سرايا - قال الناطق العسكري للكيان الاسرائيلي دانيال هاغاري صباح اليوم الأحد، إن قوات الاحتلال هاجمت 2500 هدف داخل قطاع غزة منذ بدء العملية البرية، وإنها تواصل خوض المعارك وجها لوجه، مثلما تواصل توجيه الطائرات لتدمير البنى التحتية لـ”الإرهاب” بحسب تعبيره.



لكن مراقبين "إسرائيليين" يتنبّهون لقدرة حماس على إطلاق الصواريخ، ويؤكّد عدد منهم ممن عادوا من جولة ميدانية أمس في قطاع غزة، رواية مغايرة للرواية الرسمية ضمن مشاهداتهم وانطباعاتهم.





ويوضح محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس" العبرية عاموس هارئيل، أن ملامح الحملة البرية ما زالت ضبابية وأهدافها أيضا غير واضحة.


وبخلاف رواية الناطقين العسكريين حول حقيقة ما يجري على الأرض، وتشير له أحيانا فيديوهات صادرة عن المقاومة الفلسطينية في القطاع، يوضح هارئيل أنه رغم كثافة النار الإسرائيلية التدميرية، فإن قوات حماس ما زالت في الأنفاق، وتنتظر وتجبي أثمانا من القوات الغازية، ولا يلاحظ بعد انهيار في منظومات حماس. منوها إلى خطورة الاجتياح الواسع والكبير بقوله إن كثرة الآليات العسكرية الإسرائيلية داخل القطاع تجعلها أهدافا كثيرة لحماس والمسلحين الفلسطينيين.


وفيما يتعلّق بالجبهة الشمالية ومخاطرها، يقدّر عاموس هارئيل أنه رغم عدم رغبة حسن نصر الله بفتح حرب، فإن الباب مفتوح على تصعيد شامل في الشمال. ويتابع: “بعد خطاب نصر الله، "إسرائيل" والولايات المتحدة تعتقدان أن حزب الله وإيران غير متحمسين لدخول حرب، ولكن الفرصة مفتوحة على حرب في الشمال، إما لأن هناك قرار لدى حزب الله بالانضمام للحرب وخطابه جزء من عملية تضليل استراتيجية كما فعلت حماس في طوفان الأقصى، أو أن تنشب حرب نتيجة خطأ في تقديرات أحد الطرفين”.


هارئيل الذي كان قد حذّر منذ البداية من تسلق "إسرائيل" شجرة عالية بعد إعلانها عن أهداف كبيرة، يتفق مع مراقبين إسرائيليين آخرين منهم المحلل البارز في القناة العبرية 13، الذي تساءل عن مدى منطقية تصريحات وزير الأمن غالانت بقوله ليلة أمس: “هذه الأهداف من الصعب تحقيقها وتحتاج لفترة طويلة جدا، وإذا كنا قادرين على قتل يحيى السنوار، فلماذا يستعين غالانت بأهالي غزة طالبا منهم أن يسبقوا "إسرائيل "في قتله؟”.


ويشير هارئيل في تحليله إلى صعوبة أخرى مفادها أن تحديد الهدف الإسرائيلي من الحرب ووسائل تحقيقها غير واضحة، مما يزيد انشغال الإسرائيليين بعدد الجنود القتلى بما يمس الحصانة المعنوية لديهم.

تدمير حماس قبل استعادة المحتجزين

وبما يختلف عن الرواية الرسمية المعلنة، يوضح زميله المراسل العسكري في “هآرتس” يانيف كوبوفيتش، العائد من جولة ميدانية داخل قطاع غزة، أن القوات الإسرائيلية تبحث عمليا عن تدمير حماس قبل الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين، ويؤكد أن القتال مهمة صعبة.

وهذا ما يؤكده أيضا المراسل العسكري في “يديعوت أحرونوت” يوسي يهوشع، الذي يقول ضمن انطباعاته ومشاهداته، إن هذه هي البداية فقط. وعن ذلك يضيف: “في أحاديث معهم، يرسل ضباط في الميدان رسالة: هذه البداية والجيش بحاجة لوقت، فهذه ليست جولة بل حرب هدفها إزالة تهديد بني طيلة 30 سنة ولا نستطيع إدارة حياة طبيعية إلى جانبه”.

ويركّز روعي شارون، محلل عسكري للإذاعة العبرية العامة على هذه النقطة بوضوح، عقب عودته من جولة رافق فيها قوات إسرائيلية على بعد ثلاث كيلومترات من الحدود بقوله صباح اليوم: “لا نعرف حقيقة ما يحدث، والواضح أن هناك اشتباكات وصدامات واسعة مع حماس، والجيش يعلن مرة واحدة فقط عن قتلاه. الجيش يحاصر مدينة غزة ولكن ليس بشكل مطبق. رغم الضربات القاسية، حماس تنجح في إدارة المعركة وما زالت تفاجئنا كما حدث في صاروخ على إيلات وفي كيسوفيم أمس. التوغّل أكثر في المدينة يصعّب تحقيق هدنة مؤقتة. الجيش يعمل ببطئ ويستخدم قوة هائلة على مبدأ الأرض المحروقة، لكننا ما زالنا بعيدين عن تعطيل قدراتهم الصاروخية”.

ويضيف: “دخلت قطاع غزة لمدة 30 دقيقة، ووصلنا منطقة العطاطرة وشاهدت دمارا شاملا، شاهدت 3 اشتباكات، والتهديدات على قواتنا ملموسة جدا”.

وفي تقرير مشبع بالمواد الدعائية الأقرب للرواية الإسرائيلية الرسمية، يقول محلل الشؤون العسكرية في موقع “واينت” رون بن يشاي، الذي غطى حروبا كثيرة منذ 1967 إن عناصر حماس سيموتون داخل الأنفاق.

الامتحان الكبير

في تقرير نشر ليل أمس، يوضح رون بن يشاي العائد هو الآخر من جولة ميدانية في قطاع غزة، أن سلاح الجو الإسرائيلي لم يبق حجرا على حجر، لافتا إلى أن القصف عشوائي يسبق تقدم القوات البرية التي تدفع في البداية جرافات عملاقة لاكتشاف وتدمير فوهات الأنفاق.

ويرى بن يشاي أن الامتحان الكبير أمام الجيش الإسرائيلي يكون عندما تستفيق حماس من الصدمة، وتشخّص جنودنا وستكون لديها أهداف تضربها. ويتابع: “بعد اقتحام الحدود، مرحلة البقاء في الميدان هي الأخطر علينا، وينبغي فعل كل شيء من أجل حماية قواتنا. عدت بانطباع بأن الضباط والجنود واعون لهذا الخطر”.

وحول مستقبل الحرب وحالة التململ الرسمي والاحتجاج الشعبي المتصاعد في حواضر غربية، يرى القنصل الإسرائيلي الأسبق في نيويورك ألون بينكاس، أن “صبر الولايات المتحدة بدأ ينفد”.

وفي مقال نشرته صحيفة “هآرتس” اليوم، يحذّر بينكاس من أن “الانتقادات داخل الولايات المتحدة بدأت تزعج الرئيس الأمريكي جو بايدن، فهو على بعد سنة من الانتخابات، وبلاده متداخلة في حربين: أوكرانيا وغزة (وربما أكثر من غزة) وتتواصل شعبية بايدن بالهبوط، لدى الشباب الأمريكيين من أبناء الفئة العمرية 18-25 سنة”.

ويعتبر بينكاس في تحذيره من متغيرات وشيكة في الرأي العام وفي الإدارة الأمريكية، أن النقطة التي تشخّص فيها واشنطن فجوات بين رؤيتها ومصالحها، وبين رؤية ومصالح "إسرائيل "باتت أقرب. ويخلص للقول في هذا المضمار: “عندما نصلها، فإن دينامكية العلاقة بين أمريكا و"إسرائيل "ستختلف”.

يشار إلى أن ماكنة الدعائية الإسرائيلية تحاول تسجيل نقاط في المعركة الكبرى على الرواية والوعي في العالم، خاصة في منتديات التواصل الاجتماعي، حيث تنتصر الرواية الفلسطينية، في محاولة لتخفيف الانتقادات والاحتجاجات.
إقرأ أيضاً : صحيفة: الحرب على غزة ستكلف الاحتلال أكثر من 50 مليار دولارإقرأ أيضاً : مقاتلو سرايا القدس يشتبكون مع قوات الاحتلال الإسرائيلي بالأسلحة شرق خان يونسإقرأ أيضاً : أوباما: "الاحتلال وما يحدث للفلسطينيين لا يطاق"


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: اليوم الاحتلال غزة العسكريين القوات القطاع الشمالية الله الله الله غزة القوات بني مدينة غزة المدينة غزة القوات نيويورك الرئيس أوكرانيا بايدن الرأي أمريكا سرايا العالم الشمالية المدينة مدينة نيويورك أمريكا اليوم الرأي الله بايدن القدس غزة الاحتلال بني أوكرانيا العسكريين الرئيس القوات القطاع قطاع غزة من جولة

إقرأ أيضاً:

حماس: ملتزمون بوقف إطلاق النار بغزة ونتنياهو يعرقل تنفيذ الاتفاق

أكدت حركة حماس، التزامها الكامل باتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، وبتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، والشروع فوراً بمفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق.. مشددة على رفضها لتنصل الاحتلال الإسرائيلي من التزاماته الواردة فى الاتفاق.

وذكرت الحركة في بيان صحفي اليوم الاثنين، أن الاحتلال يواصل الانقلاب على الاتفاق ويرفض البدء بالمرحلة الثانية، مما يكشف نواياه في التهرب والمماطلة، وأن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يعرقل تنفيذ الاتفاق لأسباب شخصية وحزبية محضة، وآخر ما يهمه الإفراج عن الأسرى، ومشاعر عائلاتهم.

وأضافت: أن اتفاق وقف اطلاق النار تم برعاية الوسطاء وشهد عليه العالم، مما يستوجب إلزام الاحتلال بتنفيذه باعتباره المسار الوحيد لاستعادة الأسرى والمحتجزين، وأن لغة الابتزاز والتهديد بالحرب لن تُجدي نفعا، ولا طريق سوى المفاوضات والالتزام بالاتفاق، وغير ذلك هو تلاعب بمصير الأسرى.

اقرأ أيضاًرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق: معظم الإسرائيليين يؤيدون إنهاء الحرب مع حماس

حماس: ندين قرار الاحتلال بقطع الكهرباء عن غزة بعد أن حرمها الغذاء والدواء والماء

حماس: مصر بذلت جهودا كبيرة لتوحيد الصف الفلسطيني ووقف مخطط التهجير

مقالات مشابهة

  • اللجنة الدولية للصليب الأحمر: نحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية بغزة في ظل توقف الإمدادات
  • وفد إسرائيلي يصل الدوحة لمناقشة الهدنة بغزة .. لا يضم رئيس فريق التفاوض
  • وفد إسرائيلي يصل الدوحة لمناقشة الهدنة بغزة.. لا يضم رئيس فريق التفاوض
  • حماس: ملتزمون بوقف إطلاق النار بغزة ونتنياهو يعرقل تنفيذ الاتفاق
  • مؤشّرات تراجع مكانة الدولة العبرية
  • وفد إسرائيل في الدوحة.. وويتكوف يصل غدًا.. «هدنة غزة».. جولة مفاوضات جديدة وتعقيدات مستمرة
  • عاجل | هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول: إحراز تقدم معين في المحادثات التي أجرتها الولايات المتحدة مع حماس
  • حماس: سياسة التجويع الإسرائيلية تطال الأسرى في غزة
  • هآرتس: القانون ضد الأونروا هو جزء من الحرب الإسرائيلية ضد إقامة دولة فلسطينية
  • حماس: نتنياهو يتحمل مسؤولية الحصار والتجويع