لا رفاهية هنا لتركيب فلتر ينقي المياه المليئة بالشوائب والأمراض، بل لا وجود لكوب ماء من الأساس، شريان الحياة توقف في غزة، ظمأ لم يحن انتهائه، إلا برحلة شاقة يقطعها الأهالي كل يوم، أملا في الفوز بكوب ماء نظيف بعد ساعات من الانتظار في طابور لا نهاية له.

طابور أمام محطات المياه

منذ اندلاع الحرب الطاحنة في غزة في السابع من أكتوبر الماضي، بات شرب الماء حٌلمًا للآلاف من سكان القطاع المحتل، تشهد محطات المياه الرئيسية في غزة تكدسا شديدا وطوابير تمتد لعشرات الأمتار، وعلى الرغم من طول المسافة وساعات الانتظار لم يتمكن البعض منهم من الحصول على زجاجة ماء نظيف، بحسب موقف حقيقي يرويه لـ«الوطن»، الشاب الغزاوي يوسف زقوت خلال عودته إلى المخيم، بعد رحلة استمرت سبع ساعات في طابور الماء.

صغير يبكي عطشًا

«بالأمس بعد ما انتهيت من ملء زجاجة ماء في نهاية طابور طويل أمام محطة المياه، قابلت عائلة كاملة مشردة، والأب طلب مني شربة ماء لطفله الصغير، بحسب وصف «يوسف»، استأذنه الرجل المشرد في إعطاء رشفة ماء لابنه الذي يبكي عطشًا: «قلي بالله بس بدي أشرب ابني الصغير عطشان من امبارح ما شرب»، فما كان منه إلا أن بدأ يروي الصغير العطشان بيده.

«ضليت أعبيله بالغطاية لحد ما ارتوى»، يستكمل رواية المشهد الإنساني، الشاب البالغ من العمر 27 عاما، بلهجته الفلسطينية، ودمعت عيناه حزنًا على الحال الذي يعانيه سكان قطاع غزة وسط حصار تام وحرمان من مناحي الحياة كافة.

«يوسف» الذي يعمل في مجال الخياطة ومن سكان مخيم جباليا، أكد في حديثه لـ«الوطن»، أنّ كوب الماء النظيف أصبح رفاهية لسكان قطاع غزة، يخرج هو من السابعة صباحا من كل يوم ليحجز مكانه في طابور طويل ينتظر فيه ما لا يقل عن سبع ساعات وقوفًا، ومعه الشباب والرجال والنساء، في مشهد لا علاقة له بالإنسانية، حسب تعبيره.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة فلسطين مخيم جباليا فی غزة

إقرأ أيضاً:

مصدر جديد ومدهش للطاقة.. نظيف ويقلص من الاحتباس الحراري

يُعد استهلاك الطاقة مؤشرا أساسيا في تحديد هويّة ومستوى أي حضارة وفقًا لمفاهيم مقياس "كارداشيف"، إذ إنّ الطاقة المستهلكة تتوافق طرديا مع متطلبات التكنولوجيا التي تعكس مدى التقدم التقني الذي حققته الحضارة.

ومع النمو المتسارع في الحضارة البشرية اليوم، فإنّ استهلاك الطاقة وصل إلى مراحل قصوى، ورافق ذلك ظهور أزمة الاحتباس الحراري العالمية، لأنّ اعتماد البشرية في توليد الطاقة خلال العقود الماضية كان جلّه على الوقود الأحفوري، وهو المسبب الأوّل للانبعاثات الضارة والغازات الدفيئة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بطارية رخيصة وبيئية يعاد شحنها 8 آلاف مرة.. ثورة في سوق الطاقة المتجددةlist 2 of 2قطر للطاقة توقع اتفاقية ضخمة لبيع الغاز المسالend of list

وفي وقت سابق جاءت "اتفاقية باريس" في عام 2015 وتعهّدت فيها 195 دولة بضرورة تفادي ارتفاع متوسط درجة حرارة الكوكب وعدم تجاوز عتبة الـ"1.5 درجة مئوية" حتى نهاية القرن الحالي. وعليه فإنّ مجموعة من دول العالم المتقدم أخذت على عاتقها أن يكون إنتاج الطاقة بصافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050 وفقا للوكالة الدولية للطاقة.

وهذا يعني أن يكون الاعتماد على مصادر الطاقة المستدامة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية وغير ذلك، وتعد هذه المصادر صديقة للبيئة لأنّها تحد من الانبعاثات الضارة. إلا أنّ تحقيق هدف 2050 لا يبدو واقعيا نظرا إلى حجم الاستهلاك الضخم الذي لا تقدر على تغطيته مصادر الطاقة المستدامة بشكلها الحالي.

وفي خِضم ذلك، توصّل مجموعة من العلماء إلى اكتشاف رائد لأحد مصادر الطاقة المتجددة التي تنتج الطاقة عن طريق استخدام "خلايا طاقة ضوئية دقيقة" تعتمد على عملية التمثيل الضوئي، وربّما يكون أحد الحلول المرتقبة التي ستغيّر شكل إنتاج الطاقة في المستقبل.

العلماء استعانوا بعملية التمثيل الضوئي لإنشاء خلايا طاقة ضوئية دقيقة تسخّر الطحالب لتوليد الطاقة (غيتي) التمثيل الضوئي لإنتاج الكهرباء

استعان فريق بحثي من جامعة "كونكورديا" الكندية بعملية التمثيل الضوئي لإنشاء خلايا طاقة ضوئية دقيقة تُسخّر الطحالب لتوليد الطاقة، وتلتقط الخلايا الإلكترونات الناتجة عن التمثيل الضوئي وتحولها إلى تيار كهربائي مستمر.

ولا تقتصر فائدة التقنية المستكشفة على إنتاج الطاقة فحسب، بل أيضا تعمل في الوقت نفسه على امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوّي، وهو أحد الغازات الضارة الناتجة عن عمليات حرق الوقود الأحفوري. كما وجد الباحثون أنّ المنتج الثانوي الوحيد الذي ينتج عن هذه العملية هو الماء وفي ذلك دلالة على أنّ التقنية صديقة للبيئة بشكل كامل.

وأوضح الباحث المشارك في الدراسة "كيرانكومار كوروفيناشيتي" أنّ الهدف هو أن تعمل خلايا الطاقة الضوئية الدقيقة على التقاط الإلكترونات الناشئة أثناء عملية التمثيل الضوئي.

وتتكوّن هذه الخلايا من حجرات متراصة بجانب بعضها البعض ويفصلها غشاء مميّز، ويحتوي جزء من هذه الحجرات على طحالب، في حين يحتوي الجزء الآخر على المركب الكيميائي "فريسيانيد البوتاسيوم". ولدى حدوث عملية البناء الضوئي يلتقط الغشاء الرقيق الإلكترونات الناتجة ليولّد بذلك تيارا كهربائيا.

وعلى الرغم من أنّ خلايا الطاقة التي تعتمد على الطحالب تولّد قدرا أقل من الكهرباء مقارنة بالألواح الشمسية التقليدية، فإنّ هناك إمكانية كبيرة أن تكون تلك الخلايا أكثر كفاءة وقدرة مستقبلا. علاوة على ذلك، فإنّ إنتاجها أرخص وأبسط لأنّها لا تتطلب مواد معقدة وخطيرة كما هو الحال في الخلايا الشمسية المصنوعة من السيليكون البلوري.

ثورة الخلايا الضوئية الدقيقة

وهي تقنية جديدة لتوليد الكهرباء من خلال عملية التمثيل الضوئي، ومصممة للتطبيقات المنخفضة الاستهلاك على نطاق الملّي واط، ويمكنها إنتاج الكهرباء في البيئات الساطعة والخافتة على حدٍ سواء باستخدام الطحالب وأشعة الشمس.

وتستطيع هذه الخلايا تشغيل أجهزة استشعار دقيقة لمراقبة الطقس في المواقع النائية وتزويد أجهزة الاستشعار في شبكات الاستشعار اللاسلكية بالطاقة.

وإذا تطلّب الأمر مستويات طاقة أعلى، يمكن دمج عدّة خلايا معا في ترتيبات متوازية أو متسلسلة، كما ثبت مخبريا أنّ هذه الطريقة تولّد طاقة أعلى مقارنة بالخلايا الفردية.

مقالات مشابهة

  • اختبار بسيط لمعرفة مدى حاجة جسدك لتناول الماء.. «النتيجة مفاجأة»
  • اختبار بسيط على الجلد سيخبرك.. هل تشرب كمية كافية من الماء؟
  • قطع المياه عن 11 قرية في المنوفية لمدة 4 ساعات غدا.. اعرف السبب
  • قطع المياه عن 9 مناطق شرق السكة الحديد بقنا لمدة 5 ساعات.. تعرف عليها
  • أسامة يروي عطش المارة بـ«كولمان» في شبين الكوم.. مبادرة تخفف من حر الصيف
  • مادة مسرطنة في مياه الشرب.. كارثة وأورام نادرة تهدد سكان ولاية أمريكية
  • سد المسيرة يواجه وضعية حرجة و مخاوف من انقطاع الماء عن جنوب الدارالبيضاء
  • عمنا الغالي محمد الشيخ القرشي ( القرشي الصغير ) تظل ذكراك دائما عطرة ندية في قلوبنا
  • شعب أفاتار حقيقي يعيش في الماء.. الباجاو أغرب قبائل العالم «تولد وتموت في البحر»
  • مصدر جديد ومدهش للطاقة.. نظيف ويقلص من الاحتباس الحراري