يواصل الجيش الإسرائيلي للأسبوع الثاني عمليته البرية في قطاع غزة، والتي اعتبرها المرحلة الثانية من حرب، يقول إنها تستهدف إنهاء سيطرة حركة حماس على القطاع، في الوقت الذي تسيطر فيه التساؤلات داخل إسرائيل حول كيفية نهاية هذا الصراع، المختلف بشدة هذه المرة.

وبينما يعلن الجيش الإسرائيلي أنه بدأ يتقدم باتجاه المناطق الحضرية، وبعض التجمعات السكانية في أجزاء من قطاع غزة، تظهر الخسائر الأولية وتوثيقات تنشرها قنوات الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية ثمناً كبيراً يتكبده الجيش خلال العملية العسكرية.



وبحسب صحيفة "الغارديان"، أصبحت الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، وهي هل يمكن تحقيق أهداف الحرب؟ وماذا يحدث في اليوم التالي لوقف إطلاق النار؟.

#إسرائيل: سنواصل "الحرب" للنهاية.. و"نحذر" نصرالله من الخطأ #غزةhttps://t.co/M91oGv5LfT

— 24.ae (@20fourMedia) November 4, 2023 وقالت: "من المثير للدهشة، خلافاً للجولات السابقة من الصراع في غزة، أن الشعور القوي بالتضامن الاجتماعي في زمن الحرب يتواجد هذه المرة جنباً إلى جنب مع مناقشة محتدمة حول ما إذا كان الخطاب العلني لزعماء إسرائيل السياسيين والعسكريين يعكس الواقع".
وأضافت "مع تقدم المدرعات الإسرائيلية إلى الأمام، واجهت مجموعة من التحديات، مثل مداخل الأنفاق المخفية التي تحمي الفرق المضادة للدبابات، والطرق الملغومة، والأفخاخ المتفجرة، والطائرات بدون طيار التي تقوم بإسقاط الذخائر".

ووفق الصحيفة، جاء أوضح مثال على هذا التهديد، يوم الثلاثاء، في أكبر خسارة في الأرواح من جانب الجيش الإسرائيلي أثناء الغزو البري، عندما أصيبت ناقلة جنود مدرعة من طراز "نمر" بصاروخ موجه مضاد للدبابات، مما أسفر عن مقتل 9 جنود، كما أصيب حوالي 260 جندياً إسرائيلياً، خلال العمليات القتالية البرية في قطاع غزة.
وقالت الصحيفة: "حتى الآن، وعلى الرغم من النجاحات المزعومة، لم تعمل إسرائيل بعد على تهيئة الظروف لتحقيق هدفها الأول، والأكثر إلحاحاً، وهو إطلاق سراح أو إنقاذ أكثر من 240 رهينة تحتجزهم حماس. كما استمر إطلاق الصواريخ من داخل غزة".
وأضافت "في الحروب السابقة، وعلى الرغم من الادعاءات بتكبد حماس خسائر فادحة، بما في ذلك القادة، فقد خرجت الجماعة المسلحة منهكة، ولكنها كانت لا تزال تعمل من تحت الأنقاض. وبينما كان من المفترض أن تكون هذه الحرب مختلفة، فإن بعض الإسرائيليين يتساءلون بالفعل عن مدى اختلافها حقاً".

أتلانتيك: جميع خيارات #إسرائيل لما بعد الحرب سيئة #غزة https://t.co/pZMwgYgJ09 pic.twitter.com/y9bvJYn9xg

— 24.ae (@20fourMedia) November 2, 2023 وتابعت "لقد تم التعبير عن الشكوك في بعض الأماكن غير المتوقعة، حيث لخص المحلل السياسي نداف إيال في صحيفة يديعوت أحرنوت الأسبوع الماضي، التصور المتزايد بأنه، على الرغم من التصريحات العامة، فإن حكومة بنيامين نتانياهو ربما تتجه نحو الموقف الافتراضي الذي اتبعته في جميع حروب غزة السابقة، وهي حملة ضد حماس غير مكتملة الأهداف".
وكتب إيال: "الحكومة تتحدث بصوتين، لقد وعدت بصوت واحد بهزيمة حماس وتدمير قدراتها العسكرية بالكامل، وقالت إن حماس لن تسيطر على قطاع غزة بعد الآن، مرة أخرى".
وأضاف "لكن وراء الأبواب المغلقة، كان المسؤولون الحكوميون يتحدثون بشكل أكثر غموضاً، وفي تلك المحادثات، أصبحت الإطاحة بحماس هدفاً مجرداً، وهو هدف سيستغرق تحقيقه سنوات".
وفي صحيفة "جيروزاليم بوست" المحافظة، ظهرت شكوك حول مدى التقدم الذي تم إحرازه بشكل واقعي، وما إذا كانت إسرائيل سوف تتحرك بسرعة كافية لإنهاء تهديد حماس، ويظل السؤال مفتوحاً، بحسب الصحيفة.
وكان الأمر الأكثر كآبة هو تقييم ناثان براون في مقال لمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، حيث لم يتناول فقط ما قد يحدث في "اليوم التالي"، إذا تمكنت إسرائيل من هزيمة حماس فعلياً ـ بل وأيضاً ما إذا كان النصر التقليدي في الإمكان.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الجیش الإسرائیلی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

انتعاش صناعة الفخار في غزة لتعويض نقص الأواني جراء حرب إسرائيل

تنتعش صناعة الفخار التقليدية جزئيا في قطاع غزة بعد تراجعها لسنوات، مع اضطرار الفلسطينيين إلى إيجاد حلول بديلة لتعويض النقص الحاد في الأطباق وأواني الطعام، في القطاع الذي دمرته حرب إسرائيل المستمرة على القطاع منذ 14 شهرا.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن، جعفر عطا الله (28 عاما)، وهو صاحب ورشة لصناعة الفخار، في دير البلح (وسط قطاع غزة) أنه يواجه "طلبا غير مسبوق" على الأطباق والأواني الفخارية.

وبعدما تراجعت في العقد الأخير، يبدو أن صناعة الفخار على الطريقة الفلسطينية التقليدية عادت إلى الظهور بوصفها بديلا يسهّل حياة النازحين قليلا مع انعدام خيارات أخرى في المنطقة.

ويؤكد عطا الله، الذي يتحدر من عائلة اشتهرت بصناعة الأواني الفخارية، أنه يعمل بلا توقف لتلبية الطب المتزايد.

ويقول إنه قادر على صناعة نحو 100 قطعة يوميا، غالبيتها أوان للحساء والأوعية التي يوضع فيها الطعام أو يطهى فيها، مثل الزبدية والإبريق والأكواب.

ويضيف أنه كان قبل الحرب ينتج نحو 1500 قطعة فخارية في اليوم الواحد في مشغله في حي "الفواخير" في منطقة الدرج شمال وسط مدينة غزة.

وكان الحي يضم عشرات الورش ومصانع الفخار قبل الحرب الأخيرة، لكنها دمرت كلها تقريبا في القتال المتواصل منذ 14 شهرا.

إقبال كبير على أواني الفخار بغزة بسبب انقطاع الأواني المعدنية والبلاستيكية (رويترز) ارتفاع الأسعار

وأدت الحاجة المتزايدة للأواني الفخارية إلى ارتفاع كبير في الأسعار.

ويقول عطا الله -الذي نزح مع عائلته من مدينة غزة إلى دير البلح- إنه يبيع كل قطعة في مقابل 10 شيكلات (2.7 دولار)، أي أكثر بنحو 5 مرات تقريبا عن سعرها قبل الحرب.

وكانت غزة تخضع لحصار بري وجوي وبحري فرضته إسرائيل منذ 2007، غير أن الوضع تدهور بشكل كبير جدا منذ اندلاع حرب إسرائيل على القطاع.

وتشير منظمات الإغاثة الدولية بانتظام إلى صعوبات كبيرة في إدخال السلع الشحيحة وتوزيعها في قطاع غزة بسبب القيود الإسرائيلية.

وتوقفت مصانع قطاع غزة عن الإنتاج بسبب الدمار الذي لحق ببعضها أو بسبب الحرب، بينما أغلقت أخرى بسبب عدم توافر المواد الخام وانقطاع الكهرباء.

وتسببت الحرب في شلل القطاع الصناعي بغزة، بينما تكافح المستشفيات أيضًا للحصول على الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء لتوفير الحد الأدنى من الرعاية الصحية.

وفتح عطا الله بعد نزوحه ورشة عمل صغيرة في ظل خيمة بلاستيكية زرقاء اللون، وهو يجبل الطين الأحمر بيديه لصناعة الأواني الفخارية، ثم يتركها لتجف في الشمس وتتحول إلى لون الطين المألوف.

أما في السابق، فكان يصنعها بآلات ويجففها في فرن مخصص لذلك.

أهالي قطاع غزة لجؤوا إلى الأواني الفخارية مع تكرار النزوح (رويترز) ابتكارات للصمود

ورغم توافر الأواني المعدنية والمصنوعة من الألمنيوم والزجاج والخزف قبل اندلاع الحرب، فإن كثيرا كانوا يحرصون على اقتناء الأواني الفخارية إذ تفضل بعض العائلات إعداد الأطعمة التقليدية فيها، لأنها تحافظ على مذاق مميز.

تقول لارا الترك: "بعد 13 شهرا على بدء الحرب، ذهبت إلى السوق لشراء الأطباق وأدوات المائدة، وكل ما تمكنت من العثور عليه هو هذا الإناء الفخاري".

وتضيف الترك (40 عاما) وهي ربة عائلة وتقيم في مركز إيواء مؤقت في مخيم النصيرات، المجاور لمخيم ومدينة دير البلح، "اضطررت إلى شرائه لإطعام أطفالي"، وتقول إن سعر الإناء الفخاري أصبح الآن "أكثر من ضعف" ما كان عليه قبل الحرب.

وفي الأسواق المقامة على جوانب الطريق، الخيار الآخر الوحيد المتاح هو الصحون المخصصة للاستخدام لمرة واحدة في حال توافرها.

وفي قطاع غزة، حيث توقفت شبكة توزيع المياه عن العمل بسبب الضرر الكبير اللاحق بها، أصبحت أواني الشرب الفخارية شائعة في الصيف، لأنها تحافظ على المياه باردة وصالحة للشرب لفترة أطول. ويحصل النازحون على هذه المياه من نقاط قليلة توفرها منظمات إنسانية أو جمعيات خيرية محلية.

ودفعت الحرب كل سكان القطاع تقريبا، والبالغ عددهم نحو 2.4 مليون شخص، للنزوح مرة واحدة على الأقل خلال العام الماضي، وفقا للأمم المتحدة. ويشار إلى أن نحو ثلثي سكان القطاع بالأصل من لاجئي عام 1948.

وبات أكثر من 1.5 مليون منهم يعيشون في خيام أو مراكز إيواء في مدارس تابعة لوكالة الأونروا وآلاف منهم على الأرصفة.

وبعد كل أمر يصدره الجيش الإسرائيلي بالإخلاء، ينطلق مئات الأشخاص على الطرقات، سيرا على الأقدام بغالبيتهم، وهم يحملون بعضا من مقتنياتهم وبينها في غالب الأحيان أوان من الألمنيوم أو البلاستيك.

مع استمرار الحرب والنزوح المتكرر، تبدو الأمتعة التي يحملها الناس أقل.

ونتيجة لحروب عدة، اعتاد سكان قطاع غزة ابتكار طرق ووسائل جديدة للتعويض عن الصعوبات من أجل الاستمرار، مثل اعتمادهم على الحمير في النقل، وسط ندرة الوقود.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو: إسرائيل حققت إنجازات في 7 جبهات خلال فترة الحرب
  • وزير المالية الإسرائيلي: يجب احتلال قطاع غزة
  • "نحن على خط النهاية" لكن "الاتفاق لم يكتمل".. هل تتوصل إسرائيل وحزب الله إلى وقف إطلاق النار قريبا؟
  • إسرائيل تقتل قياديا في حماس.. و4 أشخاص في رفح
  • حماس: وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يمثل أولوية قصوى لنا
  • حماس: الوضع الإنساني في غزة يتفاقم مع فظاعة ما تفعله إسرائيل
  • انتعاش صناعة الفخار في غزة لتعويض نقص الأواني جراء حرب إسرائيل
  • ‏الجيش الإسرائيلي: حزب الله أطلق 200 مقذوفا من لبنان باتجاه إسرائيل الأحد
  • الجيش الإسرائيلي: إطلاق 6 صواريخ من لبنان تجاه وسط إسرائيل
  • مظاهرة في إسرائيل تطالب باتفاق لإطلاق المحتجزين لدى حماس