كشفت اللجنة الرئيسية المنظمة للنسخة الرابعة من المهرجان السنوي للأشخاص ذوى الإعاقة عن تفاصيل المهرجان الذي تنظمه وزارة الثقافة والرياضة والشباب ممثلة في المديرية العامة للأنشطة الرياضية، وذلك خلال الفترة من 27 نوفمبر الجاري وحتى الثالث من ديسمبر المقبل، وذلك تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للمعاق، حيث ستقام فعاليات المهرجان في محافظة مسقط وبعض المنشآت الرياضية ومواقع أخرى خارج محافظة مسقط.

جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقدته اللجنة الرئيسية يوم أمس بفندق انتر ستي بالخوير. ويستهدف المهرجان جميع فئات ذوي الإعاقة وأسرهم والعاملين في المجال المعني بهذه الفئة، ومن المتوقع مشاركة 2000 فرد من الأشخاص ذوي الإعاقة، والفنيون والإداريون، وتتمحور الرؤية الاستراتيجية للمهرجان حول إيجاد مجتمع واع ومتماسك ومتمكن اجتماعيا واقتصاديا ويحتوي المرأة والشباب وذوي الإعاقة والفئات الأكثر احتياجا، ورفع ممارسة الأنشطة البدنية والرياضية للأشخاص ذوي الإعاقة للترفيه والصحة والمنافسة وطنيا ودوليا.

أهداف المهرجان

وتهدف وزارة الثقافة والرياضة والشباب من إقامة هذا المهرجان إلى تأهيل الكوادر البشرية العاملة في برامج وأنشطة الأشخاص ذوي الإعاقة والقطاع الخاص على تبني ورعاية هذه الفئة رياضيا، وانتقاء اللاعبين المتميزين لضمهم للمنتخبات الوطنية البارالمبية، ودمج فئة ذوي الإعاقة مع فئات المجتمع، وتسليط الضوء على القضايا التي تهم فئة الأشخاص ذوي الإعاقة، حيث تمثل هذه الفئة إحدى الشرائح الأساسية في المجتمع العماني وهي إحدى الركائز التي تعمل رؤية عمان 2040 على تمكينها ودمجها في المجتمع، كما أن رفع مستوى ممارسة الأنشطة الرياضية للأشخاص ذوي الإعاقة بهدف الترفيه ورفع مستوى اللياقة والمنافسة محليا ودوليا يمثل أحد الأهداف الأساسية في استراتيجية الرياضة العمانية، ويتجسد ذلك في إقامة ورش العمل المهنية والتثقيفية والتوعوية والفعاليات الثقافية والرياضية الترفيهية والمسابقات بمشاركة مجموعة من المبدعين والإنجازات في المجالات الرياضية والثقافية وغيرها، كما أن إقامة المهرجان يعتبر فرصة لالتقاء بفئات ذوي الإعاقة المختلفة لإكسابهم جملة من المعارف والمعلومات والمهارات المختلفة والتي تسهم في إدماجهم بالمجتمع، ومناقشة أبرز القضايا ذات العلاقة، حيث يهدف القائمون من خلاله إلى الخروج بعدد من التوصيات والمبادرات.

الجهات المشاركة

وسيشارك في المهرجان عدة وزارات وجمعيات ولجان منها وزارة التنمية الاجتماعية وجمعية رعاية الأطفال المعاقين وجمعية التدخل المبكر للأطفال ذوي الإعاقة، والجمعية العمانية للأشخاص ذوي الإعاقة، والجمعية العمانية لذوي الإعاقة السمعية، وجمعية النور للمكفوفين، وجمعية الأولمبياد الخاص العماني، واللجنة البارالمبية العمانية، واللجنة العمانية لرياضة الصم، ووزارة التربية والتعليم، والمراكز الخاصة المعنية بتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة، وعدد من المحاضرين من خارج سلطنة عمان ومترجمي لغة الإشارة، وأطقم طبية وحكام.

دور بارز

وحظيت هذه الفئة في سلطنة عمان منذ فجر النهضة المباركة بالاهتمام من قبل العديد من الجهات باعتبارها جزءا لا يتجزأ من المجتمع العماني وكبقية أفراد المجتمع وللاستفادة من إنجازات التنمية وإعطائهم الفرصة للمشاركة الفاعلة في دفع عجلة التنمية عامة وفي التعبير عن عرفانهم وولائهم لهذا الوطن الغالي والقائد المفدى من خلال تمثيل سلطنة عمان في المحافل الرياضية ورفع علمها وإبراز الصورة المشرقة لها التي لا مجال فيها إلى أي نوع من الإقصاء والتهميش، وكان بالإشارة إلى قرار مجلس الوزراء المتعلق بنقل تبعية رياضة ذوي الإعاقة من وزارة التنمية الاجتماعية إلى وزارة الثقافة والرياضة والشباب، تم وضع خطة مقترحة في شأن تسيير أمور رياضة ذوي الإعاقة التي تم نقل تبعيتها إلى هذه الوزارة وذلك من خلال إنشاء قسم لرياضة ذوي الإعاقة ويختص بالمساهمة مع الجهات ذات الصلة في وضع الإطار العام لنشر رياضة ذوي الإعاقة والعناية بها والعمل على تشجيع ذوي الإعاقة من الجنسين على ممارسة الرياضة والتعبير عن قدراتهم وتميزهم في هذا المجال بما يناسب أوضاعهم الصحية ولياقتهم البدنية والمساهمة في إعداد البرامج الزمنية والتنفيذية للأنشطة الرياضية لذوي الإعاقة والمساهمة في إعداد وتدريب الكوادر والقيادات اللازمة لرعاية وتنفيذ الأنشطة الرياضية المختلفة لذوي الإعاقة، ومن أهم الأنشطة التي يقدمها القسم تنظيم 3 مهرجانات للأشخاص ذوي الإعاقة التي تستهدف جميع الإعاقات والذي انعكس وبشكل إيجابي على المشرفين والمشاركين من الفئات المختلفة وأولياء الأمور، وكانت المطالبات المستمرة بالاستمرار في إقامته حيث أقيم لمدة 3 سنوات منذ 2008 ولغاية 2011، وبلغ إجمالي المستفيدين 4405 أشخاص من 3 محافظات مختلفة، وحاليا جار الإعداد للمهرجان الرابع، كما يقوم القسم بتنظيم المسابقات والمنافسات الداخلية لرياضة البوتشيا ورياضة كرة طائرة جلوسا، وتنظيم ورش ودورات تدريبية للمشرفين والأخصائيين من الوزارة وأيضا من الجهات ذات العلاقة وتأهيل الطلبة بالجامعات ليكونوا على دراية بهذه الفئة وكيفية التعامل معها، ونشر مفهوم لغة الإشارة (محو أمية لغة الإشارة) من خلال الورش السنوية التي تنفذها الوزارة، وتنفيذ الأيام الرياضية.

وكذلك تم إنشاء نادي الأمل في عام 2011 لفئة الصم، وذلك دعمًا لدفع عجلة الرياضة لهذه الفئة بشكل خاص وفئات ذوي الإعاقة والمؤسسات الحكومية والخاصة والمجتمع بشكل عام في سلطنة عمان، ويعد نادي الأمل التابع لوزارة الثقافة والرياضة والشباب بملاعبه المتنوعة وقاعاته الرياضية والإدارية ومرافقه وتجهيزاته المتكاملة أحد المنجزات الرياضية الحديثة الذي شكل منذ إنشائه محطةً لتعزيز الجوانب الرياضية والشبابية لخدمة فئة ذوي الإعاقة والاتحادات واللجان الرياضية والمجتمع بكافة فئاته، ويتكون النادي من صالة رياضة متعددة الاستخدامات تستضيف مباريات السلة وخماسيات كرة القدم واليد وكرة الطائرة وكرة الريشة مجهزة بمقاعد للجماهير وللضيوف تتسع لأكثر من 800 مشاهد إلى جانب المنصة الرئيسية، وملعب كرة قدم معشب يضم مدرجات للجماهير بها 1234 مقعدًا يستضيف دوريات محلية وبطولات خاصة، وحوض سباحة مساحته 25 مترا، وقاعات متعددة الاستخدامات والمسرح وسكن للاعبين مكون من 12 غرفة مجهزة تتسع لـ37 لاعبًا وإداريًا، كما يوجد بالنادي مكاتب لإدارة النادي ومكاتب للجنة العمانية لرياضة الصم. وتعد فئة ذوي الإعاقة هي الفئة المستهدفة لممارسة النشاط في النادي وفي حال توفرت أوقات تشغر فيها مرافق النادي يتم استخدامها من قبل القطاع الحكومي والخاص، ويستضيف النادي الفعاليات الخاصة بالوزارة بجميع قطاعتها الرياضية والثقافية والشبابية، والتي تتمثل في الدورات والورش والملتقيات المختلفة، بالإضافة إلى الفعاليات الرياضية المختلفة في الصالة المغلقة والملعب المعشب وحوض السباحة وإقامة المعسكرات الداخلية من قبل الأندية والاتحادات واللجان.

ويعزز نادي الأمل من الإيرادات، حيث إنه يستقطب القطاع الخاص والجهات الحكومية غير المعفية من الرسوم، والتي تنفذ أنشطتها المختلفة في النادي عن طريق حجز المرافق المختلفة، مع الأخذ في الاعتبار أن هناك بعض الجهات الحكومية والعسكرية المعفية من الرسوم وفق اللائحة الإدارية والمالية للمجمعات الرياضية تمارس أنشطتها الرياضية المتنوعة في مرافق النادي، ويضم النادي مقرين دائمين لكل من اللجنة العمانية للصم واللجنة العمانية للتايكواندو واللجنة العمانية للشطرنج ومركز معهد رواق للتدريب، كما قامت الوزارة بإشهار عدة لجان لذوي الإعاقة، منها اللجنة البارالمبية العمانية واللجنة العمانية لرياضة الصم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: وزارة الثقافة والریاضة والشباب للأشخاص ذوی الإعاقة الأشخاص ذوی الإعاقة ریاضة ذوی الإعاقة اللجنة العمانیة لذوی الإعاقة سلطنة عمان هذه الفئة من خلال

إقرأ أيضاً:

كأس الخليج ومهرجان صحار

 

د. خالد بن علي الخوالدي

تمثل الفعاليات الرياضية الكبرى أحد أبرز الأحداث التي تجمع بين الشعوب وتخلق أجواءً من التفاعل والإثارة؛ حيث يُصبح الحدث الرياضي أكثر من مجرد مباراة، بل هو فرصة للتواصل الثقافي والاجتماعي، وفي هذا السياق يتجسَّد نجاح مهرجان صحار في تقديم تجربة مُميزة ومتكاملة تعكس اهتمامه الكبير بتنوع الفعاليات التي تلبي جميع الأذواق والتوجهات، وفي نسخته الثالثة يُواصل المهرجان تقديم مثال رائع على كيفية الجمع بين الرياضة والفن والترفيه، حيث يُقام هذا العام في وقت يتزامن مع انطلاق بطولة كأس الخليج الـ26 في دولة الكويت الشقيقة.

ومهرجان صحار من أبرز الفعاليات الثقافية والترفيهية في سلطنة عُمان، حيث يسعى القائمون على المهرجان إلى خلق بيئة تجمع بين الأنشطة الثقافية، الرياضية، والفنية، التي تتناسب مع مختلف الفئات العمرية والاهتمامات، ولا يقتصر دور المهرجان على تقديم الفعاليات المحلية فقط، بل يتعداه إلى تغطية الأحداث الرياضية الكبرى التي تثير اهتمام الجماهير على مستوى الخليج والعالم العربي.

وفي النسخة الأولى من المهرجان، تم تغطية كأس العالم 2022 في قطر؛ حيث أُقيمت شاشات عرض عملاقة استقطبت آلاف المتفرجين لمتابعة مباريات البطولة في أجواء حماسية، أما في النسخة الثانية، فقد كان المهرجان على موعد مع تغطية كأس آسيا 2023، ما أضاف بُعدًا آخر من التفاعل الرياضي والثقافي، واليوم في النسخة الثالثة، يعود مهرجان صحار ليكون في قلب الحدث الرياضي الأهم في المنطقة، وهو بطولة كأس الخليج الـ26 التي تُقام في دولة الكويت الشقيقة.

وفي خطوة تعكس الاهتمام الكبير من قبل إدارة المهرجان بتوفير تجربة مشاهدة استثنائية، تمَّ تجهيز المهرجان بشاشة عملاقة ضخمة بمقاس 9 في 20 مترًا، إضافة إلى شاشتين جانبيتين لعرض أحداث البطولة بشكل مميز، هذه الشاشات الكبيرة توفر للمشاهدين فرصة متابعة المباريات من زوايا متعددة ودقة عالية، وهو ما يُعزز من متعة المشاهدة ويزيد من تفاعل الجماهير مع المباريات.

لا شك أنَّ تركيب هذه الشاشات العملاقة ليس مجرد رفاهية؛ بل هو تجسيد حقيقي للرؤية التي تبنتها إدارة المهرجان في تقديم أفضل تجربة ترفيهية للزوار مع وجود أكثر من 6000 مقعد في المدرجات، استطاع مهرجان صحار أن يستقطب أعدادًا ضخمة من الجماهير التي أتت لتشجيع منتخبها المفضل ومتابعة مباريات البطولة في جو من الحماس والتشويق.

لم يكن افتتاح بطولة كأس الخليج الـ26 في الكويت مجرد حدث رياضي عابر، بل كان بمثابة احتفالية رياضية حيَّة شارك فيها الآلاف من العُمانيين وزوار مهرجان صحار، فقد كانت المدرجات مكتظة بالجماهير التي أظهرت حماسة كبيرة في تشجيع الفرق الخليجية، وهو ما يعكس العلاقة الوثيقة بين الرياضة والمجتمع العُماني، الذي يولي اهتمامًا بالغًا بدعم الرياضة على مستوى المنطقة.

الجماهير لم تقتصر على مُتابعة المباريات فقط، بل تفاعلوا مع الأنشطة المصاحبة للمهرجان، مثل العروض الموسيقية والفنية والأنشطة الثقافية التي شهدها المهرجان في نفس الوقت، هذا التنوع في الفعاليات يبرز قدرة المهرجان على جذب جميع الفئات العمرية والمجتمعية، سواء كانوا من عشاق الرياضة أو محبي الثقافة والفن.

ما يُميز مهرجان صحار عن غيره من الفعاليات هو استدامة اهتمامه بتقديم تجارب متنوعة وشاملة ليس فقط لأنَّ المهرجان يواكب الأحداث الرياضية الكبرى مثل كأس الخليج، بل لأنه يدمج هذه الفعاليات مع عروض ثقافية وفنية تحاكي مختلف الأذواق، فمن العروض المسرحية إلى الفرق الموسيقية الحية، ومن الأنشطة للأطفال إلى الفعاليات المخصصة للكبار، يمكن القول إن مهرجان صحار يُعد منصة متكاملة تجمع بين الترفيه والرياضة والثقافة.

إضافة إلى ذلك، يعتبر المهرجان فرصة لتعزيز السياحة الداخلية، حيث يقصده العديد من الزوار من مختلف أنحاء عُمان وخارجها، ما يساهم في دعم الاقتصاد المحلي وتعزيز صورة سلطنة عُمان كوجهة سياحية وثقافية رائدة في منطقة الخليج.

ونجاح مهرجان صحار في تقديم تغطية مميزة لبطولة كأس الخليج الـ26 في الكويت، من خلال شاشات عرض عملاقة وجو احتفالي مُميز، يثبت قدرة المهرجان على الجمع بين الرياضة والترفيه بشكل مثالي، هذا المهرجان لا يقتصر على كونه مجرد حدث رياضي، بل هو تجسيد لرؤية شاملة تهدف إلى إثراء الحياة الثقافية والترفيهية في محافظة شمال الباطنة، وجعلها مركزًا لاستضافة الفعاليات التي تستقطب الزوار من جميع أنحاء العالم.

وفي الختام.. يظل مهرجان صحار شاهدًا حيًّا على التطور الثقافي والرياضي في محافظة شمال الباطنة خاصة وسلطنة عُمان عامة، ويُؤكد على قدرة المحافظة على تنظيم فعاليات تجمع بين الحماسة الرياضية وروح الفلكلور الثقافي، لتكون الوجهة المثالية لكل من يسعى للاستمتاع بتجربة مُميزة توازن بين الرياضة والترفيه.

ودُمتم ودامت عُمان بخيرٍ.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • كأس الخليج ومهرجان صحار
  • حصاد 2024.. أبرز الهواتف القابلة للطي هذا العام
  • السيد ذي يزن: رياضة الهوكي تحظى بالعناية السامية من أجل الوصول بها إلى المستويات العليا في الساحة الرياضية
  • "القومي لحقوق الإنسان" يطلق مؤتمر اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة
  • 10 مسابقات في الدورة الأولى لمهرجان الوثبة للزهور
  • حلقة نقاشية لتعزيز التمكين الاقتصادي لذوي الإعاقة
  • "القومي لحقوق الإنسان"يرصد ويوثق حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وكيفية تعزيزها
  • طلعت عبد القوي: الأشخاص ذوي الإعاقة يتمتعون بخدمات غير مسبوقة في تاريخهم
  • مشيرة خطاب تكشف عن تحد كبير يواجه ذوي الهمم هذه الأيام
  • التنمية الاجتماعية تنظم حلقة حول التمكين الاقتصادي للأشخاص ذوي الإعاقة