لن تتوقف عن الابتسام إذا ما شاهدت فيديوهات «حمو وويكا»، شابان من صعيد مصر يأسران القلوب ويحصدان ملايين المشاهدات بخفة دم اسثنائية، وروح خفيفة، وأكلات أسوان التراثية، ومعالم الجنوب، ويشجعان السياحة التي تأتي رأسًا من الأجداد إلى صحراء ونيل قرية «غرب سهيل» الساحرة بالنوبة، تلك هي مقومات النجاح، قليل من الخبرة وكثير من اللذاذة والإفيهات الارتجالية، ما جعلهما أيقونة مصرية يتابعها ملايين.

عبر منصة «تيك توك»، يتابع «ويكا» أكثر من مليوني مستخدم، بينما يتابع «حمو» 500 ألف شخص، وحينما أنتجا فيديو سويًا من أسوان وصل إلى كل العالم، معظم «النكات واللزمات» في الفيديو تكون تلقائية دون ترتيب مسبق، ما يجعلها تصل للقلب بسرعة كبيرة، شهرتهما جعلت متابعيهم يطالبوهم بمزيد من الأطعمة والأكلات الأسوانية، ويروي «حمو» في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، كيف بدأ وصديقه، الشهرة وإنتاج تلك الفيديوهات.

رحلة «حمو وويكا» للترويج للسياحة

يدرس «حمو» البالغ من العمر 24 عامًا في كلية الخدمة الاجتماعية بـ أسوان، وتحديدًا مركز كوم أمبو، وقد بدأ في إنتاج الفيديوهات منذ سنتين بمعاونة رفيق الضحك «ويكا»، وأرادا سويًا إظهار جمال أسوان بالعادات والتقاليد والأكلات، وكذلك المناظر الخلابة الموجودة في النوبة: «لقيت ناس كتير فعلًا بتتفاعل معايا وحابة تيجي أسوان».

أكثر ما شهر الثنائي هو تقديم الأكلات الأسوانية القديمة، التي تعلمها «حمو» من جدته، مثل العصيدة والدوكة والإفطار بلبن الإبل، فتلك الفيديوهات عرفت متابعيه على أنواع من الأكلات الغريبة الأسوانية، ووالدته تتابعه على الهاتف كي لا يُخطئ: «جدتي الله يرحمها كان أحلى أكل من إيديها، أنا كنت دايمًا بساعدها، واتعلمت منها الكثير ولو نسيت حاجة باستعين بأمي»، التصوير أيضًا يكون في غرب سهيل مع الزرع والصحراء والنيل، فيعطي مظهرًا خلابًا لدرجة ارتباط متابعيه بتلك الفيديوهات وأطلقوا عليه «أبو عصيدة».

«حمو»: نفسنا نكون سفراء السياحة لأسوان

بالإضافة إلى تقديم العادات والتقاليد والأكلات، يريد حمو وويكا أنّ يكونا سفراء السياحة لبلادهم أسوان، ليزورها كل من في مصر والوطن العربي: «الناس بدأت تزور أسوان، وأحلى حاجة أنّ محافظ أسوان ووزير الشباب والرياضة بيدعمونا»، إذ التقيا بهما في حفلة شباب مصري التي أقيمت بالعاصمة الإدارية الجديدة.

يتشارك حمو وويكا وصديق ثالث يدعى كرم، الأفكار لإنتاج الفيديوهات كي تكون في أفضل صورة: «إحنا مبسوطين أوي أنّ الفيديوهات بتاعتنا بتوصل لناس كتير»، ورغم الشهرة الواسعة على السوشيال ميديا، إلا أنّ حمو لا يرغب في أنّ يكون هذا هو عمله فقط، وإنما مع شغله الطبيعي: «ينقدم معالم أسوان بشكل أجمل علشان نجذب السياحة، والحمد لله الفديوهات وصلت لناس كتير وزاروا أسوان فعلا».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: أسوان العادات والتقاليد

إقرأ أيضاً:

من نيروبي – إعلان وفاة الدولة القديمة

تأتي رمزية ذهاب السودانيين جنوباً نحو عمقهم الأفريقي، كدلالة واضحة على وصولهم لقناعة راسخة، بأنه لم يعد التمسك بالوجهة الأحادية القديمة يجدي نفعا، وأن الحلول الناجعة للمعضلات الوطنية دائماً مصدرها أفريقي – أديس أبابا ونيفاشا، مع وجوب الاعتراف الصريح، بحقيقة أن أسباب الموت وحريق القنابل يأتينا من العمق الشرق أوسطي، لذا وجدنا ضالتنا في أمنا إفريقيا (ماما آفريكا)، الحضن الموثوق، فلم نر من اثيوبيا وكينيا ويوغندا وافريقيا الوسطى وتشاد، غير الترحاب والأبواب المشرعة، بعكس الشرق الأوسط، الذي زوّد جماعة الإخوان المسلمين بالطيران الحربي، القاصف لرؤوس المدنيين في نيالا والكومة ومليط وام درمان والخرطوم، فالسودان هواه افريقي، لكن صفوة دولة السادس والخمسين كسرت عنق الانتماء، وحاولت أن تستظل تحت ظلال العيدان المعوجة، في محاولات يائسة لإقناع الناس بأن الظلال مستقيمة، في عناد أحمق لسيرورة التفاعل الوجودي للمجتمعات، فكل من يأتي من الحضن الأفريقي صادق، وجاد، يسعى لتحقيق مصالح السودانيين، وليس السحق الوجودي والإبادة الجماعية بحقهم، ومن الرسائل القوية الموجهة إلى كل نخبوي متمركز متحجز العقل، عبر المحاضرة الرائعة التي ألقاها القائد عبد العزيز الحلو، الكاشفة لجوهر الصراع في بلادنا، وتذكيره برؤية السودان الجديد منذ انطلاقة شرارة ثورة الحركة الشعبية، في العام ألف وتسعمائة وثلاثة وثمانين، ألا وهي ظلم المركز للهامش، الطرح المتسبب في حكة وكحة وسعال، للمحسوبين على المنظومة القديمة – أصحاب الامتيازات التاريخية، الذين لديهم رفض مطلق للعدالة الاجتماعية.
إعلان حكومة السلام يعتبر المرحلة الأولى في وضع الأساس، الذي عليه يتم تأسيس بنيان الدولة الجديدة، لذلك يتطلب هذا التأسيس مقدرات فكرية قويّة، تتناسب مع قوة سواعد الأشاوس الذين حملوا البندقية، وأرغموا أنوف سدنة المعبد القديم، وأجبروهم على الخروج من وكر الجريمة صاغرين، ميممين وجوههم شطر الميناء الأول، تاركين خلفهم البصمات الدالة على مواقع حوافر أقدامهم الموثقة لخيباتهم، فبذات قدر فعل الجنود القابضين على الزناد، يجب أن يتحمل الأمانة من استأمنهم الشعب على ميلاد حكومة السلام المترجمة لغضبة الأشاوس الحليمة، وليعلم المؤتمرون أن انفضاض سامرهم لابد وأن تكون خلاصته، وضع الخطوات الراسخة لإنهاء وجود الدولة المركزية القديمة، منظومة المفاهيم الثقافية والسياسية والاجتماعية، التي اقعدت بالبلاد وحرمتها النهضة التنموية المستحقة لسبعة عقود، بعد أن أحرقت كل كروت الابتزاز والتضليل، ابتداءً من إعلان حرب الجهاد ضد الجنوب المسيحي، مروراً بارتكاب جرائم التطهير العرقي بحق سكان دارفور، بحجة أنهم لا يشبهون الملمح الثقافي الاجتماعي المركزي، رغم إسلامهم الذي يتفوقون به على كهنة المركز أنفسهم، لكسائهم بيت الله المقدس ، ثم أخيراً بمشروع طرد (عربان الشتات الأجانب)، الذين لقنوا كتائب المركز العقدية المتطرفة الدرس تلو الآخر، فاجتماع الأحرار بالعاصمة الكينية مثله كمثل الاصطفاف لأداء صلاة الجنازة، وقراءة الفاتحة على روح الفقيدة (دولة السادس والخمسين)، بتاريخها الطويل من الحروب التي قادها جيشها الكسيح ضد السكان – جنوباً وشرقاً وغرباً وشمالاً.
لقد صرخ بقايا فلول النظام البائد والمرتزقة من أمراء حروب دارفور، القابعين على ضفاف البحر الأحمر، والمختبئين خلف المحار والشعب المرجانية خوفاً على مصيرهم المحتوم، ألا وهو سحب بساط السلطة التي اغتصبوها من تحت أقدامهم وهم ينظرون، فقد أضاعوا كل فرص السلام ووقف نزيف الدم، بتعنتهم وحمقهم وسوء نواياهم وجرائمهم المنظمة، واستخفافهم بالآخر وتكبرهم وتجبرهم، حتى أتاهم اليقين، وظنوا ظن السوء بأن الله غافل عما يعمل الظالمون، من حرمان المواطنين حقوقهم المدنية (إًصدار وتجديد الجوازات والبطاقات القومية)، وتشريعهم لما يسمى (قانون الوجوه الغريبة)، في عنصرية بغيضة لم تشهد حتى جنوب إفريقيا مثيل لها، فضلاً عن حرمان طلاب الشهادة السودانية الجلوس للامتحان، وإصدارهم لأحكام الإعدام بحق مواطنات سودانيات صنفهن مساعد قائد الجيش ياسر العطا، بأنهن ينتمين لقبائل أطلق عليها (حواضن المليشيا)، وقد ذكر بصريح العبارة أسماء تلك القبائل، في تبجح سافر لم يسبقه في ذلك حتى اللورد قائد حملة غزو السودان، وهو لا يعلم بأن غالب الشعب قد كفر بعقيدتهم الجهوية القبلية الإثنية الصارخة، وأنه لن تجديهم أحكام الإعدام التي أصدروها بحق فتيات لم يرتكبن جريمة، غير انتمائهن للقبائل المغضوب عليها التي خصها بالذكر، لم يترك فلول النظام البائد والأجراء من مرتزقتهم للسودانيين مجالاً، غير أن تكون لهم حكومة ترعى شئونهم وتقضي حوائجهم، واصبح الأمر فرض عين، لا مناص بعده من الانخراط في أي فعل يؤدي إلى إيجاد منظومة حكومية، تقوم على خدمة الملايين المنتهكة أرواحهم واموالهم وأعراضهم.

إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com

   

مقالات مشابهة

  • من هو ملك الغابة المصرية القديمة وكيف انقرض؟
  • صبرت عليكم كتير .. بلاغ عاجل من خالد يوسف للنيابة والداخلية | إيه اللي حصل؟
  • من هو صاحب أكبر اكتشاف في مصر القديمة بعد مقبرة توت عنخ آمون؟
  • حذف اللايف من فيسبوك.. تعرف على المدة المتاحة لحفظ الفيديوهات
  • من نيروبي – إعلان وفاة الدولة القديمة
  • توقف عن هذه العادات في شحن هاتفك لحماية بطاريتك
  • وداعاً للبث القديم.. فيسبوك يفرض حداً زمنياً على الفيديوهات المباشرة
  • «حكيم باشا».. كبير عائلة صعيدية في صراع مع العادات
  • السفير القطري من أسوان يدعو لرؤية عربية موحدة لتعزيز السياحة في المنطقة
  • حنين رجال الأعمال إلى تركيا القديمة