محلّل أمريكي: محور الصين روسيا إيران يشكّل تهديداً واضحاً للولايات المتحدة بعد “جبهة غزة- لبنان”
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
يمن مونيتور/قسم الأخبار
يرى المحلل الأمريكي أرييل كوهين أن تل أبيب وواشنطن في حاجة لمواجهة الظروف الدولية الخطيرة على نحو متزايد ، فقد أصبحت إسرائيل وغزة ولبنان جبهة أخرى في مواجهة عالمية بدأت في أوكرانيا، شهر شباط /فبراير 2022.
وقال كوهين، ، الحاصل على درجة الدكتوراه، وهو زميل بارز غير مقيم في المجلس الأطلسي، والمدير الإداري لبرنامج الطاقة والنمو والأمن في المركز الدولي للضرائب والاستثمار، إنه منذ أن أعلنت موسكو وبكين عن “صداقة لا حدود لها” قبل هجوم روسيا واسع النطاق على أوكرانيا، في شهر شباط /فبراير عام 2022، تعمل القوتان الأوروآسيويّتان على تشكيل المشهد العالمي لممارسة أقصى ضغط على الولايات المتحدة وحلفائها.
وقادت إيران التصعيد الحالي في الشرق الأوسط لعرقلة التقارب الإسرائيلي- السعودي. وتساند روسيا والصين هذا التصعيد، في الوقت الذي زعمت فيه مصادر استخباراتية أمريكية أن “مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة قامت بتدريب “حماس” على العمليات اللوجستية”. وبدأت فاغنر أيضاً في نشر منظومة الدفاع الجوي إس أية 22-الروسية.
وأضاف كوهين، مؤلف كتاب “الإمبريالية الروسية: التنمية والأزمات”، في تقرير نشرته مجلة “ناشونال إنتريست” الأمريكية، أن الأزمة الحالية تقدم فرصة فريدة لواشنطن لتوجيه رسالة واضحة لا لبس فيها إلى موسكو وبكين مفادها: التراجع أو فقدان إيران.
وتواجه الولايات المتحدة الآن تحالفاً عالمياً مكوناً من روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران يحاول الاستفادة من الهجوم الكبير الذي شنته “حماس” في السابع من الشهر الماضي، والذي خلّف 1400 قتيل إسرائيلي، وشهد عمليات اختطاف واحتجاز أكثر من 200 شخص في غزة.
ويضيف كوهين أن “الحرس الثوري الإيراني” قام بتدريب وتسليح وتمويل “حماس” وحركة “الجهاد الإسلامي”، وأنه ترددت تقارير بأنه نسق الهجوم في سلسلة من الاجتماعات التي عُقدت في العاصمة اللبنانية بيروت.
وتعد إيران أيضا مورداً رئيسياً للطائرات المسيّرة لروسيا وللنفط للصين، وهى أيضاً المستفيدة من اتفاقية استثمار لمدة 25عاماً بقيمة 400 مليار دولار مع بكين.
يذكر أنه تمت الموافقة على انضمام إيران إلى مجموعة بريكس، اعتباراً من كانون الثاني/ يناير المقبل، وأصبحت عضواً كاملاً في منظمة شنغهاي للتعاون، اعتباراً من شهر تموز/يوليو الماضي.
ويرى كوهين أن إيران هي العامل الرئيسي لانعدام الاستقرار في الشرق الأوسط من البحر الأحمر. حيث تستفيد روسيا من الفوضى الرامية إلى زعزعة استقرار الدول الموالية لأمريكا في الشرق الأوسط، التي تضمن التدفق المطرد للنفط إلى العالم، حيث يمرّ أكثر من 30% من سفن النفط من الخليج عبر مضيق هرمز.
وإذا ما تم تلغيم مضيق هرمز، أو أطلقت إيران النار على ناقلات النفط، مثلما فعلت في الماضي، سوف ترتفع أسعار النفط بشكل كبير، ما يؤدي إلى ارتفاع سعر البرميل إلى 150 دولاراً، وارتفاع جديد للتضخم، ما، ربّما، يسهم في هزيمة الرئيس الأمريكي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية العام المقبل.
ويعتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه بينما يملأ خزائنه، فإنه يستطيع مساعدة الرئيس السابق دونالد ترامب على إعادة انتخابه.
وتقدم روسيا الغطاء الدولي لحركة “حماس” منذ فوزها في الانتخابات، التي شجعت عليها الولايات المتحدة في عام 2006. وكان بوتين أحد زعماء العالم الأوائل الذين هنأوا “حماس”، واستضاف زعيمها خالد مشعل في موسكو، رغم موقف روسيا المفترض المناهض للإرهاب في القوقاز وأفغانستان.
وأشار كوهين إلى أن روسيا استخدمت أيضاً إيران كأداة ضد أمريكا لعقود، وقامت بتزويد حكّام إيران بتكنولوجيا الصواريخ في حقبة تسعينيات القرن الماضي، ودرّبت مهندسيها النوويين، وشيّدت المرحلة الأولى من مفاعل بوشهر النووي، في عام 2013، وتعتزم استكمال المرحلة الثانية العام المقبل والمرحلة الثالثة من المفاعل، في عام 2026.
وتشتري موسكو الآن المسيّرات الإيرانية “شاهد” و”مهاجر” بالآلاف لاستخدامها في أوكرانيا، مقابل نقل التكنولوجيا العسكرية إلى طهران.
ومع انقضاء سريان عقوبات الأمم المتحدة على بيع تكنولوجيا الصواريخ إلى إيران، قالت روسيا إنها لن تمددها، ما يعني رؤوساً حربية وصواريخ أطول مدى وأكثر قوة محتملة للأسلحة النووية الإيرانية في المستقبل. وهذه كارثة محتملة للشرق الأوسط وأوروبا والعالم.
وتنسق روسيا والصين أيضاً سياستهما بشأن الشرق الأوسط. وأنحى الرئيس بوتين والمبعوث الصين للشرق الأوسط تشاي جيون، على نحو متزامن، باللائمة على الولايات المتحدة في القيادة الفاشلة في الشرق الأوسط ودعم إسرائيل.
وعلاوة على ذلك، أعلن وزير الخارجية الصيني وانج يي أن إسرائيل “تجاوزت حقها في الدفاع عن النفس”، ويأتي هذا من بلد يخطط بشكل علني لغزو تايوان، ويسجن ما يصل إلى مليون من الويغور في معسكرات العمل.
ومؤخراً نشرت الصين، التي لها قاعدة عسكرية في جيبوتي قرب باب المندب، وهي نقطة الاختناق العالمية عند مدخل البحر الأحمر، سرباً يضمّ ست سفن في الخليج، أولاً في مسقط والآن في الكويت.
وتوسطت الصين مؤخراً في تقارب تاريخي بين السعودية وإيران، في الوقت الذي شعرت فيه الرياض أن دعم واشنطن ليس متوقعاً.
وكلتا الدولتين الغنيتين بالنفط موردان رئيسيان للنفط للصين. غير أن الحزب الشيوعي الصيني يفتقر إلى الخلفية والمعرفة الضروريتين لسياسة متطورة بشأن الشرق الأوسط، أو لإظهار قوة موثوق بها على بعد آلاف الأميال من الشواطئ الصينية.
وبعد الانسحاب المخزي من أفغانستان، كان صنّاع السياسة الأمريكية يأملون في نسيان الشرق الأوسط، وكانوا يتوقون إلى التركيز على المنافسين الأقران، وهما روسيا والصين .ولكن الشرق الأوسط لديه قوة جاذبية كبيرة للغاية، حيث يجذب القوى الكبرى للعودة إليه.
وذكر كوهين أنه في الصراع العالمي مع محور موسكو بكين طهران، تحتاج القوة العظمى الأمريكية إلى أن تكون قادرة على القيام بمهمتين، حيث تحتاج إلى دعم أوكرانيا، بينما تمنح إسرائيل الفرصة للقضاء على “حماس” وردع إيران.
وكل من الصين وروسيا لا تملكان القوة العسكرية، وبصفة خاصة الإمكانيات البحرية والجوية للإطاحة على نحو موثوق به بالولايات المتحدة كقوة مهيمنة في الشرق الأوسط، إذا كان لدى أمريكا الإرادة والقيادة السياسية لتظل القوة المهيمنة.
ويقول كوهين إنه إذا لم تستجب إيران للتحذيرات من واشنطن وتطلق العنان لـ “حزب الله” للدخول في الحرب، ما يسبب ضرراً غير مقبول للمدنيين الإسرائيليين، فإن هناك حاجة لمعاقبتها بشدة، وتدمير برنامجها النووي وقوتها العسكرية، وربما منشآتها النفطية.
(د ب ا)
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: اليمن غزة لبنان الولایات المتحدة فی الشرق الأوسط روسیا والصین
إقرأ أيضاً:
«صفقة كبرى» .. هل يشهد الشرق الأوسط عهدًا جديدًا مع ترامب؟
سرايا - أسبوع واحد فقط يفصل العالم عن عودة دونالد ترامب للبيت الأبيض ومواجهة سلسلة من الصراعات في الشرق الأوسط.
ومع استمرار الحرب في غزة وإعادة التحالف الإيراني تجميع نفسه بعد سلسلة من الخسائر، تبدو الدبلوماسية احتمالا بعيدا إلى حد ما لكن الرئيس الأمريكي المنتخب معروف بنهجه "فن الصفقة" في عالمي الأعمال والسياسة.
ويزعم المسؤولون السابقون المطلعون على الأمر أن التغييرات الهائلة التي اجتاحت المنطقة على مدى السنوات الأربع الماضية وخاصة في الأشهر الأخيرة توفر أيضًا فرصًا جديدة لصفقة كبرى وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة "نيوزويك" الأمريكية.
وقال مسؤول حكومي سابق قريب من القضايا المعنية للصحيفة "التحديات كبيرة في الشرق الأوسط، لكن الفرص حقيقية.. قد لا تتحقق، لكنها تستحق المحاولة".
ووفقا للمسؤول السابق فإن ترامب بلا شك يريد الحصول على "الصفقة الكبرى" وهي شيء يتعلق بإيران يتم تحقيقه إما من خلال التفاوض أو القوة أو مزيج من الاثنين بما يغير السنوات الماضية من قدرة إيران على الهيمنة السلبية على المنطقة، والتي تمثل تحديًا للولايات المتحدة والشركاء والحلفاء".
كما أشار المسؤول الحكومي السابق أيضا إلى ما وصفه بـ"الصفقة السعودية" عبر تطبيع العلاقات مع إسرائيل، قائلا إن ترامب يسعى أيضًا إلى الحصول عليها "لأسباب عديدة".
ربما فاز ترامب بإنجاز مهم في الشرق الأوسط في توسطه الناجح للاتفاقيات الإبراهيمية لكن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود ظل نقطة عمياء مستعصية على الدبلوماسية الأمريكية وتفاقم بعد هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 التي أشعلت فتيل العنف في جبهات متعددة وجذبت مجموعة من الفاعلين بينهم الولايات المتحدة.
ومن بين اللاعبين الأكثر أهمية في المعركة، كانت إيران، التي انضمت إلى القتال سواء من خلال تحالف ما يسمى "محور المقاومة" أو من خلال تبادل غير مسبوق للضربات المباشرة مع إسرائيل وذلك بعدما سرعت أنشطتها النووية عقب انسحاب ترامب من الاتفاق النووي في 2018 كما تعرض حلفاؤها لعدد من النكسات مؤخرا.
وبدأت النكسات بتفجيرات أجهزة البيجر التابعة لحزب الله في سبتمبر/أيلول الماضي ثم مقتل الأمين العام للحزب حسن نصرالله في غارة جوية إسرائيلية وفي 27 نوفمبر/تشرين الثاني، وقعت إسرائيل وحزب الله على اتفاق لوقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا ينتهي بعد أيام من تولي ترامب منصبه إذا لم يتم تمديده.
وبعد الهدنة، شنت "هيئة تحرير الشام" هجومًا مفاجئًا أطاح في النهاية بنظام الرئيس السوري بشار الأسد حليف إيران.
وفي تصريحات لـ"نيوزويك"، قال مسؤول حكومي سابق "لقد أرسلت إيران إشارات واضحة حتى قبل العملية الجوية الإسرائيلية الأخيرة بأنها تريد التعامل، سواء كان الاتفاق شيئًا مثل خطة العمل الشاملة المشتركة، أو ترتيبًا جديدًا، أو ترتيبًا جزئيًا، فهم يريدون التعامل"، مشيرا إلى المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها طهران.
واعتبر المسؤول السابق أن "البيئة لاستكشاف معالم الصفقة على الأقل أفضل الآن مما كانت عليه في أي وقت".
ورجح دوغلاس سليمان، رئيس معهد دول الخليج العربية في واشنطن، أن يعيد ترامب صياغة سياسة "الضغط الأقصى" الخاصة به من خلال القيود الاقتصادية كورقة تفاوضية مع طهران، معربا عن اعتقاده بأن الرئيس المنتخب "سيكون على استعداد للتفاوض وقبول أمر بديل للاتفاق النووي".
وبالإضافة إلى العوامل الخارجية، قد تساعد الوعود بالتحسين الاقتصادي التي أطلقها الرئيس الإيراني الإصلاحي مسعود بزشكيان أيضًا في تهيئة الظروف للتوصل إلى اتفاق.
ورغم دور بزشكيان في تشكيل سياسات إيران، فإن السلطة النهائية في يد المرشد الأعلى علي خامنئي كما يلعب مستشاروه "المتشددون" في المجلس الأعلى للأمن القومي والحرس الثوري أدوارًا مؤثرة أيضًا، وفق الصحيفة.
وفي واشنطن، يستعد ترامب لإحضار مجموعته الخاصة من المتشددين والذين أعرب بعضهم عن وجهات نظر "تدعم العمل العسكري وحتى السعي إلى تغيير النظام في طهران".
ودائما ما أعلن ترامب نيته "وقف الحروب" بدلاً من بدئها، لكنه هدد أيضًا بضرب إيران وفي 2020، اتخذ خطوة غير مسبوقة بإصدار أمر بقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني، في العراق وبعد 5 سنوات، لا يزال التهديد بالمواجهة المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران كبيرًا.
وقال ميك مولروي، الذي شغل سابقًا منصب نائب مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط، "ليس من المستبعد، أن تشارك واشنطن في ضربة ضد المنشآت النووية في إيران إذا كانت المعلومات الاستخباراتية واضحة أنها تسعى للحصول على سلاح نووي".
وحول نهج إدارة ترامب لإنهاء حرب غزة، قال برايان هيوز المتحدث باسم الفريق الانتقالي "الرئيس ترامب ملتزم بإعادة السلام والازدهار في جميع أنحاء الشرق الأوسط. سيشمل هذا العمل بالتنسيق الوثيق مع شركائنا العرب والإسرائيليين لضمان ازدهار غزة يومًا ما" وهو ما أثار الأمل لدى المراقبين.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #العالم#الخليج#ترامب#إيران#المنطقة#السعودية#سليماني#العراق#سياسة#الله#العمل#القدس#الدفاع#غزة#علي#الثاني#رئيس#الرئيس
طباعة المشاهدات: 927
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 13-01-2025 09:47 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...