مسؤول أممي سابق: إسرائيل بدأت تحقيق طموحاتها الإقليمية الصهيوينة تحت ضباب حرب غزة
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
اغتنمت دولة الاحتلال الإسرائيلي ما حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عندما هاجمت "حماس" مستوطنات الغلاف وقواعد عسكرية إسرائيلية هناك "لإنهاء مهمة كانت تفكر فيها تتعلق بالإبادة الجماعية في غزة"، وتحقيق "الطموحات الإقليمية الصهيونية" من خلال عمليات تجريد الفلسطينيين من ممتلكاتهم بشكل كارثي.
ما سبق كان خلاصة تحليل كتبه المقرر الأممي السابق لحقوق الإنسان والباحث البارز في القانون الدولي، ريتشارد فولك، ونشره موقع "ميدل إيست آي".
ويقول فولك إن دولة الاحتلال حرصت على تقديم نفسها للعالم باعتبارها "ضحية بريئة" لهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، لتحصل على تفويض مطلق من رعاتها في الغرب للانتقام كما يحلو لها. دون الانزعاج من قيود القانون الدولي، أو سلطة الأمم المتحدة، أو الأخلاق المشتركة، وهو ما حدث.
اقرأ أيضاً
خلافا لحكوماتهم.. مظاهرات شعبية بواشنطن وعواصم أوروبية رفضا للعدوان الإسرائيلي على غزة
جوتيريش ثقب البالون الإسرائيليلذلك، كان رد فعل تل أبب عنيفا على تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، والتي قال فيها إن هجوم "حماس" في السابع من أكتوبر "لم يأت من فراغ"، وهو التصريح الذي يصفه فولك بـ"الصحيح والدقيق"، حيث كان جوتيريش يلفت انتباه العالم إلى سجل إسرائيل الطويل من الاستفزازات الإجرامية الشديدة في فلسطين المحتلة، والتي تحدث منذ أن أصبحت القوة المحتلة بعد حرب عام 1967.
ويُعهد إلى المحتل، وهو الدور الذي من المتوقع أن يكون مؤقتا، في مثل هذه الظروف باحترام القانون الإنساني الدولي من خلال ضمان أمن وسلامة السكان المدنيين الخاضعين للاحتلال، على النحو المنصوص عليه في اتفاقية جنيف الرابعة.
ويقول الكاتب إن دولة الاحتلال ردت على هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر بمهارتها النموذجية في التلاعب بالخطاب العالمي الذي يشكل الرأي العام ويوجه السياسات الخارجية للعديد من البلدان المهمة.
وتبدو مثل هذه التكتيكات غير ضرورية تقريباً هنا، حيث سارعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى إصدار موافقة شاملة على أي شيء تفعله إسرائيل رداً على ذلك، مهما كان انتقامياً أو قاسياً أو لا علاقة له باستعادة أمن "الحدود الإسرائيلية".
وكان لخطاب جوتيريس في الأمم المتحدة تأثير كبير لأنه "ثقب بالون البراءة الإسرائيلي المبني ببراعة"، على حد وصف فولك.
اقرأ أيضاً
خلاف عربي أمريكي.. بلينكن من الأردن: نرفض وقف القتال في غزة
مفارقة غريبةويبدي الكاتب تعجبه من مفارقة، وهي أنه على الرغم من الإجماع على أن هجوم "حماس" لم يصبح ممكناً إلا بسبب هفوات غير عادية في قدرات إسرائيل الاستخباراتية التي يفترض أنها لا مثيل لها والأمن المحكم على الحدود، فإن هذا العامل نادراً ما تمت مناقشته منذ ذلك اليوم.
ويتساءل: بدلاً من الصباح التالي المليء بالغضب الانتقامي، لماذا لم يتم التركيز داخل إسرائيل وأماكن أخرى على اتخاذ إجراءات طارئة لاستعادة الأمن الإسرائيلي من خلال تصحيح هذه الهفوات المكلفة، والتي قد تبدو الطريقة الأكثر فعالية لضمان عدم حدوث أي شيء يمكن مقارنته بـ هل يمكن أن يحدث السابع من أكتوبر مرة أخرى؟
ويمضي بالقول: أستطيع أن أتفهم إحجام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن التأكيد على هذا التفسير أو الدعوة إلى هذا الشكل من الاستجابة، لأن ذلك سيكون بمثابة اعتراف بمسؤوليته الشخصية عن المأساة المؤلمة التي عاشتها إسرائيل عندما تدفق المقاتلون الفلسطينيون عبر الحدود.
لقد اهتمت دولة الاحتلال، بدلا من ذلك، بالحرص على إيقاع أكبر عقاب ممكن على السكان الفلسطينيين في غزة، الذين لا يشارك سوى عدد قليل منهم مع الجناح العسكري لحركة "حماس".
اقرأ أيضاً
جوتيريش: حانت لحظة الحقيقة وعلى الجميع تحمل مسؤولياتهم والتاريخ سيحاسبنا
محو الفلسطينيينويقول الكاتب إن رغبة الاحتلال المستعرة في محو الفلسطينيين وإخضاع ما تبقى منهم بالكامل للاحتلال، ونسف فكرة الدولة الفلسطينية كانت حاضرة في أبجديات حكومة نتنياهو الحالية بقوة، من قبل هجمات السابع من أكتوبر، لكنه انتهز فرصة تلك الهجمات ليسرع من هذه السياسة تحت أنظار العالم.
ويضيف أنه بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من القصف بلا رحمة والحصار الشامل والتهجير القسري الجماعي، فإن "حرية إسرائيل في إطلاق العنان لهذا السيل من العنف على غزة لم تواجه بعد تحديًا من قبل مؤيديها الغربيين"، رغم تحرك الشارع العربي والغربي بالغضب.
ويتابع فولك: يبدو أن الخطة النهائية لحكومة الاحتلال الإسرائيلي تتمثل في إنهاء أوهام التقسيم التي أقرتها الأمم المتحدة مرة واحدة وإلى الأبد، وإضفاء السلطة على الهدف الصهيوني المتطرف المتمثل في الضم أو الإخضاع الكامل لفلسطينيي الضفة الغربية.
اقرأ أيضاً
جوتيريش: هجوم حماس لم يحدث من فراغ.. وإسرائيل تطالبه بالاستقالة
الهدف الحقيقي للحربويخلص الكاتب إلى أنه، وفقا للمعطيات السابقة، فإنه يرى أن الحرب المستمرة في غزة الآن لا تتعلق في المقام الأول بالأمن في القطاع أو التهديدات الأمنية التي تفرضها "حماس"، بل "تتعلق بشيء أكثر شراً وسخرية إلى حد سخيف".
وقد اغتنمت دولة الاحتلال الإسرائيلي هذه الفرصة لتحقيق الطموحات الإقليمية الصهيونية وسط "ضباب الحرب" من خلال التسبب في موجة أخيرة من عمليات تجريد الفلسطينيين من ممتلكاتهم بشكل كارثي. وسواء تم تسميتها "التطهير العرقي" أو "الإبادة الجماعية" فهي ذات أهمية ثانوية، على الرغم من أنها تعتبر بالفعل واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية في القرن الحادي والعشرين.
ويختم الكاتب بالقول: "في الواقع، فإن الشعب الفلسطيني يقع ضحية كارثتين متقاربتين: إحداهما سياسية والأخرى إنسانية".
المصدر | ريتشارد فولك / ميدل إيست آي - ترجمة وتحرر الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: غزة حماس طوفان الأقصى محو الفلسطينيين الأمم المتحدة دولة الاحتلال اقرأ أیضا السابع من من خلال فی غزة
إقرأ أيضاً:
صندوق أممي: قرابة 18 ألف شخص في اليمن نزحوا جراء الصراع والمناخ خلال أكتوبر
كشف تقرير أممي عن نزوح قرابة 18 ألف شخص داخل البلاد جراء الصراع والمناخ في اليمن خلال أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقال صندوق الأمم المتحدة للسكان -في تقرير حديث- إن الأزمات في أكتوبر الماضي الناجمة عن الصراع والمناخ أدت إلى نزوح 17.633 فردا في اليمن.
وذكر الصندوق أن آلية الاستجابة السريعة للأمم المتحدة بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، ساعدت 17.458 فردا بإغاثة عاجلة منقذة للحياة خلال أكتوبر.
وأفاد أن هذه المساعدات تمت بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية والصندوق المركزي للأمم المتحدة للاستجابة لحالات الطوارئ.
وفي وقت سابق اليوم قال البنك الدولي إن انعدام الأمن الغذائي في اليمن الذي يشهد صراعا منذ عقد من الزمان وصل إلى مستويات غير مسبوقة.
وأضاف البنك -في تدوينة عبر منصة إكس- أن "أكثر من 60% من السكان يعانون من ضعف قدرتهم على الحصول على الغذاء الكافي".
ونهاية أكتوبر الماضي أفاد البنك الدولي في أحدث إصدار له من تقرير "المرصد الاقتصادي لليمن"، أن الاقتصاد اليمني لا يزال يواجه تحديات متفاقمة، حيث يؤدي طول أمد الصراع، والتشرذم السياسي، وتصاعد التوترات الإقليمية، إلى دفع البلاد إلى منزلق أزمة إنسانية واقتصادية أكثر حدة وخطورة.
وكشف عدد الخريف لعام 2024 من المرصد والذي صدر تحت عنوان "مواجهة التحديات المتصاعدة"، أنه من المتوقع أن ينكمش إجمالي الناتج المحلي لليمن بنسبة 1% في عام 2024، في استمرار للانخفاض، وذلك بعد انخفاضه بنسبة 2% في عام 2023، مما يؤدي إلى المزيد من التدهور في نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي الحقيقي، لتصل نسبة الانخفاض إلى 54% منذ عام 2015.
وحسب التقرير فقد دفع الصراع معظم اليمنيين إلى براثن الفقر، في حين وصل انعدام الأمن الغذائي إلى مستويات غير مسبوقة، حيث يعاني أكثر من 60% من السكان من ضعف قدرتهم على الحصول على الغذاء الكافي.