لم يكن عابراً تكثيفُ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصالاته الديبلوماسية في كل من الأردن ومصر في مسعى لإبقاء لبنان بمنأى عن بركان غزة وربْطه بالمسارات التي يُعمل عليها لشق طريق حلّ سياسي شائك، وذلك على وقع دخانٍ هو الأكثر سواداً لف الجبهة الجنوبية.

ومن المقرر أن يلتقي ميقاتي في عمّان اليوم الملك الأردني عبدالله الثاني، على أن يزور المملكة العربية السعودية الأسبوع المقبل، للمشاركة في القمة العربية الطارئة، والقمة العربية الأفريقية، بهدف شرح الموقف الداعي إلى "درء الأخطار الإسرائيلية ومنع تمدد النيران باتجاه لبنان".



وتقول أوساط حكومية معنية إن "رئيس الحكومة سيستكمل جولته العربية والدولية وفق مواعيد يجري العمل على تثبيتها بين الدوائر المختصة".

ويشدد الرئيس ميقاتي في اللقاءات التي عقدها على "أولوية العمل للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر هناك، وكذلك العمل على وقف العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان وسياسة الأرض المحروقة التي تتبعها إسرائيل باستخدام الأسلحة المحرّمة دولياً للإمعان في أحداث المزيد من الخسائر البشرية وتدمير المناطق والبلدات الجنوبية".

في المقابل، لا تزال كلمة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله محور متابعة وسط اعتبار مصادر سياسية أن هناك اقتناعا إيرانياً وأميركياً بعدم الذهاب إلى نزاع مباشر بينهما، وقد تظهر ذلك في إعلان إيران عدم معرفتها بعملية "طوفان الاقصى"، مع اشارة المصادر إلى حراك دبلوماسي مكثف قادته واشنطن عبر موفقين ووسطاء غريبين وخليجيين من أجل إبقاء حزب الله خارج الحرب، علماً أن السيد نصرالله أعلن "أننا دخلنا الحرب"، لكنه كان واضحاً عندما أكد أننا ننتصر بالنقاط وهذا يؤشر إلى أن الجبهات لن تفتح، وأن المعركة الراهنة لم تصل إلى مرحلة الانتصار بالضربة القاضية.

وتعتبر أوساط مقربة من حزب الله" أن خطاب السيد اتسم بالحكمة لا سيما في مخاطبة الولايات المتحدة واسرائيل، واضعاً مساراً جديداً للعمليات العسكرية في حال استمر العدوان الاسرائيلي على غزة والجنوب، من دون أن يعني ذلك أن الحزب قد بنجر إلى الحرب، فهو يعي جيداً المحاولات الإسرائيلية لاستفزاز الحزب وأخده إلى المواجهة الكبرى، ولذلك فهو يعمل وفق توقيته وليس وفق توقيت الآخرين، وهذا ما يؤكد أن لا حرب مفتوحة رغم اشارته الى ان الخيارات مفتوحة.

وفيما يفصل شهران عن انتهاء ولاية قائد الجيش العماد جوزاف عون، فإن الخيارات المطروحة لعملية التمديد تحتاج فقط لقرار سياسي ليسلك واحد منها الطريق المطلوب.    وفي هذا السياق، ترى مصادر سياسية أن التريث الشيعية في إعطاء الموقف الرسمي من التمديد مرده جملة اعتبارات محلية وخارجية تدفعه إلى ذلك، لكن الأكيد أن الحزب سيذهب في نهاية المطاف إلى التمديد للقائد، وكذلك الأمر بالنسبة الى "اللقاء الديمقراطي".    وتعتبر المصادر أن هناك توجهاً مسيحياً قواتياً وكتائبياً من أجل التمديد للعماد عون. وبناء على كل ما تقدم يمكن القول إن رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، سيغرد وحده خارج سرب التمديد، لاعتبارات سياسية باتت معروفة، علماً أن جولة الأخير فشلت في تحقيق المخطط له من قبل "التيار العوني" للاطاحة بملف التمديد للعماد عون، فباسيل طرح سلة تعيينات على من التقاهم في الايام الماضية تشمل قيادة الجيش والمجلس العسكري والمدير العام للأمن العام والمدير العام لقوى الأمن الداخلي من خلال مراسيم تذيّل بتواقيع 24 وزيراً لكن طرحه لم يلق أي استجابة او قبول من الأطراف المعنية.       المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

حزب الوعي يصدر ورقة سياسات ويوجهها إلى القمة العربية بالقاهرة

في خطوة تعكس التزامه بالقضايا العربية، أصدر حزب الوعي ورقة سياسات موجهة إلى القادة العرب المشاركين في القمة العربية الطارئة المنعقدة في القاهرة، تناولت سبل تعزيز الموقف العربي في مواجهة التصعيد الإسرائيلي في غزة، ودعم القضية الفلسطينية، ومساندة الأنظمة العربية في مواجهة تحديات الأمن القومي العربي.  

وأوضح الحزب أن هذه الورقة تأتي استجابة لقرار رئيس الحزب الدكتور باسل عادل بتشكيل لجنة خاصة لإعداد مقترح سياسي يعزز الموقف العربي الموحد تجاه القضية الفلسطينية وقد وافقت الهيئة العليا علي هذا القرار في اجتماعها المنعقد في السادس والعشرين من فبراير الفائت.  

وتضمنت الورقة رؤية الحزب حول سبل التصدي للمخططات الإسرائيلية التي تسعى إلى فرض تغييرات ديموغرافية وسياسية في قطاع غزة، إضافة إلى مقترحات عملية على المستويات السياسية، الدبلوماسية، القانونية، والاقتصادية، لضمان تحرك عربي فاعل يحفظ الحقوق الفلسطينية.  

وأكد الحزب في بيانه أن القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية إنسانية، بل تمثل جوهر الأمن القومي العربي، وأن مواجهة المخططات الإسرائيلية تتطلب استراتيجيات تتجاوز الإدانة اللفظية إلى خطوات عملية واضحة ومبنية على أدوات سياسية وقانونية واقتصادية تضمن الحماية الفعلية للحقوق الفلسطينية.  

كما أكد حزب الوعي ان إصدار ورقة السياسات الموجهة إلى القمة العربية  يأتي انطلاقًا من مسؤوليتنا القومية وإيمانًا بالدور الفاعل للأحزاب السياسية في إثراء العمل السياسي العربي كما يعلن حزب الوعي عن إصدار هذه الورقة سياسات و انه تم تسليمها إلي مكتب معالي الامين العام لجامعة الدول العربية والى وزارة الخارجية المصرية و توجيهها إلى القمة العربية الطارئة المنعقدة في القاهرة في الرابع من مارس ، والتي تناولت رؤية الحزب لمواجهة التصعيد الإسرائيلي في غزة، ودعم القضية الفلسطينية، ومساندة الدول العربية في مواجهة تحديات الأمن القومي.  

وتابع: كما تأتي هذه الورقة في إطار حرص الحزب على تقديم حلول عملية تعزز الموقف العربي، حيث تتضمن مقترحات سياسية، دبلوماسية، قانونية، واقتصادية، يمكن للدول العربية تبنيها لمواجهة المخططات الإسرائيلية التي تهدف إلى فرض واقع جديد في قطاع غزة، وتهديد مستقبل القضية الفلسطينية.  

وأكد حزب الوعي أن هذه الورقة تعبر عن موقفه الواضح في رفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من غزة، أو إعادة تشكيل القطاع وفق رؤية إسرائيلية، مشددًا على ضرورة تحرك عربي موحد لمواجهة هذه التهديدات، عبر خطوات دبلوماسية وقانونية فعالة، وتعزيز التضامن العربي لدعم حقوق الشعب الفلسطيني.  

وقال إننا في حزب الوعي نؤمن بأن الشعوب العربية هي السند الحقيقي للقضية الفلسطينية، وأن العمل الجماعي بين الحكومات والمجتمع المدني والأحزاب السياسية هو السبيل لضمان تحقيق العدالة، وتعزيز الاستقرار في المنطقة.  

مقالات مشابهة

  • حزب الإصلاح والنهضة: القمة العربية في القاهرة خطوة محورية لدعم الشعب الفلسطيني
  • حزب الاتحاد: الرئيس السيسي جدد ثوابت مصر في رفض التهجير أمام القمة العربية
  • هل يعود حزب الله من رماد البيجر؟
  • رئيس مجلس السيادة يتوجه إلى القاهرة -للمشاركة في القمة العربية الطارئة
  • مرقص في إفطار تكريمي لإعلاميين شاركوا في تغطية العدوان: شجاعتكم وسام على صدر الوطن
  • حزب الوعي يصدر ورقة سياسات ويوجهها إلى القمة العربية بالقاهرة
  • لقاءات لعون في السعودية ومصر وتأكيد حكومي لانتخابات بلدية في موعدها
  • حلم الاحتلال الإمبراطوري .. ابتلاع غزة ولبنان وسوريا وشرق الأردن / تفاصيل
  • رئيس المجلس العام الماروني عايد اللبنانيين بعيد مار يوحنا مارون
  • فضل الله: ألم تتعب الدولة من العدوان عليها وانتقاص سيادتها؟