المركز الخبري الوطني:
2024-11-15@18:48:25 GMT

الحصاد.. ثنائية الحقل والبيدر

تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT

الحصاد.. ثنائية الحقل والبيدر

الأحد, 5 نوفمبر 2023 11:00 ص

عبدالزهرة محمد الهنداوي

ربما، لم يحدث يوما، ان جاءت حسابات الحقل والبيدر متطابقة، فهي في الغالب مختلفة، والاختلاف، دائما يكون لصالح البيدر، لان المحاصيل عندما يتم جمعها من الحقل، يجري نقلها بعد ذلك الى مكان البيدر، الذي يكون في موقع اخر، وبصرف النظر عن بعده او قربه من الحقل، فإن عملية مثل هذه تؤثر على كميات المحصول، فتأتي النتائج مختلفة وغير مطابقة، لما كان يتمناه الفلاح.


ومن النادر جدا، ان تأتي الحسابات لصالح البيدر، حتى ولو بفارق بسيط!!
وهنا وجدت من المناسب استعارة فكرة الحصاد وثنائية الحقل والبيدر، للحديث عما شهده العراق، خلال عام من تولي السيد محمد شياع السوداني، دفة قيادة الحكومة في العراق، هذه الحكومة التي خرجت من رحم انسداد سياسي شديد الوطأة، استمر لنحو عام كامل، رافقه غياب تام للموازنة، وتراجع حاد في الايرادات المالية، الامر الذي جعل الكثيرين يتوقعون ان هذه الحكومة ستكون عاجزة تماما عن الخروج بنتيجة ايجابية لصالح العراقيين، فكان هناك من يقول، كيف لنا ان نتحدث عن البيدر والحصاد، وليس ثمة حقول مزروعة؟!!!..
ومن دون ادنى مجاملة، ان ظروف مجيء هذه الحكومة وتوليها زمام الامور كانت في غاية الصعوبة والتعقيد، فكان لابد لها ان تكون او لا تكون، ولا يوجد امامها خيار ثالث!!..
وكانت اول خطوة في الطريق، ان تحدد اولوياتها، فمن دون وجود اولويات ، معناه الفشل!.. ومن بين تلك الاولويات، وجود قانون موازنة يغطي باريحية ماتريد الحكومة القيام به، وبذلك حقق السيد السوداني اول نجاح له، بوضع الموازنة الثلاثية (2023-2025)، وهي سابقة تحدث لاول مرة في العراق، وشكل هذا الامر انعطافة تنموية وخدمية مهمة، فالمشاريع لن تدخل مرة اخرى في عنق زجاجة عدم وجود الموازنة او تأخرها لعدة اشهر في كل عام، والخدمات ستمضي من دون مشكلات، بعدها انتقلت الحكومة الى الخطوة الثانية، خطوة التخطيط والتنفيذ، في مجال الخدمات، ودعم الفقراء، ولاول مرة ايضا، ان يكون التخطيط والتنفيذ في ان واحد وفي اقل من عام، واتحدث هنا عن مشاريع فك الاختناقات المرورية في العاصمة، وانشاء المدن السكنية الجديدة، ومشروع طريق التنمية، فضلا عن مشاريع اخرى كثيرة، من دون ان تنسى الحكومة ملف المشاريع المتلكئة، تلك المشاريع التي اكلت الكثير من اموال العراقيين، وفيها من المستشفيات والمدارس ومشاريع الماء والمجاري والطرق والكهرباء، وسواها، اذ جرى التصدي لهذا الملف، وشهد معالجات مهمة وكبيرة، اما الشرائح الهشة فكانت لها مساحتها في الاولويات الحكومية، عبر تحسين شبكة الحماية الاجتماعية، والبطاقة التموينية، الامر الذي ادّى الى حدوث حالة من الاستقرار النفسي لدى الناس، فالدخل والغذاء مؤمّنّان..
وعلى مدى عام، شهدت الكثير من الحقول حركة واسعة، اقتصاديا، واستثماريا، وسياسيا، صناعيا وزراعيا، وبات الناس ينظرون بتفاؤل الى المشهد، فقد وجدتُ بائع الغاز فرحا، وهو يحدثني عما يشاهده من عمل في جميع المناطق التي يمر بها يوميا، ويضيف ان صاحبه الذي كان يعمل معه، تركه لينخرط للعمل في احد المشاريع، ووجدت وكيل الحصة التموينية متذمرا، لان بعض العوائل لم تعد تستلم حصصها، وليس لديه المخازن الكافية للمحافظة على المواد الغذائية.
ولكن في المقابل،، هل هذا كل شيء وهو منتهى ما يريده الناس؟
كلا ابدا، فالعراق بحاجة الى عمل كبير وكبير جدا، لان كل قطاعات الحياة، تحتاج الى التأهيل، كما الارض البوار التي تركت لسنين طويلة من دون رعاية، ومن اجل جعلها منتجة لابد من مدى زمني مناسب قبل ان تكون صالحة للزراعة، مع وجوب توفر الارادة الحقيقية، والمتطلبات الاساسية، ومراعاة الظروف البيئية والمناخية، لاعادة تأهيلها، وتهيئتها للزراعة، عسى ان تتطابق حسابات الحقل والبيدر..

المصدر: المركز الخبري الوطني

كلمات دلالية: من دون

إقرأ أيضاً:

ما الذي تريده تركيا تحديدًا من ترامب؟

رحّبت تركيا في اتصال من أردوغان لترامب بفوز الأخير في الانتخابات الرئاسية الأميركية، والذي عبّر عن أمله في علاقات أفضل بين البلدين في رئاسته الثانية. بيد أن عودة ترامب للبيت الأبيض تأتي في ظل تطورات داخلية وإقليمية حسّاسة ودقيقة بالنسبة لأنقرة، تجعل من توجهات الرئيس الأميركي عاملًا محدِّدًا في عدد من الملفات المهمة.

تفاؤل

بعد أيام قليلة فقط من فوزه، اتصل الرئيس التركي مهنئًا دونالد ترامب بنتائج الانتخابات الرئاسية التي أعادته للمكتب البيضاوي، معربًا عن أمله في تطور العلاقات بين البلدين في رئاسته، وكذلك في وضعه حدًا للحروب الإقليمية والدولية، في إشارة للحرب الروسية – الأوكرانية، والعدوان "الإسرائيلي" على كل من غزة ولبنان.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2جهود متسارعة بمجلس الشيوخ لتعيين قضاة قبل تولي ترامب السلطةlist 2 of 2ترامب يواصل تعيينات إدارته ويختار إيلون ماسك لتولي وزارة “الكفاءة”end of list

الاتصال المبكر يشير إلى الأهمية التي يوليها أردوغان للعلاقات الشخصية مع ترامب من جهة، وإلى تفاؤله بهذا الفوز، حيث لم تكن العلاقات بين أنقرة وواشنطن في أفضل حالاتها مع جو بايدن.

في اتصاله، امتدح الرئيس التركي ما وصفه بـ "الشراكة النموذجية التي لا تقبل الجدل" بين تركيا والولايات المتحدة، كما مدح الرئيسَ المنتخب الذي "قدم مثالًا رائعًا في مواجهة الكثير من المصاعب"، في إشارة لمحاولات الاغتيال، والحملة الانتخابية، والفوز على كامالا هاريس.

وقال أردوغان إنه طلب من ترامب خلال الاتصال الهاتفي وقف دعم بلاده للمليشيات الانفصالية في الشمال السوري، مشيرًا إلى أنه "تحدث بشكل إيجابي جدًا عن تركيا"، وأنه – أي أردوغان – دعاه لزيارة أنقرة ويأمل أن يلبي الدعوة.

وفي تصريحات لاحقة، عبّر أردوغان عن أمله في أن يوقف الرئيس الأميركي المنتخب الحرب في المنطقة، مشيرًا إلى أن "تعليق الدعم العسكري لإسرائيل قد يكون بداية جيدة". كما نقلت عنه وسائل إعلام تركية قوله إن رئاسة ترامب ستؤثر بشكل جدي على التوازنات السياسية والعسكرية في الشرق الأوسط.

ويأتي فوز ترامب في ظل حديث متصاعد في الداخل التركي عن احتمال بدء عملية تسوية جديدة بخصوص المسألة الكردية، وتلويح تركي متكرر بعملية عسكرية إضافية في الشمال السوري، ورغبة أنقرة المتكررة في تطبيع العلاقات مع النظام السوري.

كما تأتي في ظل قراءة تركية ترى أن العدوان "الإسرائيلي" على كل من غزة ولبنان بما في ذلك احتمالات الحرب الإقليمية تهديد مباشر لأمنها القومي ومصالحها، حيث حذّر أردوغان من "أنهم على بعد ساعتين ونصف عنا"، فضلًا عن تهديدات وزير خارجية الاحتلال السابق – وزير الدفاع الحالي – يسرائيل كاتس لأردوغان بـ "مصير صدام حسين"، بعد تلميح الرئيس التركي بإمكانية استخدام القوة مستقبلًا لوقف عدوان "إسرائيل".

بين بايدن وترامب

يتندر بعض الإعلاميين الأتراك بأن العلاقات التركية – الأميركية كانت في عهد ترامب أفضل على المستوى الشخصي بين الرئيسين، وأسوأ على مستوى المؤسسات بعضها ببعض: (وزارتَيْ الخارجية والدفاع والمخابرات)، وأنها كانت في عهد بايدن أسوأ على الصعيد الشخصي، وأفضل على مستوى تواصل المؤسسات. وأضيفُ لذلك أنها كانت في الرئاستين متوترة ومتذبذبة، وأحيانًا متأزمةـ ولم يكن ثمة اختلاف جوهري في النتائج على معظم الملفات ذات الاهتمام المشترك.

في حالة بايدن، تأخر التواصل الهاتفي بين الرئيسَين، ولم يزر أردوغان البيت الأبيض في رئاسة بايدن، حيث أعلن عن تأجيل الزيارة الوحيدة التي كان أعلن عنها وفُهم حينها أنها قد ألغيت تمامًا. وفي عهده أخرجت تركيا رسميًا من مشروع مقاتلات "إف- 35" الذي كانت جزءًا رئيسًا منه وليست مجرد شارٍ، كما ماطلت الإدارة الأميركية في تسليم أنقرة مقاتلات "إف-16" التي قدّمت بديلًا لـ "إف- 35″، ومارست ضغوطًا كبيرة على تركيا لتوافق على عضوية السويد وفنلندا في حلف شمال الأطلسي.

وإضافة إلى التوتر القائم بسبب نظرة بايدن لأردوغان وتصريحاته السابقة حول ضرورة دعم المعارضة التركية لإسقاطه، فقد تميزت السنة الأخيرة لبايدن باختلاف كبير في الموقف من الحرب على غزة، رغم أن واشنطن طلبت من أنقرة لعب دور في الوساطة مع حماس لإطلاق سراح الأسرى حاملي الجنسية الأميركية.

في المقابل، كان ثمة علاقات شخصية جيدة بين أردوغان وترامب، وامتدح الأخيرُ الرئيسَ التركي مرارًا، وأبدى تفهمًا لاضطرار أنقرة لشراء منظومة "إس- 400" الدفاعية الروسية؛ لأن إدارة أوباما رفضت التعاون معها، وأخذ في أحد الاتصالات الهاتفية بينهما قرارًا بسحب قوات بلاده من شمال سوريا بناءً على طلب أردوغان، وهو القرار الذي لم ينفذ لاحقًا؛ بسبب اعتراض البنتاغون.

بيدَ أن العلاقات لم تكن على ما يرام دائمًا بين الجانبين، بل عرفت عدة أزمات في مقدمتها أزمة القسّ أندرو برونسون، حيث هدد ترامب بـ "تدمير الاقتصاد التركي" عبر "توتير"، وأرسل رسالة بعيدة عن اللباقة الدبلوماسية لأردوغان.

فضلًا عن أن العقوبات الأميركية على تركيا بدأت في عهد ترامب نفسه، فيما يتعلق بمشروع "إف- 35″، وعلى قطاع الصناعات الدفاعية؛ بسبب صفقة "إس- 400" (رغم إبداء التفهم المشار له)، إضافة لفرض رسوم جمركية على واردات الصلب والألمنيوم من تركيا، وعلى شخصيات سياسية ووزراء.

التوقعات

يعود ترامب مجددًا للبيت الأبيض، ويعود أقوى من السابق، بالنظر لنتائج الانتخابات وأغلبية الجمهوريين في الكونغرس، إضافة لكونها رئاسته الثانية المتحررة نسبيًا من الحسابات والضغوط السياسية المرتبطة بالانتخابات.

يضفي كل ذلك على توجهاته وسياساته وقراراته قوة وأهمية، ويجعل تأثيرها مباشرًا أكثر من السابق، لا سيما في ظل السياقات التي سلف ذكرها.

ولا شكّ أن أهم ما يشغل أنقرة حاليًا هو الملفّ الكردي داخليًا وفي سوريا، وعليه فإن أردوغان سيفعل ما بوسعه لإقناع ترامب بالعودة لقرار سحب القوات الأميركية من شمال شرق سوريا، والذي إن حصل سيكون له ارتدادات جوهرية ومحورية – إيجابًا – على الأمن القومي التركي لجهة مشروع "الدويلة الكردية" أو "الممر الإرهابي"، وكذلك بالتبعية لجهة ملف المصالحة الداخلية.

في المقابل، سيكون لأي توجّه أميركي بدعم خيار توسيع الحرب في المنطقة، كما يتوقع الكثيرون، ضد لبنان و/أو سوريا و/أو إيران، انعكاسات سلبية على تركيا اقتصاديًا وإستراتيجيًا، ولذلك فإن النداء الأول الذي وجهه الرئيس التركي لنظيره المنتخب، هو السعي لوقفها كما وعد، وسيبقى السؤال: متى وكيف؟

وعلى عكس ذلك تمامًا، فإن تنفيذ ترامب وعده الانتخابي بوقف الحرب الروسية – الأوكرانية، سينعكس إيجابًا على تركيا المتضررة منها على عدة صعد، كما أن نظرته للأمن الأوروبي ودور الناتو تزيد من أهمية تركيا في منظومة الأمن الأوروبية عمومًا.

وربما يكون الملف الأسرع توقيتًا بالنسبة لأنقرة هو ملفّ التسليح، حيث ستسعى لإقناع ترامب ليس فقط بإنفاذ صفقة "إف- 16″، بل كذلك إعادة تركيا لمشروع "إف- 35″، وهو ما يبدو مستبعدًا في المدى القريب بالنظر لعلاقات ترامب مع "إٍسرائيل" والتي لن ترغب بذلك، لا سيما خلال هذه الحرب، بينما سيكون الرهان التركي على جانب "رجل الأعمال" في الرئيس الأميركي الذي يحب إبرام الصفقات وتأمين الربح لبلاده.

وقد كان لافتًا أن تصريحات أردوغان أشارت فعلًا لصفقة "إف- 35″ وليس" إف- 16″ كمشكلة بين البلدين، وأنها أتت في سياق حديثه عن تفاؤله بتطوير العلاقات بخصوص الصناعات الدفاعية بين البلدين في رئاسة ترامب.

في الخلاصة، ثمة ملفات حيوية تريد أنقرة أن تتفاءل بإمكانية تسييرها وتطويرها مع ترامب بالنظر لتأثير توجهاته عليها وعلى تركيا بشكل معمّق ومباشر. ولكن شخصية الرجل المثيرة للجدل والمعروفة بالتقلب وتغيير القرارات لا توحي بثقة كبيرة بقدر ما هو أمل ورغبة.

بيدَ أن المقطوع به أن أنقرة ستحاول الحصول على الاستفادة القصوى من ترامب، وتجنب إغضابه أو أي أضرار يمكن أن تتسبب بها قراراته.

ولذلك فهي تتابع من كثب كيفية تشكيله لأركان إدارته، ولا سيما في وزارتَي الخارجية والدفاع، وكيف يمكن توظيف ذلك و/أو التفاعل معه لينعكس إيجابًا على الملفات المذكورة، إذ إن تركيبة الإدارة سيكون لها دور كبير في بلورة سياسات الرجل وتنفيذها على ما ترى أنقرة.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • «الحصاد الأسبوعي».. 4863 مقرأة قرآنية و7565 مجلساً لبرنامج «صحح قراءتك» و5546 ندوة ثقافية وعلمية
  • بشأن جورج عبدالله.. ما الذي قرّرته محكمة فرنسيّة؟
  • نشرة الحصاد الأسبوعي لرصد أنشطة التنمية المحلية.. إنفوجراف
  • بيان البرهان الذي تتوقعه الجماهير
  • آصف رحمن.. الموظف الأمريكي الذي سرّب وثائق الهجوم الاسرائيلي إلى طهران
  • تحدَّثَ عن نصرالله.. ما الذي يخشاه جنبلاط؟
  • وزير التخطيط الكوردستاني: لا ينبغي تسييس التعداد السكاني الذي سيحسم حصة الاقليم من الموازنة
  • قصف إسرائيليّ يطال القصير عند الحدود بين لبنان وسوريا.. ما الذي تمّ استهدافه؟
  • ما الذي تريده تركيا تحديدًا من ترامب؟
  • ما الذي نعرفه عن المقاتلات الأمريكية التي تقصف الحوثيين لأول مرة؟