السومرية نيوز - دوليات

تسببت الحرب الإسرائيلية الرامية لإنهاء حكم حماس المستمر منذ 16 عاما في غزة، بإلحاق خسائر فادحة بالقطاع الفلسطيني المحاصر، وفق تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".
وبحسب تحليل الصحيفة لأرقام سلطت غزة الصحية، فإن "ما يقرب من 40 بالمئة من الأشخاص الذين لقوا حتفهم جراء الضربات الجوية الإسرائيلية على القطاع، هم من الأطفال".



ويعد سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، من بين السكان الأصغر سنا في العالم، ونصفهم تقريبا تحت سن 18 عاما، وفقا لمكتب المراجع السكانية غير الربحي في واشنطن.

وقال جيسون لي، وهو مدير منظمة "أنقذوا الأطفال" الخيرية في الأراضي الفلسطينية، إن "غزة أصبحت مقبرة للأطفال"، مع مقتل أو إصابة "أكثر من 400 طفل كل يوم".

وأضاف: "الأرقام مروعة، ولا يزال العديد من الأطفال معرضين لخطر جسيم مع استمرار العنف في غزة".

وأعلنت السلطات الصحية في غزة، السبت، ارتفاع حصيلة القتلى جراء الضربات الإسرائيلية منذ بدء الحرب، إلى 9488 شخصا بينهم 3900 طفل، و2509 من النساء.

وقال مسؤولو الصحة في غزة إن "1200 طفل آخرين في عداد المفقودين، ويعتقد أن جثثهم مدفونة تحت الأنقاض".


والجمعة، قالت منظمة الصحة العالمية والعديد من وكالات الأمم المتحدة الأخرى بما في ذلك "اليونيسف"، إن العمليات العسكرية الإسرائيلية "تتسبب في خسائر غير متناسبة بين النساء والأطفال، والأطفال حديثي الولادة في غزة"، فيما قال مسؤولون طبيون في غزة إن هؤلاء "يمثلون 67 بالمئة من إجمالي القتلى".

وقالت منظمة الصحة العالمية "إن عمليات القصف، والمرافق الصحية المتضررة أو غير العاملة، ومستويات النزوح الهائلة، وانهيار إمدادات المياه والكهرباء، فضلا عن القيود المفروضة على الوصول إلى الغذاء والأدوية، تؤدي إلى تعطيل الخدمات الصحية للأمهات والأطفال حديثي الولادة بشدة".

ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يستهدف "مقار حماس ومنازل المسلحين ومواقع تخزين الأسلحة"، التي تتواجد في أماكن مكتظة بالسكان، متهما حماس بـ"استخدام المدنيين كدروع بشرية".

"قطعتا خبز يوميا"

وأدت الحرب المستمرة إلى وضع إنساني يوصف بأنه "كارثي"، في القطاع الفلسطيني الذي قطعت عنه إسرائيل الكهرباء والماء والإمدادات الأساسية الأخرى.

والجمعة، قالت الأمم المتحدة في بيان، إن "الشخص العادي في غزة يعيش على قطعتين من الخبز يوميا"، وأن المنطقة أصبحت "مسرحا للموت والدمار".

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى وقف فوري لإطلاق النار للسماح بدخول المساعدات، قائلا إن "الوضع الإنساني في غزة مروع".

لماذا تتزايد الوفيات بين الأطفال؟

ومقارنة مع الصراعات السابقة بين إسرائيل وحماس، تتسبب الحرب الحالية بخسائر فادحة في صفوف النساء، وفقا للإحصاءات.

وتظهر بيانات الأمم المتحدة أن "الرجال شكلوا نحو 60 بالمئة من حصيلة القتلى في حربي عامي 2008 و2009 و2014، لكنهم يشكلون هذه المرة نحو 34 بالمئة من الوفيات"، بحسب السلطات الصحية الفلسطينية.

وقال زاهر سحلول، وهو طبيب من شيكاغو عمل في قطاع غزة كرئيس لمنظمة "ميد غلوبال"، وهي مجموعة غير ربحية ترسل أطباء متخصصين إلى مناطق النزاع، إن "الأطفال أقل قدرة على تحمل الإصابات الناجمة عن الغارات الجوية".

وأوضح أن "قطاع غزة يفتقر إلى الكثير من الدعم الطبي الذي يمكن أن ينقذ حياة هؤلاء الأطفال".

وأضاف "هذا أسوأ ما رأيناه. معظم الإصابات التي يمكن للبالغين النجاة منها، لا يستطيع الأطفال النجاة منها".

واستطرد سحلول: "عندما تكون طبيبا تتعامل مع حوادث الإصابات الجماعية، فإنك تركز على اللحظة وعلى المرضى. ثم تكتشف أن هذا الطفل هو شخص تعرفه، ابن أخيك، أو ابنة أختك، أو أطفال جيرانك، أو ربما يكون ابنك"، مردفا أن "هذا هو أفظع شيء يمكن أن يحدث لأي شخص".

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: بالمئة من فی غزة

إقرأ أيضاً:

رفض إسرائيلي لاستئناف العدوان على غزة.. وتفنيد لتبريراته الواهية

ما زالت ردود الفعل الإسرائيلية الرافضة للعودة للعدوان على غزة تتصاعد، خشية أن يدفع من تبقى من المختطفين ثمنه، من خلال الحكم بالموت عليهم، حتى وصل الأمر بمن عاد في الأسابيع الأخيرة من الاختطاف في غزة لإعلاء الصوت رفضا لاستئناف العدوان، على اعتبار أن الضغط العسكري يعرّض من تبقى في غزة منهم للخطر، مما يستدعي المسارعة لوقف فوري لإطلاق النار، والعودة الفورية للمفاوضات.

مايا بنفينستي، الناشطة الاجتماعية في حقوق اللاجئين وحقوق الإنسان، أكدت أن "عودة الجيش لاستئناف العدوان في غزة مناسبة للاعتراف بحقيقة مريرة مفادها أن العديد من المختطفين قُتِلوا في غزة نتيجة القصف الإسرائيلي، وبلغ عددهم واحد وعشرون مختطفاً، والآن تبقى أربعة وعشرون آخرين في غزة يمكن إنقاذهم، ويجب على الحكومة أن تنقذهم، ويبدو أن السلطة السياسية لرئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب وحدها القادرة على إنقاذهم، وهم الذين يعانون الجوع والمرض، في انتظار الخلاص". 




وأضافت في مقال نشره موقع زمن إسرائيل، وترجمته "عربي21" أنه "بدلاً من قبول حكومة الاحتلال عرض حماس، فقد قررت الدخول في جولة أخرى من العدوان، ولماذا، لأن وضع بنيامين نتنياهو في التحقيقات يتدهور، ويتزايد عدد مساعديه من حوله من المشتبه في تورطهم في فضيحة "قطر-غيت"، إذن ماذا نفعل لتأخير التحقيق فيها، والمحاكمة الجنائية بشأنها؟ نعود لجولة أخرى من القتال، لنضغط أكثر على الجمهور الإسرائيلي، الذي خسر بالفعل ثمانمائة وستة وأربعين جنديًا في الحرب، نصفهم بعد كارثة السابع من أكتوبر". 

وأشارت أن "الأموال اللازمة لتمويل الحرب التي ستقتل لمختطفين، وتقتل المزيد من الجنود، وتمنح نتنياهو المزيد من الأيام في السلطة، قد نفدت بالفعل، لذلك قررت الدولة أخذ الأموال من رواتب الممرضات والأطباء والعاملين الاجتماعيين والمعلمين، على سبيل المثال أنا أُعلّم الأطفال، وبأموالي سيشترون القنابل ليلقوها على الأطفال في غزة، أنا لا أخدع نفسي، فمن الواضح بالنسبة لي أن قطاع غزة سيضطر للخضوع لعملية مشابهة لما خضعت له ألمانيا بعد العهد النازي، وكما خضعت اليابان للاحتلال بعد الحرب العالمية الثانية". 

وأوضحت أن "المستقبل الوحيد الممكن في غزة لن يكون بتدمير البنية التحتية والقتل الجماعي للمدنيين فيها، لأن ذلك لن يساهم في تقدم مستقبل الإسرائيليين، فقط قُتل مائتان وستة وعشرون ألف شخص في القصف الأمريكي لهيروشيما وناغازاكي، فهل يتجه الاحتلال مع الفلسطينيين لمزيد من الدمار والخراب، لأنه يرجح أن يكون الفلسطينيون في غزة دفنوا بالفعل ما يزيد على خمسة عشر ألف طفل، وهنا نسأل: كيف سيبدو مستقبلنا عندما نستمر في التدمير والإبادة؟".




وأضافت أن "الرغبة الإسرائيلية في الانتقام من الفلسطينيين في غزة لن تؤدي بنا لأي مكان، بل للمزيد من سفك الدماء، ومقتل المزيد من الأطفال، وأنا كإنسانة ومعلمة هذا ليس المستقبل الذي أحلم به، لا لي ولا لأهل غزة، لأن أطفال غزة يستحقون أن تُبنى لهم مدارس، ونحن نستحق أن نتوقف عن إرسال الجنود للجيش، لأنهم سيعودون مصابين في الجسد والعقل والروح، وفي بداية هذه الحرب، عندما قام بعض الإسرائيليين بالتوقيع على الصواريخ المرسلة لقتل الأطفال في غزة، وكتبوا عبارات مضحكة على الصواريخ، انقلبت معدتي غضباً".

وأكدت أنني "اليوم معدتي تتقلّب مرة أخرى بسبب الشعور بأن "العالم يكرهنا"، وموجات معاداة السامية المتصاعدة في العالم، وانعدام النقاش حول هجوم السابع من أكتوبر، ومصير المختطفين، وتصاعد الخطاب الدولي المعادي حول الحرب في غزة، وكل ذلك أرهقني، وتآكل تعاطفي، وتآكل، وتآكل، ولا أعلم ماذا تبقى من الإسرائيليين بعد الآن، إننا اليوم بحاجة للتصحيح، وبحاجة لمرآة ننظر فيها".

وأشارت أنه "لماذا أصبح الانتقام قيمة مهمة للإسرائيليين، وهم يختبئون خلف شعار "معاً سوف ننتصر"، وتغاضوا عن المختطفين، وتحويل غزة إلى أنقاض، وتحول أطفالهم وقودا للمدافع، مما يدعوني للتفكير في المستقبل، وأحلم بأن دائرة سفك الدماء والعداء مع غزة ستنتهي".

مقالات مشابهة

  • رفض إسرائيلي لاستئناف العدوان على غزة.. وتفنيد لتبريراته الواهية
  • بـ3 كلمات.. بنزيما يعلق على بلوغ الاتحاد لنهائى كأس ملك السعودية
  • استشهاد 322 طفلا منذ استئناف الحرب على غزة واليونيسيف تدق ناقوس الخطر
  • دعاء ثاني يوم العيد.. يشرح صدرك ويريح بالك
  • الرئيس السيسي يحضر احتفالية عيد الفطر مع أبناء شهداء ومصابي القوات المسلحة والشرطة
  • بث مباشر .. الرئيس السيسي يحضر احتفالية عيد الفطر بحضور أبناء شهداء القوات المسلحة
  • الرئيس السيسي يكرم عددًا من أسر شهداء ومصابي القوات المسلحة والشرطة بمناسبة عيد الفطر
  • تكريم أسر الشهداء وصور تذكارية مع الأطفال.. تفاصيل احتفالية عيد الفطر بحضور السيسي
  • تأثيرات "طويلة الأمد" للحرب على الجنود الإسرائيليين.. ما هي؟
  • تأثيرات "طويلة الأمد" للحرب على الجنود الإسرائيليين.. ما هي؟