السوداني: مكافحة الفساد “التحدي”الكبير أمام حكومتي
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
آخر تحديث: 5 نونبر 2023 - 10:38 صبغداد/ شبكة أخبار العراق- اكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم الأحد، أن الأحداث المأساوية في غزة أعادت ذكريات مؤلمة للشعب العراقي.وقال السوداني في مقال نشرته صحيفة الغارديان البريطانية: “لقد تحملت بلدان جديدة المعاناة والصراع الذي شهده العراق على مدى الخمسين سنة الماضية، فإن الأحداث المأساوية في غزة تعيد ذكريات مؤلمة للشعب العراقي، لقد تم تجاوز الخطوط الحمراء، ويعاني المدنيون من معاناة لا يمكن تصورها، ونتيجة لذلك هناك حاجة ملحة للمساعدات الإنسانية الحرجة”.
وتابع السوداني: “نحن هنا في العراق، نقف في تضامن قوي مع الشعب الفلسطيني، وقد التزمت بلادنا بتقديم مساعدات كبيرة، بينما نعمل مع شركائنا الدوليين لوضع نهاية سريعة لهذه المأساة”.واسترسل حديثه: “لقد كررنا في قمة القاهرة للسلام، مع شركائنا الدوليين، أن الدمار الذي تمارسه قوات الاحتلال يجب أن يتوقف، ومن المهم للغاية ألا تتراجع المنطقة إلى عدم الاستقرار والصراع مرة أخرى، وبهذه الطريقة، يأمل العراق أن تتمكن المنطقة من المضي قدما والتصدي للتحديات المشتركة من خلال التعاون الفعال”.
واشار السوداني: “الألم والمعاناة يستغرقان وقتا للشفاء، كما يعرف العراق ذلك جيدا، لقد عملت بلادنا جاهدة من أجل ترسيخ الاستقرار، ونحن نجد أنفسنا في وضع أكثر انسجاما بكثير من أي وقت مضى خلال الأجيال الثلاثة الماضية، وهو الوضع الذي أصبح ممكنا بفضل الاقتصاد الديناميكي المتنامي والرغبة الحقيقية في التجديد والتنمية، ويمثل الحفاظ على هذا الزخم أولوية قصوى لإدارتي”.ونوه: “خلال العام الماضي، مهدت حكومتي الطريق لتلبية تطلعات الشعب العراقي ودعم احتياجاته الأساسية، لقد مررنا ميزانية تاريخية بقيمة 153 مليار دولار (126 مليار جنيه استرليني)، تركز على تحديث بنيتنا التحتية، وخلق فرص العمل، وتعزيز نمونا الاجتماعي والاقتصادي من خلال تسخير الإمكانات الهائلة لشبابنا، الذين يشكلون 60٪ من سكان العراق”.
وتابع قوله: “قد ركزت حكومتي على خلق فرص العمل، وإعادة بناء البنية التحتية، وجذب الاستثمار الأجنبي، وتعزيز القطاع الخاص، وفي رأيي أن هذه هي الأسس الحيوية لضمان الرخاء المستدام للأجيال القادمة، وينطوي ذلك أيضًا على معالجة القضايا المهمة التي تم إهمالها لفترة طويلة، وخاصة في التعليم والرعاية الصحية”.ولفت السوداني: “منذ توليت منصب رئيس الوزراء قبل ما يزيد قليلاً عن عام، اتخذت حكومتي خطوات مهمة لاستعادة سمعة العراق على الساحة العالمية، لقد أكدنا من جديد دور العراق الحاسم في العمل على حماية الأمن السياسي والاقتصادي في المنطقة من خلال التعاون مع شركائنا الدوليين”.واسنطرد قوله: “إننا نواصل حربنا ضد إرهاب تنظيم الدولة الإسلامية، الذي هدد المنطقة منذ وقت ليس ببعيد، والذي لا يوجد الآن إلا في جيوب صغيرة في العراق، وبفضل قواتنا الخاصة المدربة تدريبا جيدا، اكتشفنا سلسلة من الهجمات المخطط لها من قبل داعش في أوروبا، بما في ذلك المملكة المتحدة. ومن خلال مواصلة العمل مع شركائنا الأمنيين العالميين، سنضمن إنهاء هذا التهديد محليًا ودوليًا”.
وذكر السوداني في مقاله: “لا يزال الفساد يشكل تحديا كبيرا، وأكبر تهديد للتنمية المستقبلية في العراق، وكجزء من حملتنا لمكافحة الفساد، طلبنا من الإنتربول اعتقال وتسليم المسؤولين العراقيين السابقين رفيعي المستوى الذين اختلسوا أكثر من 2.5 مليار دولار من أموال الضرائب”.وتابع: “لقد استردنا بالفعل قدرًا كبيرًا من الأموال المسروقة، وسنقدم المسؤولين عنها إلى العدالة، وهذا يتطلب تعاونًا مستمرًا مع شركاء مثل المملكة المتحدة، وفي وقت سابق من هذا العام، التقيت بوزير الأمن البريطاني، توم توجندهات، لمناقشة الجهود المشتركة للتصدي للجريمة الخطيرة والمنظمة، بما في ذلك الاتجار بالمخدرات والإرهاب”.وقال السوداني: “إن شراكاتنا الدولية الجديدة تتجاوز الدفاع والأمن، وقد أصبح العراق مكانا للشركات العالمية للاستثمار والعمل، وخاصة في قطاع الطاقة، وبشكل عام، أدى تعزيز التعاون الإقليمي إلى توقيع صفقات استثمارية كبرى خلال العام الماضي، وهو العام الأول لإدارتي، مما يدل على الثقة الدولية المتزايدة في الاقتصاد العراقي”.واكمل: “من خلال هذه الشراكات ومن خلال الاستثمار في إمكاناتنا غير المستغلة، سنؤكد دورنا المحوري في المنطقة، حيث نعمل كبوابة إلى آسيا وأوروبا. وفي هذا الدور الجديد، سيكون العراق قادراً على المساعدة في تحقيق الرخاء الإقليمي الأوسع، استناداً إلى تجربتنا الخاصة في الشدائد، لا سيما في وقت الكرب والمعاناة للكثيرين”.وختم: “إن العراق يسير على مسار إيجابي، وهو المسار الذي اعتقد الآخرون أنه غير ممكن قبل بضع سنوات، ولكن لا يزال هناك الكثير مما يتعين القيام به، ونحن ملتزمون بضمان استمرار ذلك لجميع العراقيين”.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: مع شرکائنا من خلال
إقرأ أيضاً:
بين الاستقرار الأمني والتحديات الاقتصادية.. عام أخير في مسيرة حكومة السوداني- عاجل
بغداد اليوم – بغداد
مع دخول حكومة محمد شياع السوداني عامها الأخير، تبرز تحديات عديدة على الساحة، رغم ما تحقق من إنجازات في مجالات مختلفة.
النائب حسين الازيرجاوي أكد في حديث لـ"بغداد اليوم"، الأحد (9 آذار 2025)، أن "الوضع الأمني مستقر، ولم يتأثر بالأحداث الإقليمية، مشيرا إلى جاهزية القوات الأمنية لمواجهة أي طارئ.
أما على الصعيد الاقتصادي، فقد أشار الازيرجاوي إلى "وجود بعض الصعوبات، لكنها أقل حدة مما واجهته الحكومات السابقة"، مؤكدا أن "الحكومة مستمرة في معالجة الأزمات، لا سيما فيما يخص صرف الرواتب وإحياء المشاريع التنموية في مختلف المحافظات".
كما لفت إلى أن "حكومة السوداني حققت رضا شعبيا واسعا، بفضل إعادة العمل بعدد من المشاريع الحيوية، مثل الجسور والمستشفيات والمعامل.
ورغم تحديات انخفاض أسعار النفط، شدد على أن "الحكومة تمتلك الحلول لتجاوز العقبات"، متوقعا أن "لا يشكل الملف الاقتصادي أو الأمني عائقا كبيرا في المرحلة المقبلة".
وتسلم رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني منصبه في تشرين الأول 2022 وسط أوضاع سياسية واقتصادية معقدة، حيث جاءت حكومته بعد أزمة تشكيل طويلة أعقبت الانتخابات البرلمانية المبكرة عام 2021.
ومنذ ذلك الحين، واجهت حكومته ملفات حساسة، أبرزها تحسين الوضع الاقتصادي، تعزيز الأمن، ومكافحة الفساد، إضافة إلى محاولة تحقيق توازن سياسي داخلي وخارجي في ظل الأوضاع الإقليمية المتوترة.
ومع دخول السنة الأخيرة من عمر الحكومة الحالية، تبرز تحديات جديدة، لا سيما في ظل تقلبات أسعار النفط وتأثيراتها على الموازنة العامة، إضافة إلى استمرار الحاجة إلى تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية ومحاربة الفساد لضمان استدامة التحسن في الأداء الحكومي.