بغداد اليوم -  ديالى

بعد أيام من انطلاق الحملة الدعائية لمرشحي انتخابات مجالس المحافظات في ديالى، بدأت ما تسمى بـ"معركة البوسترات" وهي عملية تخريب وتمزيق متعمدة لبوسترات مرشحين، اغلبهم "مسالمون" لا ينتمون الى جهات متنفذة وسط تأكيدات مراقبين بانها تتضمن أربع رسائل.

ويقول الناشط هادي الشمري في حديث لـ"بغداد اليوم"، الاحد (5 تشرين الثاني 2023)، إن" بوسترات مرشحين في خانقين وبني سعد تعرضت خلال الساعات الـ 72 الماضية الى عمليات تمزيق متعمدة ضمن مايعرف بمعركة البوسترات، لافتا الى ان ضحاياها مرشحون بسطاء اي مسالمون لاينتمون الى احزاب لديها اجنحة مسلحة".

واضاف، ان" اغلب عمليات التمزيق والتخريب متعمدة من وجهة نظرنا لكن البعض الاخر يمكن ان يكون "شقاوة" مراهقين وصبية خاصة وان هناك غضبًا من ملف الساسة بسبب نكران الكثير منهم لوعودهم بالتغيير ما جعل الناس ياخذون موقفًا سلبيًا ليس بعدم المشاركة بالانتخابات بل التعامل مع اي بوستر انتخابي بحالة غضب".

 السياسي المستقل عدنان التميمي اقر بان معركة البوسترات ليس حديثة العهد وهي تتكرر في كل موسم انتخابي واغلب ضحاياها بالفعل من المرشحين البسطاء ممن يعتقد بانهم قد يشكلون ارقام صعبة امام القوى المتنفذة".

واضاف في حديث لـ"بغداد اليوم"، الاحد (5 تشرين الثاني 2023)، أن" التحقيق في اي عملية تخريب ربما يكشف دوافع البعض ولا نستغرب اذا ما كانوا ادوات لقوى سياسية اخرى، مؤكدا ضرورة التشديد في هذا الاتجاه لان التمزيق اذا لم يتم ردعه سيتطور ويتحول الى حالة اكبر وتخلق مشاكل ونزاعات نحن في غنى عنها".

نجاة الطائي مرشحة للانتخابات، أقرت بأن "الاسماء التي ينظر لها بانه حضورها مؤثر في الانتخابات تواجه صعوبات من قبل القوى المتنفذة وتمزيق البوسترات قد تكون رسالة تحذير من قبل البعض".

وبينت في حديث لـ"بغداد اليوم"، الاحد (5 تشرين الثاني 2023)، "إننا نؤمن بقدرة الأجهزة الأمنية على ردع من يحاول تمزيق البوسترات لاي مرشح لاننا ندرك بان التنافس الشريف هو من يدفع الانتخابات للنجاح واعطاء مساحة اوسع للمشاركة".

إلى ذلك، أكد مصدر أمني لـ"بغداد اليوم"، إن" عملية تمزيق للبوسترات الانتخابية سيتم التعامل معها فورا ويجري اعتقال المتهمين وفق المسارات القانونية، لافتا الى ان" اي مرشح يقدم طلبًا رسميًا سيجري التحقيق بشكل فوري بشأن الشكوى".

واضاف المصدر، اليوم الاحد (5 تشرين الثاني 2023)، إن" تمزيق البوسترات قد يكون متعمدًا لكن في بعض الاحيان يكون بسبب الرياح لكن مع ذلك نتعامل مع اي اخبار وفق القانون والسياقات الرسمية".

وأعلنت المفوضية العليا المُستقلة للانتخابات في العراق، يوم الجمعة (27 تشرين الأول المنصرم)، بدء إنطلاق الحملة الانتخابية للقوائم والمرشحين المُشاركين في انتخابات مجالس المُحافظات العراقية.

ومن المُقرر إجراء انتخابات مجالس المحافظات العراقية، في 18 كانون الأول ديسمبر 2023، في 15 محافظة باستثناء إقليم كوردستان، ويحق لحوالي 23 مليون عراقي التصويت في هذه الانتخابات.

وعرف العراق منذ عام 2003 ثلاثة انتخابات محلية، كانت الأولى عام 2005، تلتها انتخابات عام 2009، ثم انتخابات عام 2013، غير أن محافظة كركوك لم تشهد إلا دورة انتخابية واحدة، وهي تلك التي عقدت العام 2005.

وكان مُقرراً إجراء انتخابات مجالس المحافظات في العام 2018، تزامناً مع الانتخابات البرلمانية حينها، لكنها أُجلت أكثر من مرة.

وبحسب القانون الجديد الخاص بانتخابات مجلس النواب العراقي ومجالس المحافظات، فإن هذه المجالس تتكون من 285 مقعداً، منها 10 مقاعد ستخصص للمُكوِّنات.

ووفق القانون رقم 4 لسنة 2023 التعديل الثالث لقانون انتخابات مجلس النواب العراقي ومجالس المحافظات والأقضية، رقم 12 لسنة 2018، يتم توزيع المقاعد لمجالس المحافظات العراقية بين المحافظات حسب عدد السكان، والبالغة 15 باستثناء مُحافظات إقليم كوردستان.

وتملك مجالس المحافظات بحسب الدستور العراقي، صلاحيات واسعة فهي لا تخضع لسيطرة أو إشراف أي وزارة أو جهة غير مرتبطة بوزارة، ولديها صلاحيات إدارية ومالية واسعة.

وتتولى مجالس المحافظات المنتخبة مهمة اختيار المحافظ ومسؤولي المحافظة التنفيذيين، ويملك هؤلاء صلاحيات الإقالة والتعيين وإقرار خطة المشاريع وفقاً للموازنة المالية المُخصصة للمحافظة من الحكومة الاتحادية في العاصمة بغداد.

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: مجالس المحافظات تشرین الثانی 2023 بغداد الیوم

إقرأ أيضاً:

العنصرية والآثار.. معرض عن الاستعمار الألماني يواجه بغضب اليمين المتطرف

ربما لم يعد مصطلح الاستعمار يذكر إلا في كتب التاريخ، بعد أن تحررت منذ زمن طويل دول العالم الثالث من القوى الاستعمارية التي نهبت ثرواتها، مع ذلك فما زالت عواقب تلك الفترة تلقي بظلالها من آن لآخر على حاضر هذه الدول وأيضا على الدول الاستعمارية.

وتحكي مكنسة معروضة في المتحف الصناعي بمدينة دورتموند الألمانية قصة محزنة عن التأثير المتواصل الحافل بالمعاناة للتاريخ الاستعماري الألماني، ولا تزال مكنسة الشارع القوية هذه متاحة حتى اليوم، وهي منسوجة من ألياف من نخيل البياسافا الذي ينمو في الغالب شرقي البرازيل.

الاستغلال الاقتصادي للمستعمرات

وتشرح باربارا فراي المشرفة على المتحف وهي تتحدث عن منتج موطنها البرازيل، أن "أصحاب مصنع ألياف البياسافا في بلدة هيرفورد الألمانية، أصبحوا من أصحاب الملايين بفضل هذا المنتج.

وهذه المكنسة التي تستخدم أيضا في تنظيف المنازل، وتعود إلى الحقبة الاستعمارية، والتي ترمز إلى الاستغلال الاقتصادي للمستعمرات، هي مجرد واحدة من بين 250 من القطع المعروضة، في معرض شامل نظمته المنظمة الإقليمية الاقتصادية "لاندشفستفرباند فستفاليا ليبي" المعروفة باسمها المختصر (إل دبليو إل).

وهذه القطعة -وهي واحدة من المعروضات التي لا تثير البغضاء أو العداوة- تعرض كجزء من معرض "هذا استعماري"، الذي تم افتتاحه ويستمر حتى أكتوبر/تشرين الأول 2025، ويهدف المعرض الذي نظمته منظمة (إل دبليو إل)، إلى جعل إرث التاريخ الاستعماري الألماني في ولاية فستفاليا مرئيا بدرجة أكبر.

أثناء الحرب العالمية سرق النازيون قطعا فنية من أنحاء أوروبا (الجزيرة) العنصرية والاستعمار

وتقول زولا ويجاند مبيمبلي التي ساهمت في تدوين كتيب عن المعرض مصاحب للأطفال، وهي امرأة سوداء البشرة ترشد الزوار داخل المعرض: "عندما نتحدث عن الاستعمار، يجب علينا أن نتحدث أيضا عن العنصرية، لأن الاثنين مرتبطان ببعضهما ارتباطا وثيقا".

وفيما يتعلق بإخفاء بعض المعروضات، توضح ويجاند مبيمبلي أن مشاهدة الصور النمطية لأفريقيا، أو الأشياء المرتبطة بتاريخ عائلات الملونين يمكن أن تسبب لهم الألم.

وعلى سبيل المثال يوجد بالمعرض صندوق تبرع تابع للكنيسة، على شكل صبي أسود راكع ويومئ برأسه بامتنان بعد وضع عملة معدنية.

وتوجد بالمعرض صور عما يعرف باسم معارض "فولكرشاوين"، التي كانت شائعة في ألمانيا وبعض الدول الأوروبية، نتيجة الاستكشافات الجغرافية حيث كانت تعرض عينات من النباتات وأشكال غريبة من البشر تختلف عما يعهده الأوروبيون، وعلى سبيل المثال كان الأشخاص أصحاب البشرة السوداء يعرضون فيها مثلما تعرض الحيوانات في حدائق الحيوان، كما يحتوي المعرض على كتب الأطفال التي كانت كلمة زنجي تستخدم في الطبعات الأكثر قدما.

ألعاب بمعرض "هذا استعماري" تحاول أن تقدم إرث التاريخ الاستعماري الألماني لولاية فستفاليا (الألمانية)

ويتطرق المعرض أيضا إلى موضوعات مثل نهب القطع الفنية، من البلاد الخاضعة للاستعمار وجهود استعادتها، وكذلك مقاومة مجموعات السكان الأصليين للحكم الأجنبي، وهو ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى الحروب والإبادة الجماعية.

ويؤكد منظمو المعرض أن هذه المعروضات، تسلط الضوء على كيفية استمرار الهياكل الاستعمارية عميقة الجذور، في التأثير على المجتمعات حتى اليوم.

ويوضح مدير المنظمة التي تشرف على المعرض جورج ليونمان قائلا: "هدفنا المشترك هو إظهار آثار الاستعمار وعواقبه على مجتمعنا في المنطقة اليوم، وتسليط الضوء من وجهات نظر متنوعة، على هذا الموضوع الذي تم تجاهله مسبقا".

وبخلاف الحملات العسكرية فقد جُمع العديد من القطع الأثرية الغالية من أفريقيا والشرق الأوسط بواسطة المغامرين والموظفين الاستعماريين والتجار والمستوطنين الذين لا يشغل بالهم التفكير في شرعية تملك هذه القطع. وحتى لو تم شراؤها من مالكيها المحليين، فغالبا ما كان ذلك مقابل أجر زهيد لا يناسب أهمية القطع، خاصة مع انعدام قوانين وضوابط للحد من تهريبها، فجرى جمعها ونقلها ببساطة، واستمرت هذه الأنشطة أيضا في القرن الـ20.

غضب يميني

وتلقى المتحف سيلا من التعليقات كانت ذات طبيعة عنصرية ومسيئة وفقا لبيان للمتحف، الذي ذكر أيضا أنه تم تعليق شعارات يمينية على بوابة المتحف، وأنه تم الاتصال بالشرطة التي قامت بالتحقيق في وقت لاحق، في عدة حالات للاشتباه في التحريض على الكراهية.

وأعرب سياسيون محليون من حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، عن غضبهم من أن معروضات المتحف تعد مثالا "للعنصرية ضد البيض" الممولة من الأموال العامة، ومع ذلك فإن مطالبهم بإقالة إدارة المتحف وفرض عقوبات أخرى لم تلق آذانا صاغية.

ويرى آخرون أن حزب البديل من أجل ألمانيا ينظم حملة لخنق الحرية الفنية، وتحدث أولاف زيمرمان المدير الإداري للمجلس الثقافي الألماني، عن شن السياسيين من حزب البديل من أجل ألمانيا "حملة عدوانية"، ردا على موجة الانتقادات الموجهة إليهم.

وأضاف: "إن القوى اليمينية تريد أن تقيد حريتنا الفنية، ولا يجب أن نسمح بذلك".

وقالت مديرة المتحف آن كوجلر مولهوفر أثناء تقديمها شرح للمعرض، إنه تم تطوير شكل "المساحات الأكثر أمانا" بدرجة أكبر بعد الخبرة المكتسبة، وإنه سيكون هناك أيضا برامج خاصة بالمجموعات بالمعرض.

بينما أضافت ويجاند مبيمبلي أن "المتحف قام بعمل رائد مع منهاج "مساحة أكثر أمانا"، خاصة في عالم المتاحف الذي لا تزال فيه وجهة النظر الأوروبية مهيمنة، لذلك ترغب هي وآخرون في فريق الإشراف على المتحف، في رؤية المزيد من المساحات المحمية، التي يمكن للأشخاص غير البيض التفاعل فيها مع مثل هذا الموضوعات.

مقالات مشابهة

  • انتخابات بريطانيا.. ستارمر وسوناك يوجهان رسائل أخيرة مع تقدم حزب العمال
  • اعتقال 13 شخصا بإسبانيا بسبب عملة احتيال من ضحاياها مغاربة
  • «السلع والعاديات السياحية» تعلن نتيجة انتخابات مجالس إداراتها
  • استرزاق سياسي.. مجالس المحافظات تنسى الدرس وتعود لممارسات ما قبل تشرين
  • استرزاق سياسي.. مجالس المحافظات تنسى الدرس وتعود لممارسات ما قبل تشرين - عاجل
  • السفارة الإيرانية في العراق تحدد 6 مراكز للجولة الثانية من انتخابات الرئاسة
  • انتخابات رئاسية في تونس في 6 تشرين الأول/أكتوبر  
  • المفوضية تعلن موعد استلام قوائم مرشحي انتخابات كردستان
  • معركة البحث عن الحقيقة !
  • العنصرية والآثار.. معرض عن الاستعمار الألماني يواجه بغضب اليمين المتطرف