كتبت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اليسارية هذا الأسبوع "الأرض تحترق". وقالت صحيفة "القدس" الفلسطينية الواسعة الانتشار "غزة أصبحت مقبرة لآلاف الأبرياء".

بعد شهر من الصدمة التي أحدثها الهجوم الإرهابي الدامي غير المسبوق لحركة حماس على إسرائيل واندلاع الحرب المدمرة في قطاع غزة، لا تزال مشاهد الموت والعنف ترعب الإسرائيليين والفلسطينيين.

مختارات تقرير: أمريكا تتوقع تكثيف العملية البرية الإسرائيلية في غزة اجتماع عمان.. بلينكن مع "هدنات إنسانية" وضد "وقف إطلاق النار" بغزة مسيرات في ألمانيا وأوروبا مؤيدة للفلسطينيين ومطالبة بوقف الحرب حماس تعلق إجلاء الأجانب وحاملي الجنسية المزدوجة إلى مصر

وتلازم صور جثث المدنيين المشوهة والمتفحمة التي عُثر عليها في الكيبوتسات الـ 25 والبلدات المتاخمة لقطاع غزة التي هاجمتها حماس في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، الإسرائيليين وتقض مضاجعهم مسألة احتجاز أكثر من 240 رهينة لدى حماس لا يعرفون شيئاً عن مصيرهم.

في قطاع غزة المحاصر الذي يبلغ طوله 41 كيلومترًا ويتراوح عرضه بين 6 و12 كيلومتراً ويتكدس فيه 2,4 مليون شخص، تتوالى مشاهد آلاف القتلى والجرحى والنازحين بين أنقاض شوارع وأحياء دمرت بكاملها في القصف الذي تشنه إسرائيل رداً على الهجوم الإرهابي لحماس بعد أن تعهدت بـ"سحقها".

وكتبت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اليسارية هذا الأسبوع "الأرض تحترق". وقالت صحيفة "القدس" الفلسطينية الواسعة الانتشار "غزة أصبحت مقبرة لآلاف الأبرياء".

وقُتل حوالى 1400 شخص في إسرائيل منذ بداية الحرب، أغلبهم من المدنيين، ومعظمهم في اليوم الأول من هجوم حماس، وفقاً للسلطات الإسرائيلية. وقتل ما يقرب من 9500 فلسطيني، معظمهم من المدنيين أيضاً، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، وفق السلطات الصحية التابعة لحماس.

يذكر أن حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.

مخاوف من توسع الحرب

حذرت إيران، حليفة حماس وحزب الله في لبنان، من أن الوضع في الشرق الأوسط الذي تحوّل الى "برميل بارود" قد يصبح "خارجاً عن السيطرة"، وفق تعبير وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الذي أضاف أن المجموعات الموالية لإيران قد لا تبقى "صامتة إزاء الجرائم" في قطاع غزة.

وردّ عليه مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية بالقول إن "أعضاء شبكة التهديد الإيرانية يصعدون هجماتهم على نحو قد (...) يدفع المنطقة إلى الحرب".

في هذا السياق المتفجر، نشر الإسرائيليون تعزيزات على حدودهم الشمالية تحسباً لدخول حزب الله المدعوم من إيران الحرب على نطاق أوسع، علما أن الحزب يتبادل يوميا إطلاق النار مع إسرائيل من جنوب لبنان منذ بدء الحرب.

وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وأغلبية الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ "منظمة إرهابية".

وعزّزت الولايات المتحدة وجودها العسكري في المنطقة وأرسلت مستشارين عسكريين إلى إسرائيل. كما أمر الرئيس جو بايدن السفن الحربية الأميركية بالاقتراب من سواحل إسرائيل.

في هذا السياق قال الباحث الإسرائيلي آفي ميلاميد لوكالة فرانس برس إن "حزب الله قادر على إشعال المنطقة"، مشيراً إلى أن "لديه قدرة عسكرية أكبر بعشر مرات من قدرة حماس (...) ويمكنه إلحاق أضرار جسيمة بدولة إسرائيل".

وقال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في خطابه الجمعة  "كل الخيارات مطروحة" أمام توسّع الجبهة اللبنانية إلى "حرب كاملة" مع إسرائيل، محملاً الولايات المتحدة المسؤولية عن الحرب في غزة. وبعد هذا الخطاب، أكد المتحدث باسم البنتاغون الجنرال بات رايدر لشبكة "بي بي سي" أن "نزاعا إقليمياً أوسع" تمّ "تفاديه" في هذه المرحلة.

لكن التهديدات تتوالى. فقد توعّد المتمردون الحوثيون في اليمن المدعومون من إيران، بـ"تنفيذ الضربات النوعية بالصواريخ والطائرات المسيّرة حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي".

في الضفة الغربية المحتلة، تتصاعد المواجهات بين الفلسطينيين وجنود أو مستوطنين إسرائيليين وقد تسببت منذ بدء الحرب بمقتل أكثر من 120 فلسطينيا، وأكد الجيش الإسرائيلي استعداده لمواجهة انتفاضة في الضفة التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967.

عودة النزوح

وبالنسبة للفلسطينيين، عاد النزوح الجماعي والموت الذي يطال أطفالاً وعائلات بكاملها. وقال عمر عاشور، وهو فلسطيني من غزة كان عمره 8 سنوات عام 1948، "أخشى أن يكون تدمير المنازل هدفه نكبة ثانية عبر تهجير الناس ضمن مخطط واضح حتى لا تجد الناس مكانًا تسكن فيه".

وقبل 75 عامًا، أجبرت "النكبة" 760 ألف فلسطيني على النزوح، بحسب الأمم المتحدة، بعد أول حرب عربية إسرائيلية في أيار/ مايو 1948.

فيما قالت الليفتنانت كولونيل في صفوف الاحتياط ساريت زيهافي، وهي أم لثلاثة أطفال، لوكالة فرانس برس، "لم أعد أنام"، معربة عن خشيتها من أن يدخل عناصر حزب الله "البلدات والكيبوتسات في شمال إسرائيل لقتل وارتكاب مجزرة في حق السكان".

لا وقف قريب لإطلاق النار

ولا يلوح في الأفق حتى الآن أي وقف محتمل لإطلاق النار. واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن "الدعوات لوقف إطلاق النار هي دعوات لإسرائيل للاستسلام في مواجهة حماس. هذا لن يحصل"، متعهداً بـ"القضاء" على الحركة الفلسطينية.

وتوعد أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، بأن تصبح غزة "مقبرة ومستنقعاً" للجيش الإسرائيلي و"قيادته السياسية والعسكرية"، بينما تدور معارك على الأرض في نقاط عدة داخل قطاع غزة بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس.

وقال أستاذ القانون في الجامعة العبرية في القدس كلود كلاين لوكالة فرانس برس "احتمال التوصل إلى تسوية سلمية بعيد جدا. لا أرى أي بارقة أمل". وأضاف "ما حدث في 7 تشرين الأول/أكتوبر عزز مقولة الذين يقولون في إسرائيل بأنه لا يوجد محاورون للبحث في السلام" بين الفلسطينيين.

وقال الوزير الفلسطيني السابق والأستاذ في جامعة بير زيت غسان الخطيب،  "التطرف تعزّز لدى طرفي النزاع وأدى إلى التشكيك العميق بالحل السلمي". وأضاف "توقفت عن الإيمان بحل الدولتين قبل السابع من تشرين الأول /أكتوبر بفترة طويلة".

لكن الولايات المتحدة التي تناست لسنوات طويلة مسألة حل الدولتين، عادت لتدعو إلى إقامة دولة فلسطينية، بعد اشتعال الحرب الأخيرة. كما جدّدت دول عربية عدة تأكيدها على أن لا حلّ في الشرق الأوسط بلا إقامة دولة للفلسطينيين.

ع.ح./ع.ش./ ع.غ (أ ف ب) 

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: حماس حزب الله وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان انتوني بلينكن غزة الاحتلال الاسرائيلي إسرائيل الرهائن الإسرائيليين في غزة جنوب لبنان حسن نصر الله الحوثيون الضفة الغربية المحتلة مستوطنين إسرائيليين النكبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو دويتشه فيله شهر من الحرب حماس حزب الله وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان انتوني بلينكن غزة الاحتلال الاسرائيلي إسرائيل الرهائن الإسرائيليين في غزة جنوب لبنان حسن نصر الله الحوثيون الضفة الغربية المحتلة مستوطنين إسرائيليين النكبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو دويتشه فيله شهر من الحرب الولایات المتحدة تشرین الأول قطاع غزة حزب الله

إقرأ أيضاً:

ثلاثة أرباع الإسرائيليين تؤيد صفقة شاملة لتبادل الأسرى مقابل وقف الحرب

أظهر استطلاع للرأي أن حوالي ثلاثة أرباع الإسرائيليين تؤيد صفقة شاملة لتبادل الأسرى مقابل وقف الحرب.

وأجرى الاستطلاع اجراه معهد لزار للبحوث برئاسة د. مناحم لزار لصالح صحيفة "معاريف".

وأظهر الاستطلاع أن 74 بالمئة من الإسرائيليين يعتقدون أن على "إسرائيل" أن تسعى الآن إلى صفقة كاملة لإعادة كل المخطوفين، حتى بثمن وقف القتال في غزة.

اللافت في الاستطلاع هو  أن 57 بالمئة من مؤيدي أحزاب الائتلاف الحالي يؤيدون الصفقة الشاملة مقابل وقف الحرب، فيما يؤيدها 84 بالمئة من مؤيدي أحزاب المعارضة، فيما 16 بالمئة فقط يؤيدون صفقة جزئية.

وفي الشأن الداخلي يظهر الاستطلاع أن 40 بالمئة من الإسرائيليين يعتقدون أنه لا يجب إقالة المستشارة القانونية للحكومة غالي بهرب ميارا، بالمقابل فإن 29 بالمئة مع إقالتها، و 14 بالمئة يعتقدون أن من الصواب تقسيم المنصب.



ويبين الاستطلاع أيضا أن 61 بالمئة يعتقدون أنه ينبغي للجيش الإسرائيلي أن يبقى في المناطق على الحدود مع سوريا، بقدر ما يلزم. على هذا يوجد إجماع بين مؤيدي الائتلاف (75 بالمئة)، ومؤيدي المعارضة (57 بالمئة)، فيما يقول 25 بالمئة آخرون انه ينبغي البقاء هناك لزمن محدود فقط.

وعلي صعيد المقاعد في الكنيست يظهر الاستطلاع أن حزبا برئاسة نفتالي بينيت يتعزز هذا الأسبوع بمقعد إلى 25، والليكود يضعف بمقعدين ويصل إلى 21 فقط. وبالإجمال تصل أحزاب المعارضة بما فيها بينيت إلى أغلبية مستقرة من 66 مقعدا مقابل 44 للائتلاف الحالي.

وتأتي خريطة المقاعد حسب الأحزاب الحالية، مقارنة في الاستطلاع السابق، على النحو التالي: الليكود 24 (25)، المعسكر الرسمي (التحالف بين غانتس وآيزنكوت) 20 (19)، يوجد مستقبل (يائير لابيد) 15 (14)، إسرائيل بيتنا (أفيغدور ليبرلمان) 14 (14)، الديمقراطيون (حزب جديد بعد اندماج حزبي العمل وميرتس) 12 (13)، شاس 9 (10)، القوة اليهودية (إيتمار بن غفير) 9 (8)، يهدوت هتوراة 7 (7)، الجبهة/العربية (أيمن عودة) 6 (5)، القائمة الموحدة (عباس منصور) 4 (5). و3 أحزاب لا تتجاوز نسبة الحسم: الصهيونية الدينية (بتسلئيل سموتريتش)، واليمين الرسمي، والتجمع.

مقالات مشابهة

  • نظام إسرائيلي في الشرق الأوسط
  • أستاذ علوم سياسية: 75% من الإسرائيليين يرغبون في إنهاء الحرب على غزة
  • نتنياهو يتحدث عن قرارات "النصر" ووضع إيران وما حدث بسوريا
  • اشتباكات عنيفة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين في الضفة الغربية
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: نتنياهو وزمرته ضللوا الشعب لإحباط الصفقة
  • عائلات المحتجزين الإسرائيليين بغزة توجه رسالة لترامب
  • شرط قديم جديد..نتانياهو: لن أوقف الحرب في غزة قبل القضاء على حماس
  • نتنياهو يتحدث عن بداية هجوم 7 أكتوبر - لن أقبل بوجود حماس على الحدود
  • ثلاثة أرباع الإسرائيليين تؤيد صفقة شاملة لتبادل الأسرى مقابل وقف الحرب
  • أنباء عن تقدم في محادثات وقف إطلاق النار .. والأمم المتحدة تطلب رأيا قانونيا حول التزامات إسرائيل في غزة