الاحتلال الإسرائيلي تجاوز الخطوط الحمراء
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
5 نوفمبر، 2023
بغداد/المسلة الحدث:
لقد تحملت بلدان العالم المعاناة والصراع اللذين شهدهما العراق على مدى السنوات الـ 50 الماضية. إن الأحداث المأساوية في غزة تعيد إلى الشعب العراقي ذكريات مؤلمة. لقد تم تجاوز الخطوط الحمراء، حيث يتحمل المدنيون معاناة لا يمكن تصورها، ونتيجة لذلك هناك حاجة ملحة للمساعدة الإنسانية الحيوية.
وهنا في العراق، نقف في تضامن قوي مع الشعب الفلسطيني، وقد التزم بلدنا بتقديم معونة كبيرة، بينما يعمل مع شركائنا الدوليين لوضع حد سريع لهذه المأساة.
وأكدنا مجددًا في مؤتمر قمة القاهرة للسلام، إلى جانب شركائنا الدوليين، أنّ التدمير الذي تقوم به قوات الاحتلال يجب أن يتوقف. ومن الأهمية بمكان ألا تنزلق المنطقة مرة أخرى إلى عدم الاستقرار والصراع. وبهذه الطريقة، يأمل العراق أن تتمكن المنطقة من المضي قدمًا والتصدي للتحديات المشتركة من خلال التعاون الفعال.
إنّ الألم والمعاناة يستغرقان وقتًا للشفاء، كما يعلم العراق جيدًا. لقد عمل بلدنا بجد لإرساء الاستقرار، ونجد أنفسنا في وضع أكثر انسجامًا بكثير من أي وقت مضى في الأجيال الثلاثة الماضية، وقد أمكن ذلك بفضل اقتصاد متنام ورغبة حقيقية في التجديد والتنمية. إنّ الحفاظ على هذا الزخم هو أولوية قصوى لحكومتي.
وخلال العام الماضي، مهدت حكومتي الطريق لتلبية تطلعات الشعب العراقي ودعم احتياجاته الأساسية. لقد مررنا ميزانية تاريخية بقيمة 153 مليار دولار، تركز على تحديث بنيتنا التحتية، وخلق فرص العمل، وتعزيز نمونا الاجتماعي والاقتصادي من خلال تسخير الإمكانات الهائلة لشبابنا، الذين يشكلون 60% من سكان العراق.
وقد ركزت حكومتي على خلق فرص العمل، وإعادة بناء البنية التحتية، وجذب الاستثمار الأجنبي، وتعزيز القطاع الخاص. في رأيي ، هذه هي الأسس الحيوية لضمان الرخاء المستدام للأجيال القادمة. وهذا ينطوي أيضًا على معالجة القضايا المهمة التي تم إهمالها منذ فترة طويلة، لا سيما في التعليم والرعاية الصحية.
منذ أن أصبحت رئيسًا للوزراء قبل أكثر من عام بقليل، اتخذت حكومتي خطوات مهمة لإعادة تأسيس سمعة العراق على المسرح العالمي. وأكدنا مجددًا على دور العراق الحاسم في العمل على حماية الأمن السياسي والاقتصادي في المنطقة من خلال التعاون مع شركائنا الدوليين.
نواصل كفاحنا ضد إرهاب تنظيم الدولة الإسلامية، الذي هدد المنطقة منذ وقت ليس ببعيد، وهو موجود الآن فقط في جيوب صغيرة في العراق. وبفضل قواتنا الخاصة المدربة تدريبًا جيدًا، اكتشفنا سلسلة من الهجمات المخطط لها من قبل تنظيم الدولة الإسلامية في أوروبا، بما في ذلك المملكة المتحدة. ومن خلال مواصلة العمل مع شركائنا الأمنيين العالميين، سنضمن إنهاء هذا التهديد محليًا ودوليًا.
وما يزال الفساد يشكل تحديًا كبيرًا، وأكبر تهديد لتنمية العراق في المستقبل. وكجزء من حملتنا لمكافحة الفساد، طلبنا من الإنتربول اعتقال وتسليم مسؤولين عراقيين سابقين رفيعي المستوى اختلسوا أكثر من 2.5 مليار دولار من أموال الضرائب.
لقد استعدنا بالفعل مبلغًا كبيرًا من الأموال المسروقة، وسنقدم المسؤولين عنها إلى العدالة. وهذا يتطلب تعاونًا مستمرًا مع شركاء مثل المملكة المتحدة. في وقت سابق من هذا العام، التقيت بوزير الأمن البريطاني، توم توغندهات، لمناقشة الجهود المشتركة للتصدي للجريمة الخطيرة والمنظمة، بما في ذلك الاتجار بالمخدرات والإرهاب.
إنّ شراكاتنا الدولية الجديدة تتجاوز الدفاع والأمن، وقد أصبح العراق مكانًا للشركات الدولية للاستثمار والعمل، وخاصة في قطاع الطاقة.
وبشكل عام، أدى تعزيز التعاون الإقليمي إلى توقيع صفقات استثمارية كبرى خلال العام الماضي، وهو العام الأول من إدارتي، مما يدل على تنامي الثقة الدولية في الاقتصاد العراقي.
ومن خلال هذه الشراكات والاستثمار في إمكاناتنا غير المستغلة، سنؤكد دورنا المحوري في المنطقة، لنكون بمثابة بوابة إلى آسيا وأوروبا. وفي هذا الدور الجديد، سيكون العراق قادرًا على المساعدة في تحقيق ازدهار إقليمي أوسع، استنادًا إلى تجربتنا الخاصة في الشدائد، لا سيما في وقت الكرب والمعاناة للكثيرين.
إن العراق يسير على مسار إيجابي، وهو مسار اعتقد آخرون أنّه لم يكن ممكنًا قبل بضع سنوات، ولكن ما يزال هناك الكثير مما ينبغي عمله، ونحن ملتزمون بضمان استمرار ذلك لجميع العراقيين.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: من خلال
إقرأ أيضاً:
العراق يرفض ربط التغيير في سوريا بتغيير نظامه السياسي.. وتركيا تتوعد الانفصالين مجددا
دعا رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اليوم السبت، إلى ضرورة ترك الخيار للسوريين ليقرروا مصيرهم.
وقال السوداني في كلمة خلال مشاركته اليوم في الحفل التأبيني الذي أقيم في بغداد بمناسبة ذكرى مقتل الرئيس السابق لـ«المجلس الأعلى في العراق» محمد باقر الحكيم: «حرصنا منذ بدء الأحداث في سوريا على النأي بالعراق عن الانحياز لجهة أو جماعة».
وأضاف: «هناك من حاول ربط التغيير في سوريا بالحديث عن تغيير النظام السياسي في العراق، وهو أمر لا مجال لمناقشته».
وأوضح أن «المنطقة شهدت منذ أكثر من سنة تطورات مفصلية نتجت عنها تغيرات سياسية مؤثرة».
وتابع السوداني، في بيان نشره المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي على صفحته بموقع «فيسبوك»: «نمتلك نظاماً ديمقراطياً تعددياً يضم الجميع، ويضمن التداول السلمي للسلطة، ويسمح بالإصلاح وتصحيح الخلل تحت سقف الدستور والقانون، وليس من حق أحد أن يفرض علينا التغيير والإصلاح في أي ملف، اقتصادياً كان أم أمنياً، مع إقرارنا بوجود حاجة لعملية الإصلاح في مختلف المفاصل».
ولفت إلى إكمال «العديد من الاستحقاقات المهمة، مثل إجراء انتخابات مجالس المحافظات، والتعداد السكاني، وتنظيم العلاقة مع التحالف الدولي، وتأطير علاقة جديدة مع بعثة الأمم المتحدة»، مشيراً إلى أن «الاستحقاقات من إصرار حكومتنا على إكمال جميع متطلبات الانتقال نحو السيادة الكاملة، والتخلص من أي قيود موروثة تقيد حركة العراق دولياً».
وأكد العمل «على تجنيب العراق أن يكون ساحة للحرب خلال الأشهر الماضية، وبذلنا جهوداً بالتشاور مع الأشقاء والأصدقاء، وبدعم متواصل من القوى السياسية الوطنية للحكومة في هذا المسار»، مشدداً على استعداد بلاده «للمساعدة في رفع معاناة أهل غزة، وهو نفس موقفنا مما تعرض له لبنان من حرب مدمرة».
ودعا السوداني «العالم لإعادة النظر في قوانينه التي باتت غير قادرة على منع العدوان والظلم، وأن يسارع لمساعدة المدنيين في غزة ولبنان، الذين يعيشون في ظروف قاسية».
أردوغان: إما أن يدفن الإرهابيون أسلحتهم أو أن يدفنوا معها
وحول الشأن السوري أيضا، توعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المنظمات الإرهابية مجددا بالقضاء عليها، وأكد أنه لا مستقبل لها في تركيا أو المنطقة.
وقال خلال كلمة في فعالية المؤتمر الإقليمي العادي بنسخته الثامنة لحزب العدالة والتنمية الحاكم بولاية سامسون شمال تركيا: “انتهت فترة استخدام المنظمات الإرهابية الانفصالية.. إما أن يَدفن الإرهابيون أسلحتهم، أو أنهم سيُدفنون مع أسلحتهم تحت الأرض .. لا يوجد طريق ثالث للمنظمات الإرهابية جاءت نهاية المنظمات الإرهابية وأسلحتها”.
وشدد على أنه “لا يوجد هناك أي مستقبل للمنظمات الإرهابية لا في تركيا، ولا في المنطقة.. ونحن موجودون في هذه المنطقة منذ أكثر من ألف عام، وسنبقى هنا لآلاف الأعوام الأخرى، لكتابة المزيد من البطولات”.
وأضاف: “على الجميع أن يعلم ذلك، وأن يجري حساباته كلّها على هذا الأساس”.
وتابع قائلا: “بحلول أواخر شهر شباط المقبل، سنعقد مؤتمرنا العام العادي الرئيسي الكبير، ليكون ميلادا جديدا لنا ولتركيا
وشدد أردوغان بالمضي قدما بالقضاء على “الإرهابيين” : “مصمّمون تماما وبكلّ عزم على أن ننقذ البلاد بشكل كامل وتام، من الإرهابيين الانفصاليين الذين استخدمتهم القوى الإمبريالية الاستعمارية لأكثر من أربعين عاما”
وأضاف: “دائما نضع المصلحة العليا للبلاد في المقدمة.. وسنفعل كلّ ما يلزم، من أجل تحقيق رؤية تركيا الكبيرة، ولتحقيق أهدافنا الكبيرة”.