الإسرائيلي ستكون له اليد العليا".
ويرى مراقبون أن إنهاء الحصار على قطاع غزة ربما يأتي بعد الوصول إلى اتفاق بين الدول المعنية قد يكرر سيناريو ما جرى في "بيروت 1982"، يقضي بخروج قادة حركة حماس من القطاع إلى دولة أخرى، كما تم ترحيل قادة منظمة التحرير الفلسطينية في الماضي إلى تونس.
وقامت منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت متجذرة في جنوب لبنان، بشن عدة هجمات عبر الحدود الشمالية لإسرائيل لسنوات، وأطلقت صواريخ كاتيوشا على بلدات وقرى شمال إسرائيل.
متحدث حـماس في بيروت: نرفض تهجير سكان غزة إلى سيناء إخلاء مطار بيروت في حال الطوارئ بسبب التوترات الحدوديةوفي 6 يونيو 1982، عبرت القوات الإسرائيلية الحدود بدعوى دفع منظمة التحرير الفلسطينية إلى الوراء لمسافة 25 ميلاً، وبهذا أصبحت صواريخ المنظمة غير قادرة على تهدد أمن إسرائيل، وتوغل الجيش الإسرائيلي شمالا على طول الطريق إلى بيروت وكان يهاجم المدينة من البحر والجو والبر، ويقطع الطعام والماء والطاقة.
وتم التوصل لاتفاق في 18 أغسطس، وبموجبه وصلت القوات الفرنسية إلى بيروت في 21 أغسطس، لتنضم إليها القوات الأميركية والإيطالية، لاحقا وكانت مهمتهم هي ضمان مغادرة منظمة التحرير الفلسطينية لبيروت، حيث بدأ الإجلاء في 21 أغسطس، وصعد المئات من مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية على متن سفينة متجهة إلى قبرص.
وتسارعت وتيرة مغادرة مقاتلي المنظمة بعد أيام قليلة، ليأتي دور زعيم منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات في 30 أغسطس، وكان يرتدي زيا عسكريا، وصعد على متن سفينة، نقلته من المدينة التي كان مقر منظمة التحرير الفلسطينية فيها.
تم إرسال حوالي 8000 آلاف ونصف من أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية إلى تونس، فيما نقل آلاف آخرين لعدة دول عربية أخرى.
بيروت 1982سيفوق ما حدث في بيروتوفي هذا الصدد، قال الدكتور ماهر صافي، الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، إن قطاع غزة يباد من قبل اسرائيل وأمريكا.
وأوضح صافي ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن بعد مرور شهر على مجازر المحتل الاسرائيلي "الوضع صعب للغاية"، أعداد الشهداء في ارتفاع كبير تجاوز الـ 10000 شهيد أغلبهم من الأطفال والنساء الجرحى بلغ عددهم يزيد عن 25000 ألف جريح اغلبهم جراحهم خطيرة ما بين البتر والحروق من الدرجة الرابعة لاستخدام اسرائيل أسلحة وصورتيه وقنابل محرمة دوليا بالإضافة لقنابل الفوسفور وغيرها من الأسلحة التي تؤدي لتشوهات وبتر في الأطراف ما يحدث في غزة سيفوق ما حدث في بيروت 1982.
وتابع: غزة تعيش حرب إبادة شامله من بيت بيت وحارة حارة من بيت حانون حتى رفح الفلسطينية الجيش الاسرائيلي والأمريكي يتشاركان في قصف غزة وقتل سكانها وتشريدهم.
وواصل: في حين يُنذر التصعيد المتلاحق بـ "كارثة إنسانية مُحققة ومجاعة متوقعه في ظل انعدام كافة مقومات الحياة لا خبز ولا ماء ولا طعام والمعونات التي تدخل القطاع تعتبر نقطة في بحر لأنه عدد سكان قطاع غزة يعتبر من اعلى الكثافات السكانية في العالم.
وأضاف أن الجرحى والشهداء بالآلاف، وأعداد من شردوا من بيوتهم لا حصر لها، في الوقت ان المواد الأساسية من غذاء ومياه ووقود وأدوية نفذت، والمستشفيات والمراكز الصحية خرجت عن الخدمة بسبب نفاذ في الدواء والوقود وكافة المستلزمات الطبية بالإضافة للقصف المستمر لهذه المستشفيات من بالصواريخ والقنابل الفسفورية والذي أوقع الألف من الشهداء والجرحى.
الدكتور ماهر صافيسيناريو بيروت وارد جداومن جانبه، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن سيناريو بيروت وارد جدا وفي تقدير الإسرائيليين انه يمكن أن يتم، ولكن هم وقتها تحدثوا عن نزع سلاح حزب الله ووقف المواجهه وعدم اتممها بصورة كبيرة والامر لا اثار وقتها مواجهه كبيرة ولكن بطبيعة الحال الحزب موجود واستمرت مقاومته حتى الآن.
وأوضح فهمي ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن غزة مسالة عاصية عن الحل والبنية الأساسية لها امر صعب للغاية ولكن كل السيناريوهات مختلفة ربما بطبيعة الحال في الشكل العام يتشابه السيناريو ولكن في المضمون الشكل مختلف هذه المرة وقواعد الاشتباك بالنسبة لحماس إسرائيل تغيرت والامر الاخر ان حماس ستظل طرف في المقاومة الفلسطينية بصرف النظر عن تقيمنا لأدائها حتى الان، بجانب ان هناك اجماع في قطاع الشعب الفلسطيني على فكرة المقاومة وليس من يدير فكرة المقاومة إذا كان حماس او حركة فتح.
وتابع: إسرائيل لم ترتب بعض حسابتهم في قطاع غزة بمعني وقف إطلاق النار وتبادل رهائن وعودة الأجانب، واللحظة التالية ان إسرائيل غير قادرة على قراءتها حتى الان والأفكار الخاصة بوضع القطاع تحت الائتمان الدولي أو المراقبة الدولية تبقى نظرية في اطارها ولا تحمل جديدا.
وواصل: وقف إطلاق النار وتحقيق كل طرف للحد الأدنى من أهدافه من هذه العملية هو الذي يرسم مسار السيناريو القادم في قطاع غزة سيناريو قد يكون متداخل فيه عدة أمور لكن في النهاية لن يكون سيناريو واحد وسيكون مرتبط بحسابات ومصالح أطراف متعددة.
ولفت أن غزة أصبحت شانا دوليا يجب التعامل معها بحذر في ظل الدعم الكبير لإسرائيل وحربها في قطاع غزة.
الدكتور طارق فهمياتهام نتنياهو بسوء الإدارةواختتم: الداخل الإسرائيلي وحالة الاحتجاجات والتظاهر في العواصم الأوروبية ربما ستدفع حكومة هذه الدول بل وحكومة إسرائيل باتهام نتنياهو بسوء إدارة الازمة وهذا سيكون مبرر مطروح في إطار السيناريو القادم في قطاع غزة.
وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية كشفت عن نية طرح جملة من المقترحات بخصوص قطاع غزة ومنها مغادرة قادة حركة "حماس" للقطاع فيما يشبه تطبيق نموذج بيروت على القيادات الفلسطينية سنة 1982.
وقالت الصحيفة في مقال لها حول هذا الأمر إن هذه "الصفقة" ستكون مقابل الحفاظ على حياة قيادات حماس وإطلاق سراح الرهائن.
وجاء في مقال الصحيفة إنه في إسرائيل وخلف الكواليس أضحت الإطاحة بحماس هدفا استراتيجيا سيستمر لسنوات وفي الوقت نفسه، بدأت فكرة "نموذج بيروت" لخروج الحركة من قطاع غزة تنتشر.
واعتبرت الصحيفة أنه في حرب الـ 7 من أكتوبر لا يُمكن لإسرائيل الاكتفاء بصورة النصر، موضحة أنها بحاجة إلى "نصر حقيقي".
بيروت 1982تفاصيل صفقة إسرائيليةوأشار المقال إلى أن "هزيمة حماس تتحول من هدف تكتيكي مباشر إلى استراتيجية طويلة الأمد بالنسبة لإسرائيل، وهي الاستراتيجية التي ستعمل من خلال منطقة أمنية، مع زرع الألغام على طول حدود غزة، وفرض ضغوط مستمرة، وهذا يبدو مؤسفا ونموذجا آخر من جنوب لبنان".
وتابعت "يديعوت أحرونوت" بأن "الفكرة المهمة هي النظر في إمكانية خروج عناصر الجناح العسكري لحركة حماس من القطاع بموافقة إسرائيل، بمن فيهم قادتها، مقابل حياتهم والإفراج عن جميع المختطفين وهذا هو نموذج بيروت عام 1982، حين غادر ياسر عرفات إلى تونس عقب احتلال الجيش الإسرائيلي للعاصمة اللبنانية".
منشور لبناني بإخلاء مبنى مطار بيروت السفارة الأمريكية في بيروت تناشد رعاياها بمغادرة لبنانتجدر الإشارة في هذا السياق إلى المؤامرة على المواطن الفلسطيني الوحيد والأعزل في لبنان بعد خروج قوات منظمة التحرير الفلسطينية و"الفدائيين" في أغسطس 1982، إلى دول مجاورة كالأردن والعراق وتونس واليمن وسوريا والجزائر وقبرص واليونان.
ورغم وجود ضمانات أمريكية آنذاك واتفاق "فيليب حبيب"، بعدم دخول الجيش الإسرائيلي إلى بيروت الغربية، وضمانة حماية المدنيين الفلسطينيين وعوائل الفدائيين الذين خرجوا من بيروت، حاصرت القوات الإسرائيلية يوم 15 سبتمبر حي صبرا ومخيم شاتيلا، وفجر اليوم التالي، باشرت القوات الإسرائيلية التي تمركزت في بناية على مدخل شاتيلا تراقب المخيم وتعطي الأوامر للقتلة، بينما راحت طائراتها وجيشها بإلقاء القنابل الضوئية، لينيروا عتمة المكان الآمن أمام أعين قتلة الأطفال والنساء والشيوخ.
قوات الاحتلال الإسرئيليالمصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إسرائيل حماس بيروت 1982 جيش الاحتلال الإسرائيلي غزة نتنياهو منظمة التحریر الفلسطینیة الجیش الإسرائیلی فی قطاع غزة بیروت 1982 فی بیروت
إقرأ أيضاً: