◄ الهويات ثلاث: إلهية وطبيعية ووطنية.. ونحن مخلوقات وطنية بالسليقة

◄ أدعو لتعدد الهويات دون تعصب لأي واحدة منها

◄ نكتب عن المكان الذي يسكن فينا وليس الذي نسكن فيه

◄ هناك فدية يجب دفعها لمن يُريد بلوغ الحقيقة وتحقيق السعادة

◄ الهجرة الحرفية تولِّد النبوة.. والهجرة الروحية تولِّد الكينونة الحقيقية

◄ ما نراه أشياء وقتية.

. لكن ما لا نراه فهو أبدي سرمدي

◄ الصحراء ابتلعتني في سن الخامسة.. وهناك وُلِدتُ من جديد

 

 

الشارقة- مدرين المكتومية

 

فتح الروائي الليبي إبراهيم الكوني، عقله وقلبه أمام جمع من الصحفيين والإعلاميين ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب؛ حيث أطلق العنان لنفسه للبوح بالعديد من جوانب شخصيته، ويرسم مسارات فكرية لم يعتدها الجمهور، طارحًا بُعدًا فلسفيًا يدفع لطرح المزيد من الأسئلة لا الحصول على إجابات شافية!

ويرى الكوني أن قيمة الأجوبة رهينة بنمط الأسئلة التي نطرحها، ويقول: "يذكرني هذا بموقف سقراط في حوار أفلاطون مع مينو؛ إذ رفض تلقين الفضيلة له، لأنه كان يؤمن بقوة "السؤال" وقدرته على تفجير مكامن المعرفة في النفس البشرية".

 

ويسترسل الكوني ليقول "إننا نحن هو السؤال! نحن السؤال ولسنا جوابًا، وما دمنا سؤالًا لذا فنحن نحيا لنفكر".

ويقودنا الكوني إلى صاحب "الكوجيتو" الشهير ديكارت الذي ألقى مرساة "التفكير" في بحر الشك، فطالما أفكر فأنا موجود، ولكن عبارة الكوني تبدو أعمق؛ ففي "الكوجيتو" الديكارتي نلاحظ أن "الأنا" غير "أفكر"، فالتفكير فعل الأنا، ولكن الكوني يصرح بأننا عندما نفكر فنحن "نتواجد" لأن التفكير صيغة وجود، وصيغة الوجود ليست إلا الحكمة التي نستطيع أن نتباهى بها، لذا لنبدأ بطرح الأسئلة.

"نحن مسكونون بالله"

وردًا على سؤال حول من هو إبراهيم الكوني، قال: "إبراهيم الكوني عربي الثقافة، وأمازيغي الهوية، وربما طارقي الانتماء، كونيّ السكن.. سكنت في كل المدن وأمم الإنسانية".

وقد طُرح عليه سؤال: كتبك مترجمة لأكثر من 40 لغة.. وتجيد أكثر من 8 لغات .. هويات كثيرة تشكلت فيك وشكلتك منذ هاجرت من موطنك الأول ومن صحرائك الأولى حتى المنفى الأخير، هذه الهويات التي شكلتك حدثنا عنها، ما الجميل فيها وما ليس.. فهل يصنع تعدد الهويات شخصية متعددة الأبعاد أم أن هذا التعدد قد يفصمها؟

فيُجيب يقينًا أن تعدد الهويات يعني تعدد الآراء؛ ذلك لأن الهوية تبدأ من الذخيرة، فلنبدأ باعتناق دين الهوية الأولى وهي الهوية الإلهية، نحن مسكونون بالله، نحن نحيا بأنفاس الله، لهذا السبب تتغنى بها إحدى أقوى ديانات العالم... نحيا بالأنفاس التي خلقها الله تعالى.. الأنفاس هي ديانة، الأنفاس التي نحن نتجاهلها هي سر وجودنا، وهي الآية على وجود الله، لأننا يمكننا أن نتوقف عن أي شيء نقوم به، ولكن لا نستطيع أن نتوقف عن النفس ولو لحظة واحدة، ولهذا السبب هذه الطبيعة التي نحيا فيها هي فردوس أنفاس، لأنها الريح والريح هي الروح، سواء بالعربية أو بالعبرية، الروح قرينة الريح ولهذا السبب يجب أن نحتفي بدين الله فينا، لا مجرد حرف ولكن روح، ولهذا يجب أن تكون الألوهة هي الأبجدية، وهي الحروف الأولى في أبجدية وجودنا وهذه هي الهوية الأولى.

في تلك الإجابة، نحا الكوني هذه المرة نحو "نهج البلاغة" الذي يهتف قائلا: "داخل في الأشياء لا بممزاجة، وخارج عنها لا بمزايلة"، هذا عندما تصور أن الوجود مسكون بالله، ونحا نحو مجددا عندما أكد أن الألوهة هي الأبجدية الأولى، فهناك في النهج يصرح الإمام علي بن أبي طالب قائلا: "أول الدين معرفته".

"نحتفي بطين الطبيعة"

يعود الكوني فيذكر أن الهوية الثانية للبشرية هي هوية الطبيعة والانتماء لها، فيقول: نحن مسكونون بالطبيعة ولسنا جزءًا من الطبيعة فقط، وإنما من طينة الطبيعة. وليس عبثًا أن الديانات الحية تمجد الطبيعة باعتبارها هي أصل الكينونة، ويصل لنتيجة مفادها أن "هذه الطبيعة الأخرى يجب أن نحتفي بها فينا".

ويطرق الكوني باب الكتاب المجيد، الذي سبق وأن ذكر: "إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ" وقال: "إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ".

إنها طين الطبيعة، ومن الحري بموجود الطبيعة أن يحتفي بها، لذا ظلت هذه الطبيعة الأخّاذة الملهمة الأولى للفن والمعرفة ومستقطبة للتفكير البشري إلى أبعد الحدود.

"دفء الوطن"

ينتقل الكوني بعد هذا إلى الهوية الثالثة، بعد الهوية الإلهية، والهوية الطبيعية، وهي الهوية الوطنية.

يقول بأننا مخلوقات وطنية أيضا بالسليقة، بمعنى أننا دائما نشعر بانتماء إلى جذر ما نريد أيضا نحيه فينا كما هو يحيا خارجنا، هذا ما نسميه وطنا، إذ الهوية الوطنية محل اعتزازنا.

ويذكرنا هذا بمقولة جلال الخوالدة عندما قال: "الوطن ليس مجرد كعكة لذيذة نتناولها ونمضي، بل هو بيت دافئ حميم، يُصنع فيه الكعك للجميع".. ولكن للفلسطينيين رصاصة وليس كعكا!  وستعود فلسطين للفلسطينيين بصفتها هويتهم وجذرهم الذي ينتمون إليه رغم كل الجراح والدماء البريئة.

"الأسطورة تجيب عن كل الأسئلة"

وفي رده على سؤال: هل يمكن أن تكون الميثولوجيا هويةً؟ يجيب الكوني بالإيجاب: "نعم.. الهوية الميثولوجية أيضا هويتنا". وينطلق شارحًا: "نحن لغة فما دمنا لغة، فذلك يعني أننا سؤال، وما دمنا سؤالا؛ فالأسطورة هي التي تجيب عن كل الأسئلة!". ويضيف: "الأشياء الغيبية التي نستشعر بها فينا ونعجز عن التعبير بنا هي هذا البُعد الذي يجب أن نعتنقه".

يقودنا الكوني لتذكر صفحات منسية من دفاتر المتصوفة والعُرفاء؛ من نمط "ابن عربي" اعتقدوا بأن الروح الإنسانية زاخرة بالغيبيات، لأنها تنتمي إلى الغيب، وتحن إليه، وستعود إلى حضنه الدافئ يوما، وإلى أن يحين ذلك الميعاد، سيظل الإنسان متألما، فلقد اقتُطع من أصوله الغيبية وظهر هنا حيث كل شيء يوحي إليه بالغُربة؛ فالميثولوجيا حاضرة في روحه، إنها امتداد وجودي له.

 

التعصب للهوية حُكمٌ بالإعدام

ثم تنبثق هُوِيّات أخرى، منها الهوية العرقية؛ إذ إن الكوني لا يكتفي بأية واحدة منها، وإنما يدعو إلى القفز في "خزنة الهويات"، والتي منها الهوية العرقية.

لا فرق إن كانت الهوية العرقية صحراوية أو مدنية، فالانتماء العرقي- ويقصد به الدم- لا بد أن يكون حاضرا؛ فيقول الكوني إنه ينتمي لثقافة وعرق الأمازيغ، ولكنه يفخر بكل تلك الثقافات التي ينتمي إليها، كالعربية والروسية والألمانية وغيرها من اللغات التي يحيا بها وتحيا فيه.

ألا يذكرنا هذا بالألماني "نيتشه" الذي اقتحم الفلسفة من فقه اللغة؟ ومن بعده قام مواطنه "كاسير" الذي أصر على أن اللغة أكثر من أداة، واعتبر الأسطورة والدين والفن والعلوم والتاريخ كلها لغات؟ أما "هيدغر" فجعل اللغة الأداة التي يستخدمها الإنسان- حصرًا- لأجل أن يُظهر الوجود أو يُخفيه، وفي الواقع فاللغة تطفو على السطح بدفع الوجود.

فإذا كانت الهويات ثقافات، واللغة عرق وهوية، فإن إبراهيم الكوني يدعو إلى أن تتعدد الهويات، وإنسانية الإنسان رهينة بالحجم الذي ارتبط به بهذه الهوية. فهو يقول إن هذه الهوية إذا لم نعتنقها كواقع روحي بالدرجة الأولى، فسوف نفقد رصيدنا مما نسميه "خزنة الهويات"، ولهذا من المهم أن نحتفي بالهويات، والشرط الأهم هنا هو أن "لا نتعصب" لأي واحدة منها!

لماذا؟ يجيب الكوني أن التعصب لهوية ما بمثابة الحكم على النفس بالإعدام، لأن التعصب يفقد البشر الهويات الأخرى.

البُعد المفقود.. الإله

ويسترسل قائلا إن الفلاسفة طرحوا ذلك السؤال العظيم الذي ليس له جواب وهو: من أنا؟ وفي الواقع لا أحد يفقد ذاته حتى يبحث عنها، ولو ضاعت فعلًا لما وجدها أحد بعد ذلك أبدًا.

ويُبيِّن الكوني أن الهجرة لا تجعلنا نفقد ذواتنا، لأن الهجرة الحرفية تولد النبوة والهجرة الروحيّة أيضا تولد الكينونة الحقيقية التي لا سعادة بدونها، والإنسان إذا لم يشعر بالامتلاء فقد حكم على نفسه بالإعدام.

وحول ما إذا كنا معنيين بما نرى فحسب أم أننا معنيون بما لا نرى أيضا؟ يوضح أن الأشياء التي نراها وقتية، أما الأشياء التي لا نراها فهي أبدية، ولذلك علينا أن نشعر بذلك الامتلاء الذي يجعلنا على ارتباط وعلاقة راسخة بالبُعد المفقود وهو الله، وعلينا أن نغذي بداخلنا فلسفة البعد المفقود لنكون أكثر حياة، لأننا كلما تعلمنا أكثر كلما تألمنا أكثر، فالحكمة رهينة الألم، وإذا أراد شخص التعليم فإنه سيتألم لأن الألم علم.

ويقول: يذكرني هذا بنظرية البُعد الخامس الذي عرضه لأول مرة الفيلسوف المطهري، حيث صور لنا وجود الله في حياتنا على نحو البُعد الخامس، وأسند كل الأبعاد الأربعة الأخرى إليه، ومع ذلك فإننا لا نكتشفه ولا نلتفت إليه كثيرا.

الوطن.. تكتشفه فيك

يجيب الكوني عن سؤال حول السنوات العشر التي قضاها في الصحراء إلا أنها كانت كفيلة بحفر آبار الخيال، إذ إن التأليفات غزيرة عنها وعن ذكريات قد تبدو لكثرتها خرافة، قائلا: هذا سؤال يوجه لي في كل أوروبا منذ 55 عاما، لأن الناس يعتقدون أن المكان الذي نسكنه هو المكان الذي يجب أن نعبر عنه، وهذا غير صحيح فنحن لا نعبر عن المكان الذي نسكنه، ولكن عن المكان الذي يسكننا؛ فالمكان الذي يسكننا لديه مؤهلات، هذا المكان تكتشفه أنت، والوطن لا يكفي أن تأخذه كمسلمة ولكن يجب أن تكتشف فيه بُعد الوطن، بمعنى بُعده المفقود الروحي الأغنى والأكثر ثراء من كل الأبعاد الأخرى، فإذا ما لم يمس فيك الوطن هذا الوتر.. وتر الشغف ببعده المفقود، تصبح أسير وطن وتضحى في عداء مع الوطن.

وأولئك الذين يحيون في الأوطان أو الأمكنة، يعيشون تحديا لأنهم  يصبحون في حالة نزاع مع الوطن، لأنك تطلب منه أكثر مما يستطيع أن يعطيك، والوطن أيضا يعتقد أنك مدين له بما لا تتخيله أنت، وهذا يخلق نوعا من الصراع، ولهذا لا يوقد الشعور بالأوطان أولئك الذين يحيون في الأوطان دائما، وإنما يوقد الشعور بها الذين اغتربوا عنها.

ما هو الوطن؟ هل هو حيز مكاني أم زماني أم ذكريات؟

الوطن قيمة، هو القيمة التي تكتشفها أنت في نفسك ولا تلقن لك من الخارج، يمكن أن تنبع منك من الداخل، بالآلام وبالبحث وبالعراك مع الوجود ومع الواقع، ولهذا السبب أولئك الذين اغتربوا دومًا لا تتوقد الأوطان دائماً في أرواحهم.

ونعود للقديس الذي يقول: استضيفوا الغرباء فإن أناسا كثيرين استضافوا في الغرباء ملائكة وهم لا يعلمون.. فهذا ما عبَّر عنه قدماء العرب.

والغريب في حياتنا الدنيوية هو مفهوم القرية، فهذا المهاجر هو فعلا إنسان الحرية المؤهل لأن يكون نبياً لأن كل الأنبياء مهاجرون... آدم نفسه هاجر عندما طُرد من الجنة، ونوح مهاجر، ويونس مهاجر في بطن الحوت، وإبراهيم وعيسى وموسى، وخاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام مهاجر.

ولقد ختم الزمن ببصمة الهجرة.. والتاريخ لدينا مسجل بالهجرة، في حين هو مسجل في المسيحية بالمولد، ولدى الأمازيغ مسجل ببعض الأحداث الدنيوية، أليست فلسفة مذهلة وحكمة كبرى أن يرتبط تاريخنا بالهجرة؟

إن الهجرة أوجدت النبوة، والنبوة هي التي أوجدت الحقيقة، والمنبع الأصلي هو الصحراء، فلا هجرة بلا صحراء، لأنه بالهجرة تستطيع الصحراء أن تقومك، فإنك عندما تستجير بالصحراء فالصحراء تطردك، الصحراء لا تقيم فيها دون أن تغادرها، إنها لا تعطيك الفرصة لكي تقيم فيها، الصحراء كلها طريق وهي من تجبرك أن تتنقل طوال الوقت، ليس جسدا فقط وإنما أن تتنقل روحا أيضا، وأن تفكر وأن تتأمل وأن تعيد خلق نفسك.

الوصول إلى السعادة

من الوهم أن تظن أنك تستطيع بلوغ السعادة مجانا، فهناك فدية ينبغي أن تدفعها لبلوغ الحقيقة، فالتضحية في سبيل الآخرين سعادة، وإسعادهم أيضا سعادة، فالسعيد يستطيع فقط إسعاد غيره، ولقد عاش الأنبياء السعادة دائما رغم معاناتهم، ورهان السعادة ليس على الغنى أو الفقر.

ويقول الكوني: مارستُ الهجرة سواء قصدتها أم لم أقصدها لأنها كانت قدري، وليس لدى الإنسان ترف الاختيار، وأحيانًا تمتلك حُلمًا تريد أن تضحِّي من أجله فتقف الأقدار بجانبك. ولقد كان لدي مشروع وهو أن أقوم بإسماع العالم لغة الصحراء، لأنه كل شيء في هذه الطبيعة قد قال كلمته، إلا أن الصحراء لم تقل بعد كلمتها.

ويختتم بالقول: عرفتُ الصحراء عندما تهت فيها، وكان عمري حينها خمس سنوات، وظللت تائها فيها لمدة 36 ساعة، ثم اهتديت بنفسي إلى الواحة، وحررت نفسي ونجوت بنفسي دون عون من أحد في أكبر صحراء في العالم، وفي ذلك تحديدا يمكن القول إن الصحراء قد ابتلعتني، وهناك وُلدت من جديد.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

موسم جني ثمار النخيل بالحديدة .. أهازيج فرح تهامية على أنغام الطبيعة

 

الثورة /

تشتهر الحديدة منذ القدم بزراعة أشجار النخيل، ويوفر موسم حصاد ثمارها خلال أشهر «يونيو ويوليو وأغسطس» من كل عام، فرص عمل لآلاف السكان في ظل هموم الحياة والأزمات المتتالية جراء استمرار العدوان الأمريكي السعودي.
كما يشكل موسم قطاف أشجار النخيل فرحة لمزارعي التمور في الحديدة، فيتمسكون بكافة الطقوس المرافقة لها.
وتزدهر أسواق تهامة ببيع المناصف ويطلق عليه بفاكهة الصيف اللذيذة، وهو أكثر أنواع التمور انتشارا وشهرة، وتتفاوت أسعارها حسب النوع والحجم والجودة، فبعض الأنواع يباع الكيلو الواحد بمبلغ 1000 ريال.
وبحسب إحصائيات صادرة عن الهيئة العامة لتطوير تهامة، أنه توجد في سهل تهامة ما يقارب مليونين و200 ألف نخلة، وتتوزع في مناطق الدريهمي، وبيت الفقيه، وزبيد والتحيتا والجاح.
وأشارت إلى أن معظم تلك الأشجار تعرضت للتدمير إبان تصعيد مرتزقة العدوان على الحديدة.
وقدرت الإحصائيات الإنتاج السنوي للنخيل في سهل تهامة قبل تعرضه للتدمير بنحو 35 ألف طن من البلح، وتوفيره 13 ألف فرصة عمل موسمية و5 آلاف فرصة دائمة لأياد عاملة.
وأوضح رئيس الهيئة العامة لتطوير تهامة علي هزاع قاضي في تصريح لـ”الثورة”، أن سهل تهامة يشتهر بزراعة النخيل منذ القدم.. وأكد على أهمية زراعة النخيل الغذائي والاقتصادي وما تقدمه الهيئة من خدمات لمزارعي النخيل وكذا اهتمام وزارة الزراعة واللجنة الزراعية العليا بهذا المحصول الاقتصادي الهام باعتباره محصولا استراتيجيا للأمن الغذائي.
وأشار إلى أن حجم الإنتاج من التمور قد تقلص في سهل تهامة بنسبه كبيرة، حيث شهدت رقعة زراعة أشجار النخيل أضرار كبيرة بفعل العدوان.
وأفاد أن نوع المناصف من أكثر أنواع التمور زراعة في وادي مديرية الدريهمي، الذي يبعد عن مركز محافظة الحديدة نحو 15 كيلومترا ويقع بالقرب من الساحل الغربي ويوجد به أكثر من مليون نخلة، تثمر أصنافاً متعددة من التمور، أهمها المناصف وهو أكثر الأنواع التي تشمل «الطبيقي والخضاري والعجواء».
ولفت إلى أنه لا يزال لموسم جني التمور نكهة خاصة حتى اليوم في تهامة، والذي يتم عادة بقطف اليد وهز فروع الشجرة.
وأفاد أن أبناء المناطق التي يتم فيها زراعة النخيل يتمسكون بمعظم العادات والطقوس المرافقة لموسم جني المحصول، من سباق للخيول والهجن وكذا القفز على الجمال إضافة إلى عرض للرقصات الشعبية التي تشتهر بها تهامة.. مؤكدا أن تلك الطقوس وما يصاحبها من مهرجانات في ختام الموسم تحظى بإقبال كبير من قبل الزائرين والوافدين إليها من مديريات المحافظة والمحافظات المجاورة.. واصفا إياها أنها تمثل مصدر بهجة للقلوب وتولد الألفة بين مختلف المشاركين فيها.

ارتياح لدى المواطنين في الحديدة من رفع سقف دعم الكهرباء من 200 إلى 300 كيلووات

/ أحمد كنفاني

قوبل رفع صندوق دعم وتنمية الحديدة سقف دعم الكهرباء للمواطنين من 200 إلى 300 كيلووات، وذلك للفترة من «يونيو إلى أغسطس» العام الجاري 2024م، تنفيذاً لتوجيهات رئيس المجلس السياسي الأعلى فخامة المشير الركن مهدي محمد المشاط، بارتياح كبير بين أوساط المواطنين والشرائح الاجتماعية في المحافظة.
«الثورة» التقت عدداً من قيادة السلطة المحلية المواطنين في الحديدة الذي عبروا عن ارتياحهم لهذه التوجيهات الرئاسية.. مؤكدين أنها تنصب في خدمة المواطنين الذين يواجهون صعوبة كبيرة في دفع قيمة فواتير الكهرباء جراء ظروفهم المادية الصعبة جراء العدوان والحصار وانقطاع الرواتب .. وإليكم حصيلة ما جاء في اللقاءات :
بداية التقينا بمحافظ الحديدة محمد عياش قحيم الذي أكد بدوره أن العمل جارٍ لاستكمال عملية الصيانة لشبكة التوزيع الكهربائية لبدء تغذية عموم مديريات المحافظة بالتيار الكهربائي الحكومي.. وأشار إلى أن هذا يأتي في ظل الجهود الكبيرة التي تقوم بها الفرق الفنية والهندسية بالمؤسسة للتوسّع في نشاط المؤسسة، والعودة التدريجية للتيار الكهربائي الحكومي في مختلف مناطق المحافظة.
وثمن دعم واهتمام قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي ورئيس المجلس السياسي الأعلى لأبناء الحديدة وتزويدهم بالخدمات الضرورية.
من جانبه أكد وكيل أول المحافظة احمد مهدي البشري، الحرص على الارتقاء بجهود خدمة قطاع الكهرباء ومتابعة مستوى إنجاز الأعمال أولا بأول وبما يسهم في التخفيف من معاناة المجتمع جراء استمرار العدوان والحصار.
« ارتفاع معدل الاستهلاك الكهربائي»
بدورهم أشار عدد من المواطنين ومنهم محمد سعيد وعلي فؤاد محنبي وصادق راجحي من سكان حارتي الصبالية والحوك، إلى ازدياد حاجتهم للكهرباء في ظل فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة التي تتجاوز 42 درجة مئوية.
وأوضحوا أن معدل الاستهلاك الأدنى مع ارتفاع درجة الحرارة في فصل الصيف، يرتفع إلى نحو 20 كيلو في اليوم الواحد أي بما يعادل 600 كيلووات في الشهر.. مطالبين برفع السقف إلى 600 كيلو خلال اشهر الصيف، وإعادة النظر في التعرفة والدعم المقدم من صندوق دعم وتنمية الحديدة حيث أن تعرفة قيمة التيار الكهربائي المحدد بنحو 230 ريالاً للكيلو الواحد غال جدا ولا تتناسب مع ظروفهم المادية الصعبة.
وأشاروا إلى أن دور الصندوق يتمثل فقط في دعم ما تم استهلاكه من التيار بمبلغ 100 ريال، وما تبقى 130 ريالاً يدفعها المواطن، وهذا حقيقة غير كاف بحسب آراء الكثير منهم.
ولفتوا الى أن الكثير منهم أضحى غير قادر على الرغم من كل هذا الدعم المعلن عنه من الصندوق على دفع قيمة الفواتير التي تصدر بمبالغ شهرية قد تتجاوز 100 الف ريال مما جعل الكثير منهم يحجب عن استخدام المكيفات والاكتفاء بتشغيل المراوح.. مقترحين قيام صندوق دعم وتنمية الحديدة بدعم المواطنين بشراء منظومات طاقة شمسية لمنازلهم لإنهاء معاناتهم.
«توفير الخدمة»
من جانبهم وصف محمد دبك وفوزي مصلح وعادل رقبه من قاطني أحياء الشحارية وغليل والربصة بمدينة الحديدة، الصيف في الحديدة بالنار المستعرة، التي تودي بحياة الكثير من كبار السن المرضى المصابين بالأمراض المزمنة، ناهيك عن الطفح الجلدي الذي يصاب به الأطفال.
مقدرين جهد القائمين على صندوق دعم وتنمية الحديدة الذي خصص في الأساس منذ تأسيسه لدعم أبناء الحديدة في قطاع الكهرباء.
وأضافوا «إننا في محافظة الحديدة ندرك صعوبة الوضع وحجم التحديات والعقبات التي تقف أمام عمل الحكومة جراء استمرار العدوان والحصار الأمريكي السعودي الغاشم».
من جهتهم رحب العديد من مواطني الزعفران والمطراق وباب مشرف والمواصلات والصديقية، ومشايخ مربع المدينة «الحالي والحوك والميناء»، برفع سقف الدعم من شريحة الكهرباء من 200 إلى 300 كيلووات .. مثمنين اهتمام ودعم القيادة الثورية والسياسية لأبناء الحديدة، والعمل على تحسين ظروفهم ومستواهم المعيشي.
وأوضحوا أنه في ظل قيادة السلطة المحلية، حظيت الحديدة بالعديد من المشاريع الخدمية والتنموية وأصبحت خدمة الكهرباء متاحة للجميع وعلى مدار اليوم، على الرغم مما تعرض له هذا القطاع الحيوي من استهداف وتدمير من قبل العدوان الأمريكي السعودي.. مشيرين إلى أن الحديدة كانت من الأشد المحافظات تضررا من العدوان، وأبنائها صمدوا في مواجهة العدوان على مدى تسع سنوات.

مقالات مشابهة

  • «الرواية والتاريخ والمجتمع».. مرة أخرى!
  • الصمت الانتخابي.. فترة التفكير الحر للناخبين
  • واشنطن تقدم صيغة جديدة لمقترح الهدنة في غزة.. ما الذي غيّرته في البند الثامن؟
  • إدراج حيوان جديد على "القائمة الحمراء" المهددة بالانقراض
  • موسم جني ثمار النخيل بالحديدة .. أهازيج فرح تهامية على أنغام الطبيعة
  • الروائي الليبي هشام مطر يفوز بجائزة أورويل للرواية السياسية
  • رزان المبارك تشارك في أعمال المنتدى الأفريقي للحفاظ على الطبيعة
  • إدراج فيل بورنيو في قائمة الأنواع المهددة بالانقراض
  • السفير عُمَر عبد الحميد عَدِيْل “من نبلاء الدبلوماسية السُّودانية”
  • أسعار البنزين الجديدة.. موعد اجتماع لجنة التسعير وقيمة الزيادة