الخليج الجديد:
2025-03-09@20:26:07 GMT

انهيار أساطير صهيونية

تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT

انهيار أساطير صهيونية

انهيار أساطير صهيونية

ما يحدُث اليوم هو انهيار هذه الأساطير بانكشاف زيفها وعدم صمودها أمام العقل والتاريخ وتغيّر معطيات الصراع.

هناك رغبة لدى أنظمة عربية في زوال المقاومة، والعودة إلى خيار التسويات السياسية من أجل تصفية قضية فلسطين.

أنظمة عربية عديدة لا تتمنّى خروج المقاومة منتصرة، فذلك سيخلط جميع الأوراق، ويضع الأنظمة أمام سيناريوهاتٍ لم تستعد لها.

"ماذا يحدث؟ هل تخلى عنا رب موسى وهارون؟ من يقاتل معهم. هناك أشباح مخيفة تساعدهم على قتل اليهود.. نهاية دولة اسرائيل تقترب".

تشويه التاريخ "يشجّع انتشار الاضطهاد، ويحمي نظام إسرائيل الاستعماري الاستيطاني. ليست هذه الشهادة الوحيدة لكبار المؤرّخين اليهود".

بُنيت إسرائيل وتعيّشت من أساطير مستمرّة، ووجدت من يصدّقها ويروّجها، حتى كادت أن تتحوّل إلى "حقائق علمية" لا يرقى إليها الشكّ.

الكيان الصهيوني مهدّد من داخله بعد نجاح المقاومة في حشره بالزاوية انهارت أساطيره، لم يبق سوى قتل المدنيين، وعلقت برافدا "بتدمير غزّة تدمّر إسرائيل نفسها".

مغادرة 800 ألف إسرائيلي إسرائيل وعشرات الآلاف وضعوا بالفنادق يعني أن حياة الإسرائيليين تغيّرت تماما وانهار اقتصادهم وأصابهم الرعب ويعيشون كابوسا غير مسبوق منذ 1948.

* * *

لا نتحدّث عن الأنظمة والحكومات العربية، فهي، في الغالب، اختارت أن تدفن رأسها في التراب، لا تسمع، لا ترى، لا تتكلّم، وإن تكلمت لا أثر لكلماتها على المشهد الراهن. ليس صحيحا أنها عاجزة ولا خيارات أمامها.

لو صدقت النيات، وتم تحليل ما يجري على الأرض لاكتشفت أنها قادرة على فعل الكثير. لكنها فضّلت الوقوف على الربوة، وانتظار ما ستسفر عنه الحرب في غزّة، وتستعد لتأمين مصالحها والحفاظ على وجودها.

بكل وضوح، أنظمة عربية عديدة لا تتمنّى أن تخرج المقاومة بقيادة حركة حماس منتصرة، فمن شأن ذلك أن يخلط جميع الأوراق، ويضع هذه الأنظمة أمام سيناريوهاتٍ لم تستعد لها. هناك رغبة في زوال المقاومة، والعودة الى خيار التسويات السياسية من أجل تصفية القضية الفلسطينية.

بُنيت إسرائيل وتعيّشت من العديد من الأساطير المستمرّة، ووجدت من يصدّقها ويروّجها، حتى كادت أن تتحوّل إلى "حقائق علمية" لا يرقى إليها الشكّ. ما يحدُث اليوم هو انهيار هذه الأساطير بانكشاف زيفها وعدم صمودها أمام العقل والتاريخ وتغيّر معطيات الصراع.

لقد اتخذ العقل الصهيوني من التاريخ قاعدة لبناء أساطيره المزعومة، لكن الحفريات أثبتت بطلان ادّعاء أنهم الأحق بفلسطين، خصوصا مدينة القدس، واخترعوا قصة هيكل سليمان المزعومة، المدفون، حسب زعمهم، تحت جامع الأقصى.

يقول المؤرّخ الإسرائيلي إيلان بابيه (Ilan Pappé) إن "فهم جوهر الصراعات يكمنُ في التاريخ، لأنه يوفّر الفهم الحقيقي غير المتحيز للماضي"، كما أن تشويه التاريخ أو التلاعب به "يؤزّم المشهد ويجعله أكثر تعقيدا وبعيدا عن الحل".

ويقرّ بأن تشويه التاريخ "يشجّع على انتشار الاضطهاد، ويحمي نظام إسرائيل الذي يصفه بالاستعماري والاستيطاني. ليست هذه الشهادة الوحيدة لكبار المؤرّخين اليهود".

هزّت عملية 7 أكتوبر جوانب أخرى من هذا العقل الأسطوري، حيث أعادت الفصل بين ثلاثة مصطلحات أساسية: اليهود وإسرائيل والصهيونية. مصطلحات ذات دلالات مختلفة.

وقد أبرزت الأحداث أخيرا أهمية الجماعات اليهودية الكبرى التي احتجّت بقوّة على قصف غزّة، وعارضت بشدة سياسات حكومة نتنياهو واليمين الديني الإسرائيلي الفاشي. أن تكون يهوديا لا يعني أن تجعل من فلسطين وطنا بديلا لك، وأن تتخذ من إسرائيل دولة لك.

وهو الربط الذي عملت الحركة الصهيونية على تحويله إلى عقيدة لدى جميع اليهود. كما تمكّنت من اعتبار محاربة الصهيونية بمثابة معاداة للسامية، وفي ذلك خدعة تصدّى لها عديد المثقفين اليهود الأحرار.

كذلك الشأن بالنسبة إلى أسطورة "أرض بلا شعبٍ لشعبٍ بلا أرض"، وهي اختراع نسفته الأحداث، فجذور الشعب الفلسطيني ضاربة في أعماق التاريخ. يكفي الاستماع لأطفال غزّة.

أما أسطورة الجيش الذي لا يُقهر فقد تهاوت أمام الصمود الأسطوري للمقاومة، ما دفع رئيس الموساد السابق داني ياتوم، كما نُسب إليه، إلى طرح أسئلة غريبة مثل "ماذا يحدث؟ هل تخلى عنا رب موسى وهارون؟ من يقاتل معهم. هناك أشباح مخيفة تساعدهم على قتل اليهود.. نهاية دولة اسرائيل تقترب".

وهذا يعني سقوط الأسطورة في الماء. وعندما نرى 800 ألف إسرائيلي غادروا إسرائيل خوفا من الحرب، وعشرات الآلاف وضعوا في الفنادق، فهذا يعني أن حياة الاسرائيليين تغيّرت تماما، وانهار اقتصادهم، وأصابهم الرعب وشكوا في الدولة والجيش، يعيشون كابوسا غير مسبوق منذ سنة 1948.

تضع هذه المعطيات الموضوعية الجميع، أنظمة ونخبا، داخل العالم العربي وخارجه أمام نتائج غير قابلة للتشكيك. بعيدا عن التورّط في تضخيم المقاومة، كما حصل في حروب سابقة، لكن علينا عدم مجاراة الذين يؤلهون إسرائيل، ويعتبرونها قوّة لا تقهر. إنها ككل الكيانات السياسية في العالم معرّضة للضعف والزوال.

وفي هذه اللحظات التاريخية، أظهرت الوقائع أن الكيان الصهيوني مهدّد من داخله، بعد أن نجحت المقاومة في حشره في الزاوية. انهارت أساطيره، لم يبق سوى قتل المدنيين، وكما علقت صحيفة برافدا الروسية "بتدمير غزّة تدمّر إسرائيل نفسها".

*صلاح الدين الجورشي كاتب وناشط في المجتمع المدني
 

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: غزة الصهيونية إسرائيل حماس قضية فلسطين معاداة السامية الكيان الصهيوني قتل المدنيين الأنظمة العربية إيلان بابيه

إقرأ أيضاً:

ترامب يلغي تمويلًا بقيمة 400 مليون دولار لجامعة كولومبيا بسبب مضايقات الطلاب اليهود


أعلنت وزارة التعليم الأمريكية، يوم الجمعة، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب قررت إلغاء منح وعقود تمويلية بقيمة 400 مليون دولار لجامعة كولومبيا، مبررة القرار بما وصفته "عدم اتخاذ الجامعة إجراءات حاسمة ضد المضايقات المستمرة للطلاب اليهود".  

جاء هذا القرار بعد أن تحولت جامعة كولومبيا إلى مركز للاحتجاجات الطلابية التي طالبت بوقف الدعم الأمريكي لإسرائيل، على خلفية سقوط أعداد كبيرة من المدنيين في غزة جراء الهجوم الإسرائيلي والأزمة الإنسانية المتفاقمة هناك.  

وخلال هذه الاحتجاجات، ظهرت مزاعم بحدوث اعتداءات معادية للسامية ومعادية للإسلام، سواء في المظاهرات المناهضة لإسرائيل أو في المظاهرات المضادة لها.  

في استجابة لهذه التوترات، قامت إدارة جامعة كولومبيا بإنشاء لجنة تأديبية جديدة، كما كثّفت تحقيقاتها بشأن الطلاب الذين أعربوا عن مواقف منتقدة لإسرائيل.

ترامب يوقع أمرًا تنفيذيًا لتشكيل لجنة للإشراف على استعدادات كأس العالم 2026ترامب يتهم كندا بالغش ويهدد بفرض رسوم جمركية على منتجات الألبان  

إلا أن هذه الإجراءات أثارت قلق المدافعين عن حرية التعبير، الذين اعتبروا أن الجامعة ربما تخضع لضغوط سياسية أو تتخذ خطوات قد تحدّ من حق الطلاب في التعبير عن آرائهم.  

عقب إعلان إلغاء التمويل، أصدرت الجامعة بيانًا تعهدت فيه بالتعاون مع الحكومة لمحاولة استعادة الأموال.  

وجاء في البيان، الذي نقلته وكالة أسوشيتد برس (AP) "نحن نأخذ التزاماتنا القانونية على محمل الجد، وندرك مدى خطورة هذا القرار. كما أننا ملتزمون بمحاربة معاداة السامية وضمان سلامة ورفاهية طلابنا وأعضاء هيئتنا التدريسية وموظفينا."  

يعد قرار إلغاء التمويل ضربة كبيرة للجامعة، التي تعتمد على هذه المنح والعقود لدعم مشاريعها البحثية وبرامجها الأكاديمية.  

كما أنه يأتي في سياق تصاعد الجدل حول كيفية تعامل المؤسسات الأكاديمية مع القضايا السياسية الحساسة، وسط ضغوط متزايدة من الحكومة والجهات الحقوقية.  

جاء هذا القرار بعد أن تحولت جامعة كولومبيا إلى مركز للاحتجاجات الطلابية التي طالبت بوقف الدعم الأمريكي لإسرائيل، على خلفية سقوط أعداد كبيرة من المدنيين في غزة جراء الهجوم الإسرائيلي والأزمة الإنسانية المتفاقمة هناك.  

وخلال هذه الاحتجاجات، ظهرت مزاعم بحدوث اعتداءات معادية للسامية ومعادية للإسلام، سواء في المظاهرات المناهضة لإسرائيل أو في المظاهرات المضادة لها.  

في استجابة لهذه التوترات، قامت إدارة جامعة كولومبيا بإنشاء لجنة تأديبية جديدة، كما كثّفت تحقيقاتها بشأن الطلاب الذين أعربوا عن مواقف منتقدة لإسرائيل.  

مقالات مشابهة

  • محمد صلاح يكتب التاريخ في الدوري الإنجليزي ويقترب من أساطير مانشستر يونايتد
  • لماذا لا يمكن للسلطة الفلسطينية وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل واختيار المقاومة؟
  • مخاوف صهيونية من عودة الهجمات اليمنية
  • الفيفا يعلن أساطير الهلال
  • انهيار جديد للريال اليمني أمام العملات الأجنبية اليوم السبت: تحديث مباشر
  • العربي للدراسات السياسية: إسرائيل تستخدم سلاح التجويع للضغط على المقاومة
  • الربيع في كرمانشاه.. رحلة من أساطير الكورد إلى معالم السياحة
  • صلاح يقف على «أعتاب التاريخ» برقم «غريب» أمام ساوثهامبتون!
  • ترامب يلغي تمويلًا بقيمة 400 مليون دولار لجامعة كولومبيا بسبب مضايقات الطلاب اليهود
  • شاهد.. مئات اليهود المتشددين يعبرون الحدود إلى لبنان بدعم من الجيش الإسرائيلي