ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر صباح اليوم الأحد، أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يواجه حاليًا ضغوطًا مكثفة من جانب حلفاء الولايات المتحدة من العرب لتسهيل وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإنهاء "جنون إسرائيل" هناك في حق المدنيين.

وقالت الصحيفة في سياق تقرير (نشرته عبر موقعها الالكتروني قبل ساعات قليلة) إن بلينكن واجه ضغوطًا مكثفة من الحلفاء الإقليميين، خلال اجتماع له عقده معهم في العاصمة الأردنية عمان، لتسهيل وقف فوري لإطلاق النار في غزة، مما كشف الفجوة الصارخة بين الدعم الأمريكي لإسرائيل والغضب في العواصم العربية بسبب الحصار والقصف على القطاع.

ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي قوله، بعد يوم من اجتماع بلينكن مع الدبلوماسيين العرب:" نحن بحاجة للعمل معا لوقف هذا الجنون"، فيما طالب وزير الخارجية المصري سامح شكري بوقف غير مشروط لإطلاق النار، وهو الأمر الذي رفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بصراحة بعد لقائه بلينكن يوم أمس الأول؛ حيث حثت الولايات المتحدة نتنياهو على السماح بـ "هدنة إنسانية".

وقال بلينكن في عمان:" نعتقد أن فترات التوقف المؤقت يمكن أن تكون آلية حاسمة لحماية المدنيين، وإدخال المساعدات، وإخراج المواطنين الأجانب مع الاستمرار في تمكين إسرائيل من عملياتها ضد حماس"، لكنه لم يؤيد وقف إطلاق النار لفترة طويلة.

وعُقد الاجتماع في العاصمة الأردنية مع احتدام معارك ضارية في غزة، بما في ذلك توغل الجيش الإسرائيلي في جنوب القطاع، معلنًا أنه طلب من المدنيين الفرار وسمح في وقت سابق من أمس السبت بفترة ثلاث ساعات لحوالي 300 ألف فلسطيني ما زالوا في شمال غزة للسفر جنوبا.

وفي هذا، أبرزت "فاينانشيال تايمز" أن الزعماء العرب يشعرون بالغضب إزاء القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، والذي أدى إلى مقتل حوالي 9500 فلسطيني، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال، وفقا للسلطات الصحية المحلية. فضلًا عن ذلك، فرضت إسرائيل قيودا صارمة على دخول كميات كبيرة من المساعدات، ومعظمها من دول إسلامية، إلى غزة حتى يتم إعادة توجيهها إلى إسرائيل للتفتيش.

وتصاعدت حدة القتال أمس الأول بعد أن رفض نتنياهو دعوة بلينكن إلى "الهدنة الإنسانية"، قائلا إن أي وقف لإطلاق النار سيتطلب الإفراج الفوري عن جميع الرهائن الـ 242 الذين تحتجزهم حماس. وقال بلينكن إنه حث إسرائيل على "بذل المزيد من الجهود لحماية المدنيين الفلسطينيين".

وفي الساعات التي تلت زيارة بلينكن إلى تل أبيب، أصابت الغارات الجوية الإسرائيلية سيارة إسعاف واحدة على الأقل كانت متجهة إلى مستشفى دار الشفاء في مدينة غزة، ثم أصاب انفجار آخر بقية القافلة بالقرب من مدخل المبنى. وأظهر مقطع فيديو من مكان الحادث سقوط ضحايا من المدنيين، بينهم نساء وأطفال. وقال الجيش الإسرائيلي إن القافلة التي قصفها كانت "يستخدمها أحد نشطاء حماس"، وادعى أن العديد من نشطاء حماس قتلوا.

وكان من المتوقع- حسبما أوضحت الصحيفة البريطانية- أن يقوم بلينكن "بعصف ذهني" مع الدبلوماسيين العرب حول مستقبل غزة، التي يسكنها 2.3 مليون فلسطيني، بعد انتهاء الحرب بينما رفض الصفدي صراحة تلك المحادثات ووصفها بأنها سابقة لأوانها..وسأل بلينكن صراحًة:" كيف يمكننا حتى أن نستمتع بما سيحدث في غزة ونحن لا نعرف كيف ستبقى غزة؟! هل سنتحدث عن أرض قاحلة؟ هل نتحدث عن تحول عدد السكان بأكمله إلى لاجئين؟!".

وقال مسئول عربي مطلع على المحادثات (في تصريح خاص للصحيفة) إن الإحباط الذي تم التعبير عنه علنًا يتوافق مع لهجة الاجتماعات التي استمرت طوال اليوم. وأضافوا أن الزعماء العرب يريدون إحراز تقدم نحو وقف إطلاق النار وتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية قبل بدء قمة الرياض في الأسبوع المقبل.

وأكد بلينكن مجددًا أن الولايات المتحدة تعتبر حل الدولتين أفضل وسيلة طويلة المدى لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، في إشارة إلى إنشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة. وأضاف أن شركاء واشنطن لديهم "وجهات نظر مختلفة" حول كيفية تحقيق تلك الأهداف، لكنه قال: "نحن جميعًا ندرك أنه لا يمكننا العودة إلى الوضع الراهن".

وقال دبلوماسيون إن الجهود الدولية لإيصال المزيد من المساعدات إلى القطاع وتهيئة الظروف للإفراج عن المحتجزين لدى حماس، وكثيرون منهم نساء وأطفال ومسنون، مستمرة لكن لا يوجد انفراج يلوح في الأفق حتى الآن في حين أكد مسئول كبير في الإدارة الأمريكية أن المناقشات لتأمين إطلاق سراح الرهائن الـ 242 في غزة لا تزال جارية، بما في ذلك من خلال التواصل غير المباشر مع حماس، التي تطالب بوقف إطلاق النار والسماح بالمزيد من المساعدات للمدنيين الفلسطينيين والوقود للقطاع مقابل إطلاق سراح المدنيين، في حين أنها تعتزم الاحتفاظ بالجنود الإسرائيليين الأسرى لمقايضة أكثر من 6 آلاف فلسطيني محتجزين في السجون الإسرائيلية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: إسرائيل الولايات المتحدة نتنياهو بلينكن وقف إطلاق النار من المساعدات فی غزة

إقرأ أيضاً:

حماس تدعو لحراك شعبي يستمر 3 أيام لوقف حرب الإبادة على غزة

دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى حراك شعبي في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي الدول العربية والإسلامية ودول العالم أيام الجمعة والسبت والأحد، وذلك للضغط من أجل وقف العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة على قطاع غزة، والتنديد بالدعم الأميركي والغربي للمجازر المروعة التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في القطاع.

ووجهت حماس، في بيان لها، نداء إلى الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم، للخروج على مدى الأيام الثلاثة في كافة الساحات والميادين في مسيرات وفعاليات نصرة للشعب الفلسطيني وإدانة حرب الإبادة، وذلك "في ظل مواصلة العدو الصهيوني مجازره الوحشية بحق شعبنا في شمال قطاع غزة، واستمرار عمليات التطهير العرقي بحق مئات الآلاف من المواطنين العزل، وسط حصار وتجويع، وعزل كامل عن العالم الخارجي".

وتشهد دول عربية وإسلامية وغربية منذ ما بعد عملية طوفان الأقصى موجة مظاهرات تضامنا مع غزة ولبنان في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية، مع مطالبات واسعة بقطع العلاقات مع إسرائيل، وإنهاء اتفاقيات التطبيع، وزيادة الدعم للقضية الفلسطينية.

وفي 18 أبريل/نيسان الماضي، بدأ طلاب أميركيون رافضون للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة اعتصاما بحرم جامعة كولومبيا في نيويورك، مطالبين إدارتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية، وسحب استثماراتها في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية.

ومع تدخل قوات الشرطة واعتقال عشرات الطلاب، توسعت حالة الغضب لتمتد المظاهرات إلى عشرات الجامعات في الولايات المتحدة، منها جامعات رائدة مثل هارفارد، وجورج واشنطن، ونيويورك، وييل، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ونورث كارولينا، قوبلت بالقمع.

واتسع الحراك الطلابي غير المسبوق في دعم فلسطين بالولايات المتحدة إلى جامعات بدول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا والهند، وقد شهدت جميعها مظاهرات داعمة لنظيراتها بالجامعات الأميركية، ومطالبات بوقف الحرب على غزة ومقاطعة الشركات التي تزود إسرائيل بالأسلحة.

وبدعم أميركي، تشن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية على غزة، خلفت أكثر من 143 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وتواصل تل أبيب هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: الانتخابات الأمريكية جمدت المساعي لوقف إطلاق النار في لبنان
  • أستاذ علاقات دولية: الإدارة الأمريكية تحاول تبرير فشلها في وقف إطلاق النار بغزة
  • حماس تدعو لحراك شعبي يستمر 3 أيام لوقف حرب الإبادة على غزة
  • سمير فرج يكشف عن تفاصيل مبادرة مصرية لوقف إطلاق النار في غزة
  • إنهاء الحرب.. سمير فرج يكشف عن مبادرة مصرية لوقف إطلاق النار في غزة
  • وزير الخارجية: إسرائيل ليس لديها إرادة سياسية كافية لوقف إطلاق النار
  • الرئيس السيسي: يجب تضافر الجهود لوقف إطلاق النار.. وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة
  • «فاينانشيال تايمز»: ارتفاع الدولار وعوائد سندات الخزانة الأمريكية بمجرد الإعلان عن فوز ترامب
  • فاينانشيال تايمز: الدولار وعوائد سندات الخزانة الأمريكية يرتفعان بمجرد فوز ترامب
  • وزير الخارجية الهولندي: نقدر دور مصر لوقف إطلاق النار بغزة ونطالب إسرائيل بإدخال المساعدات