مصر تواصل دعم الفلسطينيين| جهود مكثفة لعلاج جرحى أهالي غزة.. «الصحة»: الأطقم الطبية تؤدي عملًا بطوليًا.. وترحيب أممي بالدور المصري في تخفيف آلام المصابين
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
في ظل الوضع الصحي المتردي في قطاع غزة، تحاول مصر بكل ما لديها من قوة لعلاج تقديم الخدمة الطبية لأهالي القطاع، وهو ما ظهر في تسخير كل القدرات الممكنة لعلاج الجرحى الفلسطينيين، فمع اشتعال الأزمة أعلنت الصحة إعلان حالة الطوارئ في مستشفيات 8 محافظات من أجل علاج الجرحى.
طوارئ في 8 محافظات لعلاج الجرحى الفلسطينيين
ومع احتدام الصراع في غزة بداية من 7 أكتوبر الماضي، رفعت وزارة الصحة حالة الاستعداد في 8 محافظات؛ للتعامل مع أي طوارئ طبية بعد تداعيات الأحداث في قطاع غزة، وذلك تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي دعا خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي، بمتابعة استعدادات منظومة الصحة للتعامل مع أي طوارئ طبية بعد تداعيات الأحداث في قطاع غزة، ورفع جاهزية مستشفيات الإحالة في المحافظات المعنية، وتوفير كافة المستلزمات والأدوية وأكياس الدم.
تتضمن خطة ومحاور العمل رفع الاستعداد في محافظات: "القاهرة، والجيزة، وشمال سيناء، والسويس، والإسماعيلية، وبورسعيد، ودمياط، والشرقية، ويشمل ذلك
* تقديم الخدمات العلاجية سواء في الجراحات التخصصية أو في علاج الإصابات المعقدة، والكسور والحروق، والحالات الطبية الحرجة، مع رصد الأمراض المزمنة مثل الضغط والسكر والفشل الكلوي والأورام.
* تقديم الخدمات الوقائية، من خلال ترصد الأمراض المعدية وعلاجها وتوفير التطعيمات والأمصال اللازمة لها.
* توافر مخزون كافٍ من الأدوية، والمستلزمات الطبية، وأسطوانات الأكسجين، وأكياس الدم والبلازما.
* جاهزية المستشفيات من القوى البشرية في كافة التخصصات، والتنسيق مع المستشفيات الجامعية في حال الاحتياج إلى دعم من الأطقم الطبية.
* وضع المستشفى سابق التجهيز على أهبة الاستعداد، وتجهيزه بكافة الأجهزة والمستلزمات، بحيث يعمل كنقطة ارتكاز من موقع الأحداث، على أن يتم من خلاله فرز الحالات وتوجيهها لمستشفيات الإحالة، وفقا لطبيعة الحالة، فضلا عن تقديم الخدمات الطبية الطارئة
* الدفع بعدد من العيادات المتنقلة للتعامل مع بعض الحالات المرضية، وتخفيف الضغط على مستشفيات الإحالة.
* تمركز سيارات الإسعاف للتعامل مع أي تطورات طبية بسبب تداعيات الأحداث في قطاع غزة.
جولة ميدانية لوزير الصحة في العريشوللاطمئنان على الوضع الصحي واستقبال جرحى فلسطين، أجرى الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان، جولة ميدانية لتفقد جاهزية مستشفيات القطاع الأول وهي مستشفيات الشيخ زويد والعريش وبئر العبد، حيث عقد مؤتمر صحفي أكد خلاله أن هذه المستشفيات تعد القطاع الأول من خطة الصحة لعلاج الجرحى الفلسطينيين، بجانب القطاع الثاني الذي يضم مستشفيات محافظات القناة (الإسماعيلية - بورسعيد - السويس) باعتبار مستشفيات شمال سيناء هي النسق الطبي الأول بينما تعتبر مستشفيات مدن القناة هي النسق الطبي الثاني اما مستشفيات القاهرة هي النسق الطبي الثالث لعلاج جرحى قطاع غزة.
وقال وزير الصحة إن الأطقم الطبية في مستشفيات شمال سيناء تؤدي عملا بطوليا على مدار الساعة، لتخفيف الآلام عن الجرحى القادمين من قطاع غزة، وكشف عن إيفاد بعض الحالات بالفعل إلى مستشفى بورسعيد، وهي حالات تخص الإصابة في العين بالشظايا نظرا للتخصص المتاح هناك.
وأضاف وزير الصحة أن هناك حالات بصدد إيفادها إلى مجمع الإسماعيلية العام ومعهد ناصر في القاهرة، موضحا أن هناك استعدادا لاستقبال مصابي الحروق في مستشفى الشيخ زايد التخصصي كما أننا غير مقيدين باستقبال اي عدد من المصابين الفلسطينيين للعلاج في المستشفيات المصرية جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأوضح أن مصر استقبلت عددًا من الجرحى الفلسطينيين، بمستشفيات العريش والشيخ زويد وبئر العبد، وبور سعيد، مشيرًا إلى أن أغلب الحالات أطفال تحت عمر الـ16 عاما، نستقبل يوميًا من 40 لـ 50 حالة، والمتحكم في الأعداد هو الجانب الآخر، ونستطيع استقبال أضعاف الأضعاف بشكل يومي.
وأضاف أن هناك أطفالا تحت 8 سنوات، مشيرًا إلى أن هناك تكليفا رئاسيا بالدعم الكامل واللا محدود للأشقاء في فلسطين، وأن هناك أطفالا تحت الـ8 سنوات تم استقبالهم عبر معبر رفح.
ولفت وزير الصحة إلى أن مصر ليست بحاجة لإنشاء مستشفيات ميدانية في سيناء، فمستشفياتنا تستوعب الأعداد القادمة من غزة، مشيرا إلى أن إصابات الجرحى الفلسطينيين تتراوح بين كسور وشظايا، وكسور في الجمجمة وبتر في الأطراف، مضيفًا أن هناك أطفالا يصل عمرهم إلى 8 سنوات يعانون من هذه الإصابات.
وأشار عبد الغفار إلى أن هناك 150 سيارة إسعاف بشكل يومي عند معبر رفح استعدادًا لاستقبال الحالات المصابة والتعامل معها بالفرز والتشخيص، ثم الانتقال إلى الأماكن المؤهلة.
وقال وزير الصحة أن الجراحات المتعلقة بالحروق والانفجارات تكون قاسية للغاية، مؤكدًا أن هناك حالات تعاني من شظايا في المخ تؤثر على الحركة والإدراك، وهناك صعوبة في التدخل، وشدد وزير الصحة على ان المصابين الفلسطينيين يمرون بمعاناة نفسية لا تقل عن المعاناة الطبية التي يمرون بها، مؤكدا أنه يتم فرز حالات المصابين منذ أول لحظات وصولهم، ثم يتم نقلهم إلى المستشفيات التي تتوفر بها الإمكانيات وفقًا للحالة.
وتابع: “لا يوجد لدينا احتياج لمستشفى ميداني، لأن مصر بها المستشفيات القريبة من معبر رفح، ومجهزة بجميع الإمكانيات”، مؤكدًا أن ما تتم رؤيته عبر الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي أقل بكثير من الواقع.
ترحيب أممي بجهود مصر في إغاثة الجرحى الفلسطينيينورحبت منظمة الصحة العالمية، بالدور المصري في علاج الجرحى الفلسطينيين، وعمليات إجلاء الجرحى من قطاع غزة، مشددة على أن الآلاف من المدنيين المصابين والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة بحاجة إلى العلاج فورا.
وبحسب المنظمة فإن مستشفى العريش، الذي يقع في أقرب مدينة رئيسية إلى الحدود "مستشفى الإحالة الأول الرئيسي، وتوجد فيه مرافق إنعاش ورعاية مركزة كاملة التجهيز، ومجموعة من الفرق الجراحية لعلاج الإصابات الشديدة، بما في ذلك الرضوض والحروق الكبيرة". وأكدت المنظمة وجود ترتيبات للإحالة إلى مستشفيات مصرية أخرى، وفق ما أفادت به "وكالة الصحافة الفرنسية".
وقالت المنظمة إنه داخل قطاع غزة "ما يزال آلاف آخرون بحاجة للحصول على الخدمات الصحية العاجلة والأساسية في ظل نقص الأدوية والإمدادات الصحية والمساعدات الأخرى، مثل الوقود والمياه والغذاء".
وأشارت المنظمة إلى وجود أكثر من ألف مريض بحاجة إلى غسيل الكلى للبقاء على قيد الحياة، وأكثر من ألفي مريض يتعالجون من السرطان، و45 ألف شخص مرضى بأمراض القلب والأوعية الدموية، وأكثر من 60 ألف مريض بالسكري.
ودعت المنظمة أيضا إلى "التعجيل" بوصول المساعدات الإنسانية داخل القطاع، بما في ذلك الوقود والمياه والغذاء والإمدادات الطبية، وإلى توافر إمكانية إحالة المرضى إلى خدمات الرعاية الصحية خارج غزة. ولفتت إلى ضرورة "وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية لمنع المزيد من الخسائر والمعاناة".
ورحب منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند اليوم، بفتح معبر رفح البري بين قطاع غزة ومصر لنقل نحو 80 جريحا ومريضا فلسطينيا لتلقي العلاج في مصر ومغادرة نحو 500 أجنبي. وقال وينسلاند عبر منصة "إكس" إن فتح المعبر "خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح، ويجب علينا البناء عليها".
وأكد منسق السلام على أن الأمم المتحدة "لا تزال ملتزمة بمواصلة عملها المكثف مع جميع الأطراف للتخفيف من معاناة السكان" في غزة.
وقامت سيارات إسعاف بإخراج جرحى فلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر، اليوم، عبر معبر رفح الحدودي لتلقي العلاج، على ما أفاد مسؤول بالمعبر.
الاحتلال يتعمد قصف مستشفيات غزةوتأتي زيارة وزير الصحة للعريش، بعد يوم واحد من القصف المتعمد الذي شنته قوات الاحتلال على مستشفيات غزة يوم الجمعة حيث استهدفت 3 مستشفيات، بالإضافة إلى الوحدات الطبية المتحركة وسيارات الإسعاف، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ان قوات الاحتلال استهدفت 3 مستشفيات مجمع الشفاء ومستشفى القدس والمستشفى الإندونيسي.
وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أشرف القدرة أن الاحتلال نفذ مجزرة بحق الأطباء والجرحى مطالبا بالتدخل العاجل لحماية المنظومة الطبية، وأشار القدرة الي ان الاحتلال استهدف سيارات الإسعاف على بوابة مجمع الشفاء الطبي بشكل مباشر ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى، بحسب وكالة الصحافة الفلسطينية "صفا".
وأوضح "القدرة" أن سيارات الإسعاف كانت تجلي جرحى إلى معبر رفح وأبلغنا الصليب الأحمر الدولي بذلك، مضيفا أن أثناء إجلاء جرحى لكن الاحتلال الإسرائيلي تعمد استهدافهم مشددا على أن الاحتلال الإسرائيلي تعنت في خروج الجرحى لعلاجهم في الخارج وتعمد استهدافهم.
ونوه إلى أن القصف أسفر عن سقوط عدد كبير من الشهداء جراء استهداف الاحتلال لسيارات إسعاف في أكثر من موقع؛ مطالبا المجتمع الدولي بتوفير ممرات إنسانية آمنة لخروج الجرحى للعلاج في الخارج.
قصف المستشفيات جريمة حربوفي ها السياق الناطق باسم الهلال الأحمر الفلسطينى، عبد الجليل حنجل، عن تفاصيل استهداف قافلة سيارات إسعاف في قصف إسرائيلي أثناء تحركها لنقل مصابين وجرحى إلى جنوب قطاع غزة، فضلًا عن القصف الذى طال مدخل مجمع الشفاء الطبي وأسفر عن مقتل عدد من المواطنين وإصابة العشرات بجروح.
ولفت الناطق باسم الهلال الأحمر إلى تعرض موكب لسيارات الإسعاف لقصف من قبل طيران الاحتلال، أثناء تنفيذها مهمة نقل جرحى إلى معبر رفح، وكان من ضمنها مركبات إسعاف تابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطينى.
وأضاف الناطق باسم الهلال الأحمرأن القذائف الإسرائيلية سقطت بالقرب من مركبات الإسعاف، وتضررت بشكل كبير، لكن بعضها واصل حركته إلى مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة، ثم عاد القصف الإسرائيلي مجددًا ليطال بوابة المستشفى، ما أدى إلى إصابة مباشرة لسيارة إسعاف تابعة لوزارة الصحة الفلسطينية، وكذلك إصابة جسيمة لسيارة الهلال الأحمر الفلسطينى.
وأشار حنجل أن القصف الإسرائيلى تسبب فى إصابة طواقم الإسعاف التابعة للصحة الفلسطينية، فضلًا عن سقوط العشرات من الضحايا أثناء تواجدهم أمام مدخل مستشفى الشفاء أثناء الاستهداف.
من جانبه، قال مدير مجمع الشفاء الطبي فى غزة، محمد أبو سلمية، إن قافلة الإسعاف التي قصفتها الطائرات الإسرائيلية كانت تتحرك إلى جنوب القطاع بالتنسيق مع الصليب الأحمر.
وأكد سليمة أن "هناك العشرات من الشهداء من ضمنهم مسعف وسائق إسعاف، كما استشهد أحد أعضاء المكتب الإعلامي الحكومي، وكذلك عدد من المدنيين"، معتبرا أن "ما حدث ضرب بعرض الحائط للقوانين الدولة وجريمة متكاملة الأوضاع، وإذا سكت العالم فإن إسرائيل ستُقدم على تنفيذ جرائم أخرى".
وأوضح أن مستشفى الشفاء لم يعد به مكانًا إضافيًا لاستقبال الضحايا، إذ جرى علاج الكثير من المصابين في الطرقات وعلى الأرض بين الأقسام "كما لا يوجد سنتيمتر واحد في المجمع لا يوجد به نازحون".
ولفت "أبو سلمية" إلى أن بعض الجرحى فقدوا حياتهم خلال الأيام الماضية، لأننا لم نستطع تقديم الخدمة لهم بعد نفاد المستهلكات الطبية وعدد من الأدوية على رأسها أدوية التخدير.
القافلة الثانية من المساعدات الإغاثية المصرية تصل رفحوفي الوقت الذي تقدم فيه الصحة المصرية كل الدعم للجرحى الفلسطينيين، تواصل مؤسسة حياة كريمة جهودها لدعم القضية الفلسطينية، حيث أعلنت المؤسسة تحرك القافلة الثانية المُحملة بالمساعدات الإغاثية والإنسانية للأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، اليوم السبت، إلى ميناء رفح البري، والتي تضم 15 شاحنة من المواد الغذائية والمياه والمستلزمات الطبية اللازمة.
كانت مؤسسة حياة كريمة قد أطلقت خلال الأيام الماضية مبادرة "من إنسان لإنسان"، لدعم أهالي فلسطين وتجهيز المزيد من المواد الإغاثية والمساعدات الموجهة لقطاع غزة، عقب انتهائها من إيصال المرحلة الأولى من قوافل المساعدات، والتجهيز للمرحلة الثانية من قوافل الإغاثة، حيث استقبلت مؤسسة حياة كريمة طلاب المدارس للمشاركة مع متطوعي المؤسسة في عملية التعبئة والتجهيز للمساعدات، بهدف رفع التوعية لديهم حول أهمية القضية الفلسطينية ودور مصر القيادي في دعمها على مر التاريخ.
جدير بالذكر أن القافلة الأولى للمساعدات الإغاثية لمؤسسة حياة كريمة، والتي انطلقت في 14 أكتوبر الماضي، ضمن القافلة الشاملة للتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي والتي تضمنت 108 قاطرات محُملة بكميات ضخمة من المساعدات الإنسانية تتضمن 1000 طن من المواد الغذائية واللحوم و40 ألف بطانية و80 خيمة بجانب ما يزيد عن 50 ألف قطعة ملابس وأكثر من 300 ألف علبة من الأدوية والمستلزمات الطبية.
يأتي ذلك تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتقديم الدعم الفوري والإغاثة لدولة فلسطين الشقيقة، وفي إطار سعي مؤسسة حياة كريمة الحثيث، وبذل ما في وسعها من أجل التخفيف من وطأة الأحداث الصعبة التي يشهدها الشعب الفلسطيني، وفي إطار الدور الريادي للمؤسسة داخل وخارج مصر، انطلاقًا من إيمانها الكامل بالقضية الفلسطينية وتماشيًا مع الجهود التي تبذلها القيادة السياسية ومساعيها من أجل إنهاء تصعيد أعمال العنف التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: غزة قصف وزير الصحة الجرحى الفلسطينيين مصر الاطقم الطبية قطاع غزة مستشفيات السيسي مجلس الأمن القومي مؤسسة حیاة کریمة سیارات الإسعاف الهلال الأحمر مجمع الشفاء فی قطاع غزة وزیر الصحة للتعامل مع معبر رفح أن هناک إلى أن على أن عدد من
إقرأ أيضاً:
حرب السودان.. آلام النساء معاناة صامتة
تحت تهديد السلاح واجهت فاطمة (اسم مستعار) تزويج ابنتها القاصر البالغة من العمر 12 عامًا لأحد منسوبي قوات الدعم السريع.
وعن معاناتهن تقول فاطمة -للجزيرة نت- تعرضنا للضرب والإذلال والقهر وتمت سرقة جميع ممتلكاتنا حتى الأبواب والنوافذ، لم يتركوا شيئًا، تزوجوا ابنتي تحت تهديد السلاح، آثرت الموافقة على ذلك خشية تعرضها للاغتصاب، تزوجها أحد منسوبي الدعم السريع مدة 35 يومًا وتركها بعد ذلك ولا نعلم إلى أين ذهب، لم تكن ابنتي وحدها من تعرضت لذلك، الكثير من النساء والفتيات في الحي تم تزويجهن تحت تهديد السلاح من قبل الدعم السريع.
اغتصاب وقتلومن فاطمة إلى راوية عبد القادر التي تحكي فصلا آخر من معاناتهن كنساء من انتهاكات الدعم السريع خلال تواجدهم بمنطقة الحلفايا بمدينة بحري، حيث فقدت راوية إحدى قريباتها بعد أن أطلق عليها منسوبون للدعم السريع الرصاص، وتعرض زوجها للضرب.
وتقول -للجزيرة نت- ذقنا كل أصناف العذاب من الدعم السريع، مارسوا الترهيب والتعذيب، اقتحام البيوت ليلا لاغتصاب النساء.
من جانبه، قالت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة إن النساء والفتيات في السودان يعشن أوضاعا مأساوية جراء الحرب والانتهاكات المروّعة التي ارتكبتها –وما تزال ترتكبها– عناصر "الدعم السريع" في الجزيرة ودارفور والخرطوم ومناطق أخرى في البلاد، لا سيما العنف الجنسي الذي رُصد ضمن تكتيكاتها الحربية منذ بدء الحرب منتصف أبريل/ نيسان 2023.
إعلان تحديات كبيرةوقالت مديرة الوحدة سليمى إسحق -للجزيرة نت- إن تعرض النساء للاعتداء له أثر كبير على الصحة الجسدية والنفسية للمرأة خاصة إذا لم تكن هناك تدخلات علاجية بعد تعرض المرأة للاعتداء والاسترقاق الجنسي، مما يجعلهن عرضة للإصابة بالأمراض المنقولة جنسيا، وتعرض الصحة الإنجابية لخطر كبير.
وأضافت: هناك نساء لم يتلقين الخدمات الصحية ولم يتم الوصول إليهن، أما من الناحية النفسية فمعالجة الصدمات في حد ذاتها تحدٍ كبير في ظل الحرب المستمرة، التدخلات موجودة لكنها ليست بحجم الأزمة.
وكشفت سُليمى عن تعرض نحو 331 امرأة للاغتصاب منذ بدء الحرب على يد قوات الدعم السريع التي تستخدم العنف الجنسي سلاحا ضد المدنيين بهدف الإذلال العرقي أو الأيديولوجي والتهجير القسري.
البحث عن الأمانفي الوقت الذي اضطرت فيه عدد من النساء للنزوح بحثا عن الأمان فإن هناك مصاعب أخرى أحاطت بحياتهن.
وتقول الطبيبة والناشطة في مجال الصحة النفسية والإنجابية فاطمة عربي -للجزيرة نت- إن للحرب تداعيات على النساء منها زيادة المسؤوليات عليهن للقيام بدور المنتج للعائلة والاضطرار للعمل وأحيانا بأعمال شاقة قد تؤثر عليها جسديا.
وأضافت "النساء الحوامل قد يتأثرن جسديا بسبب قلة جودة ونوعية وكمية الغذاء، وقلة المتابعة صعوبة الوصول إليها. من ناحية أخرى، الأثر النفسي على الحوامل بسبب التغيرات الهرمونية التي تحدث لهن أثناء الحمل فتزيد لديهن نسبة القلق والتوتر، والاكتئاب، والاحتراق النفسي، واضطراب النوم وفقدان الشهية".
وضع معقدمن جانبه، قالت مديرة وحدة الأمومة الآمنة بالبرنامج القومي للصحة الإنجابية صفاء بخيت إن الحرب أدت إلى نقص حاد في الخدمات الصحية ودمرت عددا كبيرا من المؤسسات مع نزوح أغلب الكوادر الصحية من المناطق التي تحتلها مليشيات الدعم السريع التي استهدفت الكوادر الصحية بشكل خاص.
إعلانوفي حديثها -للجزيرة نت- قالت صفاء إن هذه الأحداث خلقت وضعًا بالغ التعقيد أسهم في زيادة معاناة النساء بصورة خاصة، ومع موجات النزوح من مناطق مليشيا الدعم السريع والسير لمسافات طويلة ونقص المواد الغذائية حصل تأثير كبير على الحوامل من النساء وزيادة معدلات الأنيميا السبب المباشر لكثير من المضاعفات.
وقالت المسؤولة بوحدة الأمومة الآمنة إن زيادة الضغط على الخدمات الصحية في الولايات الآمنة أثر على خدمة رعاية الحوامل، كما تتواجد عدد من النساء الحوامل في دور الإيواء وتبذل الوزارة جهدًا كبيرًا بمساعدة المنظمات لتقديم الخدمات لهن ولكن زيادة أعداد النازحين تجعل هذه الخدمات غير كافية.
وأكدت صفاء زيادة حالة وفيات النساء الحوامل في مناطق الدعم السريع لكن لصعوبة الوضع الأمني لا توجد إحصائيات دقيقة، مشيرةً إلى أن أكثر الأماكن تأثرا هي مناطق تواجد الدعم السريع في الخرطوم والجزيرة وولايات دارفور.
الرعاية الصحيةوحول جهود الصحة الاتحادية قالت صفاء بخيت إن الوزارة عملت على توفير معينات الولادة والقابلات في معسكرات الإيواء وربط المعسكرات بمؤسسات طوارئ الحمل والولادة، ودعم علاج النازحات من الحوامل وتوفير خدمات الولادة والعمليات القيصرية مجانا، وتدريب الكوادر على تقديم خدمات رعاية الحوامل والدعم النفسي والمعالجة السريرية لحالات الاغتصاب والعنف الجنسي.
من جهته، كشف وزير الرعاية والتنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم صديق فريني عن ولادة عدد من الأطفال نتيجة حالات الاغتصاب التي وقعت على نساء من قبل الدعم السريع.
وفي حديثه -للجزيرة نت- قال فريني: لا يمكن التصريح حول إحصائيات عدد الأطفال، لاعتبارات اجتماعية لا يتم تداولها في النطاقات المفتوحة.
وتابع : نتعامل بحذرٍ عال رغم الألم الصامت الذى يعانين منه الضحايا.
الدعم النفسيوتحت وطأة الأثر النفسي للعنف الجنسي وتداعياته تحيا عدد من النساء. وتقول الناشطة في مجال الصحة النفسية فاطمة عربي -للجزيرة نت- إنه عندما تتعرض المرأة لهذه التجربة تشعر بالقمع، وقد تؤدي هذه الحادثة إلى اضطراب ما بعد الصدمة الذي قد يتفاقم إلى الاكتئاب، اضطراب القلق، تعاطي المخدرات بغرض الهروب، التفكير في إنهاء الحياة والانتحار.
إعلانوأضافت "حجم الأزمة الحالية وتداعيات الحرب مؤثر كبير جدا على الصحة النفسية والجسدية لكل فئات المجتمع ولكن المتضرر الأكبر هن النساء والأطفال على الصعيد الجسدي والنفسي ويحتجن للدعم على جميع المستويات".