تايمز: هل حددت إسرائيل لنفسها مهمة عسكرية مستحيلة؟
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
يقول مايكل كلارك أستاذ دراسات الدفاع في "كينغز كوليدج لندن" إن الهدف العسكري الإسرائيلي في حرب غزة "يجب تدمير حماس" والذي يكرره سياسيوها وقادتها باستمرار، أصبح شعارا وطنيا تنتصب أمامه عقبات هائلة.
وأكد كلارك -في مقال له بصحيفة "صنداي تايمز"، يتحدث فيه عن التحديات التي تواجهها محاولة إسرائيل تدمير حركة المقاومة الإسلامية "حماس"- أن الجيش الإسرائيلي سيتعين عليه إما إعادة صياغة هدفه "يجب تدمير حماس"، أو التفكير في طرق لتحقيقه لا تؤدي إلى إبادة سكان غزة.
وأوضح أن إسرائيل بإمكانها هزيمة حماس، لكن تدميرها سيكون أمرا مختلفا، ومن المرجح أن يزداد هذا التحدي مع استمرار الحملة الإسرائيلية.
إسرائيل لا تستطيعوأضاف أستاذ دراسات الدفاع أن أهم قرار إستراتيجي تتخذه أي حكومة هو القرار الأول. وقد اتخذت إسرائيل ذلك، وسوف تأتي العواقب الأوسع في حينها. وسيتعيّن عليها اتخاذ القرار الإستراتيجي الحاسم الثاني عندما تنظر إلى جنوب غزة.
وقال كلارك إن "تدمير حماس" وسط سكان مدنيين مضغوطين يعانون أشد المعاناة سيتطلب تفكيرا فريدا. ففي مثل هذه الظروف، كان معظم قادة العالم القديم يلجؤون إلى مذبحة مباشرة، لكن القادة العسكريين المعاصرين لا يستطيعون ذلك لأن هذه الحرب ستطلق أحداثا سياسية ستجد إسرائيل صعوبة في السيطرة عليها، وستجد نفسها مجبرة على تطوير أساليب جديدة لحرب المدن ومكافحة "التمرد" إذا أرادت "تدمير" حماس وسط هؤلاء السكان.
وضع غير مسبوق
وأشار كلارك إلى أن مساحة قطاع غزة البالغة 360 كيلومترا مربعا تجعلها صغيرة جدا، ومع ذلك فإن 2.3 مليون شخص محاصرون بداخلها دون إمكانية للهروب. وقال إنه لا توجد أمثلة في التاريخ الحديث -لا الموصل، ولا الفلوجة، ولا ماريوبول في أوكرانيا، ولا غروزني في الشيشان، ولا قندهار في أفغانستان، ولا سايغون في فيتنام أو بنوم بنه في كمبوديا– تقدم حالات مماثلة من ساحة المعركة، إذ لا توجد إلا فرصة ضئيلة للغاية للمدنيين للفرار، إذا اختاروا، قبل هجوم قوة عسكرية متفوقة.
وحتى برلين عام 1945 أعطت المدنيين الألمان بعض الفرص للهروب غربا وإلقاء أنفسهم تحت رحمة القوات الأميركية والبريطانية بدلا من مواجهة الروس المتقدمين.
وأكد أستاذ دراسات الدفاع أن الفلسطينيين في غزة ليس لديهم فرصة للفرار، وبما أن أكثر من نصف سكان الشمال قد تجاوزوا وادي غزة، فسيتعين على إسرائيل مواجهة ساحة المعركة الجنوبية التي يبلغ عدد سكانها نحو 1.8 مليون نسمة بكثافة تقترب من 10 آلاف شخص لكل كيلومتر مربع.
إلا إذا تم بسرعةواختتم كلارك مقاله بالقول إنه "إذا كان لابد من تدمير حماس، فإن ذلك غير ممكن إلا إذا تم بسرعة"، مضيفا أن مما يعقد موقف إسرائيل هو أن يدخل حزب الله اللبناني في المواجهة المباشرة مع إسرائيل، وإذا نجت حماس بأي شكل ملموس، فستنتصر، ولديها فرصة جيدة لمشاهدة الحرب الأوسع ضد إسرائيل التي ربما كانت تأمل في إشعالها عندما شنت هجومها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: تدمیر حماس
إقرأ أيضاً:
وسط تعثر المفاوضات.. إسرائيل تمهد لتوسيع العمليات في غزة
أعلنت هيئة البث الإسرائيلية، الإثنين، أن الجيش الإسرائيلي يستعد لتوسيع نطاق عملياته البرية في قطاع غزة، في وقت يواصل فيه التحضيرات اللوجستية على الأرض، وسط تعثر مفاوضات الهدنة.
وقالت الهيئة إن الجيش بدأ بإقامة مجمع إنساني جديد في جنوب القطاع، يقع بين طريقي موراج ورفح، من المقرر أن يستقبل الفلسطينيين بعد "الفرز الأمني".
ووفقا للتقرير، ستتولى شركات مدنية، يرجح أن تكون أميركية، مهمة إيصال المساعدات الإنسانية إلى هذا المجمع.
وحسب المصدر ذاته، صادق رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، على خطة التوسعة العسكرية يوم الجمعة، ما يشير إلى تحرك ميداني واسع النطاق قد يكون وشيكا.
وفي السياق ذاته، أفادت هئية البث خلال عطلة نهاية الأسبوع بأن الجيش يستعد لمرحلة جديدة من العمليات البرية تشمل تعبئة واسعة لألوية الاحتياط.
وتأتي هذه الاستعدادات وسط ضغوط داخل المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية، الذي يطالب بعض أعضائه بتكثيف الضغط العسكري في ظل الجمود الذي يكتنف مفاوضات إطلاق سراح الرهائن.
تعثر المحادثات
ولم تفلح محادثات الهدنة حتى الآن في تمديد اتفاق وقف إطلاق النار الذي أطلقت حماس خلاله سراح 38 رهينة فيما أفرجت إسرائيل عن مئات المعتقلين.
ولا يزال 59 رهينة إسرائيليا محتجزين في غزة ويعتقد أن أقل من نصفهم على قيد الحياة.
وتقول حماس إنها لن تفرج عنهم إلا في إطار اتفاق ينهي الحرب بينما تقول إسرائيل إنها لن توافق إلا على هدن مؤقتة ما لم يتم نزع سلاح حماس بالكامل، وهو ما يرفضه مقاتلو الحركة.
وفي الدوحة، قال رئيس الوزراء القطري السبت، إن الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق نار جديد في غزة أحرزت بعض التقدم.