دعوة أممية عاجلة لإنقاذ ملايين اليمنيين من خطر المجاعة
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
(عدن الغد)متابعات.
بينما يحل الشتاء ضيفاً ثقيلاً على ملايين اليمنيين، خصوصاً في مخيمات النزوح التي يتضاعف أعداد القادمين فيها بفعل الهجمات الحوثية والظروف المناخية، توقعت الأمم المتحدة اتساع رقعة الجوع ونقص الغذاء، خلال الستة أشهر المقبلة.
وتوقع التقرير الأممي تفاقم مستوى انعدام الأمن الغذائي الحاد في اليمن خلال الفترة ما بين منتصفي الخريف الحالي والربيع المقبل، ومعاناة 20 في المائة من السكان من صعوبة شديدة في الحصول على الغذاء.
وأوضح أنه يوجد نحو 10.8 مليون شخص في مستوى التصنيف المرحلي المتكامل لانعدام الأمن الغذائي، و6.1 مليون شخص في مستوى الطوارئ، وهي المرحلة الرابعة من التصنيف.
ووفقاً لما ورد عن كل من منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) وبرنامج الغذاء العالمي، في تقريرهما الدوري النصف سنوي المشترك حول بؤر الجوع الساخنة في العالم؛ فمن المتوقع أن يظل انعدام الأمن الغذائي الحاد في اليمن عند مستويات حرجة خلال فترة التوقعات الممتدة بين نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي وأبريل (نيسان) المقبل.
عزا التقرير الأممي توقعاته إلى استمرار الصراع والأزمة الاقتصادية ونقص التمويل الإنساني، والتغيرات المناخية، مصنفاً اليمن رابعاً في قائمة بؤر الجوع الـ18 حول العالم، بعد الكونغو الديمقراطية والسودان وإثيوبيا من حيث عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وذكر التقرير أن وضع الأمن الغذائي سيشهد تفاقماً كبيراً خلال الربع الأخير من العام الحالي، محذراً من أن يستمر الوضع في التفاقم حتى حلول ديسمبر (كانون الأول) المقبل، مع معاناة 20 في المائة من السكان في عموم اليمن من انعدام الأمن الغذائي بشكل خطير.
ويواجه أكثر من نصف مليون طفل يمني دون سن الخامسة، مخاطر سوء التغذية الحاد، منهم 456 ألف طفل في المحافظات الوسطى والجنوبية، بينما يعاني أكثر من 97 ألفاً آخرين من سوء التغذية الحاد الوخيم
وطالب التقرير بضرورة اتخاذ إجراءات طارئة لمواجهة التدهور المتسارع لانعدام الأمن الغذائي في اليمن، وفي مقدمتها توفير 2.2 مليار دولار للأمن الغذائي والزراعة و398 مليون دولار للتدخلات التغذوية، ضمن إطار خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2023.
وشددت المنظمتان الأمميتان على ضرورة توفير دعم سبل العيش في حالات الطوارئ، وتحفيز الانتعاش الاقتصادي لزيادة توفر الغذاء والوصول الآمن إليه للأسر الأكثر ضعفاً، وتوفير المساعدات الغذائية وخدمات الوقاية من سوء التغذية، مع الاستمرار في تقديم المساعدات النقدية للنازحين واللاجئين والمهاجرين.
منذ أيام حذَّر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن (أوتشا) من أن سوء الأحوال الجوية خلال فصل الشتاء يهدد قرابة مليون شخص، أغلبهم من النازحين الذين شردتهم الحرب، وأن العائلات المقيمة في مناطق معينة في محافظات صنعاء وعمران وذمار وإب والبيضاء والعاصمة صنعاء والضالع وصعدة ومأرب أعلى مخاطر الطقس الشتوي القاسي.
كما تحدثت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، عن نزوح 26 ألف يمني خلال أسبوع، وارتفاع أعداد النازحين منذ بداية العام إلى أكثر من 55 ألف شخص، إثر الإعصار «تيج»، الذي ضرب المحافظات الشرقية للبلاد.
ورصدت المنظمة ما بين مطلع العام وحتى أواخر الشهر الماضي نزوح 9.187 عائلة تضم 55122 فرداً، وتتبعت خلال الأسبوع الأخير من هذه الفترة نزوح 4392 عائلة يبلغ عدد أفرادها 26352 شخصاً مرة واحدة على الأقل.
ويشهد اليمن إحدى أكبر أزمات النزوح الداخلية حول العالم، التي ضاعفت من تداعيات الأزمة الإنسانية التي تصفها الأمم المتحدة بالأكبر في العصر الحديث من حيث أعداد المتضررين، ولم تنجح الهدنة القائمة حالياً في التخفيف من هذه الأزمة بسبب مخاوف النازحين من عودة التصعيد العسكري أو ممارسات الجماعة الحوثية.
ويرى مصدر إغاثي في الحكومة اليمنية أن المنظمات الدولية أخفقت في مساعدة اليمنيين والتخفيف من الأزمة الإنسانية التي تعيشها البلاد منذ اندلاع الحرب في عام 2015، وأنها همشت أدوار الجهات الحكومية، مثل اللجنة العليا للإغاثة، وحوَّلتها إلى جهات تنسيقية فقط، وخصصت مبالغ كبيرة من منح المساعدات لصالح ميزانيتها التشغيلية.
واتهم المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه الجهات الدولية بوضع كرامة النازحين اليمنيين في أدنى سلم أولوياتها، مؤكداً أن هذه الجهات تجاهلت التحذيرات والمطالب الحكومية اليمنية منذ بدء الحرب، حيث فضلت العمل في العاصمة صنعاء الواقعة تحت سيطرة الجماعة الحوثية.
وكانت نتيجة هذا التجاهل - بحسب المسؤول - ما وصلت إليه أوضاع اليمنيين المتضررين من الأزمة الإنسانية والنازحين، خصوصاً في مناطق سيطرة الحوثيين، حيث تنفذ هذه الجهات أغلب أنشطتها.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: انعدام الأمن الغذائی الأمم المتحدة فی الیمن
إقرأ أيضاً:
مطالب أممية ودولية لوقف العنف بسوريا والتحقيق بأحداث الساحل
جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش التأكيد على قلقه إزاء تصاعد التوترات في سوريا، ودعا لتوقف إراقة الدماء على الفور ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات، كما دعت كل من روسيا وألمانيا إلى وقف أعمال العنف في سوريا في أسرع وقت ممكن.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن غوتيريش أكد أهمية العدالة الانتقالية والمصالحة الشاملة والشفافة من أجل السلام المستدام والحاجة إلى ضمان عمل وسائل الإعلام المستقلة ومنظمات حقوق الإنسان في سوريا.
كما دعا المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، إلى وقف فوري لمقتل المدنيين جراء الهجمات التي يشهدها الساحل السوري، مطالبا دمشق بفتح تحقيق سريع حول الأمر.
وأعرب المسؤول الأممي في بيان، اليوم الاثنين، عن قلقه البالغ إزاء ورود أنباء تفيد بمقتل نساء وأطفال ومدنيين وعائلات، جراء الهجمات المنسقة التي شنها فلول النظام المخلوع في سوريا ومجموعات مسلحة محلية أخرى.
وأضاف "يجب إيقاف قتل المدنيين في الساحل السوري بشكل عاجل"، مشيرا إلى وجود تقارير تفيد بقتل أشخاص على أسس طائفية من قبل جهات فاعلة مجهولة وقوات الأمن التابعة للحكومة المؤقتة وعناصر مرتبطين بالنظام السابق.
إعلانوتطرق تورك إلى تصريحات مسؤولي الحكومة السورية الحالية والداعية إلى احترام القوانين، مؤكدا على ضرورة اتخاذ خطوات سريعة بما في ذلك اتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية السوريين وضمان المساءلة عندما تحدث هذه الانتهاكات.
كما شدد على ضرورة إجراء تحقيقات فورية وشفافة وغير منحازة في جميع حالات الوفاة والانتهاكات الأخرى، وطالب بمحاسبة المسؤولين وفقا للمعايير والقوانين الدولية، بجانب ضرورة محاسبة الجماعات التي تروع المدنيين، على حد قوله.
وفي وقت سابق، كشف مصدر أمني للجزيرة عن زيارة وفد من الأمم المتحدة إلى الساحل السوري لتقصي الحقائق بعد الأحداث التي شهدتها المنطقة في الأيام الماضية.
وقال المصدر إن الوفد الأممي يتفقد قرى وبلدات في ريفي اللاذقية وطرطوس غربي سوريا، ويسعى لجمع كافة المعلومات بخصوص ما وقع إثر هجمات فلول النظام خلال الأيام الماضية.
وقف العنفوفي روسيا، قال الكرملين اليوم الاثنين إنه يتعين أن ينتهي العنف في سوريا في أسرع وقت ممكن. كما نقلت وكالة تاس للأنباء اليوم الاثنين عن السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا قوله إن روسيا تنسق مع الولايات المتحدة بشأن سوريا.
وعندما سئل الكرملين اليوم عن الاشتباكات في سوريا بين مؤيدين للرئيس المخلوع بشار الأسد وقوات الإدارة السورية الجديدة، قال إن العنف يجب أن ينتهي في البلاد في أقرب وقت ممكن.
ونقلت رويترز عن دبلوماسيين أن الولايات المتحدة وروسيا طلبتا عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي اليوم الاثنين بشأن تصاعد العنف في سوريا.
وفي برلين، حثت وزارة الخارجية الألمانية اليوم الاثنين الحكومة الانتقالية في سوريا على منع وقوع المزيد من أعمال العنف والتحقيق في الاشتباكات التي وقعت في الآونة الأخيرة.
وقال متحدث باسم الوزارة "نندد باندلاع أعمال عنف في مناطق طرطوس واللاذقية وحمص بسوريا.. ونحث بشكل عاجل كل الأطراف على إنهاء هذا العنف".
إعلانمعاقبة المسؤولين
وأمس الأحد قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن الولايات المتحدة تقف إلى جانب الأقليات الدينية والعرقية في سوريا بما في ذلك المجتمعات المسيحية والدرزية والعلوية والأكراد.
وندد -بحسب ما نقلت رويترز- بمن سماهم "الإرهابيين الإسلاميين المتطرفين بما في ذلك الجهاديون الأجانب الذين قتلوا الناس غربي سوريا".
ودعا روبيو السلطات المؤقتة في سوريا لمحاسبة مرتكبي هذه المجازر ضد الأقليات.
وفي فرنسا، قال وزير الخارجية جان نويل بارو إنه ناقش مع نظيره السوري أسعد الشيباني أعمال العنف التي شهدتها سوريا في الآونة الأخيرة، وأبلغه بأن باريس تتطلع إلى معاقبة المسؤولين عن تلك الأعمال.
كما دعت الصين إلى "الوقف الفوري" لأعمال العنف في الساحل السوري، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ إن بكين "تتابع عن كثب الوضع في سوريا وهي قلقة من العدد الكبير للضحايا الذي تسببت به هذه الاشتباكات المسلحة".
وخلال الأيام الأخيرة، شهدت محافظتا اللاذقية وطرطوس الساحليتان توترا أمنيا على وقع هجمات منسقة لفلول نظام الأسد، هي الأعنف منذ سقوطه، ضد دوريات وحواجز أمنية، ومستشفيات، مما أوقع قتلى وجرحى.
وإثر ذلك، استنفرت قوى الأمن والجيش ونفذت عمليات تمشيط ومطاردة للفلول، تخللتها اشتباكات عنيفة، وسط تأكيدات حكومية بأن الأوضاع تتجه نحو الاستقرار الكامل.