شكلها ذو الأرواح التسعة وعدد افرادها مجهول.. تاريخ وحدة الظل الفلسطينية (فيديو)
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
السومرية نيوز – دوليات
رغم أنها تأسست قبل أكثر من 15 عاماً، فإن الإعلان عن "وحدة الظل" جاء متأخراً بـ10 سنوات، عندما بثت كتائب القسام -وللمرة الأولى- صوراً للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط وهو يتنزه في غزة، خلال فترة أسره التي دامت 5 سنوات.
لا توجد معلومات كثيرة عن هذه الوحدة، المحاطة عمداً بكثيرٍ من التكتم نظراً لحساسية المهمة التي أُنشئت من أجلها؛ وهي تأمين ورعاية أسرى الاحتلال الإسرائيلي في غزة، وإبقاؤهم في مكانٍ سري، لضمان نجاح عمليات تبادل الأسرى.
وعقب عملية طوفان الأقصى 2023، أعلنت كتائب القسام أن عدد الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة يتراوح ما بين 200 و250 أسيراً، من بينهم رُتب رفيعة المستوى، وقد تمّ نقلهم إلى مكان آمن؛ ما يعني أنهم عملياً في عهدة وحدة الظل.
ما الذي نعرفه حتى الآن عن وحدة الظل؟
تأسست وحدة الظل عام 2006، بعدما تمكنت كتائب القسام -بمشاركة "لجان المقاومة الشعبية" و"جيش الإسلام"- من خطف جلعاد شاليط في يونيو/حزيران، وأُسند إليها مهمة تأمين الجندي وإبقائه في دائرة المجهول.
أدّت الوحدة مهمتها ببراعة، فقد فشلت إسرائيل في تحديد مكان شاليط على مدى السنوات التي بقيَ فيها أسيراً، رغم شنّها أكثر من عدوانٍ على قطاع غزة.
تمكنت الوحدة من إخفاء شاليط عن أعين الموساد لنحو 5 سنوات، حتى أجبرت إسرائيل على إنجاز صفقة تبادل (عُرفت باسم "وفاء الأحرار")، حررت من خلالها 1050 أسيراً وأسيرة من سجون الاحتلال مقابل الإفراج عن شاليط.
بقيت هذه الوحدة سرية حتى مطلع عام 2016، حين كشفت عنها كتائب القسام عبر وثائقي خاص عرضته قناة "الأقصى الفضائية"، اعتبرت فيه أن خطف شاليط هو "أعقد عملية أمنية خاضتها المقاومة في تاريخ الصراع، وأن وحدة الظل ساهمت فيها بشكلٍ مباشر".
يقول أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، إن هذه الوحدة هي إحدى وحدات المهام الخاصة في القسام، "وجاء تأسيسها لاعتباراتٍ عملياتية في إطار مهمة كسر القيود"، مشيراً إلى أن هذه الوحدة -بضباطها وجنودها- "هي بمثابة حلقة مفقودة، ومهمتها أن تبقى دوماً كذلك".
وعن معايير أعضائها، كشف أبو عبيدة أنه يتم اختيار مجاهدي هذه الوحدة من كافة الألوية والتشكيلات القتالية في القسام وفق معايير معيّنة، "ويتم إخضاعهم لاختباراتٍ عديدة مباشرة وغير مباشرة" قبل الاختيار، ومن ثم يتلقون تدريباتٍ خاصة لرفع قدراتهم الأمنية والعسكرية.
منذ عام 2014، أوكلت إلى الوحدة مهمة احتجاز 4 أسرى إسرائيليين، من بينهم جنديان أسرتهما كتائب القسام بعد إطلاقها معركة "العصف المأكول"، رداً على الحرب الإسرائيلية الثالثة على غزة.
يمكن القول إن وحدة الظل هي سلاح كتائب القسام لتحرير الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال، وهو ملفٌ يحتل مكانةً خاصة لدى الكتائب، التي تعتبر تحريرهم أولوية.
على عكس الاحتلال الإسرائيلي، تعامل وحدة الظل أسراها الإسرائيليين بكرامة واحترام وفق أحكام الإسلام، وتوفر الرعاية التامة لهم -ماديةً كانت أم معنوية- مع "الأخذ بعين الاعتبار معاملة العدو للأسرى المجاهدين" كما تقول القسام.
دور وحدة الظل في عملية طوفان الأقصى
مع انطلاق عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تجدد الحديث عن هذه الوحدة، التي تضطلع بدورٍ محوري في ظلّ احتفاظ كتائب القسام بما يتراوح بين 200 و250 أسيراً إسرائيلياً.
تمّ نقل الأسرى إلى أماكن آمنة وسرّية، تحت رعاية وحدة الظل. وقد جرت اتصالات عدة في ملف الأسرى، كما أعلنت القسام عبر "أبو عبيدة" الذي قال إنه "كانت هناك فرصة للوصول إلى صيغة اتفاقٍ فيه، لكن العدو ماطل ولم يُبدِ جدية حقيقية لإنهاء معاناة أسراه".
وخلال كلمته في اليوم الـ22 من العدوان الإسرائيلي على غزة، كشف أبو عبيدة أن القصف الإسرائيلي الهمجي أدى إلى مقتل 50 أسيراً، وأعلن أن "العدد الكبير من أسرى العدو لدينا ثمنه تبييض كامل السجون الصهيونية من كافة الأسرى".
تعامل الوحدة أسرى الاحتلال الإسرائيلي معاملة جيدة، وقد تبيّن ذلك في أكثر من مناسبة، لاسيما حين أفرجت كتائب القسام يوم 4 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عن مستوطنة إسرائيلية تُدعى يوخفد ليفشيتز، ظهرت في لحظة إطلاق سراحها وهي تصافح أحد جنود الوحدة.
أثارت هذه اللقطة ردود أفعالٍ عالمية كثيرة، وتصدّرت المشهد الإعلامي لأيام، خصوصاً حين قالت ليفشيتز: "عاملتنا حماس بلطف ولبّت جميع احتياجاتنا، وخضعتُ لفحص طبي أثناء فترة احتجازي".
وتابعت: "كنا نتناول الطعام الذي يتناولونه؛ وقد أكدوا لي أنهم مسلمون، ولن يتعرضوا لنا بالأذى. كان هناك ممرض يعالج المصابين، وطبيب يأتي كل يومين لفحص الأسرى".
وكانت كتائب القسام، الجناح العسكري لـ"حماس"، نشرت مقطعاً مصوراً لأسيرةٍ أخرى في غزة، وهي تتكلّم العبرية. وحسب التعليق المرافِق للمقطع، فإن الفتاة، التي تُدعى ميا شيم، أُسرت في اليوم الأول من الهجوم الذي شنَّته كتائب القسام على غلاف غزة.
قالت الشابة الفرنسية الإسرائيلية، التي تبلغ من العمر 21 عاماً، إنها مُحتجزة ودعت إلى الإفراج عنها، مؤكّدة أنها تلقَى معاملة جيدة، وقد خضعت لعمليةٍ جراحية.
وسبق فيديو شيم مقطعٌ مصور آخر تداوله رواد وسائل التواصل الاجتماعي، عن إطلاق "القسام" سراح أم إسرائيلية وطفلَيْها كانوا رهائن لديها. تظهر الأم في الفيديو مرتدية اللون الأزرق، في حين يُشاهَد عدد من المسلّحين وهم يسيرون مُبتعدين عنها.
ووسط الحرب الدائرة، تحرص وحدة الظل على رعاية الأسرى الإسرائيليين وتأمين احتياجاتهم بسريةٍ تامة، من دون الكشف عن هوياتهم. وفي الواقع، فقد خسرت الوحدة 5 أعضاءٍ خلال استهدافاتٍ إسرائيلية متفرقة منذ عام 2008.
وحتى اليوم، لم يعلم أحد بالمهام التي كانوا مكلّفين بها إلا بعد كشف كتائب القسام عنهم بأمرٍ من قائدها العام محمد الضيف المقاتل ذو "الأرواح التسعة" -كما يصفه الاحتلال-، حين أعلنت أنهم "كانوا على ارتباطٍ وثيق بعملية إخفاء شاليط واحتجازه لـ5 سنوات".
وعن "أبطال وحدة الظل القسامية"، كما وصفتهم الكتائب، تقول: "خلف ستار العتمة جهادهم، وبين الناس يعيشون حياتهم الطبيعية، فلا تشعر بأنهم يخفون أو يحفظون سراً خلفهم، وهم من ألحقوا الهزائم توالياً بأجهزة الأمن الصهيونية بمختلف مسمياتها".
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: کتائب القسام هذه الوحدة أبو عبیدة التی ت
إقرأ أيضاً:
عاجل- تكتيك عسكري معقد.. كتائب القسام تفاجئ الاحتلال بكمائن مركبة في أول رد فعل ثأري لـ يحيى السنوار
في أول رد فعل ثأري على استشهاد القائد البارز يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة، أقدمت كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكري للحركة، على تنفيذ كمائن مركبة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي.
العملية التي نفذتها الكتائب جاءت بمثابة رد قوي على استهداف الاحتلال لقادة المقاومة، مما يعكس إصرار كتائب القسام على انتزاع الثأر، وتصعيد المواجهة مع الاحتلال بشكل مدروس.
أول مشاهد كمائن القسام.. استهداف آليات الاحتلال وثأرًا لدماء يحيى السنوار في عملية انتقامية نادرة.. كتائب القسام تقنص جنود الاحتلال وتستهدف آلياتهم في كمائن مركبة جنوب رفح عملية مفاجئة ومخطط لها بعنايةأعلنت كتائب القسام أن العملية التي نفذتها كانت مخططًا لها بعناية شديدة، وتهدف إلى إلحاق أكبر قدر ممكن من الأضرار بقوات الاحتلال، وقد وقع الهجوم في منطقة مفترق برج عوض بحي الجنينة شرق مدينة رفح، وذلك في 22 نوفمبر 2024.
العملية تميزت بتنسيق عالٍ واستخدام تكتيك عسكري متقدم، حيث تم تنفيذ كمائن مفاجئة شملت عدة مراحل متسلسلة تهدف إلى إرباك قوات الاحتلال وضربها في نقاط ضعفها.
عاجل- تكتيك عسكري معقد.. كتائب القسام تفاجئ الاحتلال بكمائن مركبة في أول رد فعل ثأري لـ يحيى السنوار تفاصيل الكمين المركبالعملية بدأت بعمليات قنص دقيقة استهدفت جنود الاحتلال أثناء تحركهم عبر محور صلاح الدين (المعروف بمحور "فيلادلفيا")، مما أسفر عن إصابات مباشرة ومقتل عدد من الجنود.
وبعد ذلك، تصاعد الهجوم إلى مرحلة ثانية حيث تم استهداف آليات الاحتلال العسكرية باستخدام قذائف مضادة للدروع، ما أدى إلى تدمير دبابة من طراز "ميركافا" وجرافة عسكرية ثقيلة من طراز "دي 9"، بالإضافة إلى استهداف قوات الإسناد التي وصلت إلى الموقع.
ولم يقتصر الهجوم على المعدات العسكرية فقط، بل شمل أيضًا استهداف مبنى سكني كان يتحصن فيه سبعة جنود إسرائيليين، حيث أطلقت كتائب القسام قذيفة مضادة للأفراد نحو المبنى، مما أسفر عن تدميره بالكامل وتكبد الاحتلال مزيدًا من الخسائر في الأرواح.
عاجل- تكتيك عسكري معقد.. كتائب القسام تفاجئ الاحتلال بكمائن مركبة في أول رد فعل ثأري لـ يحيى السنوار رسالة قوية من القسامالعملية لم تكن مجرد رد فعل عسكري بل رسالة قوية من كتائب القسام مفادها أن عمليات الاغتيال التي ينفذها الاحتلال ضد قادة المقاومة لن تمر دون عقاب، وقد أظهرت الكتائب قدرتها على تنفيذ عمليات مركبة ومعقدة، تؤكد على تطور تكتيكاتها الميدانية وعلى قدرتها على ضرب العمق الإسرائيلي في الوقت والمكان المناسب.
من خلال هذه العملية، أرادت كتائب القسام أن تبعث برسالة إلى الاحتلال مفادها أن المقاومة الفلسطينية ماضية في مسارها الثأري، وأن استهداف القادة لن يثنيها عن التصعيد والمواجهة، بل يزيد من عزيمتها في تنفيذ ضربات مؤلمة وقوية.
عاجل - القسام تنتقم لـ يحيى السنوار.. شاهد عملية تاريخية لدك قوات الاحتلال في رفح عاجل - "أنا على أرضي".. وصية يحيى السنوار تشعل محادثات الأسرى من جديد وتثير الجدل استمرار المقاومة رغم التحدياتتأتي هذه العملية في وقت حساس، حيث يواصل الاحتلال محاولاته لضرب بنيان المقاومة الفلسطينية عبر اغتيال قياداتها، لكن كتائب القسام أثبتت، من خلال هذه العملية، أنها لا تزال تحتفظ بقدرتها على تنظيم وتنفيذ عمليات مركبة رغم الظروف الصعبة وقد أكدت الكتائب في بيانها أن هذا الهجوم هو بداية لسلسلة من الردود التي ستستمر حتى تحقيق العدالة لدماء الشهداء، وأن الاحتلال سيدفع ثمن جرائمه باهظًا.
عملية مفترق برج عوض تمثل بداية فصل جديد في المواجهة المستمرة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.
إنها رسالة مفادها أن المقاومة لن تنكسر أمام محاولات الاحتلال المتواصلة لقتل القادة، بل ستظل تكبر وتتصاعد، مع تطوير تكتيكاتها العسكرية لتوجيه ضربات موجعة لجنود الاحتلال ومعداته.