اعتبر الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، أن "الاحتلال وما يحدث للفلسطينيين لا يحتمل"، متهما جميع الأطراف بالتورط في الحرب الدائرة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وفي مقتطف منشور من مقابلة أجراها أوباما مع برنامج Pod Save America على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، قال إن "البعض لا يمكنه قول الحقيقة..

جميعنا متورطون"، مضيفا "إذا كانت هناك أي فرصة لأن نكون قادرين على التصرف بشكل بنَّاء، فسيتطلب الأمر الاعتراف بمدى تعقيد القضية وبالأفكار التي قد تبدو متناقضة ظاهرياً".

وتابع حديثه: "صحيح أن تصرفات حماس كانت مروعة، ولكن ما هو صحيح أيضاً هو أن الاحتلال وما يحدث للفلسطينيين أيضاً لا يحتمل، كما أن هناك العديد من القصص عن جنون معاداة السامية (بصيغة مبالغة).. كذلك هناك أشخاص يموتون الآن (من الفلسطينيين)، والذين ليس لهم علاقة بما فعلته حماس".



ورأى أول رئيس أمريكي من أصول إفريقية، أن "البعض لا يمكنه قول الحقيقة، أو أنهم يدعون أنهم يقولون الحقيقة، وهذا لن يحل المشكلة".

وأشار إلى أنه "إذا كنت تريد حل المشكلة فعليك أن تتقبل الحقيقة كاملةً، والاعتراف بأن لا أحد يديه نظيفتان، وأننا جميعاً متورطون إلى حد ما".

وأردف: "أنظر إلى ما يجري الآن، وأفكر في فترة رئاستي، وأتساءل عما كان بوسعي فعله حتى تمضي هذه القضية قدماً، فقد فعلت كل ما في وسعي، ولكن جزءاً مني يتساءل: هل كان بوسعي أن أفعل شيئاً آخر لتغيير الأمر".

ووفقاً لشركة "كروكيد ميديا" الإعلامية فإن المقابلة الكاملة ستنشر يوم الثلاثاء القادم.

اوباما: لن ننقذ الطفل التالي إلا حينما نبدأ بالاستماع إلى الطرف الاخر والا نقلل من قيمة ما يقول. pic.twitter.com/a3PnqTaiGn

— ZaidBenjamin زيد بنيامين (@ZaidBenjamin5) November 5, 2023


أوضح أوباما، الذي فاز بولايتين رئاسيتين (2009-2017)، أن "هذا هو الحوار الذي يتعين إجراؤه الآن، وذلك ليس من خلال النظر إلى الماضي فحسب، ولكن التطلع إلى المستقبل أيضا"، مشددا على أن "هذا لا يمكن أن يحدث في حال تم الاستسلام للشعور بالغضب".

ومضى بقوله: "أفضّل أن أرى الناس يتحدثون إلى الأشخاص الذين لا يتفقون معهم، فإذا كانوا يريدون حقاً تغيير الوضع الحالي، سيتعين عليهم معرفة كيفية التحدث إلى الأشخاص على الجانب الآخر والاستماع إليهم وتفهمهم وفهم ما يقولونه، وعدم رفضهم".



ونهاية تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وقال أوباما عبر بيان، إن إجراءات من قبيل قطع إمدادات الغذاء والماء عن قطاع غزة قد "تقود إلى تصلب المواقف الفلسطينية على مدى أجيال" وتضعف الدعم الدولي لدولة الاحتلال الإسرائيلي.

ويواصل جيش الاحتلال منذ 30 يوما، عدوانا وحشيا على غزة، استشهد فيه 9500 فلسطيني، منهم 3900 طفل و2509 امرأة، وأصيب أكثر من 24 ألفا آخرين، كما استشهد 147 فلسطينيا، واعتقل نحو 2040 في الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية باراك أوباما الاحتلال حماس غزة امريكا حماس غزة الاحتلال باراك أوباما سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

التخاذل الأمريكي لحظة مفتاحية في القرن 21

من منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة قال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند يوم 28 سبتمبر 2015: أرى أن بعض الأطراف (قاصدا بوتين) تبذل كل مساعيها الدبلوماسية لإدخال بشار الأسد طرفا في مسار التفاوض السياسي حول مستقبل سوريا. إلا أنه لا يمكن أن يكون ثمة تعامل وتعاون بين الضحايا والجلاد. الأسد هو أصل المشكلة، ولا يمكنه أن يكون طرفا في الحل. ثم قال في مؤتمر صحافي في اليوم ذاته: لا بد أن يرحل الأسد حتى تتمكن المعارضة وأجهزة النظام من التوصل للتوافق اللازم، ولا بد أن تتوقف فورا أعمال القصف التي يمارسها نظام بشار الأسد اليوم في ظروف بالغة الفظاعة.

صحيح أن العرب درجوا على الاستخفاف بمثل هذه المواقف الغربية وحسبانها مجرد كلام. ولكن الحقيقة أن أولاند كان جادا في إرادة إسقاط النظام الأسدي في أعقاب استخدامه للأسلحة الكيميائية ضد الشعب السوري. والدليل أن أولاند اتفق مع أوباما يوم الجمعة 23 أغسطس 2013 على شن غارات جوية على المواقع الاستراتيجية للنظام بهدف إسقاطه. وكان القرار أن تبدأ العملية في الواحدة من فجر الأحد. وفعلا أصدر أولاند الأمر لسلاح الجو الفرنسي بالاستعداد لشن الغارات في الموعد المحدد. إلا أنه فوجئ بأوباما يهاتفه يوم السبت قائلا: لقد فكرت في الأمر مليا وارتأيت آخر الأمر أن من الأفضل أن أطلب موافقة الكونغرس. عندها أجاب أولاند: هذا قرارك السيادي، ولكنك إذا عرضت الأمر على الكونغرس فهذا يعني أن العملية لن تقع!

ولهذا قالت الصحافة الفرنسية آنذاك إن أوباما خذل أولاند. إلا أن الأمر أخطر من مجرد خذلان رجل لرجل. إنه خيانة للعهد الذي قطعه على نفسه رئيس القوة العسكرية العظمى. فقد التزم أوباما بقَسَم سياسي لما توعّد سفاح دمشق بأن استخدام السلاح الكيميائي خط أحمر وبأن تجاوزه سوف يعرضه للعقاب العسكري. ولكن الرئيس الأمريكي نكص على عقبيه ونكث بقسمه السياسي. والغريب أن أوباما ظل في الأعوام التالية يعلن بملء فيه أنه «لا يجوز دعم طغاة من أمثال الأسد بذريعة أن البديل سيكون أسوأ»! أما الأغرب فهو أن أوباما قرر، مختارا، الحد من سلطاته وتعطيل قدرته على الفعل بينما يجمع المراقبون على أن كل الرؤساء الأمريكيين بلا استثناء قد عملوا، على مدى العقود الستة الماضية، على توسيع سلطاتهم على حساب الكونغرس.

وفي التعليق على ما حدث عام 2013، قال أولاند قبل أيام إن عدول أوباما عن شن العمليات العسكرية في سوريا لم يتح إطالة عمر نظام بشار فحسب، بل إنه مهد الطريق أيضا لتدخل روسيا وتمكنها في سوريا. ثم أصدر أولاند هذا الحكم: إن قرار أوباما عدم التدخل العسكري في سوريا إنما يمثل «لحظة مفتاحية في تاريخ القرن الحادي والعشرين، ذلك أن ثمة أحداثا لا نستطيع قياس أثرها عند حدوثها». فقد كان لهذا القرار، أو بالأحرى اللاّ-قرار، نتائج مشهودة في المنطقة مثلما نرى اليوم، ولكن كان له نتيجة أخرى هي أنه كشف لبوتين أن أمريكا، والدول الغربية عموما، لا عزم لها على التدخل في الخارج. ولهذا أقدم بعد شهور من ذلك على مهاجمة أوكرانيا والاستحواذ على جزيرة القرم والسيطرة غير المباشرة على منطقة دونباس.

ويقتضي الإنصاف القول إن أولاند كان أكثر من ساركوزي وماكرون ثباتا على المبدأ بشأن وجوب الحزم في التعامل مع كل من بشار وبوتين. صحيح أن الأحداث بدت كما لو أنها تفند موقفه، حيث بقي بشار في الحكم زمنا إضافيا بسبب القرار الروسي بتعويمه فوق بحر الدماء السورية التي أراقها وهو يقهقه بكل سماجة، ولكن سقوط النظام أثبت أن أولاند كان على صواب، وأن موقفه كان سائرا في الاتجاه الصحيح للتاريخ، بينما كان موقف أوباما المتخاذل منافيا للمبدأ الأخلاقي والمنطق التاريخي.

هذا، ورغم أن زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان وزعيم اليسار الراديكالي جان-لوك ميلنشون على طرفي نقيض، فإنهما كانا متحديْن في تأييد الطاغية وفي انتقاد موقف أولاند المناهض له. لوبان كانت تعدّه حصنا ضد «الجهاديين» وميلنشون كان معجبا بـ«علمانيته» ومناديا بضرورة التفاوض معه. ولكن الحقيقة هي أن لوبان ثابتة منذ القديم على تأييد الطغاة في كل مكان. أما ميلنشون، الألمعي التقدمي، فإن كراهيته المرَضية لكل ما هو أمريكي هي التي أعمته عن رؤية الآيات البيّنات.

(القدس العربي)

مقالات مشابهة

  • يونسيف: ما يحدث في غزة لا يمكن أن يستمر في 2025 (شاهد)
  • نتنياهو: هناك تقدم في مباحثات صفقة تبادل الأسرى
  • جنيفر لوبيز: لا توجد صدفة بالحياة كل شيء يحدث لسبب
  • الأونروا: ما يحدث في مستشفى كمال عدوان انتهاك واضح للقوانين الإنسانية
  • "إسرائيليون" حضروا مؤتمر الأممية الاشتراكية في الرباط.. هل حلت بالمغرب عائلات أسرى الحرب أيضا؟
  • عزّالدين من معروب: لبنان لا يحتمل رئيس تحدٍّ
  • "نستيقظ في الصباح متجمدين من البرد".. معاناة بلا حدود للفلسطينيين في غزة في شتاء قارس ونقص المساعدات
  • هالاند: نحن محبطون ولكن علينا أن نستمر في العمل الجاد للعودة للانتصارات
  • تحقيق يكشف تفاصيل يرويها متورطون بتجهيز وتفجير أجهزة البيجر
  • التخاذل الأمريكي لحظة مفتاحية في القرن 21