الصحف تُبرز مباحثات السيسي وميقاتي واجتماع الرئيس مع مديرة «الغذاء العالمي»
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
حازت مطالبة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتي، المجتمع الدولي بتحمل مسئوليته واحتواء العنف بالمنطقة، وتجنب توسيع نطاقه، مع ضرورة إعادة إطلاق مسار السلام، على رأس اهتمامات صحف القاهرة الصادرة اليوم الأحد، التي أبرزت أيضا تأكيد الرئيس السيسي خلال لقائه أمس «سيندي ماكين» المديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمي، قلق مصر البالغ من استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية بقطاع غزة.
وتابعت الصحف وقائع اجتماع عمان، الذي عقد بين وزير الخارجية سامح شكري ووزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، ورئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، إلى جانب نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشئون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، لبحث التصعيد في قطاع غزة.
وفي التفاصيل، أفردت صحف (الأهرام) و(الأخبار) و(الجمهورية) صفحاتها الرئيسية والداخلية لنقل وقائع اللقاء الذي عقده الرئيس السيسي، مع نجيب ميقاتي رئيس الحكومة اللبنانية، بحضور اللواء عباس كامل، رئيس المخابرات العامة، والسفير على الحلبي سفير لبنان بالقاهرة، حيث شدد الرئيس السيسي، على ثبات الدعم المصري لمؤسسات الدولة اللبنانية، بما يحافظ على استقرار لبنان وأمن شعبه، وهو ما ثمنه رئيس الحكومة اللبناني، الذي أكد أهمية الدور المصري في ترسيخ الاستقرار بلبنان، بما يعكس خصوصية العلاقة بين البلدين.
وأوردت الصحف تأكيد الرئيس السيسي وميقاتي، ضرورة تحمل المجتمع الدولى مسئولياته في هذا الصدد، من خلال العمل المكثف على احتواء الموقف وتجنب توسع نطاق العنف، مع ضرورة إعادة إطلاق مسار السلام، وتطبيق مبدأ حل الدولتين، بما يحقق العدل والأمن والاستقرار لشعوب المنطقة.
وفي نشاط رئاسي ثان، نقلت الصحف تأكيد الرئيس السيسي - خلال لقائه أمس «سيندي ماكين» المديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمي، بحضور السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي - قلق مصر البالغ من استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية بقطاع غزة، مستعرضاً الجهود المكثفة التي تقوم بها على مدار الساعة لضمان إدخال أكبر قدر ممكن من المساعدات، بما يلبي الاحتياجات الحقيقية لأهالي القطاع، مع استمرار المساعي المصرية مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية للدفع في اتجاه الوقف الفوري لإطلاق النار، مؤكداً كذلك ضرورة إحياء المسار السياسي استناداً إلى حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وفقاً للمرجعيات الدولية المعتمدة.
وأشارت الصحف إلى أن اللقاء تناول علاقات التعاون المتميزة والممتدة بين مصر والبرنامج، وتأكيد الحرص المتبادل على تعزيز هذه العلاقات، لاسيما في ضوء اعتماد الخطة القُطرية الجديدة بين مصر والبرنامج للفترة من 2023 إلى 2028، وقد أكد الرئيس الأهمية التي توليها مصر لموضوعات الأمن الغذائي والتغذية على المستوى الوطني، وبالأخص فيما يتعلق ببرنامج التغذية المدرسية، ومشروعي حياة كريمة وتكافل وكرامة، اللذين يسهمان في تحقيق الأمن الغذائي من خلال تطوير الريف المصري وتأمين سُبُل العيش لملايين المصريين.
وتابعت الصحف وقائع اجتماع عمان، الذي عقد بين وزير الخارجية سامح شكري ووزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، ورئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، وأمن سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، إلى جانب نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشئون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.
ونسبت صحيفة (الأهرام) إلى وزير الخارجية سامح شكري مطالبته بالتحقيق الدولي في الممارسات والانتهاكات الصارخة للقانون الدولي، التي تشهدها الحرب في قطاع غزة، مشيرا إلى أن "ما نشاهده من تصعيد غير مسبوق ومأساة إنسانية ومن معاناة المدنيين، هو نتيجة التقاعس عن معالجة جذور المشكلة وتأخر استعادة الحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف".
وأكد أن مصر تبذل كل ما في وسعها لضمان استقبال المساعدات وإدخالها إلى غزة، وتقديم العون بعلاج الجرحى المدنيين، مشيرا إلى أنها ستستمر في جهودها ذات الصلة رغم العراقيل الكبيرة والمتعددة التي تواجهها.
ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير أحمد أبو زيد، إعلان أن "موقفاً عربياً موحداً لا يقبل الاهتزاز ولا المواربة"، نقل إلى وزير الخارجية الأمريكي، خلال الاجتماع.
وذكرت الصحيفة أن المتحدث باسم الخارجية كشف عن أن الاجتماع العربي، أعقبه لقاء للوزراء العرب مع وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية أنتوني بلينكن، استهدف نقل الموقف العربي بشكل متكامل وموحد، متمثلاً في أولوية وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والتعامل مع الوضع الإنساني المتدهور، ثم البدء في معالجة الأسباب الجذرية للأزمة.
كما تابعت الصحف، انطلاق المرحلة الثانية من قوافل المساعدات الإغاثية والإنسانية الموجهة لأهالي قطاع غزة، حيث ذكرت صحيفة (الأخبار) أن التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي أطلق أمس المرحلة الثانية من القوافل التي تستهدف مد جسر بري متواصل من المساعدات يصل إلى 50 قاطرة يوميا وبشكل منتظم محملة بكميات ضخمة من المساعدات الإنسانية والإغاثية والعلاجية لدعم الأشقاء الفلسطينيين، دعمًا لهم لمواجهة وتحمل أعباء الحرب التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة وأدت لسقوط المئات من الضحايا والمصابين.
وأشارت الصحيفة إلى أن القافلة الثانية جاءت فور إعلان التحالف الانتهاء من تسليم القافلة الأولى، التي تضمنت 108 قاطرات محملة بـ 1000 طن من المواد الغذائية واللحوم و40 ألف بطانية و80 خيمة بجانب ما يزيد على 50 ألف قطعة ملابس وأكثر من 300 ألف علبة من الأدوية والمستلزمات الطبية يرافقها طاقم طبي يضم مختلف التخصصات وكذلك المئات من شباب المتطوعين والذين قضوا 18 يوما أمام معبر رفح البري، للتأكد من سلامة وصول المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني الشقيق.
وأضافت الصحيفة أن كيانات التحالف الوطني تواصل - بالتعاون مع وزارة الصحة وبنك الدم - أكبر حملة للتبرع بالدم تحت شعار «قطرة دماء تساوى حياة» بجميع محافظات الجمهورية، دعما لأهالي غزة.
ونقلت صحيفة (الجمهورية) تأكيد وزير الصحة والسكان الدكتور خالد عبد الغفار - في مؤتمر صحفي خلال زيارته للعريش بشأن تفاصيل علاج المصابين من الأشقاء الفلسطينيين - أن هناك استعدادات كبيرة لاستقبال الأشقاء الفلسطينيين المصابين، جراء العدوان الغاشم على غزة.
وأضافت الصحيفة أن الوزير قال "إن مصر تستقبل يوميا عددا كبيرا من الحالات، وأن الإصابات خطيرة، وأغلب الحالات من الأطفال والشباب والنساء بنسبة بلغت أكثر من 70% من من الحالات المتواجدة" مشيرا إلى أن الإصابات تتراوح ما بين كسور وشظايا وكسر في الجمجمة، وبتر للأطراف لأعمار تتراوح ما بين 15 و16 عاما، ومن بينهم أطفال بأعمار 8 و9 أعوام منهم من فقد عائلته بالكامل، ومنهم من فقد أحد أفراد أسرته، وأن الأطباء في جميع المستشفيات يقومون بعمل بطولي ليل، نهار، لتخفيف الآلام عن المنكوبين جراء العمليات العسكرية الغاشمة في غزة.
وذكرت الصحيفة أن الوزير أكد أن الرئيس السيسي، يحرص على تقديم كامل الدعم للمصابين من الأشقاء الفلسطينيين مهما كانت التكلفة والإمكانيات والجهود التي تقدم لهم، ويتم تقديم الدعم الكامل واللامحدود إلى المصابين، حيث يتابع الرئيس - يوميا - ويتم رصد الحالات وما تم من إجراءات لهم، ويتم إرساله للرئيس
عسكريا، أفادت صحيفة (الجمهورية) بأن الفريق أسامة عسكر رئيس أركان حرب القوات المسلحة شهد بيانًا عمليًا لأنسب أسلوب لتخطيط وإدارة أعمال القتال غير النمطية، الذي نفذه أحد تشكيلات الجيش الثاني الميداني وعناصر من القوات الخاصة، وذلك في إطار خطة التدريب القتالي لتشكيلات ووحدات القوات المسلحة.
وذكرت الصحيفة أن البيان بدأ بكلمة اللواء أ.ح. محمد ربيع قائد الجيش الثاني الميداني، أشار - خلالها - إلى أن رجال الجيش الثاني الميداني، محافظون على أعلى درجات الاستعداد والجاهزية لتنفيذ أي مهام توكل إليهم لحماية أمن مصر القومي، مؤكدًا أنهم لا يدخرون جهدًا لحماية أرض مصر ومقدرات شعبها.
وأشارت الصحيفة إلى أنه أعقب ذلك تقديم مراحل البيان العملي والتوجيه الطبوغرافي وأوضاع القوات داخل البيان وتنفيذ مراحل البيان، واستعراض أنسب الطرق والأساليب لتخطيط وإدارة أعمال القتال غير النمطية.
وفي سياق عسكري آخر، أوردت صحفية (الأخبار) تأكيد وزير الدولة للإنتاج الحربي المهندس محمد صلاح الدين مصطفى، ضرورة السعى الدائم نحو توطين تكنولوجيات التصنيع الحديثة بخطوط إنتاج الشركة بمصنع 300 الحربي بما يمكّن من تعظيم دورها الرئيسي في تلبية مطالب القوات المسلحة والشرطة وكذا دورها في المساهمة في تنفيذ المشروعات القومية والتنموية بالدولة.
وذكرت الصحيفة أن الوزير قام بزيارة لشركة أبو زعبل للصناعات المتخصصة (مصنع 300 الحربي) - إحدى الشركات التابعة للوزارة - يرافقه عدد من المسئولين بالوزارة والهيئة القومية للإنتاج الحربي، وذلك في إطار حرصه على التواجد بشكل مباشر بالشركات والوحدات التابعة، للاطمئنان على معدلات سير العملية الإنتاجية.
وأشارت إلى أن وزير الإنتاج الحربي عقد اجتماعا مع المهندس خالد زكي رئيس مجلس إدارة شركة أبو زعبل للصناعات المتخصصة ومساعديه وأعضاء مجلس إدارة الشركة وبعض رؤساء القطاعات، حيث قام رئيس الشركة بإجراء عرض تقديمي تضمن الموقف التنفيذى للمشروعات الجاري تنفيذها، كما تم استعراض الخطط المستقبلية للشركة والخاصة بزيادة الإنتاجية وتطوير الأداء.
اقتصاديا، ذكرت صحيفة (الأخبار) أن الرئيس التنفيذى للهيئة العامة للاستثماروالمناطق الحرة حسام هيبة، قامت بزيارة ترويجية إلى اليابان، بحضور ممثلي مجلس الأعمال المصري الياباني، ومركز التعاون الياباني للشرق الأوسط JCCME، وتنظيمها من خلال السفارة المصرية ومكتب التمثيل التجارى بطوكيو.
ولفتت الصحيفة إلى أن الزيارة شهدت عقد لقاءات ثنائية مع كبرى الشركات اليابانية في قطاعات صناعة السيارات ومكوناتها، والصناعات الإلكترونية، والصناعات الدوائية، ومعدات الإنشاءات، والطاقة الجديدة والمتجددة، والصناعات الغذائية، إلى جانب أهم البنوك والمؤسسات المالية اليابانية، وممثلي المكتب الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية بطوكيو.
ونقلت الصحيفة ثقة ممثلي الشركات اليابانية في الاقتصاد المصري، وتقديرهم لجهود الحكومة المصرية في تعزيز كفاءة بيئة الاستثمار في مصر، وأعربوا عن رغبتهم في ضخ استثمارات جديدة في السوق المصري، الذي يعتبر مركزًا رئيسيًا لتصنيع وتصدير العلامات التجارية اليابانية.
هذا ونشرت صحيفة (الجمهورية) أن وزير التجارة والصناعة المهندس أحمد سمير عقد لقاء مع ميكيلي تريكاريو، مدير التطوير الصناعي واللوجيستي لشركة كوفرا الإيطالية المتخصصة في إنتاج أحذية الأمان، حيث استعرض اللقاء خطة الشركة للاستثمار في السوق المصرية، حضر اللقاء اللواء كامل هلال مستشار الوزير للمشروعات الصناعية.
ونقلت الصحيفة عن الوزير القول:"إن الشركة تخطط لإقامة مشروع إنتاجي لها في مصر خلال المرحلة المقبلة باستثمارات تبلغ 10 ملايين يورو، ويوظف عمالة تصل إلى 2000 فرد لا سيما أن هذه الصناعة من الصناعات كثيفة العمالة، لافتًا إلى أن الشركة مقرها الأساسي في إيطاليا وتمتلك عدة مصانع ومراكز لوجستية في عدد من الدول، وتسعى لتوسعة قاعدتها الإنتاجية من خلال إقامة مصنع لها بالسوق المصرية، على مساحة تبلغ حوالي 50 ألف متر مربع.
عربيا، واصلت صحف القاهرة رصدها للأوضاع على الأراضي الفلسطينية المحتلة، لاسيما قطاع غزة، في ظل تردي الأوضاع الإنسانية، حيث كشفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" عن أزمة مياه متفاقمة فى القطاع، مشيرة إلى أن العبارة الرئيسية التي تسمع الآن في الشارع هي "الماء"، في الوقت الذي يعيش فيه المواطن العادي على قطعتين من الخبز المصنوع من الدقيق الذي خزنته الأمم المتحدة في القطاع.
ونقلت صحيفة (الأهرام) وصف توماس وايت مدير الأونروا، الذي قال إنه جاب غزة طولا وعرضا في الأسابيع القليلة الماضية، الأراضي بأنها "مسرح للموت والدمار"، مشيرا إلى أنه لا يوجد مكان آمن، والناس يخشون على حياتهم ومستقبلهم وقدرتهم على إطعام أسرهم.
من جهة أخرى، ذكرت الصحيفة أن أربعة مصادر دبلوماسية كشفت أن فرنسا ستستضيف مؤتمرا إنسانيا دوليا لمصلحة السكان المدنيين في غزة في التاسع من نوفمبر، حيث تتطلع إلى تنسيق إدخال المساعدات لقطاع غزة المحاصر.
وأفاد الدبلوماسيون - وفقا للصحيفة - بأن المؤتمر سيكون على مستوى رؤساء الدول والحكومات ووزراء الخارجية، وتابعوا أن أصحاب المصلحة الإقليميين الرئيسيين، مثل مصر والأردن ودول الخليج العربي ستكون مدعوة، بالإضافة إلى قوى غربية وأوروبية وأعضاء مجموعة العشرين باستثناء روسيا.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الرئيس السيسي نجيب ميقاتي ميقاتي الغذاء العالمي رئيس وزراء لبنان توماس وايت مدير الأونروا الأشقاء الفلسطینیین ووزیر الخارجیة وزیر الخارجیة الرئیس السیسی مشیرا إلى أن قطاع غزة عبد الله ا إلى أن فی قطاع من خلال بن عبد
إقرأ أيضاً:
لوموند: كيف أثر السيسي على الدور الذي كانت تلعبه مصر في القضية الفلسطينية؟
نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرًا سلطت خلاله الضوء عن مدى استفادة النظام المصري من إطالة أمد الصراع في غزة، العامل الذي يجعله يتراخى في البحث عن سبل حله.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الطبيعة العسكرية العميقة للنظام المصري ظلت قائمة منذ سنة 1952، عند إطاحة جمال عبد الناصر والضباط الأحرار بالملكية البرلمانية.
وأضافت الصحيفة أن هذه الهيمنة العسكرية استمرت في عهد خلفاء ناصر، أنور السادات ثم حسني مبارك، قبل أن تهتز خلال الاضطرابات الثورية بين سنتي 2011 و2013.
وأنهى الانقلاب العسكري الذي نفذه عبد الفتاح السيسي الفترة الانتقالية وأعاد ترسيخ أسس النظام العسكري الذي تقوم خلاله الدائرة الرئاسية بتوزيع الامتيازات بين الجنرالات، سواء كانوا في الخدمة الفعلية أو "متقاعدين" يشغلون مناصب في القطاع الخاص. في المقابل، تتولى أجهزة المخابرات فرض رقابة شديدة على البلاد والشعب، مع هيمنة جهاز المخابرات العامة، الكيان العسكري المكلف بتنفيذ عمليات داخل مصر وخارجها.
"إيجار" غزة
وأوضحت الصحيفة أنه بمجرد عودته إلى البيت الأبيض؛ قرر دونالد ترامب تعليق جميع أشكال المساعدات الخارجية، باستثناء الدعم المقدم لإسرائيل وكذلك لمصر. ويعود الفضل في استثناء نظام السيسي من القرار إلى بند في معاهدة السلام الموقعة سنة 1979 بين إسرائيل ومصر تحت إشراف الولايات المتحدة يقضي بمنح دعم عسكري سنوي لإسرائيل يناهز حجمه ملياري دولار وثلثي هذا المبلغ لمصر.
وطيلة أكثر من أربعة عقود من الزمن، ظل الجنرالات المصريون يعتبرون أن هذا المبلغ حق مكتسب لهم رافضين تخصيص حتى جزء منه إلى تنمية البلاد. وغالبًا ما يُعاد استثمار هذا المبلغ في شراء المعدات الأمريكية، مما يتيح للقاهرة الحصول على دعم الصناعيين المعنيين في واشنطن الذي يشكلون "مجموعة ضغط".
وتشيد مجموعة الضغط هذه بمساهمة نظام السيسي في الحصار الذي فرضته إسرائيل على قطاع غزة منذ سيطرة حماس عليه في حزيران/ يونيو بعد فوزها في الانتخابات2007. مع استمرار تراجع نفوذ بلاده في الأزمات الإقليمية، من ليبيا والسودان إلى اليمن تزداد العائدات التي يجنيها السيسي من استمرار الحرب في غزة.
ولهذا السبب يبالغ نظام السيسي بشأن أهمية المفاوضات المفترض تنظيمها في القاهرة، سواء بين إسرائيل وحماس أو بين الفصائل الفلسطينية. إن الحوار الفلسطيني الداخلي بشأن تسليم السلطة التي تتقلدها حماس إلى غزة متوقف منذ ستة عشر شهراً، دون الوصول إلى أي صيغة قابلة للتطبيق. في المقابل، المحادثات الجادة الوحيدة بشأن الهدنة في غزة، والتي ترتب عنها إعلان الهدنة الحالية، كانت تحت إشراف قطر.
أرباح كبيرة
وذكرت الصحيفة أن عدم فاعلية أجهزة الدولة المصرية على الرغم من الكفاءات والخبرات التي تمتلكها هو نتيجة تطبيق قرارات سياسية على أعلى مستوى. في الواقع، تسمح الأزمة الفلسطينية بإحياء المشهد الدبلوماسي والإعلامي في القاهرة، التي تراجع دورها بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.
بالإضافة إلى ذلك، يوفر الحصار المفروض على غزة فرصًا متعددة للمخابرات العسكرية وعميلها إبراهيم العرجاني، الزعيم البدوي الذي لم يكتفِ فقط بتجنيد ميليشيا كبيرة لدعم الجيش المصري في سيناء، بل يسيطر فعليًا على عمليات الدخول والخروج من قطاع غزة عبر معبر رفح.
وبينت الصحيفة أنه حتى حدوث الهجوم الإسرائيلي على رفح في آيار/مايو 2024، والذي نتج عنه غلق المعبر المصري؛ تمت مطالبة كل فلسطيني يرغب في الفرار من الحرب بدفع مبالغ تصل إلى آلاف الدولارات. بالإضافة إلى ذلك، فرض العرجاني ومجموعته على الشاحنات المتجهة نحو غزة، دفع ضرائب تناهز عشرات الملايين من الدولارات شهريًا. إلى جانب ذلك، تم إنشاء شركة أمنية باسم "الأقصى"، مكلفة بحماية الشاحنات داخل قطاع غزة، بتكلفة باهظة.
وأوردت الصحيفة أن الهدنة السارية في غزة منذ 19 كانون الثاني/ يناير أدت إلى إعادة الفتح الجزئي لمعبر رفح، مما أعاد تنشيط شبكات التهريب التابعة لإبراهيم العرجاني، حيث تم فرض رسوم تصل إلى عشرين ألف دولار على كل شاحنة تجارية.
وبفضل العلاقة التي تجمعه مع محمود السيسي، نجل الرئيس ونائب رئيس جهاز المخابرات العسكرية أصبح العرجاني شخصية فوق القانون. بالإضافة إلى ذلك، تتكفل شركته "الأقصى" بتوفير المرتزقة المكلّفين بمراقبة عمليات العبور بين شمال وجنوب قطاع غزة.
وتحرص المخابرات المصرية على عدم التواجد فعليًا داخل قطاع غزة خدمة لمصالحها، بحيث يستفيد نظام السيسي من استمرار تدهور الوضع في غزة، عن طريق مواصلة ابتزاز المدنيين الذين يحاولون المغادرة وفرض الرسوم على الشاحنات التي تدخل القطاع.
وفي ختام التقرير نوهت الصحيفة بأن فهم الدوافع العميقة لسياسة النظام المصري في غزة أمر ضروري لتقييم مدى قدرته على التصدي لـ"رؤية" دونالد ترامب، التي تقوم على تهجير سكان قطاع غزة وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".