فضل صلاة الجنازة للميت.. أركانها وكيفيتيها ولماذا خلت من الركوع والسجود؟
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
ما هو فضل صلاة الجنازة للميت؟، سؤال يشغل الأذهان، خاصة مع البحث عن هيئتها وأركانها، ولماذا خلت من الركوع والسجود، حيث تعد صلاة الجنازة فرض كفاية، وتجب الصلاة على الميت المسلم، وعلى السقط -وَهُوَ الولد النازل قبل تَمام أشهره- إذا كان عمره ستة أشهر فما فوق، أو كان عمره أقل من ستة أشهر، ولكن ظهرت عليه أمارات الحياة بعد نزوله كالحركة والاضطراب، ولا يصلى على شهيد المعركة.
جاء في [أسنى المطالب 1/64]: "باب الغسل: قوله لمسلم غير شهيد يرد على مفهومه السقط إذا بلغ أربعة أشهر ولم تظهر أمارة الحياة، فإنه يجب غسله على المذهب".
ويدخل وقت صلاة الجنازة بغسل الميت أو ما يقوم مقامه كالتيمم، ويشترط لصحتها ما يشترط لصحة الصلاة من: ستر العورة، واستقبال القبلة، وطهارة البدن والمكان والثياب، والخلو من الحدث الأكبر والأصغر، وأولى الناس بالصلاة على الميت هم أقربهم له بحسب ترتيب العصبات.
ولصلاة الجنازة أركان سبعة وهي: القيام للقادر عليه، والنية وأربع تكبيرات، والتسليم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: "نعى النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه النجاشي، ثم تقدم، فصفوا خلفه، فكبر أربعا" رواه البخاري، ولا بد أن ينوي المصلي أداء صلاة الجنازة بالإجمال ولا يشترط تعيين الميت.
1. يقف المصلي عند رأس الرجل، وعند عجيزة المرأة، ويشترط ألا يتقدم المصلي على الميت.
2. يجب القيام في صلاة الجنازة على القادر ويسقط عن العاجز، ويباح له الصلاة جالساً.
3. يقرأ بعد التكبيرة الأولى الفاتحة ولا يسن دعاء الاستفتاح فيها، ويسن التعوذ فيها، ويجوز أن يقرأ الفاتحة بعد أي تكبيرة من التكبيرات، ولكن الأفضل أن تكون بعد التكبيرة الأولى.
4. يسن للمصلي رفع يديه عند كل تكبيرة من التكبيرات الأربعة.
5. يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التكبيرة الثانية وجوباً، فلا تجزئ الصلاة في غير التكبيرة الثانية، وأقل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم صل على محمد)، وأكملها: (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى أل إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد).
6. بعد التكبيرة الثالثة يدعو للميت وجوباً، ولا يجزئ الدعاء لغير الميت، ولا يجزئ الدعاء إلا بعد التكبيرة الثالثة، ويخلص في الدعاء.
7. بعد التكبيرة الرابعة يدعو لنفسه وللمؤمنين بـ: "اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده واغفر لنا وله"، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ولو لم يفعل شيئا بعد التكبيرة الرابعة جاز ذلك.
8. يسلم تسليمتين عن اليمين وعن الشمال ويلتفت عند كل تسليمة.
9. يسن أداء صلاة الجنازة في المسجد وتكثير الصفوف فيها فوق ثلاثة صفوف.
10. تصح صلاة الجنازة على الميت الغائب عن البلد؛ لفعل النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه، وخرج بهم إلى المصلى فصف بهم وكبر عليه أربعاً. فتشرع الصلاة على كل غائب عن البلد شق على الناس حضور جنازته، ولو صُلي عليه في المكان الذي مات فيه.
جاء في [مغني المحتاج] للخطيب الشربيني رحمه الله: "يُصلى على الغائب عن البلد، وإن قربت المسافة ولم يكن في جهة القبلة، خلافاً لأبي حنيفة ومالك؛ لأنه صلى الله عليه وسلم "أخبر الناس وهو بالمدينة بموت النجاشي في اليوم الذي مات فيه وهو بالحبشة" رواه الشيخان".
11. تصح الصلاة على الميت بعد دفنه، ولو بعد مدة من الزمن، إن كان المصلي من أهل وجوب الصلاة -بالغاً عاقلاً- وقت موت الميت، كما جاء في [عمدة السالك/ ص44]: "ومن فاتته [صلاة الجنازة] صلى على القبر إن كان يوم موته بالغاً عاقلاً وإلا فلا".
ما الحكمة من اختلاف صلاة الجنازة عن صلاة الفريضة في هيئتها من حيث كونها لا أذان فيها ولا إقامة، ولا ركوع ولا سجود؟، قالت دار الإفتاء إنه قد اسْتحبَّ الشرع الشريف الإسراع في الجنازة، وحثَّ على المبادرة في حملها والصلاة عليها ودفنها؛ ورتَّب على ذلك أحكامًا تقتضي ضرورة الالتزام بما ورد من نصوصٍ حول هذا الإسراع؛ لذا جاءت صلاة الجنازة على هيئتها المعهودة.
ولفتت إلى أن الحكمة من ذلك التخفيف فيها؛ فليس فيها أذان ولا إقامة، ولا ركوع ولا سجود، ولا سجود سهوٍ ولا سجودَ تلاوةٍ، ولا يُقرأ فيها بعد الفاتحة بشيءٍ على قول من قال بأنَّ قراءة الفاتحة واجبة في صلاة الجنازة؛ كالشافعي، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهوية، ومحمد بن مسلمة، وأشهب بن عبد العزيز المالكي، وداود، أو لا يُقرأ فيها بشيء من القرآن أصلًا؛ كما ذهب إليه أبو حنيفة، ومالك في المشهور، والثوري.
قال العلَّامة الكاساني الحنفي في "بدائع الصنائع" (1/ 152، ط. دار الكتب العلمية): [فلا أذان ولا إقامة في صلاة الجنازة] اهـ.
وقال العلَّامة الحطَّاب المالكي في "مواهب الجليل" (2/ 215، ط. دار الفكر): [وقال القاضي عياض: يشترط في صحتها ما يشترط في سائر الصلوات المفروضة، إلا أنه لا قراءة فيها ولا ركوع ولا سجود ولا جلوس انتهى] اهـ.
وقال العلَّامة الجمل الشافعي في حاشيته "فتوحات الوهاب" (2/ 178، ط. دار الفكر): [ولا يجوز فيها سجود سهو ولا تلاوة، وتبطل بهما من العامد العالم] اهـ.
وقال العلَّامة ابن المُلَقِن في "الإعلام بفوائد عُمدة الأحكام" (4/ 402، ط. دار العاصمة): [وقد اختلف العلماء في قراءة الفاتحة فيها: فذهب مالك في المشهور عنه، وأبو حنيفة، والثوري، إلى عدم قراءتها؛ لأنَّ مقصودها الدعاء. وذهب الشافعي، وأحمد، وإسحاق، ومحمد بن مسلمة، وأشهب من أصحاب مالك، وداود، إلى أنه يقرأ فيها بالفاتحة] اهـ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: صلاة الجنازة صلاة الجنازة على الميت الغائب أركان صلاة الجنازة إقامة صلاة الجنازة النبی صلى الله علیه وسلم صلاة الجنازة على الصلاة على على المیت ولا سجود
إقرأ أيضاً:
هل صلاة الفجر غير صلاة الصبح ؟.. الإفتاء توضح
هل صلاة الفجر غير صلاة الصبح ؟ سؤال أجاب عنه الدكتور مجدى عاشور، امين الفتوى بدار الافتاء المصرية، المستشار الأكاديمي لمفتي الجمهورية سابقا، وقال: إن الفجر لغة يُطلق على النور الذي يَشقُ ظلام الليل فيبدأ به النهار ، والفترة التي بين ظهور هذا النور وطلوع الشمس تسمى فترة الصباح .
واشار الى ان الصلاة تجب في هذا الوقت المذكور - من أول ظهور نور الفجر إلى شروق الشمس - يجب صلاة ركعتين فريضة .. وهذه الصلاة تسمى (الفجر) باعتبار أول وقتها ، كما جاء في قوله تعالى : (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا) [الإسراء: 78] .
واوضح ان المراد بقرآن الفجر هنا : القرآن الذي يُقْرَأُ في فريضة صلاة الفجر .
ونوه ان صلاة الفجر تسمى ايضا (الصبح) باعتبار أن الوقت كله إلى شروق الشمس يُسمى الصبح ، وهذا ما جاء في السُّنَّة المشرفة حيث قال صلى الله عليه وآله وسلم: " صل صلاة الصبح ثم أقصر عن الصلاة، حتى تطلع الشمس وترتفع .. " [أخرجه مسلم] .
وكذلك ركعتا السنة اللتان تصليان قبل هذه الفريضة ، تسمى سنة الفجر
أو سنة الصبح .
1. من فضل صلاة الفجر رؤية الله سبحانه وتعالى فصلاة الفجر لها في الإسلام مكانةٌ عظيمةٌ؛ فهي من أهمّ الصلوات المكتوبة وأقربها إلى رب العزة تبارك وتعالى.
2. دعاء الملائكة واستغفارها لمن يصلي الفجر.
3. ومن فضل صلاة الفجر في آخر شعبان كذلك أن مُصليها يفوز بشهادة الملائكة له وتشريف من الملائكة برفع أسماء من صلّى الفجر لله عز وجل.
4. أجر قيام الليل فصلاة الفجر تعدل قيام ليلة كاملة.
5. الحفظ في ذمّة الله، فهو ضمان الله -سبحانه وتعالى- وأمانه وعهده، وليس لأحدٍ أن يتعرّض للمصلّي بسوء.
6. تجلب الرزق الواسع يقول عليه الصلاة والسلام: «اللهم بارِكْ لأمتي في بكورها، وكان إذا بعث سَرِيَّةً أو جيشًا بعثهم أولَ النهارِ، قال : وكان صخرٌ تاجرًا فكان يبعثُ في تجارتِه أولَ النهارِ فأثْرَى وكثُرَ مالُه».
7. طيب النفس وصفائها.
8. تطرح البركة في الرزق.
9. دخول الجنة لمن يصلّي الفجر، يقول عليه الصلاة والسلام: (مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ).
10. أجر حجة وعمرة .
11. صلاة الفجر تجعل الإنسان فى ذمه لله طوال اليوم.
12. حصد الحسنات صلاة الفجر في وقتها وفي جماعة لها فضل وثواب عظيم كما أنها من أسباب تحصيل الأجر الجزيل العظيم.
13. صلاة الفجر تُظهر قُرب المسلم من خالقه؛ حين يقوم وينهضُ من نومه في وقت الفجر «وهو وقت يكون الناس فيه نيامًا»، فيقوم ويتوضّأ ويَخرج في هذا الوقت في ظُلمةِ الليل متجاوزًا برد الشتاء وحر الصيف؛ ليُطيع الله تعالى، وليقوم بما أمره به ربُّ العزة تبارك وتعالى من صلاة الفجر .
14. هي خير من الدنيا وما فيها إذا التزم المسلم بها؛ وذلك لِعِظَم فضلها وأجرها عند الله سبحانه وتعالى، فقد وَرَدَ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «ركعَتا الفَجْرِ خَيرٌ مِنَ الدُنيا وما فيْها ».
15. صلاة الفجر في جماعة أنها النّور التّام للعبد المسلم المؤمن يوم القيامة، وهذا الفضل والأجر لمن يشهد صلاة الفجر مع الجماعة، فقد جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «بشّرِ المَشائيْنَ فيْ الظُلمِ إلى المَسَاجدِ بالنُور التّامِ يومَ القيْامَة».
16. صلاة الفجر تجعل المسلم بحماية الله ورعايته، فقد رُوِيَ عن النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- أنه قال: «مَنْ صَلّى الصُبحَ فَهوَ فيْ ذِمَة الله».
17. صلاة الفجر من أسباب النّجاة من النّار.
18. فيها البشارة بدخول الجنّة؛ فقد ورد عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنه قال: «مَن صلَّى البردَينِ دخَل الجنةَ»، متفق عليه، والمقصود بالبردين هنا هما صلاتي الصّبح والعصر، وقد ثبت الترغيب في أن يؤدّي المسلم صلاة الصّبح في جماعة.
19. أنها ضمانُ للمسلم -بالتزامه بـ صلاة الفجر - بقاءه في صفّ الإيمان والأمن من النفاق.
20. صلاة الفجر تقي من عذاب الله وغضبه وعقابه.
21. الدعاء بعدها مستجاب ، حيث إنها من الصلوات المكتوبة.