يترقب الاقتصاد العالمي الآثار المحتملة للحرب الحالية في قطاع غزة والتي اندلعت يوم 7 من أكتوبر الماضي، فلا شك أن أي توتر سياسي في أي دولة من الدول، يؤثر على اقتصادها والدول المجاورة لها وليس هذا فحسب بل قد يصل إلى التأثير على اقتصاد جميع دول العالم.

وبالرغم من أن اندلاع "طوفان الأقصى" لم يمر عليه إلا شهر، لكن بدأت آثاره تظهر على الاقتصاد العالمي والعربي، سواءً من خلال انخفاض إمدادات الغاز، أو انحدار أسعار أسهم الشركات، بسبب المقاطعة التي يقوم بها أبناء الوطن العربي للشركات التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي، خاصة في مصر، ولكن يبقى السؤال ما الآثار المتوقع أن تطول الاقتصاد العالمي والمصري من هذه الحرب؟

تضخم اقتصادي وارتفاع أسعار النفط أهم آثار الحرب الحالية في غزة

ترى الدكتورة سهر الدماطي الخبيرة المصرفية، ونائبة رئيس بنك مصر سابقًا  أن الحرب الدائرة في قطاع غزة ستؤثر بشكل كبير على الاقتصاد، حيث ظهرت بوادر تلك الآثار على المواد النفطية مثل البترول، من حيث زيادة أسعارها، ومن ثم فإن تلك الزيادة من شأنها أن تخلّف تضخم اقتصادي كبير سواء على المستوى المحلي أو العالمي.

وأشارت الدكتورة سهر الدماطي في تصريحات خاصة لـ "الفجر" إلى أن أول تأثيرات الحرب الحالية في قطاع غزة على الاقتصاد المصري هو انخفاض السياحة التي تعد من أهم موارد الدخل القومي المصري أهم ركائزه، والتي يعتمد عليها اقتصاد مصر بشكل كبير في الفترة الماضية،قائلة:" من الطبيعي في حالة وجود حرب لن يأتي سائح إلى الشرق الأوسط".

اقتصادية: "المقاطعة سلاح ذو حدين وتأثيرها على الاقتصاد المصري بالسلب أقوى"

وعن المقاطعة التي يشنها الشعب المصري على العلامات التجارية التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي، قالت الدكتورة سمر الدماطي إن تلك المقاطعة ستؤثر على تلك العلامات التجارية بشكل كبير، ولكن ستؤثر على الاقتصاد المصري بشكل أكبر، مؤكدة أن هناك عدد لابأس به من المصريين يعمل بتلك العلامات وانخفاض الطلب على منتجاتها سينتج عنه الميل إلى فصل هؤلاء العمال لعدم قدرتها على دفع مرتباتهم، ما ينتج عنه خسران  دخلهم المادي.

وتابعت أن هناك شركات مصرية لها تعاملات مع تلك العلامات التجارية، وعدم التعامل معها وخفض الطلب على منتجاتها سيجعل أصحاب تلك الشركات في مأزق سواء من خلال تراكم البضائع لديهم لعدم القدرة على تصريفها، أو عدم قدرتهم على تسديد ديونهم في حالة التعامل مع أحد البنوك، وهذا كله من شأنه التأثير على الاقتصاد والاستثمار بالسلب.

اقتصادي:" الحرب في غزة تفضي إلى  انحدار ضخم في الاقتصاد العالمي والمحلي"

ويتوقع الدكتور أحمد معطي  المدير التنفيذي لشركة "في أي ماركتس مصر" انحدار ضخم في الاقتصاد العالمي والمحلي، فعلى الصعيد المحلي ظهرت نتائجه على أسعار النفط العالمي الذي يعد نقطة اتصال الدول اقتصاديا، حيث ازدادت أسعار بشكل مبالغ فيه خلال الفترة التي تبعت اندلاع الحرب في غزة، الأمر الذي من شأنه حدوث حالة من التضخم مرة أخرى وفقًا لما أكده صندوق النقد الدولي.

وأكد الدكتور أحمد معطي خلال حديثه لـ "لفجر"، أن تداعيات الحرب الحالية في غزة من شأنها أن تؤثر على اقتصادات 4 دول بشكل خاص وهي" مصر، سوريا، الأردن، لبنان"، وذلك لقربها من محل النزاع، موضحً أن تلك الآثار ستظهر بشكل واضح في مجال السياحة، أهم الموارد الاقتصادية التي تعتمد عليها تلك الدول لتوفير الدخل القومي.

تأثير المقاطعة على الاحتلال نفسي وليس مادي

وعن المقاطعة الاقتصادية، قال أحمد معطي إن تأثيرها على الاحتلال الإسرائيلي ليس ماديًا كما يعتقد البعض، وما هو إلا تأثير نفسي فحسب فالاحتلال لا يعتمد اقتصادها الكلي على تلك العلامات الداعمة له، مشيرًا إلى أن المتضرر الأول من تلك المقاطعة الشركات المصري التي تمتلك توكيلات من العلامات التجارية الداعم.

ولفت معطي إلى أن العلامات التجارية لم ولن تتأثر بتلك بالمقاطعة، وذلك لكون أرباحها من المعاملات المصرية لم يتعدى الواحد في الألف، ولذلك فلا يوجد تأثير مادي عليهم، ولكن الحالة الوحيدة التي يمكن أن تؤثر هو التوقف عن شراء المنتجات الخاصة بالسيدات أمثال المكياج والعطور المستوردة من الخارج، فالعلامات التي تنتج تلك المنتجات ليس لها تعامل مع الشركات المصرية ولا يوجد عمال مصريين بها، فيكون التأثير عليهم أقوى.

اقتصادي:" المقاطعة الاقتصادية تضر الشركات المصرية وليس العلامات التجارية"

وتحدث الدكتور هاني أبو الفتوح الخبير الاقتصادي عن المقاطعة الاقتصادية للعلامات التجارية الداعمة قائلًا: "في حين أن المقاطعة يمكن أن يكون لها تأثير كبير على الشركات الفردية، إلا أن هناك مخاوف من أنها قد تضر أيضًا بالاقتصاد الوطني المصري أو الشركات المحلية التي لديها اتفاقيات امتياز مع علامات تجارية عالمية، فمن الضروري النظر في العواقب غير المقصودة والمحتملة للمقاطعة وإيجاد طرق لممارسة اختيار المستهلك دون التسبب في ضرر".

وأضاف أبو الفتوح في تصريحاته لـ "الفجر":"إحدى الطرق للتخفيف من الآثار السلبية على الاقتصاد الوطني المصري هي التركيز على المقاطعة المستهدفة التي تستهدف على وجه التحديد الشركات التي تدعم الحرب الإسرائيلية على غزة. ومن خلال توجيه المقاطعة نحو تلك الشركات ومنتجاتها، يمكن أن يقتصر التأثير على الجهات المخالفة بدلًا من التسبب في أضرار اقتصادية واسعة النطاق".

واستطرد: "بالإضافة إلى ذلك، من الضروري دعم الشركات والعلامات التجارية المحلية، من خلال الاختيار الواعي لدعم هذه الشركات، يمكن للمستهلكين المساعدة في تعزيز اقتصاد أكثر أخلاقية واستدامة داخل مصر، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى إحداث تأثير مضاعف إيجابي من خلال تحفيز الشركات المحلية على إعطاء الأولوية للمسؤولية الاجتماعية ومواءمة ممارساتها مع قيم ورغبات قاعدة عملائه".

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: قطاع غزة اسرائيل فلسطين حرب قطاع غزة الاقتصاد المصري الاقتصاد العالمي العلامات التجاریة الاقتصاد العالمی على الاقتصاد الحالیة فی من خلال یمکن أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

ترامب يجتمع بشركات النفط الأمريكية وسط الحرب التجارية

يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للاجتماع مع كبار المسؤولين التنفيذيين في قطاع النفط في البيت الأبيض الأسبوع المقبل، بينما يضع خططاً لتعزيز الإنتاج المحلي من الطاقة، في وقت يزداد فيه قلق القطاع بشأن تراجع أسعار النفط وحالة عدم اليقين المرتبطة بالرسوم الجمركية.

يُعد هذا الاجتماع الأول لترمب مع مجموعة كبيرة من قادة النفط والغاز منذ توليه منصب الرئيس وإنشاء المجلس الوطني لهيمنة الطاقة المستحدث في الولايات المتحدة، الذي يهدف إلى توجيه سياسات القطاع. كشف أشخاص مطلعين على الأمر عن الاجتماع، لكنهم طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم لأنه لم يُعلن عنه رسمياً.

من المتوقع أن يحضر الاجتماع قادة بعض أكبر شركات النفط في البلاد، بما فيها أعضاء من أكبر مجموعة تجارية في القطاع، معهد البترول الأميركي. كما سيحضر الاجتماع وزير الداخلية دوغ بورغوم، رئيس المجلس الوطني لهيمنة الطاقة في إدارة ترمب، وكريس رايت، وزير الطاقة ونائب رئيس المجلس.

سياسة النفط في الولايات المتحدة

يعتبر هذا الاجتماع، مثل اجتماعات ترامب مع قادة القطاعات الأخرى، فرصة لمناقشة أولويات السياسة مع بداية فترة ولايته الثانية.

 كان ترمب قد عقد اجتماعات مشابهة خلال فترته الرئاسية الأولى، بما في ذلك لمناقشة الانهيار الكبير لأسعار النفط نتيجة لوباء كورونا والصراع على حصة بالسوق بين روسيا والسعودية.

يميل ترامب إلى إظهار إعجابه بثروة الولايات المتحدة الأميركية من النفط والغاز، إذ يطلق عليها بشكل متكرر "الذهب السائل"، وقاد زعماء القطاع، بمن فيهم الملياردير هارولد هام من شركة "كونتيننتال ريسورسز" (Continental Resources) وكيلسي وارن من شركة "إنرجي ترانسفير"، حملته الانتخابية خلال 2024.

أطلق ترمب بالفعل سلسلة تغييرات في السياسة تهدف إلى زيادة الطلب على النفط والغاز، بينما يسعى أيضاً إلى جعل إنتاج هذه الوقود الأحفوري أسهل وأقل تكلفة. تعد هذه الجهود جزءاً من حملته الأكبر لـ"تحقيق الهيمنة الأميركية في الطاقة".

رغم ذلك، ربما تتعارض جهود الرئيس لزيادة إنتاج النفط والغاز في الولايات المتحدة مع السعي لخفض أسعار الطاقة، وهو تحذير يثيره قادة القطاع بشكل متزايد. أوضح هام أن الأسعار المرتفعة -حوالي 80 دولاراً للبرميل- ضرورية لإطلاق العنان لجزء من الإنتاج.

أسعار النفط وكلفة الإنتاج

يحوم سعر خام غرب تكساس الوسيط، المرجع الأميركي، حول 67 دولاراً للبرميل، ويشهد السعر تراجعاً مرتبط بزيادة الإنتاج من قبل تحالف "أوبك+" والمخاوف من ضعف الطلب في الصين.

قال هارولد هام، الملياردير ورئيس "كونتيننتال ريسورسز"، لتلفزيون بلومبرغ أمس الأول: "هناك العديد من الحقول التي وصلت إلى نقطة يصعب فيها الحفاظ على انخفاض تكلفة الإمدادات. عندما تكون أسعار النفط أقل من 50 دولاراً - المستوى الذي تروج له الإدارة الأميركية- فإنك تصبح تحت النقطة التي ستتمكن عندها مواصلة العمل بمقولة "احفر، يا عزيزي، احفر".

رحب ترمب بانخفاض أسعار النفط وقال إن تقليص تكاليف الطاقة سيخفف الضغط على المستهلكين الأميركيين. وأثناء حملته الانتخابية، تعهد بخفض أسعار الطاقة إلى النصف، وهو هدف طموح يقول المحللون إنه قد يعني أن العديد من المنتجين الأميركيين قد لا يستطيعون تحمل تكاليف الاستمرار في الحفر.

قالت بيثاني ويليامز، المتحدثة باسم معهد البترول الأميركي: "وضعت أجندة الطاقة الخاصة بالرئيس ترمب بلادنا على المسار نحو الهيمنة على الطاقة. نحن نقدر الحصول على فرصة مناقشة كيف أن النفط والغاز الأميركيين يقودان النمو الاقتصادي ويقويان أمننا الوطني ويدعمان المستهلكين، مع الرئيس وفريقه".

مقالات مشابهة

  • ارتفاع أسعار المنتجات الأميركية بسبب الحرب التجارية التي أطلقها ترمب
  • رئيس "تعليم الشيوخ": ملف تسجيل العقارات بالسجل العيني أو الشهر العقاري مهم وله تأثير على الاقتصاد القومي
  • اليوم العالمي لحقوق المستهلك.. توعية بالممارسات التجارية العادلة والأخلاقية
  • ترامب يجتمع بشركات النفط الأمريكية وسط الحرب التجارية
  • ارتفاع الطلب على الذهب كملاذ آمن مع تزايد مخاطر الحرب التجارية
  • المركزي الأوروبي يحذر من آثار الحرب التجارية على الاقتصاد العالمي
  • تعافي أسعار النفط مع تزايد المخاوف التجارية وتوقعات بتباطؤ الطلب العالمي
  • يخوضها ترامب .. أوروبا تحذر من خطر حرب الرسوم على الاقتصاد العالمي
  • البنك الأوروبي يحذر من آثار الحرب التجارية على الاقتصاد العالمي
  • الرصاص يطلع على حملة الرقابة على الأسواق والمحلات التجارية بمدينة البيضاء