موقع 24:
2024-07-31@23:03:51 GMT

السلام فوق صفيح ملتهب

تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT

السلام فوق صفيح ملتهب

من رحم الأزمات تتكشف معادن الدول والشعوب، من ينحاز للحق ومن يأخذ جانب الباطل. من يدعو إلى السلام ومن يشجع على الحرب. من يشعل نيران الفتنة ومن يحاول أن يطفئها. من يعتنق التمييز والعنصرية ومن يعتنق الإنسانية وينشر التسامح ولا يفرق بين إنسان وآخر على أسس عرقية أو دينية أو طبقية.




منذ اندلاع حرب غزة عبّرت الدول العربية المعتدلة بلغة الدبلوماسية عن رفضها هجوم حماس المفاجئ على إسرائيل واختطافها عدداً من المدنيين والعسكريين، داعية إسرائيل إلى تغليب لغة الحكمة في رد الفعل.

ولكن بعد أن بدأت الحرب على غزة من دون تمييز بين المدنيين والمسلحين، واعتبارها كل إنسان أو بناء أو فضاء يعد هدفاً لها، وبعد محاصرة الفلسطينيين وقطع الماء والغذاء والكهرباء والدواء عنهم، ارتفعت الأصوات العربية رافضة لسياسة العقاب الجماعي. العرب دائماً كانوا دعاة سلام، ينشدون للشعوب الأمان، خاضوا العديد من الحروب مضطرين دفاعاً عن الأوطان وحماية للسيادة، لم يعتدوا على أرض الغير على الرغم من أن التاريخ يخبرنا أن الأرض العربية كانت دائماً مطمعاً للغزاة وحلماً للمستعمرين، لذا شهدت أرضنا في التاريخ القديم والحديث الكثير من الحروب، انتصروا وانهزموا، لكنهم لم يرفعوا الراية البيضاء.

الصراع العربي الإسرائيلي بدأ منذ وعدت بريطانيا اليهود بوطن قومي في فلسطين، وخاض العرب ضد إسرائيل حروباً متعددة بدأت من 1948 ولم تنته بعد انتصارات أكتوبر 1973، ذلك أن إسرائيل رفضت كل مبادرات السلام الأممية والعربية، وبات السلام حلماً تبدده الحروب التي تندلع بين وقت وآخر سواء على جبهة غزة أو على جبهة لبنان، ويحول دون تحقيقه عدم الالتزام باتفاقيات السلام وخصوصاً اتفاق أوسلو الذي مر عليه 30 عاماً.
وعلى الرغم من ذلك واصل العرب جهودهم لنشر السلام في المنطقة، لكنه السلام الذي يستلزم قبوله من مختلف الأطراف، ومباركته من القوى الكبرى، حيث لا تزال بعضها تدعو نظرياً إلى السلام، وتحرص عملياً على تأجيج الصراع من وقت لآخر. المواقف العربية تجاه الأزمة الحالية واضحة لا لبس فيها، والمطالب العربية ثابتة وتستند إلى قيام دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لكن إسرائيل تتجاهل أي حل وتمضي قدماً في سياساتها التوسعية. ولو كان السلام الشامل والعادل المنشود عربياً والمنصوص عليه في الاتفاقيات والمُقَر أممياً قد تحقق، ما اندلعت الحرب التي نشهدها اليوم، والتي ليست سوى نتاج طبيعي للحصار الذي يعيشه أهل غزة منذ سنوات ونتاج لضياع حقوق الفلسطينيين.
بعد اندلاع الأزمة كانت الأصوات العربية شبه موحدة، بيانات وزارات الخارجية تتشابه في المضمون وتختلف في الصياغة، تصريحات الزعماء والدبلوماسيين تستخدم نفس المصطلحات، القاهرة استضافت مؤتمراً للسلام والإمارات دعت إلى انعقاد مجلس الأمن والأردن تقدم مشروعاً لوقف الحرب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والسعودية تستعد لاستضافة قمة عربية، والعرب يطالبون يومياً بالضغط على إسرائيل لوقف المجازر التي حصدت أرواح الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ.
إجماع عربي على عدم تكرار نكبة 1948 بناء على مخططات التهجير القسري للفلسطينيين إلى مصر والأردن، وجهود متواصلة لفتح ممرات إنسانية لإدخال المساعدات للمحاصرين في قلب النار. وعلى الرغم من كل ذلك تواصل إسرائيل طريقها الذي يضع المنطقة فوق صفيح ملتهب، ويفتح الباب لتوسيع الحرب وفتح جبهات جديدة يمكن أن تشعل العالم وتحرق الجميع.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

أبرز ردود الأفعال العربية والدولية على اغتيال هنية

عبرت العديد من الدول عن إدانتها لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في طهران اليوم الأربعاء، وحذرت من تداعيات الحادث على مستقبل المنطقة.

ونستعرض هنا أبرز ردود الفعل العربية والدولية بعد استشهاد هنية في طهران:

الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان: إيران تنعى شريكها في الأحزان والأفراح وقائد المقاومة الفلسطينية شهيد القدس إسماعيل هنية إيران ستدافع عن سلامة أراضيها وشرفها وستجعل الغزاة الإرهابيين يندمون على أعمالهم الجبانة المتحدث باسم الخارجية الإيراني ناصر كنعاني: الجهات المختصة لا تزال تحقق في أبعاد وتفاصيل اغتيال هنية، دماء المجاهد المناضل للخلاص من براثن المحتلين الصهاينة لن تذهب هدرا أبدا استشهاد هنية في طهران سيقوي ويعمق الصلة الوثيقة بين طهران وفلسطين والمقاومة. وزارة الخارجية القطرية: دولة قطر تدين بأشد العبارات اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية اغتيال هنية جريمة شنيعة وتصعيد خطير وانتهاك سافر للقانون الدولي والإنساني اغتيال هنية واستهداف إسرائيل للمدنيين بغزة سيؤدي لانزلاق المنطقة للعنف وتقويض فرص السلام حزب الله اللبناني: هنية من قادة المقاومة الكبار الذين وقفوا بشجاعة أمام مشروع الهيمنة الأميركي والاحتلال الصهيوني استشهاد هنية سيزيد المقاومين في كل ساحات المقاومة إصرارا وعنادا على مواصلة طريق الجهاد. وزارة الخارجية الأردنية: ندين بأشد العبارات اغتيال هنية ما حدث جريمة تصعيدية ستدفع باتجاه المزيد من التوتر والفوضى في المنطقة وزارة الخارجية التركية: ما جرى في طهران عملية اغتيال دنيئة تهدف إلى مد نطاق الحرب من غزة إلى المستوى الإقليمي عملية الاغتيال تظهر أن "حكومة نتنياهو ليس لديها نية لتحقيق السلام". وزارة الخارجية الروسية: قتل هنية اغتيال سياسي غير مقبول على الإطلاق العملية ستؤدي إلى مزيد من التصعيد في التوترات وزارة الخارجية الصينية: نعارض وندين بشدة عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية يجب وقف إطلاق النار في أقرب وقت لتجنب زيادة التصعيد والمواجهة الصين تتبنى دائما حل الخلافات الإقليمية عبر المفاوضات والحوار جماعة الحوثيين: اغتيال هنية جريمة إرهابية شنعاء وانتهاك صارخ للقانون الدولي اغتيال القائد هنية خسارة فادحة للأمة في مرحلة مفصلية من المواجهة مع إسرائيل حركة طالبان: استشهاد هنية خسارة كبيرة للأمة استمرار جرائم النظام الصهيوني سيجعل المنطقة أكثر اضطرابا وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو: موت هنية يجعل العالم أفضل قليلا هذه هي الطريقة الصحيحة لتنظيف العالم.. لا مزيد من اتفاقيات السلام والاستسلام الخيالية، ولا مزيد من الرحمة لهؤلاء البشر. اليد الحديدية التي ستضربهم هي التي ستجلب السلام والقليل من الراحة وتعزز قدرتنا على العيش بسلام مع من يرغب في السلام.

مقالات مشابهة

  • هل حانت ساعة الحرب الإقليمية في الشرق الأوسط؟
  • إصابة عايدة رياض بالسرطان.. أسرار لأول مرة عن مرضها واقترابها من الموت
  • لبنان على صفيح ساخن.. التوترات بين حزب الله وإسرائيل تبلغ ذروتها
  • أبرز ردود الأفعال العربية والدولية على اغتيال هنية
  • وول ستريت جورنال: اغتيال إسرائيل لـ هنية في إيران يهدد بحرب إقليمية واسعة النطاق
  • ارتفاع حصيلة قتلى العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة إلى 39400 منذ بدء الحرب
  • حليف أردوغان يؤيد التدخل العسكري التركي في الحرب الإسرائيلية على غزة
  • 3 سيناريوهات للرد الإسرائيلي على لبنان.. ما هي؟
  • يزبك: سيناريو توسع الحرب وارد في أي لحظة
  • إسرائيل تُشعل مجدل شمس وحزب الله يهدّد كاريش.. الفيتو الأميركي لا يمنع نتنياهو من توسيع الحرب