الابعاد الإستراتيجية و فك بعض الرموز لخطاب حسن نصرالله
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
#الابعاد الإستراتيجية و فك بعض #الرموز لخطاب #حسن_نصرالله
بقلم #فراس_الور
تأتي اهمية هذا الخطاب بوقت تعلو به اصوات كثيرة تنادي بتدخل حزب الله في معركة طوفان الأقصى بكل ثقله العسكري، و وسط تساؤلات كثيرة عن مدى علاقته بالتعاون مع المقاومة الفسلطينية في تنفيذها، و الذي فاجأت به المقاومة العالم في السابع من تشرين الأول، فمن المعروف ان اكبر تنظيم عسكري يستطيع مواجهة الكيان الصهيوني قبل عملية طوفان الأقصى هو حزب الله خصوصا بعد الحرب الضروس الذي خاضها في تموز من عام 2006، و لكن بعد عملية طوفان الاقصى صُدِمَ المجتمع الدولي من قدرة المقاومة الفلسطينية (او الإسلامية) على افقاد الكيان الصهيوني توازنه العسكري بعملية تعد الأكبر في تاريخ المقاومة الفسلطينية، و مما لا شك به ان حملة الإنتقام الهمجية التي يشنها الحيوان الصهيوني ضد غزة مما اسفر عن مقتل آلاف المدنيين عزل السلاح بما في ذلك النساء و الشيوخ و الأطفال…و هدم المنازل فوق رؤوس قاطنيها و قتل عدد كبير من الصحفيين و الإعلاميين او أذيتهم بهجوم مباشر و قتل عُمًال الإغاثة بالمؤسسات الإنسانية في غزة…و استهداف المستشفيات و الجوامع الآمنة و الكنائس التي كانت تأوي المدنيين لهو دليل على انتقام بشع قام به نتيجة نجاح هذه العملية، و تبجحه بالمحافظة على سمعته بأمتلاك قوة عسكرية يسعى لترويع الكل بها،
منذ حرب 1973 بينه و بين مصر لم يُصْفَعْ هذا الكيان الا في عام 2006، حينما هاجمه حزب الله بشراسة و وجه له ضربة استباقية لمخطط كان يسعى لتنفيذه بفلسطين و ربما دول الجوار، و على حد قول حزب الله، فنحن على يقين ان لهذا الكيان خطط توسعية نسمع عنها من حين لآخر، فنجح حزب الله بكسر هيبته رغم غاراته العنيفة على لبنان، و لم يستطع التقدم نحو الجنوب ليتخلص من خطر حزب الله، فهذا الكيان المتغطرس اعتقد ان امتلاكه لقوة طيران ستكون كفيلة لحسم معارك الأرض بعد الإغارة عليها، فوقف بوجهه هذا المارد اللبناني و اسقط سمعته الذي يحاول بين الحين و الآخر فرضها على دول الجوار، و بما ان حزب الله اقوى طرف بمحاور المقاومة في المنطقة العربية اتجهت العيون عليه ليساله الكثير من الناس عن موقفه بما يتعلق بعملية طوفان الأقصى الذي اثبتت المقاومة الفلسطينينة بها انها تستطيع كبح مخططات هذا الكيان بالضفة و توجيه الضربات الموجعة له، فلذلك اسْتَمَعْتُ الى خطابه من اول كلمة له الى آخر جملة له به، و بالوقت الذي هاجمه البعض بأنه لم يرتقي الى الصيحات التي ترتفع لكي يتدخل بكل عزمه العسكري بالعملية رأيت به رموز يجب ان تُفَسًرْ للمشاهدين، فالسيد حسن لم يتخلى عن المقاومة، فتؤكد الاراء التحليلة بالمواقع الإخبارية انها من دعمت المقاومة الفلسطينينة بالتدريبات في ايران و بالعتاد و الخبرات بتصنيع الأسلحة، فللذي تأمل طريقة تنفيذ طوفان الأقصى سيفهم ان المقاومة الأسلامية في فلسطين اصبحت تمتلك الأسلحة الفتاكة و القدرات العسكرية التي لم تمتلكها سابقا،
مقالات ذات صلة المناضل الرمز 2023/11/03اول ما استوقفني) هو جملة بيت العنكبوت، فَشَبًهَ نصرالله تهاوي الجيش الإسرائيلي امام عملية طوفان الأقصى ببيت العنكبوت، فالسيد حسن مصيب بما قال، و قصد بها ان الجيش الإسرائيلي لم يستطع الثبوت امام جيش المقاومة اطلاقا، بل طلب الإحتياط من جنوده و الدعم العسكري الأمريكي و المال بكميات ضخمة ليعيد ترتيب قدرته على الإستجابة بارض المعركة، و يقصد ايضا السيد حسن هنا ان قدرة المقاومة على مناورة العدو هي كبيرة و موجودة و لم تمسها الغارات الإسرائيلية المؤسفة على المدنيين، فَقَتْل الآلأف من المديين لا يعني انه مس القدرات العسكرية لحماس و المقاومة، فكثرة القصف لا تعني انه استطاع كسر حماس اطلاقا و اذرعها العسكرية،
ثانيا) يمكن ربط هذا الأمر مع ما جاء بخطابه عن الجبهة اللبنانية، فقال ان تدخله عسكريا مقرون بأمرين، الأول هو طبيعة التطور للأحداث بغزة، و اطن انه يقصد بأنه قد يتدخل اذا فقدت المقاومة الإسلامية عزيمتها او قوتها و اذا تطورت الأوضاع بغزة الى الأسوء، او الا لماذا اشار ببداية خطابه ان حماس لا يجب ان تخسر هذه المعركة المصيرية؟ ربط بين الأمرين بكلمته ان تدخله يعتمد على طيبعة تطور الأحداث بغزة، و بما يختص بالأمر الثاني فقصد انه سيشعل جبهة اسرائيل الشمالية اذا قتلت اسرائيل المدنيين في لبنان، فهو بالنهاية و بحسب ما نوه انه جبهة داعمة و مساندة لمحاور المقاومة و يعي مسؤليته كحزب مسلح لحماية لبنان من اي عدوان اسرائيلي،
ثالثا) لفت انتاهي كلمته حينما قال “فالتتحمل محاور المقاومة مسؤليتها الجهادية”، مُرَحِباً بتدخل المقاومة في العراق التي قصفت القواعد العسكرية الأمريكية، حيث اوضح خلال خطابه ان امريكا هي من تدير المعركة في غزة بالتعاون المطلق مع اسرائيل، معطيا الشرعية بذلك لمحاور المقاومة بالإستمرار بقصف الثكنات العسكرية الأمريكية، و رحب بالحوثيين باليمن و ما يفعلونه من مساندة المقاومة بأطلاق اسلحتهم بإتجاه اسرائيل و البوارج الحربية الأمريكية، و لعل هذا الأمر يُرْبَطْ بصورة واضحة بكلمته التي قالها عن ان قرار تنفيذ عملية طوفان الأقصى كان فلسطينيا و اتخذ بمعزل عن قيادة حزب الله، مما قد يبرر اختياره ان تكون جبهته فقط مساندة لعملية طوفان الأقصى، فهعو مشتبك مع العدو على جبهته منذ ثاني ايام العملية، فبلذك يناور العدو الغبي الذي ظن ان حزب الله سيشارك بكل ثقله العسكري، و هنا تأتي حمكة حزب الله العسكرية و السياسية، فحينما يشترك بهذه العملية اكثر من ذراع عسكري لمحور المقاومة سيخف الضغط عليه و لن تزهق قوة المقاومة بحرب شاملة كما اراد العدو، فأحدا غاياته من وراء الغارات المكثفة على غزة هو استفزاز محاور المقاومة للدخول بصورة كبيرة و فورية بهذه المعركة، مما يجعلها تستنزف بهذه المعركة، فللذي يظن ان اسرائيل ارادت فقط استعادة هيبتها كقوة بالمنطقة فقد يخطئ، ام لماذا حشدت قوات كبيرة على الحدود الشمالية؟ هي ظنت ان حزب الله طرف بالإعداد بطوفان الأقصى و قتل المدنيين سيسفزه للدخول راس الحربة بهذه الحرب و بذلك سيكون لها الفرصة لتضعفه، و لكن وقف حسن نصرالله و قَيًمَ ما يجري على ارض الواقع جيدا…فرأى ان المقاومة في غزة مازلت قوية و لا يستدعي هذا الأمر تدخل حزب الله،
رابع امر استوقني تهديد حزب الله لإسرائيل و امريكا) اعْرِفْ من هنا عزيز القارئ ان هذا الإنسان يعلم كيف يدير معركته، اعرف من هنا انه لم يبع المقاومة، بل قال بأنه بالرغم من التهديدات الغربية سيسمح للفصائل الفلسطينية بالدخول الى اراضيه كما حصل بالسابق بعد اطلاق عملية طوفان الأقصى (ربما من خلال نظام الأنفاق، فالجنوب يتبع بالكامل الى سلطتة و امنه) ، و سيواصل بالسماح لها بشن عملياتها من مناطقه، و هذا تحدي للتهديدات التي اتته فأنه يعلم ان واجبات مساندة المقاومة تستدعي ذلك، فلم يبع المقاومة الفسلطينية يوما، واعْرِفْ من هنا انه فعليا يشارك بعملية طوفان الأقصى، فَيَدُكْ حصون اسرائيل شمالا بإستمرار منذ الثامن من تشرين الأول، و يسمح للمقاومة بتنفيذ نشاطاتها من اراضيه، فهذا تصرف رجل لا يهاب الجيوش الأمريكية و الإسرائيلية التي اصطفت لإرهاب العرب، بل يعرف قوة الردع التي لديه و كيف يستغلها بالمعارك، و لذلك قام بتهديد البوارج الحربية الأمريكية انه اعَدً لها العُدًةَ المناسبة، و قال علانية انه لا يهابها، و هدد اسرائيل بأنها اذا قتلت اي مدني ستكون ضوابط الحرب مفتوحة اكثر و سيقتل مدني اسرائيلي مقابل اي مدني لبناني سيقتل،
الأمر الخامس ان جبهة لبنان مفتوحة لكل الإحتمالات) كما اسلفت حزب الله يخوض الى حد مُعَيًنْ حرب محدودة الضوابط مع اسرائيل منذ عملية طوفان الأقصى، فاسرائيل تعلم ثمن جبهة حزب الله جيدا، فلذلك تخوض معه معارك اشبه بالمناشوات المحدودة خوفا من استعارها، و معنى ذلك ان هذه الجبهة لم تشتعل بكل امكانيتها القتالية بين الطرفين، فغباء اسرائيل جعلها تعتقد ان قرار طوفان الأقصى جاء من حزب الله و هو سيتدخل بكل ثقله بهذه الحرب، او بماذا نفسر ترقبها لخطابه؟ و بالرغم من ذلك و رداً على تهديدات امريكا و اسرائيل قال ان حبهة لبنان قابلة للإشتعال و لكل الإحتمالات على ضوء اللأوضاع بغزة و على ضوء اي هجوم ممكن لاسرائيل على لبنان…او لأي احتمالات مستقبلية تفرضها ابقاعات الحرب عليه،
لا شك ان لهذه النقاط ابعاد استرايجية ستتوضح في المستقبل، فالسيد حسن يعلم جيدا ان هذا العدو سيهزم و لكن بالتعقل، بفتح المجال للأذرع العسكرية لمحاور المقاومة بالعمل، فيعلم انه يستطيع السيطرة كل ساحات المعارك…و لكن لمحاور المقاومة واجبات يجب ان يشتركوا بها لكي تتكاتف الجهوج لإضعاف هذا الكيان البغيض، فتارة تأتية ضربة من الداخل، و تارة من الجبهة الشمالية، و تارة من اليمن و سوريا و العرق، محاور متعددة هدفها تطهير اراضي فلسطين من الكيان الصهوني…فهو لعب دوره بحرب تموز…و على الإستعداد للعبه مرات عديدة و لكن ضمن عمل جماعي يمكنه من وضع ثقله جيدا،
.المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الرموز حسن نصرالله عملیة طوفان الأقصى هذا الکیان حزب الله
إقرأ أيضاً:
"طوفان الأقصى" تعصف باستقرار المستوطنين وتدفعهم للهجرة
الضفة الغربية - خاص صفا
عقب عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023، دخلت "إسرائيل" منعطفاً لم تسلكه منذ عام 1948، وباتت الدولة التي كان يروج ساستها أنها المكان الأكثر أماناً، تحت نار صواريخ المقاومة وضغط الحرب.
وأفادت تقارير بمغادرة نحو نصف مليون "إسرائيلي" بعد بدء الحرب على قطاع غزة، وتجاوز عدد "الإسرائيليين" الذين قرروا العيش خارج حدود دولة الاحتلال أعداد العائدين بنسبة 44%.
وأظهرت البيانات انخفاضاً بنسبة 7% في عدد العائدين إلى "إسرائيل" بعد العيش في الخارج، حيث عاد 11 ألفاً و300 إسرائيلي فقط خلال عام 2023، مقارنة بمتوسط 12 ألفاً و214 في العقد الماضي.
وتتصاعد الهجرة العكسية في "إسرائيل" لأسباب أمنية واقتصادية، ما يضع الاحتلال أمام انعطافة ديموغرافية تهدد مستقل الدولة اليهودية.
وأفاد المختص في الشأن الإسرائيلي نهاد أبو غوش، بأن اتجاهات الهجرة بدأت ترتفع مع وجود حكومة اليمين ومحاولات تغيير النظام السياسي "الإسرائيلي" من خلال مشروع الانقلاب القضائي.
وقال في حديثه لوكالة "صفا"، إن ارتفاع مؤشرات الهجرة بشكل ملحوظ بعد طوفان الأقصى، يأتي بسبب زعزعت فكرة الوطن القومي الآمن لليهود، التي كان يروج لها الاحتلال على مدار عقود لاستقطاب يهود العالم.
أن صواريخ ومسيرات المقاومة وصلت كافة الأراضي المحتلة، وخلقت واقعاً يتنافى مع العقيدة الأمنية للاحتلال، التي ترتكز على تحقيق الأمن والاستقرار للمستوطنين.
وأشار أبو غوش إلى أن الأزمة الاقتصادية والخسائر التي يتكبدها الاحتلال في انفاقه على الحرب، والضغط على جنود الاحتياط واستمرار خدمتهم لفترات طويلة، فضلاً عن تغلغل اليمين المتطرف في مفاصل الحكومة، عوامل ساهمت مجتمعة في تشجيع الهجرة العكسية لليهود.
وبيّن أن الهجرة الداخلية من القدس إلى تل أبيب، كانت دائماً موجودة من قبل الفئات الليبرالية بسبب القيود التي يفرضها اليهود المتدينين "الحريديم" على الحياة اليومية.
وتتركز الهجرة في أوساط الليبراليين العلمانيين، والمهنيين الذين يديرون عجلة اقتصاد الاحتلال، بحسب أبو غوش، مرجحاً الأسباب إلى اتساع سيطرة اليمين المتطرف على الحكومة، وكلفة الحرب وتبيعاتها الاقتصادية التي يدفع فاتورتها المستوطنين.
وأكد على أن الهجرة العكسية هي الكابوس الأكبر الذي من شأنه أن ينهي حلم الدولة للكيان الصهيوني، إذ تتحول "إسرائيل" تدريجياً إلى دولة متطرفة لا ديموقراطية فيها، بعدما كان نظامها الليبرالي الديموقراطي أبرز عناصر قوتها وجذبها ليهود العالم.
وأضاف "إن هيمنة اليهود المتدينين وتغلغلهم في الحكم، وهم فئة غير منتجة ومساهمتها صفرية في الاقتصاد، إلى جانب رفضها الانضمام إلى الجيش، ستحول إسرائيل إلى دولة عالم ثالث تعتمد على المساعدات".
وهدمت الحرب أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وأظهرت ضعف "إسرائيل" واعتمادها التام على الدعم الأمريكي، وكشفت حقيقة الاحتلال المجرم للعالم، وفق أبو غوش، مبيّناً أن كل هذه العوامل أسقطت ثقة المستوطنين في حكومتهم ودفعتهم إلى الهجرة إلى أماكن أكثر أماناً واستقراراً.
ويتكتم الاحتلال على حقيقة الأرقام المتعلقة بالهجرة العكسية أو عودة اليهود إلى أوطانهم الحقيقية، إلا أن الأرقام التي تتضح في مفاصل أخرى للدولة مثل مؤسسات التأمين الصحي تظهر عزوفاً وتراجعاً في الرغبة بالعيش داخل "إسرائيل".
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 10 آلاف "إسرائيلي" هاجروا إلى كندا هذا العام، في حين حصل حوالي 8 آلاف إسرائيلي على تأشيرات عمل، وهي زيادة كبيرة عن أعداد العام الماضي، كما تقدم أكثر من 18000 "إسرائيلي" بطلب جنسية ألمانية في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024.
وأفاد تقرير لـ "هآرتس" بأن من يغادرون هم رأس مال بشري نوعي، ومغادرتهم تعرض استمرار النمو الاقتصادي في "إسرائيل" للخطر، إذ بلغت الزيادة في نسبة الأثرياء الباحثين عن الهجرة نحو 250%، ليتراجع أعداد أصحاب الملايين في "إسرائيل" من 11 ألف إلى 200 مليونير فقط.