الروائي الليبي إبراهيم الكوني: التفكير صيغة وجودية للإنسان.. وقيمة الأجوبة تكمُن في الأسئلة
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
◄ الهويات ثلاث: إلهية وطبيعية ووطنية.. ونحن مخلوقات وطنية بالسليقة
◄ أدعو لتعدد الهويات دون تعصب لأي واحدة منها
◄ نكتب عن المكان الذي يسكن فينا وليس الذي نسكن فيه
◄ هناك فدية يجب دفعها لمن يُريد بلوغ الحقيقة وتحقيق السعادة
◄ الهجرة الحرفية تولِّد النبوة.. والهجرة الروحية تولِّد الكينونة الحقيقية
◄ ما نراه أشياء وقتية.
. لكن ما لا نراه فهو أبدي سرمدي
◄ الصحراء ابتلعتني في سن الخامسة.. وهناك وُلِدتُ من جديد
الشارقة- مدرين المكتومية
فتح الروائي الليبي إبراهيم الكوني، عقله وقلبه أمام جمع من الصحفيين والإعلاميين ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب؛ حيث أطلق العنان لنفسه للبوح بالعديد من جوانب شخصيته، ويرسم مسارات فكرية لم يعتدها الجمهور، طارحًا بُعدًا فلسفيًا يدفع لطرح المزيد من الأسئلة لا الحصول على إجابات شافية!
ويرى الكوني أن قيمة الأجوبة رهينة بنمط الأسئلة التي نطرحها، ويقول: "يذكرني هذا بموقف سقراط في حوار أفلاطون مع مينو؛ إذ رفض تلقين الفضيلة له، لأنه كان يؤمن بقوة "السؤال" وقدرته على تفجير مكامن المعرفة في النفس البشرية".
ويسترسل الكوني ليقول "إننا نحن هو السؤال! نحن السؤال ولسنا جوابًا، وما دمنا سؤالًا لذا فنحن نحيا لنفكر".
ويقودنا الكوني إلى صاحب "الكوجيتو" الشهير ديكارت الذي ألقى مرساة "التفكير" في بحر الشك، فطالما أفكر فأنا موجود، ولكن عبارة الكوني تبدو أعمق؛ ففي "الكوجيتو" الديكارتي نلاحظ أن "الأنا" غير "أفكر"، فالتفكير فعل الأنا، ولكن الكوني يصرح بأننا عندما نفكر فنحن "نتواجد" لأن التفكير صيغة وجود، وصيغة الوجود ليست إلا الحكمة التي نستطيع أن نتباهى بها، لذا لنبدأ بطرح الأسئلة.
"نحن مسكونون بالله"
وردًا على سؤال حول من هو إبراهيم الكوني، قال: "إبراهيم الكوني عربي الثقافة، وأمازيغي الهوية، وربما طارقي الانتماء، كونيّ السكن.. سكنت في كل المدن وأمم الإنسانية".
وقد طُرح عليه سؤال: كتبك مترجمة لأكثر من 40 لغة.. وتجيد أكثر من 8 لغات .. هويات كثيرة تشكلت فيك وشكلتك منذ هاجرت من موطنك الأول ومن صحرائك الأولى حتى المنفى الأخير، هذه الهويات التي شكلتك حدثنا عنها، ما الجميل فيها وما ليس.. فهل يصنع تعدد الهويات شخصية متعددة الأبعاد أم أن هذا التعدد قد يفصمها؟
فيُجيب يقينًا أن تعدد الهويات يعني تعدد الآراء؛ ذلك لأن الهوية تبدأ من الذخيرة، فلنبدأ باعتناق دين الهوية الأولى وهي الهوية الإلهية، نحن مسكونون بالله، نحن نحيا بأنفاس الله، لهذا السبب تتغنى بها إحدى أقوى ديانات العالم... نحيا بالأنفاس التي خلقها الله تعالى.. الأنفاس هي ديانة، الأنفاس التي نحن نتجاهلها هي سر وجودنا، وهي الآية على وجود الله، لأننا يمكننا أن نتوقف عن أي شيء نقوم به، ولكن لا نستطيع أن نتوقف عن النفس ولو لحظة واحدة، ولهذا السبب هذه الطبيعة التي نحيا فيها هي فردوس أنفاس، لأنها الريح والريح هي الروح، سواء بالعربية أو بالعبرية، الروح قرينة الريح ولهذا السبب يجب أن نحتفي بدين الله فينا، لا مجرد حرف ولكن روح، ولهذا يجب أن تكون الألوهة هي الأبجدية، وهي الحروف الأولى في أبجدية وجودنا وهذه هي الهوية الأولى.
في تلك الإجابة، نحا الكوني هذه المرة نحو "نهج البلاغة" الذي يهتف قائلا: "داخل في الأشياء لا بممزاجة، وخارج عنها لا بمزايلة"، هذا عندما تصور أن الوجود مسكون بالله، ونحا نحو مجددا عندما أكد أن الألوهة هي الأبجدية الأولى، فهناك في النهج يصرح الإمام علي بن أبي طالب قائلا: "أول الدين معرفته".
"نحتفي بطين الطبيعة"
يعود الكوني فيذكر أن الهوية الثانية للبشرية هي هوية الطبيعة والانتماء لها، فيقول: نحن مسكونون بالطبيعة ولسنا جزءًا من الطبيعة فقط، وإنما من طينة الطبيعة. وليس عبثًا أن الديانات الحية تمجد الطبيعة باعتبارها هي أصل الكينونة، ويصل لنتيجة مفادها أن "هذه الطبيعة الأخرى يجب أن نحتفي بها فينا".
ويطرق الكوني باب الكتاب المجيد، الذي سبق وأن ذكر: "إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ" وقال: "إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ".
إنها طين الطبيعة، ومن الحري بموجود الطبيعة أن يحتفي بها، لذا ظلت هذه الطبيعة الأخّاذة الملهمة الأولى للفن والمعرفة ومستقطبة للتفكير البشري إلى أبعد الحدود.
"دفء الوطن"
ينتقل الكوني بعد هذا إلى الهوية الثالثة، بعد الهوية الإلهية، والهوية الطبيعية، وهي الهوية الوطنية.
يقول بأننا مخلوقات وطنية أيضا بالسليقة، بمعنى أننا دائما نشعر بانتماء إلى جذر ما نريد أيضا نحيه فينا كما هو يحيا خارجنا، هذا ما نسميه وطنا، إذ الهوية الوطنية محل اعتزازنا.
ويذكرنا هذا بمقولة جلال الخوالدة عندما قال: "الوطن ليس مجرد كعكة لذيذة نتناولها ونمضي، بل هو بيت دافئ حميم، يُصنع فيه الكعك للجميع".. ولكن للفلسطينيين رصاصة وليس كعكا! وستعود فلسطين للفلسطينيين بصفتها هويتهم وجذرهم الذي ينتمون إليه رغم كل الجراح والدماء البريئة.
"الأسطورة تجيب عن كل الأسئلة"
وفي رده على سؤال: هل يمكن أن تكون الميثولوجيا هويةً؟ يجيب الكوني بالإيجاب: "نعم.. الهوية الميثولوجية أيضا هويتنا". وينطلق شارحًا: "نحن لغة فما دمنا لغة، فذلك يعني أننا سؤال، وما دمنا سؤالا؛ فالأسطورة هي التي تجيب عن كل الأسئلة!". ويضيف: "الأشياء الغيبية التي نستشعر بها فينا ونعجز عن التعبير بنا هي هذا البُعد الذي يجب أن نعتنقه".
يقودنا الكوني لتذكر صفحات منسية من دفاتر المتصوفة والعُرفاء؛ من نمط "ابن عربي" اعتقدوا بأن الروح الإنسانية زاخرة بالغيبيات، لأنها تنتمي إلى الغيب، وتحن إليه، وستعود إلى حضنه الدافئ يوما، وإلى أن يحين ذلك الميعاد، سيظل الإنسان متألما، فلقد اقتُطع من أصوله الغيبية وظهر هنا حيث كل شيء يوحي إليه بالغُربة؛ فالميثولوجيا حاضرة في روحه، إنها امتداد وجودي له.
التعصب للهوية حُكمٌ بالإعدام
ثم تنبثق هُوِيّات أخرى، منها الهوية العرقية؛ إذ إن الكوني لا يكتفي بأية واحدة منها، وإنما يدعو إلى القفز في "خزنة الهويات"، والتي منها الهوية العرقية.
لا فرق إن كانت الهوية العرقية صحراوية أو مدنية، فالانتماء العرقي- ويقصد به الدم- لا بد أن يكون حاضرا؛ فيقول الكوني إنه ينتمي لثقافة وعرق الأمازيغ، ولكنه يفخر بكل تلك الثقافات التي ينتمي إليها، كالعربية والروسية والألمانية وغيرها من اللغات التي يحيا بها وتحيا فيه.
ألا يذكرنا هذا بالألماني "نيتشه" الذي اقتحم الفلسفة من فقه اللغة؟ ومن بعده قام مواطنه "كاسير" الذي أصر على أن اللغة أكثر من أداة، واعتبر الأسطورة والدين والفن والعلوم والتاريخ كلها لغات؟ أما "هيدغر" فجعل اللغة الأداة التي يستخدمها الإنسان- حصرًا- لأجل أن يُظهر الوجود أو يُخفيه، وفي الواقع فاللغة تطفو على السطح بدفع الوجود.
فإذا كانت الهويات ثقافات، واللغة عرق وهوية، فإن إبراهيم الكوني يدعو إلى أن تتعدد الهويات، وإنسانية الإنسان رهينة بالحجم الذي ارتبط به بهذه الهوية. فهو يقول إن هذه الهوية إذا لم نعتنقها كواقع روحي بالدرجة الأولى، فسوف نفقد رصيدنا مما نسميه "خزنة الهويات"، ولهذا من المهم أن نحتفي بالهويات، والشرط الأهم هنا هو أن "لا نتعصب" لأي واحدة منها!
لماذا؟ يجيب الكوني أن التعصب لهوية ما بمثابة الحكم على النفس بالإعدام، لأن التعصب يفقد البشر الهويات الأخرى.
البُعد المفقود.. الإله
ويسترسل قائلا إن الفلاسفة طرحوا ذلك السؤال العظيم الذي ليس له جواب وهو: من أنا؟ وفي الواقع لا أحد يفقد ذاته حتى يبحث عنها، ولو ضاعت فعلًا لما وجدها أحد بعد ذلك أبدًا.
ويُبيِّن الكوني أن الهجرة لا تجعلنا نفقد ذواتنا، لأن الهجرة الحرفية تولد النبوة والهجرة الروحيّة أيضا تولد الكينونة الحقيقية التي لا سعادة بدونها، والإنسان إذا لم يشعر بالامتلاء فقد حكم على نفسه بالإعدام.
وحول ما إذا كنا معنيين بما نرى فحسب أم أننا معنيون بما لا نرى أيضا؟ يوضح أن الأشياء التي نراها وقتية، أما الأشياء التي لا نراها فهي أبدية، ولذلك علينا أن نشعر بذلك الامتلاء الذي يجعلنا على ارتباط وعلاقة راسخة بالبُعد المفقود وهو الله، وعلينا أن نغذي بداخلنا فلسفة البعد المفقود لنكون أكثر حياة، لأننا كلما تعلمنا أكثر كلما تألمنا أكثر، فالحكمة رهينة الألم، وإذا أراد شخص التعليم فإنه سيتألم لأن الألم علم.
ويقول: يذكرني هذا بنظرية البُعد الخامس الذي عرضه لأول مرة الفيلسوف المطهري، حيث صور لنا وجود الله في حياتنا على نحو البُعد الخامس، وأسند كل الأبعاد الأربعة الأخرى إليه، ومع ذلك فإننا لا نكتشفه ولا نلتفت إليه كثيرا.
الوطن.. تكتشفه فيك
يجيب الكوني عن سؤال حول السنوات العشر التي قضاها في الصحراء إلا أنها كانت كفيلة بحفر آبار الخيال، إذ إن التأليفات غزيرة عنها وعن ذكريات قد تبدو لكثرتها خرافة، قائلا: هذا سؤال يوجه لي في كل أوروبا منذ 55 عاما، لأن الناس يعتقدون أن المكان الذي نسكنه هو المكان الذي يجب أن نعبر عنه، وهذا غير صحيح فنحن لا نعبر عن المكان الذي نسكنه، ولكن عن المكان الذي يسكننا؛ فالمكان الذي يسكننا لديه مؤهلات، هذا المكان تكتشفه أنت، والوطن لا يكفي أن تأخذه كمسلمة ولكن يجب أن تكتشف فيه بُعد الوطن، بمعنى بُعده المفقود الروحي الأغنى والأكثر ثراء من كل الأبعاد الأخرى، فإذا ما لم يمس فيك الوطن هذا الوتر.. وتر الشغف ببعده المفقود، تصبح أسير وطن وتضحى في عداء مع الوطن.
وأولئك الذين يحيون في الأوطان أو الأمكنة، يعيشون تحديا لأنهم يصبحون في حالة نزاع مع الوطن، لأنك تطلب منه أكثر مما يستطيع أن يعطيك، والوطن أيضا يعتقد أنك مدين له بما لا تتخيله أنت، وهذا يخلق نوعا من الصراع، ولهذا لا يوقد الشعور بالأوطان أولئك الذين يحيون في الأوطان دائما، وإنما يوقد الشعور بها الذين اغتربوا عنها.
ما هو الوطن؟ هل هو حيز مكاني أم زماني أم ذكريات؟
الوطن قيمة، هو القيمة التي تكتشفها أنت في نفسك ولا تلقن لك من الخارج، يمكن أن تنبع منك من الداخل، بالآلام وبالبحث وبالعراك مع الوجود ومع الواقع، ولهذا السبب أولئك الذين اغتربوا دومًا لا تتوقد الأوطان دائماً في أرواحهم.
ونعود للقديس الذي يقول: استضيفوا الغرباء فإن أناسا كثيرين استضافوا في الغرباء ملائكة وهم لا يعلمون.. فهذا ما عبَّر عنه قدماء العرب.
والغريب في حياتنا الدنيوية هو مفهوم القرية، فهذا المهاجر هو فعلا إنسان الحرية المؤهل لأن يكون نبياً لأن كل الأنبياء مهاجرون... آدم نفسه هاجر عندما طُرد من الجنة، ونوح مهاجر، ويونس مهاجر في بطن الحوت، وإبراهيم وعيسى وموسى، وخاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام مهاجر.
ولقد ختم الزمن ببصمة الهجرة.. والتاريخ لدينا مسجل بالهجرة، في حين هو مسجل في المسيحية بالمولد، ولدى الأمازيغ مسجل ببعض الأحداث الدنيوية، أليست فلسفة مذهلة وحكمة كبرى أن يرتبط تاريخنا بالهجرة؟
إن الهجرة أوجدت النبوة، والنبوة هي التي أوجدت الحقيقة، والمنبع الأصلي هو الصحراء، فلا هجرة بلا صحراء، لأنه بالهجرة تستطيع الصحراء أن تقومك، فإنك عندما تستجير بالصحراء فالصحراء تطردك، الصحراء لا تقيم فيها دون أن تغادرها، إنها لا تعطيك الفرصة لكي تقيم فيها، الصحراء كلها طريق وهي من تجبرك أن تتنقل طوال الوقت، ليس جسدا فقط وإنما أن تتنقل روحا أيضا، وأن تفكر وأن تتأمل وأن تعيد خلق نفسك.
الوصول إلى السعادة
من الوهم أن تظن أنك تستطيع بلوغ السعادة مجانا، فهناك فدية ينبغي أن تدفعها لبلوغ الحقيقة، فالتضحية في سبيل الآخرين سعادة، وإسعادهم أيضا سعادة، فالسعيد يستطيع فقط إسعاد غيره، ولقد عاش الأنبياء السعادة دائما رغم معاناتهم، ورهان السعادة ليس على الغنى أو الفقر.
ويقول الكوني: مارستُ الهجرة سواء قصدتها أم لم أقصدها لأنها كانت قدري، وليس لدى الإنسان ترف الاختيار، وأحيانًا تمتلك حُلمًا تريد أن تضحِّي من أجله فتقف الأقدار بجانبك. ولقد كان لدي مشروع وهو أن أقوم بإسماع العالم لغة الصحراء، لأنه كل شيء في هذه الطبيعة قد قال كلمته، إلا أن الصحراء لم تقل بعد كلمتها.
ويختتم بالقول: عرفتُ الصحراء عندما تهت فيها، وكان عمري حينها خمس سنوات، وظللت تائها فيها لمدة 36 ساعة، ثم اهتديت بنفسي إلى الواحة، وحررت نفسي ونجوت بنفسي دون عون من أحد في أكبر صحراء في العالم، وفي ذلك تحديدا يمكن القول إن الصحراء قد ابتلعتني، وهناك وُلدت من جديد.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
أسد الصحراء وإحياء إرث مصطفى العقاد في ندوة بمهرجان القاهرة السينمائي
خلال فعاليات الدورة الـ45 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، أقيمت ندوة خاصة عقب عرض فيلم "أسد الصحراء"، تحدث خلالها الناقد السينمائي محمد رضا عن مسيرة المخرج الراحل مصطفى العقاد صاحب فيلمي "الرسالة" و"أسد الصحراء"، الذي جسّد من خلاله الممثل العالمي أنطوني كوين شخصية المناضل الليبي عمر المختار، رمز المقاومة ضد الاحتلال الإيطالي في ليبيا على مدى 20 عامًا.
وأوضح الناقد اللبناني في بداية الندوة أن الفيلم يعبر عن قضايا الوطن العربي بشكل أشمل، مشيرا إلى إمكانية استبدال فلسطين بليبيا في سياق الأحداث، ليعبر الفيلم عن واقع مشابه لما يحدث هناك. وأضاف أن هذا ما كان يطمح إليه العقاد في ثاني تجاربه السينمائية "أسد الصحراء"، بعد أن قدم فيلمه الأول "الرسالة"، الذي حاول من خلاله تصحيح نظرة الغرب للإسلام ونشأته. ومع ذلك، اختار العقاد أن يتطرق في "أسد الصحراء" إلى قضية أوسع، وهي النضال العربي.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"أنا دمي فلسطيني" حاضرة في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائيlist 2 of 2نجل العقاد عمل على المشروع 3 سنوات.. عرض نسخة مرممة من "عمر المختار" بالقاهرةend of listالفيلم، الذي تم إنتاجه في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، بلغت تكلفته حوالي 22 مليون دولار أميركي. وكشف رضا أن جميع الطائرات والدبابات التي ظهرت في الفيلم صنعت خصيصا له، مما يعادل اليوم بين 150 و200 مليون دولار.
الناقد الفني محمد رضا (من اليمين) الناقد صلاح هاشم في ندوة فيلم اسد الصحراء بمهرجان القاهرة السينمائى (الجزيرة)وأوضح رضا أن "أسد الصحراء" قدّم صورة صادقة عن الواقع العربي وأكد أهمية العلم، وهو ما تجسد في المشهد الأخير حين يمسك الطفل الصغير بالنظارة الخاصة بعمر المختار بعد إعدامه، تعبيرا عن استمرار النضال والمقاومة.
وفي سياق حديثه، كشف الناقد أن المخرج الراحل، الذي جمعته به صداقة وطيدة، رفض فكرة تقديم أفلام عن زعماء ورؤساء عرب رغم العروض التي تلقاها. وبدلاً من ذلك، كان العقاد يحلم بتقديم فيلم يوحد العرب حول تاريخ الأندلس. وأشار إلى أن مالك العقاد نجل العقاد يسعى حاليا لإنتاج هذا الفيلم، إذ إن السيناريو جاهز بالفعل، لكنه لا يزال يبحث عن التمويل اللازم للبدء في تنفيذه.
وتطرق رضا إلى الانتقادات التي وجهت للعقاد بسبب تقديمه سلسلة أفلام "الهالويين"، موضحًا أن العقاد كان ينتج تلك الأفلام التجارية لتوفير المال اللازم لإنتاج أعماله المهمة عن قضايا الوطن العربي.
وأشار إلى أن العقاد "حينما هاجر من سوريا إلى الولايات المتحدة الأميركية، لم يكن يملك سوى 200 دولار أميركي ونسخة من القرآن الكريم". وأضاف أن "تقديمه أفلاما عن الدين الإسلامي والقضايا العربية جعله هدفًا لعملية اغتيال إرهابية".
يذكر أن إدارة مهرجان القاهرة السينمائي أعلنت عن عرض النسخة المرمّمة من الفيلم ضمن برنامج "كلاسيكات السينما" في الدورة الـ45 للمهرجان.