خطة طوارئ في صور جنوبي لبنان لمواجهة تداعيات التصعيد الإسرائيلي
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
صور – في غرفة صغيرة داخل مبنى تابع لبلدية صور (جنوب لبنان) يجتمع موظفون بالبلدية ومتطوعون من الصليب الأحمر اللبناني والدفاع المدني وبعض الجمعيات الأهلية والكشفية حول أجهزة الحاسوب وشاشات كبيرة تضم بيانات خطة الطوارئ وحركة النزوح في قضاء صور، وشاشة قناة الجزيرة، لمتابعة تنفيذ خطة الطوارئ.
فمع اللحظات الأولى لاندلاع الاشتباكات بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي، وضع اتحاد بلديات قضاء صور خطة طوارئ لمواجهة تداعيات التصعيد وإدارة عمليات الإسعاف وجهود الإنقاذ ودعم وإغاثة النازحين.
مئات المتطوعين الذين يشكلون جزءا كبيرا من وحدة التصدي للأزمات والكوارث -التي أسسها اتحاد بلديات قضاء صور عام 2010-، يعملون ليلا ونهارا في مقر الاتحاد وفي مراكز الإيواء وفي القرى المختلفة، لمتابعة تنفيذ خطة الطوارئ والاطلاع على أوضاع النازحين عن كثب، والإشراف على تقديم كل ما يحتاجون له من غذاء ودواء.
صورة نشرتها بلدية صور لاجتماع سابق لإدارة لجنة الطوارئ والكوارث (مواقع التواصل)ويشارك في تنفيذ الخطة الدفاع المدني والإسعاف ومديرية الصحة وجمعيات ناشطة في الإنقاذ ومستشفيات ومراكز صحية، فضلا عن الجيش اللبناني والقوى الأمنية، وتهدف إلى دعم النازحين اللبنانيين في مراكز الإيواء، والنازحين في شقق ومنازل خاصة، والمجتمع اللبناني المضيف.
وتركز الخطة على سبل توفير واستدامة الوقود والمياه والاتصالات والكهرباء وسلامة الطرق وكيفية ضمان سير عمل وتنقّل فرق الإسعاف والدفاع المدني والإغاثة.
تنسيق مشتركويقول حسن حمود نائب رئيس اتحاد بلديات قضاء صور إن الاتحاد كان أول من أسس لجنة طوارئ وكوارث في لبنان عام 2010، وبعد ذلك قامت الحكومة اللبنانية بوضع خطة طوارئ وطنية شاملة في حالات الكوارث، وتم تفعيل الخطة في جميع أقضية محافظات جنوب لبنان وصيدا والنبطية بإشراف حكومي.
ويضيف للجزيرة نت "من خلال تجربتنا الطويلة والمريرة في التعامل مع العدو الإسرائيلي، فإن اعتداءاته تتصاعد بشكل تدريجي، وهو ما وضعناه في حساباتنا أثناء وضع الخطة التي تقوم على نقل آلاف النازحين إلى مناطق أكثر أمنا، ولكن نتمنى ألا يحدث هذا الأمر وألا تتوسع رقعة الحرب".
ويؤكد حمود أن الخطة تعمل بشكل مشترك على دعم جهود الإنقاذ والإخلاء والإيواء وإطفاء الحرائق، على أن يتحرك كل فريق وفق مهمته وعمله وخبرته وبالتنسيق بين الأعضاء جميعهم.
ويشير إلى أن اللجنة استقبلت بالفعل أكثر من 10 آلاف نازح في قضاء صور، وقامت بتوزيعهم بين المنازل ومراكز الإيواء، كما تقوم بتوفير الطعام والدواء والاحتياجات الأساسية لهؤلاء النازحين رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
ووفقا لحمود يوجد في كل قرية مندوب يسمى بـ"المستجيب الأول" يتولى بالتعاون مع البلديات تسجيل أسماء النازحين الواصلين للبلدة، ويزود غرفة العمليات بهذه البيانات، والتي بدورها تدخل أسماءهم ومعلوماتهم في سجلاتها، لتكون على اطلاع دائم بكل ما يجري معهم داخل مراكز الايواء، أو في البيوت التي تستضيفهم.
مساهمة حزبيةوإلى جانب الجهود الرسمية والأهلية تشارك مجموعة من الأحزاب في خطة الطوارئ وجهود إغاثة النازحين، وعلى رأسها مؤسسة الإمام الصدر الخيرية التابعة لحركة أمل، والتي تقدم 3 وجبات طعام يومية للنازحين في مراكز الإيواء.
ويقول علوان شرف الدين -المسؤول الإعلامي لحركة أمل في إقليم جبل عامر- إن الحركة شكلت خلية أزمة مركزية مع بداية التصعيد بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي، وأسهمت بدور كبير في استقبال النازحين من القرى الحدودية في قضاء صور.
ويضيف شرف الدين للجزيرة نت أن مطابخ مؤسسة الإمام الصدر وكشافة الرسالة الإسلامية التابعين للحركة يقومون بخدمة النازحين في المدارس، وتوزيع وجبات الغداء على النازحين المقدمة من الجهات الدولية والمحلية المانحة، كما تقدم الحركة بشكل يومي الأدوية والملابس وألعاب الأطفال للنازحين.
ويشدد على أن جميع فرق الحركة منضوية تحت وحدة التصدي للأزمات والكوارث، ولديها فرق منتشرة في كل مناطق وقرى قضاء صور، وتقوم بوظيفتها المرسومة مسبقا في خطة الطوارئ.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: مراکز الإیواء خطة الطوارئ قضاء صور
إقرأ أيضاً:
تطورات التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية (شاهد)
عرض برنامج "ثم ماذا حدث" الذي يقدمه الإعلامي جمال عنايت، عبر قناة القاهرة الإخبارية، تقريرا بعنوان " دلالات التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية بعد توقف القتال في غزة".
اكتمال الاستعدادات لعودة النازحين من جنوب القطاع إلى محافظتي غزة والشمال خبير عسكري: مصر لعبت دور محوري لوقف إطلاق النار في غزة قطاع غزةوأوضح التقرير أنه بعد أقل من يومين من دخول اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، حيز التنفيذ، أعلن الجيش الإسرائيلي بدء عمليته العسكرية في مدينه جنين بالضفة الغربية المحتلة، العملية التي تعد تغييرا في الاتجاه الاسرائيلي بدأت بهجوم جوي نفذته طائرات مسيرة على بنا تحتية عدة هناك، قبل أن تقتحم الوحدات الخاصة والشاباك والشرطة العسكرية مناطق واسعة في جنين.
وتؤكد اسرائيل أنها جاءت من أجل اجتثاث الارهاب في المنطقة، وذلك بوصفها جزءا من أهداف الحرب التي أضافها الكابينت بناء على طلب حزب الصهيونية الدينية باجتماعه الجمعة الماضية، عملية يراها السياسيون أنها جزء من تفاهمات بين وزير المالية "سموتريتش" ونتنياهو لإقناعه بألا يغادر الحكومة، وألا يسقطها كما فعل بنج فير، مشيرين إلى أن هذا يعد جزءًا من الثمن الذي يدفعه نتنياهو للحفاظ على حكومته هذا بالإضافة للتخوفات الإسرائيلية من عمليه اطلاق سراح مئات الاسرى الفلسطينيين بالضفة الغربية وغزة في صفقه التبادل، حيث تراها إسرائيل تجربة مريرة وستؤثر على الوضع الأمني وتذكر بما حدث في صفقه أبريل عام 1985 التي كانت نتيجتها قيام الانتفاضة الفلسطينية الأولى بعدها بسنتين ما يجعلها تقوم بعملية استباقية.
القضاء على المجموعات المسلحةعملية جنين يراها الكثيرون أنها ليست مفاجأة وجرى التجهيز لها منذ فترة، وتقررت بعد توصية رئيس الشاباك، بضرورة اتخاذ إجراءات أوسع لتغيير الواقع والقضاء على المجموعات المسلحة في الضفة مطالبا بالتعلم من الذي حدث في السابع من أكتوبر.
وهو ما يطرح الكثير من الأسئلة.. هل ستنتقل آلة الحرب الإسرائيلية للضفة الغربية؟ وهل ستفتح هذه العملية أبواب الجحيم مرة أخرى.
جدير بالذكر أن الإعلام الفلسطيني أعن عن اكتمال الاستعدادات لتسهيل عودة النازحين من جنوبي القطاع إلى محافظتي غزة والشمال.
كما أعلنت وكالة رويترز، أن موظفي الصليب الأحمر في طريقهم لاستلام المحتجزات الإسرائيليات الأربع من حماس.
أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بإبلاغ أهالي المحتجزات الإسرائيليات الأربع المتوقع الإفراج عنهن اليوم السبت بحدود الساعة 12 ظهرًا، وفق القاهرة الإخبارية .
كما قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه طُلِب من أهالي المحتجزات التوجه إلى نقطة التجمع الأولى في منطقة رعيم، تمهيدًا لاستقبالهن.
ومن المقرر أنه في اليوم السابع -اليوم السبت- من المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار أن تنسحب قوات الاحتلال كليًا من شارع الرشيد شرقًا إلى شارع صلاح الدين، كما يتضمن أيضًا تفكيك المواقع والمنشآت العسكرية الإسرائيلية في منطقة شارع الرشيد، وفي اليوم نفسه؛ يتم البدء في عودة النازحين داخليًا إلى مناطق سكنهم.
ومن المقرر أيضًا أنه في اليوم السابع من المرحلة الأولى يتيح للسكان الحركة بحرية بجميع مناطق القطاع ودخول المساعدات الإنسانية عبر شارع الرشيد من أول يوم، وفى اليوم الـ22 تنسحب قوات الاحتلال من وسط قطاع غزة، خاصة من محور نتساريم ومحور دوار الكويت شرقي طريق صلاح الدين لمنطقة بمحاذاة الحدود.
واتُفق في المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة، على إطلاق سراح 33 من المحتجزين الإسرائيليين، منهم أطفال ونساء ومجندات ورجال فوق الخمسين وجرحى ومرضى، مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين في السجون الفلسطينية منهم نساء وأطفال.
وإذا سارت المرحلة الأولى على النحو المخطط لها، فستبدأ مفاوضات بشأن مرحلة ثانية من الهدنة في اليوم السادس عشر من دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
وخلال المرحلة الثانية، سيُطلق سراح باقي المحتجزين الأحياء، ومنهم الجنود والرجال في سن الخدمة العسكرية، فضلًا عن إعادة جثث المحتجزين.