لبنان ٢٤:
2025-03-04@09:16:11 GMT
عودة انتقد الحروب المدمرة وعدم تحييد النساء والأطفال والمعابد والمستشفيات
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس، في حضور حشد من المؤمنين.
بعد الإنجيل ألقى عودة عظة قال فيها: "سمعنا في إنجيل اليوم مثل الغني ولعازر، وهو من الأمثال التي عالج الرب يسوع من خلالها موضوع الغنى والفقر. يعتبر البعض هذا المثل من التعاليم القاسية ضد الأغنياء، وكأنهم معرضون دائما للعقاب، كما يعتبرون في المقابل أن الرب يتعاطف دوما ومطلقا مع الفقراء.
أضاف: "يتضح لنا من النص أن الغني هو من الشعب اليهودي، لأنه نادى إبراهيم قائلا: «يا أبت إبراهيم» (16: 24)، وهذا يعني أنه يعرف الشريعة والناموس وعليه أن يطبق ما يفرضانه، ومن أهم الفروض الناموسية تلك المتعلقة بالاهتمام بالغريب كإعطائه طعاما ولباسا كما طلب الله في تثنية الاشتراع: «أحبوا الغريب لأنكم كنتم غرباء في أرض مصر» (10: 19). كذلك، على الذين يطلبون الله ويسرون بالتقرب منه، أن يهتموا بالمساكين ويطعموا الجياع ويضيفوا التائهين، مثلما نقرأ في سفر إشعياء النبي القائل: «أليس أن تكسر للجائع خبزك وأن تدخل المساكين التائهين إلى بيتك، إذا رأيت عريانا أن تكسوه وألا تتغاضى عن لحمك» (58: 7). كذلك، على اليهودي أن يكون قد تلقن درسا من ضربة الله لشعبه المختار، الأمر الذي نقرأه في سفر عاموس النبي: «هكذا قال الرب: من أجل ذنوب إسرائيل الثلاثة والأربعة لا أرجع عنه لأنهم باعوا البار بالفضة والبائس لأجل نعلين، الذين يتهممون تراب الأرض على رؤوس المساكين ويصدون سبيل البائسين» (2: 6-7)."
وتابع: "خطيئة الشعب اليهودي، منذ القدم، أنهم يسيئون معاملة الفقير والمسكين، لهذا حاول الله، بأنبيائه، أن يبعدهم عن هذه الخطيئة، لكنهم لم يرتدوا. هنا نرى المسيح يعيد تذكيرهم بما أوصاهم به الله في الناموس والأنبياء، علهم يتوبون، لكن قلوبهم الغليظة لم تفهم، وهذا ما نشاهد نتائجه اليوم من خلال ما يفعلونه بالمساكين من قتل وتهجير وتدمير. غني مثل اليوم، تجاهل إنسانا مطروحا عند باب بيته ولم يبادر إلى الاهتمام به بمقتضى الشريعة. يصوره لنا الرب يسوع كرجل مفترض أنه مؤمن، إلا أنه لا يحفظ وصايا الله. كذلك المسكين المطروح عند باب الغني يهودي أيضا، واللافت أن الرب أعطاه اسما هو «لعازر»، الذي يعني «الله معيني»، فيما بقي اسم الغني مجهولا كونه استغنى بنفسه وابتعد عن الله المعين والمغني. نستنتج من اسم الفقير أن الرب يخبرنا عن إنسان فقير يؤمن بالله، ويعتبره معينا له، أي إنه يلقي همه عليه، متأكدا من أن الله إلى جانبه، كما يقول صاحب المزامير: «ألق على الرب همك فهو يعولك» (55: 22). كان لعازر مضروبا بالقروح، مثل أيوب الصديق (أي 2: 7)، وكان يشتهي أن يشبع من الفتات الذي يسقط من مائدة الغني، متشبها بالكلاب (مت 15: 27)."
وقال: "لا تظهر نتائج طريقة عيش الغني مقابل وضع الفقير المطروح عند بابه في الحياة الحاضرة، بل بعد الموت، حيث سيدان الإنسان بحسب قربه من الله، أي على قدر وجود الله في حياته، الأمر الذي لا يقاس إلا من خلال تعاطي البشر مع إخوتهم البشر، لأن سلوك الإنسان هو ميزان الفضائل أو المساوئ التي سيدان بسببها في الحياة الآتية. فالغني الذي لم يعمل بوصية الله دفن بعد موته وذهب إلى الجحيم والعذاب الأبدي (16: 22- 23). أما الفقير فكان موقفه الذي يدل عليه اسمه «لعازر» (الله معيني) اتكالا على معونة الرب، لذلك ذهب إلى حضن إبراهيم محمولا على أيدي الملائكة (16: 22)."
أضاف: "المفارقة أن عمل الرحمة الذي اشتهاه لعازر في حياته من قبل الغني، صار الغني يشتهيه من لعازر نفسه وهو في مكان العذاب، حيث نسمعه يقول: «يا أبت إبراهيم ارحمني وأرسل لعازر ليغمس طرف إصبعه في الماء ويبرد لساني لأني معذب في هذا اللهيب» (16: 24). هذا الأمر كان متوقعا، لأن «الله يجازي كل واحد حسب أعماله (رو 2: 6)، الأمر الذي نقرأه أيضا في سفر الأمثال: «أفلا يفهم وازن القلوب، وحافظ نفسك ألا يعلم، فيرد على الإنسان مثل عمله؟» (24: 12). إن ما يطلبه الرب يسوع منا، انطلاقا من مثل إنجيل اليوم، أن نكون معه، وأن يكون معيننا، أغنياء كنا أو فقراء. إذا لم نع هذا الأمر، سنواجه مصير الغني، إلا إذا تبنا إلى الله، مصغين إلى وصاياه وعاملين بها، لأننا إن لم نفعل، فإننا لن نصدق ما ستؤول إليه حالنا ولو «قام واحد من الأموات» (16: 31)."
وقال: "يظن أراكنة العالم اليوم أنهم خالدون، وأنهم فوق المحاسبة العادلة والدينونة الإلهية الآتية، مثلما هم هنا على هذه الأرض. إنهم يعيثون فسادا وخرابا وقتلا في الأرض كلها، حيث لا مكان في مأمن من شرهم، لأنهم طامعون بخيرات الأرض ومجدها الزائل، ناسين أن الأهم هو خلاص نفوسهم وربح أكاليل المجد الأبدي. السباق إلى التسلح بما يميت الجسد أصبح هدفا ضروريا، في مقابل السباق إلى التوبة والتسلح بسلاح الله الكامل من أجل الثبات ضد مكائد إبليس (أف 6: 11). لم يعد هناك احترام لقدسية الحياة ولكرامة الإنسان ولا لأرض مقدسة. يشنون الحروب المدمرة ولا يحيدون النساء والأطفال والمعابد والمستشفيات. لقد تخلى معظم حكام العالم عن إنسانيتهم وصموا آذانهم عن صراخ الأطفال وأنين الأمهات، ولا يصغون لصراخ الضمير. أسابيع مرت ولم نر نية لوقف القتال وحماية المدنيين الأبرياء الذين يقتلون وكأنهم ليسوا على صورة الله ومثاله ولهم الحق في حياة كريمة. إن لم ينظر العالم بعين العدل لن يكون سلام ولا استقرار لأن الحكم المبني على الظلم لا يدوم".
وختم: "لم يبق مكان آمن على الأرض، والعدالة لم تعد أمرا بديهيا بل هي خاضعة للمصالح، لهذا فإن التوبة ضرورية والعمل بوصايا الرب ضروري حتى يكون الإنسان، كائنا من كان، مجهزا للانطلاق من هنا بسلام «لأن ليس لنا هنا مدينة باقية، لكننا نطلب العتيدة» (عب 13: 14)".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الرب یسوع
إقرأ أيضاً:
امراة في زمن الحرب تحسب كل “طلقة” عليها: تعليق على مقال عبد الله علي ابراهيم
امراة في زمن الحرب تحسب كل "طلقة" عليها: تعليق على مقال عبد الله علي ابراهيم (قراءة في تاسيس نيروبي: الاصولية العلمانية" بتاريخ 2 مارس 2025 ميبدأ المقال بالانتقال من الحالة السرمدية "النخب و إدمان الفشل" الى حال الصفوي بعد الحرب "فالصفوي لزيم هاجس تشقق السودان بعد انفصال جنوبه عام 2011 م. فصارت كل صيحة مثل تلك التي في نيروبي عليهم. .و هذا الهاجس المخيم قريب من عبارة سودانية تقول إن كل زوجة مهجسة ما عاشت ب "طلقة" من زوجها"...في تعبير صارخ عن الاصولية الذكورية المتحكمة في مخيلة و افكار البعض....على المدي... و الابدية.. علمانياً كان أو غير علماني.
في زمن الثورة ..لم تخف النساء من الرصاص وصدقت من قالت " الطلقة ما بتكتل ...بكتل سكات الزول" فاسمعت وأوعت...و في زمن الحرب تعيش النساء تحت وطاة المعاناة و تحت هاجس "الطلقة" و التدوين ...و الاغتصاب و الزواج القسري... و النزوح و االجوء....لكنها في المقال ... تعيش تحت هاجس أخر...تجري به الامثال...و تسخر.
اختزل الكاتب كل وجود المرأة السودانية في الزواج و توجسها .ما عاشت- من طلقة من زوجها. نعلم أن الامثلة تُساق للدلالة على معان بليغة ...تحفز على المتابعة لمنهج و عبارات مثل "مدى تمسك شعوبنا (بمن فيهن النساء المتزوجات على ما اعتقد) ... و شوقها الدائم للحرية و الحياة العزيزة الكريمة". الا ان ما كتب في المقال يبرز تناقض الفكرة و المضمون من حيث الشكل و المعنى المقصود من احتدام هاجس الانفصال الذي يضطرم.. ومع مفارقة روح النص المكتوب للواقع بالاستشهاد بالعبارة السودانية التي اشار اليها.. و يصح عليها توصيف ..(.ضعف الطالب و المطلوب).
المقال و منذ أول فقرة يجرد القارئ الحصيف من أي رغبة في متابعة الغرض الذي تصدر المقال و هو استحقاق النقاش " إذ ان اجتماع نيروبي قد صدر عنه مع ذلك ما استحق أن يناقش في حد ذاته لإذكاء عادة الثقافة في سياستنا التي غلبت فيها عادة المعارضة. فتكاثرت التحالفات في بيئة المعارضة حد الإملال و تناسخت الوثائق عنها فلا جديد، أو هكذا خيل لنا".
ذكر الكاتب ان المقال هو بحث في احدى صفاته. هل لاحظ الدكتور عبد الله ضمن بحثه ان المشروع السياسي المشار اليه ضم اكثر من عشرين توقيعاً لم يكن من بينها اسم لأي امرأة سودانية؟ و هل يا تري من بين الذين عناهم المقال بضرورة النقاش حول ما استحق ضمن وثيقتي نيروبي، النساء اللاتي يعشن "مهجسات بطلقة". فيما أري أن الكاتب بحاجة لارجاع النظر في ما يحدث علي الساحة السودانية و ما يحدث في الفضاء السياسي و الاجتماعي و الإغلامي من واقع المشاركة المتميزة للنساء السودانيات في زمن الحرب، محلياً و اقليمياً و عالمياً.
قبل ان أجازف صباح اليوم و أقرأ الجزء الأول من التحذير للدكتور عبد الله علي ابراهيم...قرأت المقال الموجز لرندا عطية في سودانيز اون لاين بتاريخ الأول من مارس 2025 م "و يا زهرة أنا في خطر" ...مقال رائغ من السودان ... لامراة تكتب عن دورها كحافظة للتراث..و قائمة على بابه...و كيف تطوع أدواتها ل "عواسة الحلو مر"... العلامة المميزة لصناعة المرأة السودانية و اختراعها على مر العصور..و طبق الأصل... ذكرت لي لاجئة في احدي دول الجوار كيف انها وجدت ألة جديدة...تشبه ألة عواسة "الحلو مر" ..ملقاة على قارعة الطريق و كان الخظ قد عناها في يومها ذاك و اذا بها تتجلي و تتحدى كل الصعاب لتقوم بعمل "الحلو مر" رغما عن انف الحرب .. في بلد غريب لا يعرف نار الصاج و لا حكمة مشروعية علبة الصلصة .و عرفت ان العُرى في نسائنا ..اللاتي يمتهن الحياة. موثقة ...وان امشاجها في امتنا منذ الازل.
والثامن من مارس يتهادى الينا...نقرأ كل يوم عن فعاليات تذكر بالمرأة و نضالاتها...و" لو بايدي " كنت أرسلت دعوة لكل من عائستي (الأبريه) الى فعالية قاعة البرت هول في لندن يوم 8 مارس 2025 م لمشاركة الماجدات من امثال انجيلا ديفزالفعالية التاريخية... .يدعين للتلاقي سويا.. و .لترقي معها سلم المجد رقيا..و لتذيع الطهر في دنيا الجمال و تشيع النور في سود الليالي.
و ارجو ان لا يستحل الجزء الثاني من المقال...صمت فمي.... في الاشهر الحرم.
ايمان بلدو
eiman_hamza@hotmail.com