الخليج الجديد:
2024-07-06@12:16:56 GMT

انهيار أساطير صهيونية

تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT

انهيار أساطير صهيونية

انهيار أساطير صهيونية

ما يحدُث اليوم هو انهيار هذه الأساطير بانكشاف زيفها وعدم صمودها أمام العقل والتاريخ وتغيّر معطيات الصراع.

هناك رغبة لدى أنظمة عربية في زوال المقاومة، والعودة إلى خيار التسويات السياسية من أجل تصفية قضية فلسطين.

أنظمة عربية عديدة لا تتمنّى خروج المقاومة منتصرة، فذلك سيخلط جميع الأوراق، ويضع الأنظمة أمام سيناريوهاتٍ لم تستعد لها.

"ماذا يحدث؟ هل تخلى عنا رب موسى وهارون؟ من يقاتل معهم. هناك أشباح مخيفة تساعدهم على قتل اليهود.. نهاية دولة اسرائيل تقترب".

تشويه التاريخ "يشجّع انتشار الاضطهاد، ويحمي نظام إسرائيل الاستعماري الاستيطاني. ليست هذه الشهادة الوحيدة لكبار المؤرّخين اليهود".

بُنيت إسرائيل وتعيّشت من أساطير مستمرّة، ووجدت من يصدّقها ويروّجها، حتى كادت أن تتحوّل إلى "حقائق علمية" لا يرقى إليها الشكّ.

الكيان الصهيوني مهدّد من داخله بعد نجاح المقاومة في حشره بالزاوية انهارت أساطيره، لم يبق سوى قتل المدنيين، وعلقت برافدا "بتدمير غزّة تدمّر إسرائيل نفسها".

مغادرة 800 ألف إسرائيلي إسرائيل وعشرات الآلاف وضعوا بالفنادق يعني أن حياة الإسرائيليين تغيّرت تماما وانهار اقتصادهم وأصابهم الرعب ويعيشون كابوسا غير مسبوق منذ 1948.

* * *

لا نتحدّث عن الأنظمة والحكومات العربية، فهي، في الغالب، اختارت أن تدفن رأسها في التراب، لا تسمع، لا ترى، لا تتكلّم، وإن تكلمت لا أثر لكلماتها على المشهد الراهن. ليس صحيحا أنها عاجزة ولا خيارات أمامها.

لو صدقت النيات، وتم تحليل ما يجري على الأرض لاكتشفت أنها قادرة على فعل الكثير. لكنها فضّلت الوقوف على الربوة، وانتظار ما ستسفر عنه الحرب في غزّة، وتستعد لتأمين مصالحها والحفاظ على وجودها.

بكل وضوح، أنظمة عربية عديدة لا تتمنّى أن تخرج المقاومة بقيادة حركة حماس منتصرة، فمن شأن ذلك أن يخلط جميع الأوراق، ويضع هذه الأنظمة أمام سيناريوهاتٍ لم تستعد لها. هناك رغبة في زوال المقاومة، والعودة الى خيار التسويات السياسية من أجل تصفية القضية الفلسطينية.

بُنيت إسرائيل وتعيّشت من العديد من الأساطير المستمرّة، ووجدت من يصدّقها ويروّجها، حتى كادت أن تتحوّل إلى "حقائق علمية" لا يرقى إليها الشكّ. ما يحدُث اليوم هو انهيار هذه الأساطير بانكشاف زيفها وعدم صمودها أمام العقل والتاريخ وتغيّر معطيات الصراع.

لقد اتخذ العقل الصهيوني من التاريخ قاعدة لبناء أساطيره المزعومة، لكن الحفريات أثبتت بطلان ادّعاء أنهم الأحق بفلسطين، خصوصا مدينة القدس، واخترعوا قصة هيكل سليمان المزعومة، المدفون، حسب زعمهم، تحت جامع الأقصى.

يقول المؤرّخ الإسرائيلي إيلان بابيه (Ilan Pappé) إن "فهم جوهر الصراعات يكمنُ في التاريخ، لأنه يوفّر الفهم الحقيقي غير المتحيز للماضي"، كما أن تشويه التاريخ أو التلاعب به "يؤزّم المشهد ويجعله أكثر تعقيدا وبعيدا عن الحل".

ويقرّ بأن تشويه التاريخ "يشجّع على انتشار الاضطهاد، ويحمي نظام إسرائيل الذي يصفه بالاستعماري والاستيطاني. ليست هذه الشهادة الوحيدة لكبار المؤرّخين اليهود".

هزّت عملية 7 أكتوبر جوانب أخرى من هذا العقل الأسطوري، حيث أعادت الفصل بين ثلاثة مصطلحات أساسية: اليهود وإسرائيل والصهيونية. مصطلحات ذات دلالات مختلفة.

وقد أبرزت الأحداث أخيرا أهمية الجماعات اليهودية الكبرى التي احتجّت بقوّة على قصف غزّة، وعارضت بشدة سياسات حكومة نتنياهو واليمين الديني الإسرائيلي الفاشي. أن تكون يهوديا لا يعني أن تجعل من فلسطين وطنا بديلا لك، وأن تتخذ من إسرائيل دولة لك.

وهو الربط الذي عملت الحركة الصهيونية على تحويله إلى عقيدة لدى جميع اليهود. كما تمكّنت من اعتبار محاربة الصهيونية بمثابة معاداة للسامية، وفي ذلك خدعة تصدّى لها عديد المثقفين اليهود الأحرار.

كذلك الشأن بالنسبة إلى أسطورة "أرض بلا شعبٍ لشعبٍ بلا أرض"، وهي اختراع نسفته الأحداث، فجذور الشعب الفلسطيني ضاربة في أعماق التاريخ. يكفي الاستماع لأطفال غزّة.

أما أسطورة الجيش الذي لا يُقهر فقد تهاوت أمام الصمود الأسطوري للمقاومة، ما دفع رئيس الموساد السابق داني ياتوم، كما نُسب إليه، إلى طرح أسئلة غريبة مثل "ماذا يحدث؟ هل تخلى عنا رب موسى وهارون؟ من يقاتل معهم. هناك أشباح مخيفة تساعدهم على قتل اليهود.. نهاية دولة اسرائيل تقترب".

وهذا يعني سقوط الأسطورة في الماء. وعندما نرى 800 ألف إسرائيلي غادروا إسرائيل خوفا من الحرب، وعشرات الآلاف وضعوا في الفنادق، فهذا يعني أن حياة الاسرائيليين تغيّرت تماما، وانهار اقتصادهم، وأصابهم الرعب وشكوا في الدولة والجيش، يعيشون كابوسا غير مسبوق منذ سنة 1948.

تضع هذه المعطيات الموضوعية الجميع، أنظمة ونخبا، داخل العالم العربي وخارجه أمام نتائج غير قابلة للتشكيك. بعيدا عن التورّط في تضخيم المقاومة، كما حصل في حروب سابقة، لكن علينا عدم مجاراة الذين يؤلهون إسرائيل، ويعتبرونها قوّة لا تقهر. إنها ككل الكيانات السياسية في العالم معرّضة للضعف والزوال.

وفي هذه اللحظات التاريخية، أظهرت الوقائع أن الكيان الصهيوني مهدّد من داخله، بعد أن نجحت المقاومة في حشره في الزاوية. انهارت أساطيره، لم يبق سوى قتل المدنيين، وكما علقت صحيفة برافدا الروسية "بتدمير غزّة تدمّر إسرائيل نفسها".

*صلاح الدين الجورشي كاتب وناشط في المجتمع المدني
 

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: غزة الصهيونية إسرائيل حماس قضية فلسطين معاداة السامية الكيان الصهيوني قتل المدنيين الأنظمة العربية إيلان بابيه

إقرأ أيضاً:

هنية يستقبل قيادة "الديمقراطية" ويبحثون تطورات "طوفان الأقصى" والمشهد الوطني

الدوحة - صفا

استقبل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية وعدد من قادة الحركة، يوم الجمعة، الأمين العام للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين فهد سليمان وعددا من قادة الجبهة، في زيارة الأولى من نوعها لقيادة الجبهة إلى العاصمة القطرية الدوحة.

وقالت حماس، في تصريح وصل وكالة "صفا"، إن الطرفان بحثا التطورات السياسية والميدانية المتعلقة بمعركة طوفان الأقصى وتداعياتها الاستراتيجية. 

وأضافت أن "الطرفين توقفا، في بداية اللقاء، أمام شهداء الشعب الفلسطيني والصمود التاريخي الذي أظهره شعبنا أمام جرائم الاحتلال من قتل وتدمير وتجويع ومحاولات التهجير أو خلق الفوضى، التي باءت جميعها بالفشل".

وخلال اللقاء، قدم أمين عام الجبهة ووفده التعازي لهنية باستشهاد عدد من أبنائه وأحفاده وشقيقته والعشرات من عائلته.

وأشاد المشاركون بعظمة الشعب الفلسطيني وأداء المقاومة الأسطوري، وبحثوا تفاصيل المعركة الدائرة في غزة وعلى غزة، وعمليات المقاومة في الضفة وحالة الاشتباك مع الاحتلال من قوى المقاومة داخل وخارج فلسطين في الساحات المختلفة، وتأثيرات هذه الحرب على القضية الفلسطينية ومستقبل المنطقة برمتها. 

وبحث الوفدان تطورات المشهد السياسي والتفاوضي والجهود التي يبذلها الوسطاء في كل من قطر ومصر لإنهاء حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال وسبل التعامل معها، وما قدمته المقاومة من مرونة وإيجابية بهذا الصدد، والتأكيد على الاستراتيجية التفاوضية للمقاومة.  

ووفق تصريح حماس، فإنه "جرى نقاش معمق حول الوضع الفلسطيني الداخلي وسبل التحرك لإزالة العقبات أمام تحقيق وحدة الشعب ومؤسساته الوطنية، ومن بينها تعزيز العمل الثنائي والوطني المشترك في اتجاهين، الأول مواجهة مخططات الاحتلال في الضفة والقطاع وإجهاضها وتحقيق أهداف وتطلعات شعبنا السياسية والإنسانية، والثاني وضع الرؤى المشتركة وخطط العمل الوطني على الصعيد الفلسطيني الداخلي خاصة في ظل تزايد الحديث حول ما يسمى باليوم التالي للحرب، الذي يجب أن يتم صياغته بشكل وطني بامتياز وليس وفق أي إرادة أخرى".

مقالات مشابهة

  • «إكسترا نيوز»: إسرائيل تمنع دخول المساعدات إلى غزة لليوم الثاني تواليا
  • تفاصيل لقاء قيادة حماس مع الديمقراطية في الدوحة
  • هنية يستقبل قيادة "الديمقراطية" ويبحثون تطورات "طوفان الأقصى" والمشهد الوطني
  • نيوزويك: إسرائيل في حرب مع إيران على 7 جبهات
  • عباس العقاد يكشف أفكار وأسرار الصهيونية العالمية
  • مراد ياكين: بإمكاننا صناعة التاريخ أمام إنجلترا
  • باحث: الولايات المتحدة ستدعم إسرائيل حال دخولها في جبهة صراع جديدة (فيديو)
  • أحمد ياسر ريان: أنا أفضل من كهربا وزيزو
  • كيف سيُصوِّت اليهود في الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟
  • ورد الآن: انهيار جديد للريال اليمني أمام الدولار والسعودي بصنعاء وعدن اليوم