أثارت تصريحات عميحاي إلياهو وزير التراث الإسرائيلي في حزب عوتسما يهوديت المتطرف، بأن أحد خيارات إسرائيل في الحرب على غزة إسقاط قنبلة نووية على القطاع، ردود فعل سيئة لدى كثيرين من السياسيين الذين يرون أن تلك التصريحات تعبر عن طبيعة المتطرفين الذين يحكمون إسرائيل في الوقت الحالي، وأنه يجب محاسبة هؤلاء.

وتأتي تلك التصريحات تزامنًا مع اقتراب دخول الحرب في غزها شهر الثاني، حيث أسقط الاحتلال آلاف الضحايا بين شهداء ومصابين غالبيتهم من النساء والأطفال، إلى جانب تعطيل دخول المساعدات الإنسانية والمواد الإغاثية عبر قصف الجانب الفلسطيني من معبر رفح.

دعوات تعبر عن الصهيونية المتطرفة ويجب المحاسبة

وفي هذا السياق، يقول أشرف أبوالهول رئيس مجلس أمناء مؤسسة الطريق للدراسات لـ«الوطن»، إنه عندما يتحدث وزير في حكومة نتنياهو ينتمي إلى الصهوينة الدينية فهذا يعبر عن الفكر المتطرف الذي يسود إسرائيل في ظل هذه الحكومة، التي يوجد بها سلة من أسوأ الشخصيات أو الوزراء الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل وهم يعبرون عما يسمى بـ«الصهيوينة الدينية» مثل بن جفير وبتسلايل سموتريش.

وأضاف «أبوالهول»، أن الدعوة إلى ضرب غزة بالقنبلة النووية يعكس فكرة لدى جانب من الإسرائيليين ويذكر بما قاله رئيس الوزراء الأسبق أرئيل شارون عندما أعرب عن أمنيته أن يرى غزة وقد التهمها البحر، معتبرًا أن هذه التصريحات أو الأفكار لدى من يديرون الحكم في إسرائيل تؤكد أن العملية التي قام بها الفلسطينيون في السابع من أكتوبر لم تكن إلا رد فعل على هذا الفكر المتطرف وانتهاكات اليمين الصهيوني المتطرف ضد المقدسات الإسلامية في الضفة الغربية والقدس وإغلاق الأفق تمامًا أمام الفلسطينيين.

وشدد رئيس مجلس أمناء مؤسسة الطريق للدراسات، على أنه إذا أرد العالم أن تتوقف هذه الحرب وتنتهي هذه المأساة، فإن على الدول التدخل وأن تتم محاسبة هؤلاء وأن يكونوا عبرة لمن يقوم بمثل هذه الممارسات، حتى لا يظل هذا الصراع قائمًا ومتجددًا، وفي نفس الوقت لا بد من البحث عن حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية.

تصريحات تعبر عن القناعة بمخطط التهجير

وردا على سؤال بشأن مصير الفلسطينيين في قطاع غزة، قال «إلياهو»، في مقابلة مع راديو كول بيراما، إنه يمكنهم الذهاب إلى أيرلندا أو الصحاري، ويجب على من وصفهم بـ«الوحوش في غزة أن تجد الحل بنفسها».

وقال كذلك وزير التراث في حكومة الاحتلال إن شمال قطاع غزة ليس له الحق في الوجود، مضيفًا أن أي شخص يلوح بعلم فلسطين أو علم حماس لا ينبغي أن يستمر في العيش على وجه الأرض.

وتعليقًا على هذا الجانب من التصريحات، يقول محمد فتحي الشريف مدير مركز العرب للأبحاث، في اتصال هاتفي لـ«الوطن»، إن تصريحاته واضحة بأن هناك عزم داخل الحكومة الإسرائيلية على مسألة تهجير الفلسطينيين من أرضهم وتصفية القضية الفلسطينية.

وأضاف «الشريف» أنه هنا يجب الإشادة بموقف مصر الذي رفض بشكل قاطع فكرة التهجير أيًا كان مسماها، وهو الموقف الذي أكده الرئيس عبدالفتاح السيسي في أكثر من مرة، وهو موقف يعبر عن جموع المصريين وكافة مؤسسات الدولية، وكذلك عن الموقف العربي ككل.

وأكد الباحث السياسي على أن تصريحات «إلياهو» تعبر عن حالة التطرف التي وصلت إليها حكومة الاحتلال الإسرائيلي، وأن هذه الوجوه هي التي أزمت الموقف في الأراضي الفلسطينية، حيث أطلق العنان أمام هؤلاء المتطرفين ليقوموا بما يحلو لهم وفي نفس الوقت لا يريدون أن يروا ردة فعل من الجانب الفلسطيني.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة ضرب غزة بالنووي عميحاي إلياهو وزير التراث الإسرائيلي تعبر عن

إقرأ أيضاً:

ما هي منظمة حاباد اليهودية التي اختفى أحد حاخاماتها في الإمارات؟

أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، أن حاخاما يهوديا من منظمة "حاباد" اختفى في الإمارات منذ أربعة أيام في ظروف غامضة.

وتشتبه السلطات الإسرائيلية بأن الحاخام زفي كوغان، والذي ذكرت وسائل إعلام أنه ضابط في الجيش أيضا، تعرض للاختطاف أو القتل من قبل "جهة معادية" خلال وجوده في الإمارات.

وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" فإن كوغان كان يقيم في الإمارات بشكل رسمي بصفته مساعدا للحاخام اليهودي الأكبر في أبو ظبي.

وينتمي كوغان إلى منظمة "حاباد" أو "شاباد" اليهودية، والتي برزت خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وفي تموز/ يوليو ظهر علم "حاباد" باللون الأصفر على إحدى دبابات الاحتلال، التي دمرها مقاتل من كتائب القسام، بواسطة عبوة ناسفة في تل السلطان برفح.

ويظهر على العلم الملون بالأصفر، تاج أزرق، وتحته بالعبرية عبارة "مشيح" أو مسيح، ويقصد بها المسيح المخلص وفقا للاعتقاد اليهودي الذي سيأتي في آخر الزمان ليقود اليهود.

وترفع هذا العلم منظمة حاباد أو "حاباد لوبافيتش"، وهي من أشهر المنظمات اليهودية الأرثوذكسية الحسيدية، حول العالم، والتي تمتلك علاقات واسعة على مستوى السياسيين، وتنفتح على العلمانيين لتحقيق أهدافها.

والحسيديون هم اليهود المتدينون الغربيون، القادمون من دول أوروبا الشرقية، ونسبة انفتاحهم أكبر من الحريديم، وهم اليهود الشرقيون والذين يبقون منغلقين على أنفسهم، وخاصة على الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال، والتي حرموها مؤخرا.


تأسيس المنظمة

يعود تأسيس الحاباد إلى عام 1775 على يد الحاخام شنيور زلمان ليادي واشتق اسمها من اختصار الكلمات العبرية الثلاث "دآت، بيناه، حوكماه"، وتعني "الحكمة والفهم والمعرفة"، وفي الثلاثينيات نقل أحد حاخاماتها مركزها من مدينة لوبافيتش بروسيا إلى بولندا، ثم مع الحرب العالمية الثانية والعلاقة السيئة مع النازيين انتقلوا إلى الولايات المتحدة.

وخلال العقود التي تلت الخمسينيات، باتت منظمة حاباد، واحدة من أكثر المنظمات اليهودية انتشارا حول العالم، وتشعبت في العديد من القطاعات مستهدفة اليهود في العالم، وكان يتزعمها آنذاك، الحاخام، مناحيم مندل شنايرسون، والذي وصل تقديس أتباعه له إلى حد أن يطلقوا عليه لقب المسيح.

ويقدر عدد أتباع الحاباد، من الحسيديم بنحو 95 ألف شخص، أي ما يمثل قرابة 13 بالمئة من الحسيديم حول العالم، ولها نفوذ واسع في الولايات المتحدة.


التخلص من الفلسطينيين

تعد منظمة حاباد، من المنظمات المتطرفة، التي لا تؤمن بوجود الفلسطينيين، وتدعو للتخلص منهم وطردهم من فلسطين المحتلة، وتعارض أي اتفاق يمكن أن يمنحهم جزءا من أراضيهم.

ونشطت منذ بدء العدوان على غزة، عبر دعم جيش الاحتلال، بالتجهيزات اللوجستية للجنود، وجمع التبرعات لتوفير احتياجاته، والحضور بشكل واضح باسمها خلال العدوان.

ونظمت العديد من الفعاليات، ورفعت لافتات، تدعو فيها بصراحة إلى عودة الاستيطانية إلى قطاع غزة، فضلا عن توسيع التهام الأراضي في الضفة الغربية لصالح الاستيطان.

وقام عدد من جنود الاحتلال، في بداية العدوان، برفع لافتة على أحد منازل بيت حانون شمال غزة، وأطلقوا عليه اسم "أول بيت حاباد" في غزة، وأقاموا فيه احتفالا بعيد الحانوكاه اليهودي، قبل أن ينسحبوا على وقع ضربات المقاومة ويدمروا المنطقة.

وخلال المعارك في غزة، رفعت رايات ولافتات منظمة حاباد، وشعار المسيح كرايات وعلى الدبابات التي فجرتها المقاومة وظهر ذلك على الأقل في توثيقين مصورين لكتائب القسام.

كما قامت المنظمة بنصب شمعدان يهودي للاحتفال بعيد الحانوكاه في قطاع غزة، قبل أن ينسحبوا من المنطقة التي جرى فيها الاحتلال بدايات العدوان.

السيطرة على الجيش

كشفت تقارير عبرية، أن 80 بالمئة من الفعاليات التربوية الدينية، لجنود جيش الاحتلال، والتي يشارك فيها ضباط من قادة السرايا والرتب الأكبر، ويطلق عليها "أيام السبت التربوية"، تنفذها منظمات يمينية استيطانية، تخضع جميعها لحركة حاباد اليهودية.

وقالت صحيفة معاريف العبرية، إن الجيش تخلى عن المجال التربوي للجنود لصالح منظمات يهودية لها أجندة مثل حاباد، وهو ما يعتبره ضباط خطرا على خطاب الهوية الإسرائيلية.

وتمكنت حاباد من التسلل إلى القطاع التربوي في جيش الاحتلال، عبر بند التمويل، والذي يشترط فيه الجيش، أن تنظيم الفعاليات من أية جهة، يجب أن تموله المنظمة بنفسها عبر التبرعات، وحاباد من أقوى المنظمات التي يمكنها جمع التبرعات من اليهود المتطرفين، لإقامة فعاليات توراتية داخل الجيش.

مناطق التواجد

تسيطر منظمة حاباد على منطقة تدعى كفار حاباد، وهي الضاحية الملاصقة لمطار بن غوريون على أراضي يافا المحتلة، والتي يقدر عدد قاطنيها بأكثر من 7 آلاف نسمة، وهم من أتباعها، كما أن لهم وجودا في صفد، منذ تسلل اليهود من أوروبا الشرقية إلى فلسطين المحتلة، ما بين 1777- 1840، وقاموا بإنشاء مجتمع خاص بهم، ومعابد ومحاولات استيطانية مبكرة عبر الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين.

كما أن لهم تواجدا بعشرات الآلاف في كل من فرنسا وكندا، إضافة إلى الإمارات، والتي أنشأوا فيها المركز المجتمعي اليهودي والذي يحوي كنيسا ولفائف من التوراة، ويوفر الدواجن الحلال وفقا للشريعة اليهودية "الطعام الكوشير"، لأتباع المنظمة في الإمارات، ويترأس مركز الحاباد الحاخام ليفي دوشمان.

مقالات مشابهة

  • بعد غزة ولبنان.. إسرائيل تستعد لشن حرب على ثالث دولة عربية
  • روسيا: التصريحات حول حصول كييف على “قنبلة قذرة” لعب بالنار
  • باحث في العلاقات الدولية: أفعال إسرائيل في لبنان والضفة والقدس تؤجج الأوضاع|فيديو
  • وسام ناصيف: تصرفات إسرائيل في لبنان والضفة الغربية والقدس تؤجج الأوضاع
  • باحث علاقات دولية: تصرفات إسرائيل في لبنان والضفة والقدس تؤجج الأوضاع
  • مسئول أمريكي يحذر الدول التي ستحاول اعتقال نتنياهو
  • ما هي منظمة حاباد اليهودية التي اختفى أحد حاخاماتها في الإمارات؟
  • غداً.. اجتماع عربي طارئ لبحث تداعيات تهديد إسرائيل للعراق
  • الرئيس الكولومبي: هدف حرب الإبادة التي تمارسها “إسرائيل” في غزة منع قيام وطن للفلسطينيين
  • عشرات المتطرفين اليهود يحاولون مهاجمة قائد عسكري إسرائيلي في الضفة الغربية