دمشق-سانا

الشاعر العراقي طلال الغوار متعدد المواهب، لكنه يركز على الشعر لأنه انفعال وجداني يعكس ما يؤثر بالوجدان، فكتب كثيرا مما واجهته سورية والعراق، وأغلب العرب من مؤامرات.

وفي لقاء مع سانا أكد الغوار أن سورية واجهت أعتى مخطط تآمري تدميري لم يكن له مثيل في العصر الحديث، فقد تكالبت عليها عشرات الدول، وأرسلت مرتزقتها وإرهابييها من قوى الظلام والتخلف لتدمر وتخرب وتقتل، وهذا يندرج ضمن المخطط الكبير الذي تقوده الصهيونية والغرب لتدمير وتفتيت الكيانات الوطنية في المنطقة العربية بدءاً باحتلال العراق من قبل أميركا.

ولفت الشاعر الغوار إلى أن سورية صمدت بشعبها وجيشها البطل، ولم تنحن أمام العواصف الهوجاء، وخرجت بعد أكثر من عشر سنوات من هذه الحرب بكل شموخ وإباء رغم استمرار الحصار الظالم ومواصلة سرقة ثرواتها من قبل أميركا.

وأشار الغوار إلى أن سورية دفعت ثمن مواقفها القومية والوطنية وإيمانها بقضايا أمتنا العربية، وفي مقدمتها قضية فلسطين، مبيناً أنه زار سورية خلال سنوات الحرب عدة مرات مع وفود للتضامن معها في مواجهة العدوان، وكتب عدة مقالات تم التأكيد فيها على الثقة بأن النصر في النهاية سيكون لسورية.

ورأى الشاعر الغوار أن العلاقة الأدبية بين سورية والعراق هي علاقة تاريخية، وخير مثال على ذلك أن الشاعر العربي المتنبي ولد في العراق – الكوفة – ولكنه يعد في الدراسات الأكاديمية من شعراء بلاد الشام وهناك الكثير مثل هذه الحالات، وخصوصاً في هذا الزمن المعاصر هناك شعراء عراقيون كبار كالجواهري والبياتي وأحمد الصافي النجفي عاشوا سنوات في دمشق وأوصوا بأن تكون قبورهم بدمشق حبا بها، وهناك أدباء سوريون درسوا في بدايات شبابهم في العراق كالشاعر سليمان العيسى.

وأكد الشاعر الغوار أن ثقافة البلدين (سورية والعراق) هي الثقافة العربية، وكلاهما ينتميان إلى هوية واحدة، مشيراً إلى أن الإصدارات الثقافية من كتب ومجلات ودوريات ثقافية كان لها دور كبير في تنشيط الحركة الثقافية في العراق، وإغنائها، وأنا شخصياً كان لمجلة المعرفة في أواخر الستينيات والسبعينيات ومجلة الموقف الأدبي وغيرهما من المطبوعات أحد المصادر في تكويني الثقافي والأدبي، كما أني عضو في اتحاد الكتاب العرب في القطر العربي السوري، حيث إن هذا الاتحاد يقبل في عضويته أي أديب عربي، انطلاقاً من توجهاته العروبية.

وفيما يتعلق بواقع النقد أوضح الغوار أنه ما زال يتكئ على كثير من المفاهيم والرؤى النقدية الغربية باستثناءات قليلة، ومنهم من يسقط المفاهيم النقدية والأفكار الجاهزة على أي نص يريد أن يكتب عنه، وهذا ما يجعل النقد يفقد الكثير من مصداقيته ودوره في إغناء العملية الإبداعية، ناهيك عن أن بعض النقاد تحكمهم العلاقات الشخصية في تناول النص الأدبي ما يسمى بـ (الأخوانيات) وربما أحياناً العلاقات النفعية إلا أن ذلك لا ينفي من أن ثمة نقادا لهم محاولاتهم الجادة في أن يجدوا مرتكزاتهم النقدية الخاصة بهم، ولهم كتاباتهم الصادقة في تناول النصوص الأدبية.

ورأى الشاعر الغوار أن الساحة الثقافية العربية تزدحم بالشعر والشعراء، ولكن كثر الأدعياء والطارئون والحالمون بأن يكونوا شعراء وهم لا يمتلكون المواهب أو القدرات التي تؤهلهم لذلك، فراح أغلبهم يكتب خواطره تحت غطاء قصيدة النثر، دون امتلاك مقوماتها أيضاً وسبب ذلك وجود وسائل النشر الكثيرة كالتواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية والصحف والمجلات الكثيرة التي ظهرت في السنوات الاخيرة والتي هي مسؤولة عن تقديم كتابات بلا معايير بحجة حرية النشر التي تنعكس سلباً على واقع الثقافة العربية، إضافة إلى تهميش المثقفين والكتاب الحقيقيين.

وفيما يتعلق بتجربته الشعرية بين الشاعر الغوار أنه يعرف الشعر بأنه تأسيس بالرؤيا واللغة وعمل للمخيلة المبدعة في محو الواقع كي تخلق واقعاً آخر مشابهاً له ومختلفاً عنه، مع إثرائه بقيم الفن والجمال المعبرة بدورها عن الحاجة الإنسانية والجمالية للإنسان، مشيراً إلى أنه يكتب الشعر في أوقات مختلفة، وبشكل مباغت عندما تأتي الفكرة أو مشاهدة مفردة من مفردات الحياة اليومية أو التأثر بأي حدث.

الشاعر طلال الغوار عضو اتحاد الكتاب العرب واتحاد الكتاب العراقيين، من مؤلفاته نداء لصباحات بعيدة وأشجار تتبعها الطرقات وغيرها.

محمد خالد الخضر

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: سوریة والعراق إلى أن

إقرأ أيضاً:

بين التجربة الخليجية والتردد العراقي.. أبن حلم الصندوق السيادي؟

5 فبراير، 2025

بغداد/المسلة: طرح ملف إنشاء صندوق سيادي عراقي للنقاش مراراً، لكنه لم يتجاوز مرحلة الحديث الإعلامي إلى التنفيذ الفعلي.

و تعاقبت الحكومات وتبدلت الأولويات، لكن الفكرة بقيت حبيسة التصريحات من دون ترجمة على أرض الواقع، رغم أن أغلب الدول النفطية لجأت إلى هذه الأداة المالية لحماية اقتصادها وضمان استدامة مواردها للأجيال المقبلة.

واعتبر مختصون أن غياب الإرادة السياسية وضعف التخطيط الاستراتيجي حالا دون إنشاء هذا الصندوق، رغم أن العراق شهد خلال الأعوام الماضية فوائض مالية كبيرة، كان يمكن استثمارها بدلاً من إنفاقها في نفقات تشغيلية متضخمة ومشاريع ذات طابع انتخابي لا تحقق عوائد اقتصادية طويلة الأمد.

وأكد خبراء ماليون أن العراق أضاع فرصة ذهبية بعد ارتفاع أسعار النفط عقب جائحة كورونا، حيث كان بالإمكان توجيه جزء من الإيرادات لإنشاء الصندوق بدلاً من استهلاكها بالكامل.

وذكر نواب في البرلمان أن تأسيس الصندوق يحتاج إلى تشريع قانوني يمر عبر مجلس النواب، لكن هذا الأمر لم يطرح بجدية على جدول أعمال الحكومة أو البرلمان، ما يعكس غياب رؤية اقتصادية واضحة لإدارة الموارد المالية.

وأوضح مختصون أن العراق يعتمد بشكل شبه كامل على إيرادات النفط، ومع ذلك لم يستغل الفوائض لإنشاء أصول استثمارية توفر مصادر دخل مستدامة تقلل من مخاطر تذبذب الأسعار العالمية.

وحذر اقتصاديون من أن غياب الصندوق السيادي يجعل الاقتصاد العراقي عرضة للاضطرابات العالمية، حيث أن معظم الموارد المالية تستهلك في الرواتب والمصاريف التشغيلية من دون وجود استثمارات طويلة الأجل تعزز الاستقرار المالي.

وأشاروا إلى أن دولاً نفطية أخرى، مثل السعودية والإمارات والكويت، استفادت من صناديقها السيادية في تعزيز اقتصاداتها وتنويع مصادر الدخل بعيداً عن النفط، بينما بقي العراق عالقاً في حلقة مفرغة من العجز المالي والإنفاق غير المنتج.

ورأى محللون أن العراق ما زال يمتلك فرصة لإنشاء صندوق سيادي إذا تبنّت الحكومة رؤية اقتصادية جديدة تركز على استثمار جزء من الإيرادات النفطية في أصول خارجية منتجة. وأكدوا أن الإصلاحات المالية يجب أن تبدأ من ضبط النفقات العامة وتوجيه الفوائض إلى مشاريع استثمارية حقيقية بدلاً من توظيفها في تعيينات غير مدروسة ومشاريع سياسية قصيرة المدى،  وشددوا على أن بقاء العراق من دون صندوق سيادي يعني استمرار المخاطر الاقتصادية والاعتماد المفرط على مصدر دخل وحيد، وهو النفط، الذي لا يضمن الاستقرار على المدى الطويل.

و طالب مختصون الحكومة والبرلمان بالتحرك سريعاً لوضع إطار قانوني وتنفيذي لإنشاء الصندوق، مؤكدين أن الاستمرار في تجاهل هذا الملف سيؤدي إلى نتائج كارثية في المستقبل، خاصة إذا انخفضت أسعار النفط بشكل حاد. ورأوا أن الحل يكمن في استلهام تجارب الدول الناجحة وإيجاد آليات تمويل مبتكرة لضمان إطلاق الصندوق من دون التأثير على التزامات الدولة المالية الحالية.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • بين التجربة الخليجية والتردد العراقي.. أبن حلم الصندوق السيادي؟
  • ندوة "شعر بادية شمال وجنوب سيناء والشرقية" في معرض الكتاب
  • هل يمكن إنشاء تحالف بين تركيا وسوريا والعراق؟
  • رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع في زيارته الأولى لجمهورية تركيا
  • في قضية تاريخية.. عائلة سورية تقاضي وكالة الحدود الأوروبية بسبب عمليات الإعادة غير القانونية
  • معاً من أجل سوريا.. شعراء يجسدون آمال الوطن في أمسية شعرية
  • شعراء مصريون وعرب في أمسية شعرية بمعرض الكتاب
  • أمسية شعرية للشاعر الأردني محمد العامري في معرض الكتاب
  • معرض الكتاب يناقش الشاعر العراقي علي الشلاه في التراث والهوية وتحديات الإبداع
  • الأمم المتحدة تشيد بالمحطة في دعم الاقتصاد العراقي