يتكرر مشهد تهافت اللبنانيين لتخزين المواد الغذائية والأدوية وسواها من الحاجيات الأساسية، كلّما لاح في الأفق ظلّ أزمة جديدة. فكيف الحال إذاً لو كان السيناريو هذه المرة، اندلاع حرب مع إسرائيل؟ إذ أنه على الرغم من التطمينات النابعة من الجهات المعنية بالإضافة إلى الخطابات السياسية "المهدّئة" نوعاً ما، إلا أن ثقة المواطنين بالوعود والتطمينات باتت معدومة.

فماذا يجري على أرض الواقع؟ 

الوضع العام: لا ثقة 
تسترجع السيدة غادة ذكريات الحرب الأهلية وهي تتبضع داخل إحدى السوبرماركت في المتن الشمالي. ذكريات لا تفارق بال شريحة واسعة من اللبنانيين الذين عايشوا الحقبة السابقة والحالية. 

الوضع لم يتغير كثيراً عن ذاك الذي عاشه لبنان في "الأحداث"، بحسب ما قالت لـ"لبنان 24"، مشيرة إلى أن "الوضع الآن أسوأ من قبل". 

وأضافت وهي تقارن أسعار بعض أكياس الحبوب على أحد الرفوف: "في فترة الأحداث، قلّما كانت المواد الغذائية تنقطع، كان تقريباً كل شيء متوفراً وكانت رواتبنا تكفينا بالفعل"، لافتة إلى أن "الحرب النفسية والإقتصادية التي نعيشها اليوم أسوأ وأصعب بكثير من تلك العسكرية". 

وقالت: "ها أنا الآن أبحث عن ماركات الحبوب الأرخص ثمناً لأخزّنها بمختلف أنواعها بما أن الوضع السياسي والأمني غير مطمئن"، عازية تركيزها على الحبوب بشكل خاص إلى أنها لا تفسد سريعاً. 

كما دعت السيدة كارولين سائر المواطنين للإقدام على خطوة التخزين هذه عملاً بمبدأ "الإحتياط واجب"، مشددة على أنه "لا يمكن أن نسلّم رقاب عائلاتنا وأطفالنا لمن طمأنونا دوماً أن الأوضاع مستقرة، بينما صرنا على الحضيض وعلى أبواب الحرب". 

أمّا ياسمين، التي اشترت حاجيات معدودة من السوبرماركت في سلّة صغيرة، فأكدت لـ"لبنان 24" أنها عمدت لتخزين ما تحتاجه وعائلتها من أبرز المواد الغذائية وعلى رأسها الطحين، بعد مرور الأسبوع الأول على اندلاع المعارك على الجبهة الجنوبية. 

وقالت: "أخاف على والديّ في حال انقطاع المواد الغذائية والأدوية، فهما يعانيان من أمراض القلب والضغط والسكري"، مشيرة إلى أنه "لا يمكن أن أبقى حتى لحظة وقوع الكارثة لأتحرك، لذلك تبضّعت وأمّنت كل ما يلزم تقريباً". 

وأضافت: "ما زلت حتى اللحظة أجول على الصيدليات المختلفة كي أشتري أدوية والديّ لمدة لا تقلّ عن الـ6 أشهر إذ أنها من الممكن أن تنقطع في أية لحظة". 

وعندما سألناها عن التطمينات الصادرة عن المعنيين، ضحكت ياسمين قائلة "جرّبناهن من قبل وشفنا النتيجة"، وتساءلت: "إذا تعرّض والدي مجدداً لعارض صحي كاد أن يودي بحياته أثناء الليل بسبب عدم تناوله أدويته بانتظام كما حصل عام 2021، فما النفع؟". 
 
محاولات للجم التخزين 
وفي حديث مع أحد المسؤولين في السوبرماركت، أكد لـ"لبنان 24" أن حركة البيع انخفضت بشكل لا يذكر عمّا كانت عليه مع بدء اندلاع المواجهات الأمنية، إذ أن مخاوف المواطنين ما تزال على حالها. 

وأوضح أن "الإدارة طلبت منا تذكير الزبائن بضرورة عدم التخزين، حتى أننا حاولنا لمدة ترشيد الإستهلاك عندما نلاحظ أن أحدهم اشترى كمية كبيرة من منتج ما"، مشيراً إلى أن الخطة هذه لم تنجح لمدة طويلة. 

كما لفت إلى أن التهافت هو بشكل أكبر على الطحين وأنواع مختلفة من الحبوب. 

وأكد أن الأمور اليوم تختلف عن أي حرب سابقة عاشها لبنان وأحدثها حرب تموز عام 2006، إذ أن القدرة الشرائية لدى المواطنين باتت منخفضة للغاية. 

أما أحد الصيادلة فشدد لـ"لبنان 24" على أن "تخزين الأدوية في هذه المرحلة خطير ويجدر بنا ترشيد صرف الدواء لأننا في معركة، ولم نشف بعد من أزمة القطاع بين عامي2021-2022". 
 
حاولت القطاعات كافة منذ بداية الأزمة المستجدّة، بثّ روح الطمأنينة والتهدئة بلا نتيجة وافية على خط المواطنين. فهؤلاء الذين ذاقوا المرّ في السنوات الأخيرة، يعيشون اليوم حالة رعب مستدامة على وقع المستجدات الأمنية وسط غياب تامّ لثقتهم بالحكّام، فيلجأون على رغم أوضاعهم المعيشية الصعبة إلى التخزين، "كي لا يلدغوا من الجحر مرتين"! 
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: المواد الغذائیة لبنان 24 إلى أن

إقرأ أيضاً:

تصيبك بالسكرى والسمنة والقلب الأطعمة الصناعية فائقة المعالجة

الأطعمة التى تجرى معالجتها بدرجة أكبر- لدرجة أنه غالباً لا يمكن التعرف على الطعام الأصلى بها- فهى أطعمة «فائقة المعالجة» وتتضمن هذه الأطعمة مواد مضافة، مثل المواد الحافظة والزيت والسكر والملح والملونات والنكهات. وتتضمن رقائق الجبن، والكعك، وحبوب الإفطار، واللبن الزبادى المجمد، والحلويات المعبأة، ووجبات العشاء القابلة للتسخين فى الميكروويف.

وطبقاً لنتائج مراجعة نشرتها دورية «التغذية المتقدمة (أدفانسيز إن نيوتريشن)» فى يناير 2024، فإن ثمة صلة بين الأطعمة فائقة المعالجة وخطر الإصابة بأمراض السكرى، وارتفاع ضغط الدم، ونسبة الدهون الضارة فى الدم، والسمنة.

ويشير بعض الأبحاث إلى أن بعض الإضافات المستخدمة فى عملية المعالجة، مثل المستحلبات (التى تساعد على امتزاج الدهون والسوائل معاً)، يلعب دوراً فى زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وتشير نظرية أخرى إلى أن الأطعمة فائقة المعالجة قد تلحق الضرر بالميكروبيوم، لكن الأدلة المرتبطة بذلك لا تزال فى مرحلة التبلور.

 بشكل عام

بدلاً من التركيز على حجم المعالجة الذى تعرض له الطعام، فمن المنطقى الاهتمام بالمكونات الأساسية للطعام. مثل بعض الأطعمة فائقة المعالجة المصنوعة من الحبوب الكاملة ومنتجات الألبان، بما فى ذلك حبوب الإفطار والزبادى المحلى بنكهة الفاكهة، ليس بالضرورة غير صحى».

بطبيعة الحال، تعدّ البدائل الأقل معالجة- مثل الشوفان واللبن الزبادى العادى مع الفواكه الطازجة- أكثر صحية، لكن 3 دراسات رصدية كبيرة، أجريت فى الولايات المتحدة، كشفت عن ارتباط خبز الحبوب الكاملة وحبوب الإفطار واللبن فائقة المعالجة بتراجع خطر الإصابة بالسكرى من النوع الثانى وأمراض القلب والأوعية الدموية.

فى المقابل، ارتبطت المشروبات المحلاة صناعياً والمحلاة بالسكر واللحوم المعالجة والأطباق الجاهزة للأكل، بتفاقم مخاطر الإصابة بهذه الأمراض، وعندما يتعلق الأمر بتقليص كميات الأطعمة المعالجة من نظامك الغذائى، فإن تناول الماء محل المشروب الغازى، وتجنب النقانق والسلامى واللحوم الباردة، يعدّان خطوة أولى جيدة بهذا الاتجاه. ولا تنسوا أنه حتى بعض الأطعمة ذات الحد الأدنى من المعالجة، مثل اللحوم الحمراء والزبدة، ليست جيدة لصحة القلب والأوعية الدموية، وفق ما استطرد بعض الأطباء.

بجانب ما سبق، تعدّ الأطباق الجاهزة للأكل أو الوجبات المجمدة القابلة للتسخين فى الميكروويف مفيدة للأشخاص الذين لا يملكون الوقت أو الرغبة فى الطهى من الصفر، وغالباً ما تشكل خياراً أفضل من تناول الهامبرغر والبطاطا المقلية. بوجه عام، عليك البحث عن الخيارات التى تتضمن الحبوب الكاملة والخضراوات ومصادر البروتين الصحية، مثل الفول ومنتجات الألبان قليلة الدسم والدجاج والسمك. تأكد من أن الوجبة لا تحتوى أكثر من 500 مليجرام من الصوديوم، وأن تكون نسبة الدهون المشبعة فيها ضئيلة (أقل من 10٪ من إجمالى السعرات الحرارية).

فى النهاية ومن المؤكد فان تناول كثير من الأطعمة الكاملة أو تلك التى نالت الحد الأدنى من المعالجة الصناعية، يعدّ الاستراتيجية المثلى للحفاظ على قلبك - وبقية جسمك - فى حالة جيدة. ونحن نتحدث هنا عن الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة والبقوليات والمكسرات.

مقالات مشابهة

  • إطلاق مبادرة صناع الدفا لتوزيع بطاطين الشتاء وكراتين المواد الغذائية
  • جولات مكثفة لدوريات الرقابة التموينية على الأسواق في حلب للتأكد من صلاحية المواد الغذائية
  • إسرائيل: قادرون على العمل بشكل نوعي وتغيير الوضع بالكامل في مخيم جنين
  • وزارة الزراعة التركية تُفجر قنبلة جديدة: أشهر العلامات التجارية تورطت في غش المواد الغذائية!
  • تشاور فرنسي مع الرياض والدوحة بشأن لبنان
  • استعداداً لشهر رمضان... اجتماع تنسيقي في بني ملال لضمان وفرة المواد الغذائية واستقرار الأسعار خلال رمضان
  • عمليات بغداد تغلق مخزناً للمواد الغذائية مخالف لضوابط وشروط وزارة الصحة
  • «قوى النواب» تحسم المواد الخاصة بتشغيل النساء في قانون العمل الجديد غدا
  • تصيبك بالسكرى والسمنة والقلب الأطعمة الصناعية فائقة المعالجة
  • “التجارة” تضبط معملًا للغش في المواد الغذائية ومستحضرات التجميل بمنزل شعبي وسط الرياض