برنامج إعادة وتأهيل السلاحف .. مبادرة محلية بأهداف عالمية
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
على ساحل إمارة دبي كانت البداية في العام 2004 انطلق مشروع طموح، يعد الأول من نوعه في المنطقة، هدفه الحفاظ على السلاحف البحرية التي تعد ركيزة حيوية في عملية التوازن البيئي، في بادرة تبرز مدى التزام دبي بدعم الجهود الدولية والوطنية في إعادة تأهيل ودعم الحياة الفطرية.
وجاء المشروع بالتعاون بين مجموعة جميرا، ومكتـب دبي لحماية الحياة البرية ومستشفى دبي للصقور والمختبر المركزي للأبحاث البيطرية في الإمارة.
ففي ترجمة عملية للحرص على دعم مبادرات وزارة التغير المناخي والبيئة لحماية الموارد الطبيعية والحفاظ عليها، أطلق مكتب حماية الحياة البرية في دبي مشروع "إعادة وتأهيل السلاحف البحرية" في محاولةٍ جادة لخلق توازنٍ بيئي من خلال الاهتمام بهذه المخلوقات التي تلعب دوراً أساسياً في البيئة البحرية من خلال إجراء الأبحاث وتتبع حركتها ووضع نظام بيطري متكامل لتأهيلها للعيش مرة أخرى في موائلها الطبيعية.
وفي فندق "برج العرب"، أحد أفخم فنادق العالم بإطلالته الفريدة على صفحة مياه الخليج العربي، تقود باربرا لانج، مديرة الأكواريوم برنامج إعادة تأهيل السلاحف البحرية بخبرتها الواسعة في الإدارة البيئية والاستدامة، وإلى جانبها فريق من العلماء والمختصين في علـــوم الأحياء المائية بالإضافة إلى بيطريين من مستشفى دبي للصقـور والمختبر المركزي للأبحاث البيطرية .وكشفت " باربرا لانج" أن المرحلة الأولى للعلاج تبدأ في أحواض فندق "برج العرب" حيث تتلقى السلاحف العناية المكثفة قبل انتقالها إلى محمية السلاحف البحرية في فندق جميـرا النسيم حيث يُحتفظ بها ضمن المرحلة الثانية من إعادة تأهليها كي تتأقلم مع الظروف المحيطة وللتأكد من تعافيها الكامل قبل إطلاقها مرة أخرى إلى مياه الخليج.
- الإنقاذ من حافة الانقراض.
وبالحديث عن السلاحف التي تقيم أعشاشها على سواحل دبي وما هي أهم فصائلها المهددة بالانقراض تؤكد لانج أن جميع الأنواع السبعة الموجودة من السلاحف البحرية هي بالفعل مسجلة على قوائم الكائنات المهددة بالانقراض حالياً، ويُعزى ذلك في الغالب إلى عوامل بشرية عدة مثل الصيد، والتلوث، والتنمية الساحلية والبحرية التي تهدد موائلها الطبيعية للتعشيش ووضع البيض، فضلاً عن التغير المناخي حيث يعتمد جنس السلاحف البحرية على درجة الحرارة في محيط احتضان البيض، إذ يتسبب الارتفاع المستمر لدرجات حرارة الشواطئ نتيجةً للتغير المناخي، في إنتاج المزيد من الإناث، ما يخل بتوازنها الطبيعي بين الذكور والإناث.
ومنذ تأسيس المشروع، نجحت "مجموعة جميرا" في رعاية أعداد كبيرة من السلاحف البحرية المريضة أو المصابة بالتعاون مع مكتب دبي لحماية الحياة البرية؛ ومستشفى دبي للصقور؛ والمختبر المركزي للأبحاث البيطرية.
وتُظهر الإحصائيات أن معدل السلاحف التي تم إنقاذها قد بلغ أكثر من 100 سلحفاة سنوياً؛ حيث تم حتى الآن إعادة أكثر من 2100 سلحفاة إلى مياه الخليج العربي.
وتعد سلاحف اللجأة صقرية المنقار والسلاحف الخضراء من أبرز فصائل السلاحف التي يحرص "مشروع دبي لإعادة تأهيل السلاحف" على رعايتها ضمن مرافقه، في حين يعنى المركز أيضاً بالسلاحف ضخمة الرأس وسلاحف اللجأة ردلي الزيتونية.
- حماية السلاحف من الانقراض مسؤولية بيئية.
الأثر البيئي للسلاحف البحرية كبير ومهم، فعلى سبيل المثال تلعب سلاحف اللجأة صقرية المنقار دوراً محورياً في صحة وتكاثر الشعاب المرجانية، ما يبرز أهمية مواصلة جهود إعادة تأهيلها وحمايتها، خاصةً في ضوء التهديدات المتزايدة لأعشاشها والتناقص السريع في أعدادها.ولا تنقطع صلة البرنامج مع السلاحف المُعاد تأهيلها بمجرد إطلاقها، بل يتم تتبعها بأجهزة إرسال عبر الأقمار الصناعية والتي أظهرت قدرتها على قطع مسافات طويلة في المناطق المحمية بما في ذلك دول الجوار بالأخص محمية رأس الحد في سلطنة عمان وعدد آخر فضَّل زيارة سواحل العاصمة أبوظبي.
ووفق مديرة المشروع باربرا لانج، فإن إحدى السلاحف التي تمت إعادة إطلاقها بعد تأهيلها، وأطلق عليها الفريق اسم "دبا"، تمكنت من قطع مسافة 8600 كيلومتر متجهةً إلى تايـلاند في رحلة استغرقت تسعة أشهر لتكون أول سلحفاة بحرية يتم تسجيل مسار هجرتها من منطقة الشرق الأوسط إلى جنوب شرق آسيا، فضلاً عن تتبع سلاحف أخرى حطت رحالها في دول الخليج المجاورة وسواحل الهند وباكستان.
ووجهت لانج الدعوة لأفراد المجتمع ممن يرغبون في المشاركة ومعرفة المزيد حول هذا المشروع، إلى الانضمام لفريق إعادة تأهيل السلاحف، الذي يستعد إلى إطلاق 14 سلحفاة معافاة في مياه الخليج يوم الأربعاء 8 نوفمبر الجاري في تمام الساعة 7 صباحاً من الشاطئ الخاص بفندق جميرا النسيم، فيما يمكن لضيوف "فنادق ومنتجعات جميرا" معرفة المزيد حول السلاحف البحرية وسبل الحفاظ عليها، والاطلاع على رحلة تعافيها، في البحيرة المخصصة لذلك في "جميرا النسيم".
- رقم مجاني.
ويخصص البرنامج الرقم المجاني 800TURTLE (800 887853) لتشجيع الجمهور للاتصال والإبلاغ عن السلاحف البحرية المريضة أو المصابة في أي مكان في دولة الإمارات من أجل إنقاذها. رحلة تعافي السلاحف البحرية وإطلاقها إلى بيئتها الأصلية عملية تتكون من عدة مراحل تبدأ بتوفير الرعاية البيطرية فيما يتم خلال تلك الرحلة تعزيز المعرفة بسلوكها وخطوط سيرها ومناطق غذائها لعبر رقائق رقمية لمراقبة الحياة البرية عن بُعد تمكن عبر الأقمار الاصطناعية من تحديد مواقعها بشكل دقيق ودرجة الحرارة المحيطة بها، والعديد من البيانات لقياس مدى نجاح بروتوكولات إعادة التأهيل ودمج السلاحف في بيئتها الأصلية.وأكدت مديرة المشروع أن الفريق على اتصال دائم و تعاون مع الشركاء لإنجاح الأهداف كما يتبادل الفريق الخبرات والمعلومات مع مراكز الأكواريوم الأخرى في جميع أنحاء دولة الإمارات.
وفي سياق التعاون مع باقي إمارات الدولة، وقّع المشروع في العام 2021 مذكرة تفاهم مع هيئة الفجيرة للبيئة ومركز الفجيرة للبحوث برعاية سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي ولي عهد الفجيرة لإعادة تأهيل السلاحف البحرية وإجراء البحوث واستعادة موائلها الطبيعية.
وتُعد السلاحف البحرية رمزاً للتنوع البيولوجي وهي تلعب دوراً رئيسياً في الحفاظ على صحة النظم البيئية البحرية في العالم. ومع ذلك، فهي تتعرض - إلى جانب أكثر من 800 نوع مائي وساحلي آخر - للتهديد جراء التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة البحار والمحيطات، والتلوث البحري الذي يدمر موائلها الطبيعية؛ حيث تعتبر النفايات البلاستيكية، على سبيل المثال، قضية خطيرة في ظل إحصاءات صادمة تظهر أن 19 إلى 23 مليون طن من البلاستيك - أي ما يعادل وزن برج إيفل نحو 2200 مرة - تجد طريقها إلى المحيطات وغيرها من المسطحات المائية كل عام.
المصدر: وامالمصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: وزارة التغير المناخي والبيئة السلاحف دبي السلاحف البحریة الحیاة البریة السلاحف التی میاه الخلیج
إقرأ أيضاً:
الاعتماد والرقابة تبحث التعاون المشترك وتأهيل مستشفيات جامعة حلوان
استقبل الدكتور أحمد طه، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، وفد جامعة حلوان برئاسة الدكتور وليد كمال الدين السروجي، نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتورة رشا رفاعي، عميد كلية الطب بجامعة حلوان، والدكتور وائل عمر، المدير التنفيذي لمستشفيات الجامعة.
جاء اللقاء بهدف بحث أوجه التعاون خلال المرحلة المقبلة والاستعدادات اللازمة لتأهيل مستشفيات جامعة حلوان للحصول على اعتماد “جهار GAHAR”، وذلك بحضور الدكتورة ميهي التحيوي، و الدكتور وائل الدرندلي، أعضاء مجلس إدارة الهيئة، تمهيدًا لمشاركة مستشفيات الجامعة في منظومة التأمين الصحي الشامل.
وأكد الدكتور أحمد طه أن المستشفيات الجامعية تُعَدُّ ركيزة أساسية للنظام الصحي المصري، إذ تُسهم في تقديم الخدمات الطبية المتخصصة وتلعب دورًا رئيسيًا في تعليم وتدريب الكوادر الطبية، مشيرا إلى دورها البارز في تنفيذ المبادرات الرئاسية الصحية.
وأوضح الدكتور أحمد طه أن التعاون بين الهيئة وقطاع المستشفيات الجامعية يأتي تفعيلاً لبروتوكول التعاون المشترك الموقع مع المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية بحضور الدكتور محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية والوقائية، والذي يهدف إلى تقديم البرامج التدريبية والدعم الفني للمستشفيات الجامعية لتعزيز جودة الرعاية الصحية بها.
وأشاد رئيس هيئة الاعتماد والرقابة الصحية بالخطوات التي اتخذتها جامعة حلوان لتطوير مستشفاها الجامعي، وصرح بأن الهيئة ستقدم جميع أوجه الدعم اللازم، بدءًا من مراجعة التصميمات الهندسية والتجهيزات الطبية، وصولًا إلى تطبيق معايير الجودة وتدريب الكوادر الطبية عليها، بما يُسهم في تحقيق المستوي المطلوب لحصول المستشفيات على الاعتماد.
وأضاف د. أحمد طه أن مستشفى بدر الجامعي له أهمية إضافية بفضل موقعه الجغرافي المتميز بالقرب من العاصمة الإدارية الجديدة، مما يؤهله لتقديم خدمات طبية متميزة للمنتقلين إلى العاصمة بالحي الحكومي وحي المال والأعمال والأحياء السكنية المختلفة، كما يلعب دورًا حيويًا في تغطية الخدمات الصحية الطارئة للمسافرين إلى مناطق العين السخنة، الغردقة، والبحر الأحمر، بما يعزز مكانته كمركز صحي استراتيجي على مستوى المنطقة.
ومن جانبه، استعرض الدكتور وليد كمال الدين السروجي، نائب رئيس جامعة حلوان، الجهود المبذولة لتجهيز المستشفى الجامعي لتقديم خدمات صحية متميزة ومتخصصة.
وأكدت الدكتورة رشا رفاعي، عميد كلية الطب بالجامعة، دعم قيادات الجامعة لترسيخ فكر الجودة كجزء أساسي من العمل الصحي، مشيدة بدور هيئة الاعتماد والرقابة الصحية في نشر ثقافة جودة الرعاية الصحية والحوكمة الإكلينيكية بمختلف قطاعات الصحة.
وأشار الدكتور وائل عمر، المدير التنفيذي لمستشفيات جامعة حلوان، إلى أن مستشفى بدر الجامعي، التابع لجامعة حلوان، يتمتع بإمكانات طبية متميزة، حيث يضم 230 سريرًا، منها 24 سريرًا للعناية المركزة للكبار و4 أسرة للعناية المركزة للأطفال، بالإضافة إلى وحدة للأطفال المبتسرين التي تضم 14 حضانة، كما يحتوي المستشفى على 7 غرف عمليات مجهزة بالكامل، ووحدات طبية متخصصة تشمل وحدة لعلاج الأورام، وحدة للغسيل الكلوي، ووحدة للمناظير، ووحدة للقسطرة القلبية.
وأوضح أن المستشفى يقوم بإجراء جميع العمليات الجراحية المتقدمة، مثل جراحات القلب المفتوح، تغيير المفاصل، واستئصال الأورام بالمنظار، وغيرها من العمليات الدقيقة، ويقدم خدماته من خلال 14 عيادة خارجية تغطي 33 تخصصًا طبيًا، مما يُسهم بشكل كبير في تحسين مستوى الرعاية الصحية في المنطقة.